انتخاب رئيس لبنان.. ماذا قالت السعودية وإيران وأميركا؟
وتعهد بعلاقات جيدة مع سوريا.. جوزيف عون رئيسًا للبنان:
فاز قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، برئاسة الجمهورية اللبنانية بعد جولتين من الانتخابات عقدها مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس.
وألقى عون خطابًا أمام مجلس النواب بعد انتهاء الانتخابات، الخميس 9 من كانون الثاني، تعهد فيه بالتأكيد على حق الدولة في احتكار السلاح والدعوة إلى حوار وطني حول استراتيجية دفاعية، والانفتاح على الغرب والشرق.
ومن جملة التعهدات والوعود التي قدمها، قال عون: لدينا فرصة لبدء حوار جاد مع الدولة السورية وإقامة علاقات جيدة لا سيما احترام سيادة واستقرار البلدين.
وانطلقت الجلسة النيابية في مجلس النواب اللبناني لانتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية، بحضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية وعدد من الديبلوماسيين.
وحصد عون 99 صوتًا من نتائج الانتخابات في المجلس، من أصل 128 صوتًا.
الى ذلك توالت ردود الفعل العربية والدولية، بعد الإعلان عن انتخاب جوزيف عون، رئيسا جديدا للبنان، الخميس.
وبات قائد الجيش العماد جوزيف عون الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، بعد شغور في سدة الرئاسة استمر أكثر من عامين.
وهذه أبرز ردود الفعل الأولية على انتخاب رئيس لبنان:
أميركا
قال المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين: “انتخاب الرئيس يوم عظيم للبنان، وخطوة نحو السلام والأمن والاستقرار”.
كما قالت السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون: “سعداء للغاية” لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد.
السعودية
بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، للرئيس جوزيف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اللبنانية.
وأعرب، عن “أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار”.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن “خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يهنئان فخامة الرئيس جوزيف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اللبنانية”.
إسرائيل
رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وأعرب عن أمله أن يساهم ذلك في تحقيق الاستقرار.
وقال ساعر عبر حسابه على منصة إكس “آمل أن يساهم هذا الاختيار في تحقيق الاستقرار، ومستقبل أفضل للبنان وشعبه، وعلاقات جوار جيدة”.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “أهنئ لبنان على انتخاب رئيس جديد ديد بعد أزمة سياسية متواصلة، على أمل أن يساهم انتخابه في الاستقرار ولمستقبل أفضل للبنان ومواطنيه ولحسن الجوار”.
إيران
رحبت وزارة الخارجية الإيرانية، بانتخاب رئيس لبناني جديد، وأكدت على “المصالح المشتركة” بين البلدين.
وجاء في بحسب منشور على منصة “إكس” لسفارة إيران في لبنان: “نهنىء لبنان الشقيق بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية ونتطلع.. إلى التعاون في مختلف المجالات في شكل يخدم المصالح المشتركة لبلدينا”
“قسد”: اتفقنا مع دمشق على رفض التقسيم:
اتهمت تركيا، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) باستخدام المدنيين “دروعًا بشرية” وإرسالهم إلى مناطق القتال، وهو ما وصفته بانتهاك حقوق الإنسان.
وقالت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، 9 من كانون الثاني 2025، إن “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” و”قسد” استخدموا المدنيين كـ”دروع بشرية” في منطقة سد “تشرين”، إذ أرسلوا مدنيين إلى منطقة قتال للاحتجاج.
واعتبرت تركيا أن إرسال الجماعات للمدنيين إلى هذه المنطقة يشكل “انتهاكًا لحقوق الإنسان”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية عن بيان الوزارة.
واعتبر بيان الدفاع التركية الذي أدلى به المستشار الصحفي للوزارة، زكي أوكتورك، أن سد “تشرين” الواقع على نهر الفرات شرقي حلب، وهو نقطة ذات أهمية استراتيجية من حيث الموارد المائية وإنتاج الطاقة والأمن الإقليمي في سوريا، ويعتبر خط الدفاع الأخير لـ”قسد”.
ولفت إلى أن استخدام “قسد” للمدنيين كدروع بشرية في المنطقة، “وحتى إرسال مجموعات إرهابية بملابس مدنية، هو عمل لا يمكن إلا للجماعات الإرهابية القيام به، ويشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان”.
البيان التركي سبقه اتهام “قسد” لأنقرة باستهداف قافلة لمدنيين بالقرب من سد “تشرين”، كانت قد وصلت إلى المنطقة للاحتجاج على الضربات التركية للسد الذي يشكل خط تماس بين “قسد” و”الجيش الوطني”.
وقالت “الإدارة الذاتية” وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، أمس الأربعاء، إنه منذ أكثر من شهر، يتعرض سد “تشرين” لهجمات شرسة عبر القصف المدفعي والغارات الجوية المتواصلة من تركيا و”الجيش الوطني”، هذه الاعتداءات تهدد بشكل مباشر بخروج السد عن الخدمة، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية وبيئية خطيرة.
وأضافت عبر بيان، أن قافلة المدنيين المستهدفة ضمت الآلاف من أهالي شمال شرقي سوريا، ضربتها طائرة مسيرة تركية، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين.
ولفتت إلى أن القافلة انطلقت، صباح الأربعاء، استجابة لدعوة “الإدارة الذاتية”، بهدف التوجه إلى سد “تشرين” للتعبير عن رفضهم للهجمات التي يتعرض لها السد من قبل تركيا و”الجيش الوطني”.
تركيا تعلق على مواجهات سد “تشرين” في حلب:
اتهمت تركيا، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) باستخدام المدنيين “دروعًا بشرية” وإرسالهم إلى مناطق القتال، وهو ما وصفته بانتهاك حقوق الإنسان.
وقالت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، 9 من كانون الثاني 2025، إن “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” و”قسد” استخدموا المدنيين كـ”دروع بشرية” في منطقة سد “تشرين”، إذ أرسلوا مدنيين إلى منطقة قتال للاحتجاج.
واعتبرت تركيا أن إرسال الجماعات للمدنيين إلى هذه المنطقة يشكل “انتهاكًا لحقوق الإنسان”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية عن بيان الوزارة.
واعتبر بيان الدفاع التركية الذي أدلى به المستشار الصحفي للوزارة، زكي أوكتورك، أن سد “تشرين” الواقع على نهر الفرات شرقي حلب، وهو نقطة ذات أهمية استراتيجية من حيث الموارد المائية وإنتاج الطاقة والأمن الإقليمي في سوريا، ويعتبر خط الدفاع الأخير لـ”قسد”.
ولفت إلى أن استخدام “قسد” للمدنيين كدروع بشرية في المنطقة، “وحتى إرسال مجموعات إرهابية بملابس مدنية، هو عمل لا يمكن إلا للجماعات الإرهابية القيام به، ويشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان”.
البيان التركي سبقه اتهام “قسد” لأنقرة باستهداف قافلة لمدنيين بالقرب من سد “تشرين”، كانت قد وصلت إلى المنطقة للاحتجاج على الضربات التركية للسد الذي يشكل خط تماس بين “قسد” و”الجيش الوطني”.
بايدن يبقي تصنيف “تحرير الشام” كمنظمة إرهابية:
قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الإبقاء على تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية في سوريا لبقية فترة ولايته، ليحيل ملف الهيئة لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين مطلعين لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأربعاء 8 من كانون الثاني، إن هناك مخاوف مستمرة لدى واشنطن بشأن إدراج المقاتلين الأجانب وغيرهم من المسلحين في “هيئة تحرير الشام”، ضمن مناصب داخل وزارة الدفاع السورية، وبالتالي “ستكون الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات”، حسب قولهم.
يعتبر التصنيف الإرهابي لهيئة تحرير الشام عقبة رئيسية أمام نجاح الاقتصاد السوري على المدى الطويل، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن على “الهيئة” أن تثبت أنها انفصلت تمامًا عن الجماعات المتطرفة، ولا سيما تنظيم القاعدة، قبل رفع هذا التصنيف، وفق “واشنطن بوست”.
وعين الرئيس المنتخب دونالد ترامب منتقدين متشددين للتطرف في مناصب عليا في البيت الأبيض، بما في ذلك سيباستيان غوركا لمنصب مدير أول لمكافحة الإرهاب، ومايكل فالتز لمستشار الأمن القومي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إنه من المتوقع أن يؤدي ترك قرار “التصنيف الإرهابي” لترامب، إلى تمديد فترة العقوبات الأمريكية الكبرى المفروضة على سوريا.
ورغم إبقاء إدارة بايدن على تصنيف تصنيف “تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، لكن الحكومة الأمريكية، خففت العديد من القيود المفروضة على سوريا بهدف تحفيز انتعاش البلاد وبناء حسن النية مع الحكومة السورية الجديدة.
العلاقات وفرص التعاون بين دمشق وأبو ظبي:
ضمن جولة من الزيارات الخارجية، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ضمن وفد سوري شمل كلًا من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات أنس خطاب.
الزيارة هي الثالثة من نوعها على مستوى الزيارات الخارجية للإدارة السورية الجديدة، والثانية على صعيد التواصل الدبلوماسي مع الإمارات.
أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة التي تسلمت الحكم بعد سقوط النظام والإمارات، كانت في 23 من كانون الأول 2024، خلال اتصال هاتفي جرى بين الشيباني ونظيره بن زايد.
وبارك وزير الخارجية الإماراتي بن زايد لنظيره السوري تسلمه منصبه وبحثا سيل التنسيق المشترك بين البلدين في كافة المجالات، بحسب بيان وزارة الخارجية السورية.
وفي 6 من كانون الثاني، التقى الشيباني والوفد السوري بممثلين من حكومة الإمارات في العاصمة أبوظبي وعلى رأسها وزير الخارجية بن زايد.
الوفدان بحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى مجمل التطورات في سوريا والأوضاع الإقليمية
واشنطن باقية في سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة”:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن أن الأصول العسكرية التابعة لها المنتشرة في سوريا ستبقى في مواقعها، لمنع تنظيم “الدولة الإسلامية” من إعادة تشكيل نفسه.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الخميس 9 من كانون الثاني، إن بلاده بحاجة لإبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم “الدولة” من إعادة تشكيل نفسه بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأضاف في واحدة من مقابلاته الأخيرة قبل أن يترك منصبه، إن القوات الأميركية لا تزال ضرورية في سوريا، خاصة لضمان أمن معسكرات الاعتقال التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وأفراد عائلاتهم.
تركيا: خطة لرحلات طيران مستمرة بين اسطنبول ودمشق:
ال وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إنه من المخطط إنطلاق أول رحلة من اسطنبول إلى دمشق، في الأيام المقبلة، بعد الإنتهاء من العمل على نظام الرادار الخاص لرحلات الطيران.
وكشف الوزير التركي عن خطة لإطلاق رحلات جوية مستمرة مباشرة بين اسطنبول ودمشق، متوقعًا الوصول إلى هذا الهدف خلال ثلاثة إلى أربعة شهور.
وجاء هذا الإعلان في مقابلة للوزير لقناة “NTV” التركية، اليوم الخميس 9 من كانون الثاني.
وكانت تركيا قد علقت جميع رحلات الطيران من وإلى سوريا، في نيسان 2012.
وأعادت شركة الخطوط الجوية التركية إدراج مطاري دمشق وحلب الدوليين ضمن خيارات السفر من وإلى اسطنبول، بعد سقوط نظام الأسد، ولكن دون تحديد لأسعار التذاكر أو مواعيد الرحلات.
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن أكثر من 52 ألف سوري عادوا عبر المعابر البرية، وذلك بعد سقوط النظام.
واشار الوزير في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، 9 من كانون الثاني، عند معبر “جيفلة غوزو”، المقابل لـ “باب الهوى” في مدينة الريحانية بأنطاكيا التركية، إلى أن عدد العائدين خلال الأشهر الـ11 الأولى من 2024، بلغ 11 ألفًا و63 شخصًا، وبعد 8 كانون الأول 2024 عاد 52 ألفًا و622 شخصًا.
وأوضح أن من بين هؤلاء 9 آلاف و729 عائلة، يبلغ عدد أفرادها نحو 41 ألف شخص، بالإضافة إلى ما يقارب 11 ألف شخص عازب
شهر منذ سقوط الأسد.. هذا ما شاهدته داخل سوريا
شهر كامل قضيته كموفد لسكاي نيوز عربية، في سوريا، وهو الشهر الأهم الذي تشهده البلاد، منذ أعوام طويلة، بسبب التقلبات السياسية والاجتماعية التي وقعت، خلاله.
مشاهد من سوريا
أول ما لاحظته عند دخول سوريا، انتشار العلم السوري وصور بشار الأسد، بشكل مفرط، حيث غطت "كل الأماكن والأشياء
عندما تدخل دمشق، لا يمكنك إلا أن تلاحظ صور الرئيس السابق في كل مكان، وكذلك العلم السوري، الذي رسم في كل مكان حتى على أبواب البلدات القديمة، والسيارات المتهالكة.
كما أكد أن ملاحظته الأولى كانت بأن من الواضح أن البنية التحتية للطرق لم يتم العمل عليها منذ عقود، كما أن الناس تصطف للحصول على الخبز، في مشهد لم أعتد على رؤيته في دول أخرى كثيرة.
وجوه مضطربة وحب للحياة
عند مقابلتي سكان دمشق أدركت فورا مدى الاضطراب المتراكم منذ أعوام، وذلك بمجرد النظر إلى وجوه الأشخاص في سوريا.
بالرغم من هذا الاضطراب، فقد لاحظت أن السوريين شعب محب للحياة، ويجدون السعادة في أبسط شيء. على سبيل المثال، حتى اليوم، يحددون موعدا للذهاب إلى المنتزه وتناول فنجان من القهوة.. هذه الفعالية البسيطة قد تمثل أهم ما يميز يومهم.
أحد المشاهد التي جسدت تعلق السوري بالحياة، هو لقائي مع عامل النظافة، ذلك الرجل في الشارع، بالطريقة التي كان يعمل بها وكأن شيئا لم يحدث في البلاد، بدا وكأنه شخص يقوم بهذه الوظيفة اليوم، بحماس وإقبال على الإخلاص في تنظيف الشارع.
هو واحد من العديد من الأشخاص، الذين لا يزال لديهم شعور بالواجب المهني والأخلاقي تجاه بلادهم، حتى بعد سقوط النظام.
صفعة الواقع السوري
بدأت بفهم الواقع السوري الحالي، بعد الإقدام على الحديث مع المواطنين.
واجهت صدمة الواقعدبالحديث مع الناس، على سبيل المثال، نادل في الفندق الذي أقمت به، وهو في الخمسينيات من عمره، أخبرني أنه صحفي، لكنه لم يتمكن من كسب ما يكفي من المال من خلال مهنته لذلك قرر العمل في قطاع الخدمات.
ومثله الشخص الذي كان يعمل في مقهى سمعنا نتحدث عن العمل الصحفي، فأخبرنا أنه زميل في نفس القطاع، وتحديدا في التلفزيون، لكنه اعتاد على تقاضي ما يعادل 30 أو 40 دولار شهريا، لذا لم يستطع الاستمرار في المهنة، وبدأ العمل في مقهى.
شهدت الأيام الأولى لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وما تلاه من مظاهر اجتماعية، وترسبات عالقة بين المواطنين هناك.
مشاهد من سوريا
أول ما لاحظته عند دخول سوريا، انتشار العلم السوري وصور بشار الأسد، بشكل مفرط، حيث غطت “كل الأماكن والأشياء”.
عندما تدخل دمشق، لا يمكنك إلا أن تلاحظ صور الرئيس السابق في كل مكان، وكذلك العلم السوري، الذي رسم في كل مكان حتى على أبواب البلدات القديمة، والسيارات المتهالكة.
كما أكد أن ملاحظته الأولى كانت بأن من الواضح أن البنية التحتية للطرق لم يتم العمل عليها منذ عقود، كما أن الناس تصطف للحصول على الخبز، في مشهد لم أعتد على رؤيته في دول أخرى كثيرة.
وجوه مضطربة وحب للحياة
عند مقابلتي سكان دمشق أدركت فورا مدى الاضطراب المتراكم منذ أعوام، وذلك بمجرد النظر إلى وجوه الأشخاص في سوريا.
بالرغم من هذا الاضطراب، فقد لاحظت أن السوريين شعب محب للحياة، ويجدون السعادة في أبسط شيء. على سبيل المثال، حتى اليوم، يحددون موعدا للذهاب إلى المنتزه وتناول فنجان من القهوة.. هذه الفعالية البسيطة قد تمثل أهم ما يميز يومهم.
أحد المشاهد التي جسدت تعلق السوري بالحياة، هو لقائي مع عامل النظافة، ذلك الرجل في الشارع، بالطريقة التي كان يعمل بها وكأن شيئا لم يحدث في البلاد، بدا وكأنه شخص يقوم بهذه الوظيفة اليوم، بحماس وإقبال على الإخلاص في تنظيف الشارع.
هو واحد من العديد من الأشخاص، الذين لا يزال لديهم شعور بالواجب المهني والأخلاقي تجاه بلادهم، حتى بعد سقوط النظام.
صفعة الواقع السوري
بدأت بفهم الواقع السوري الحالي، بعد الإقدام على الحديث مع المواطنين.
واجهت “صدمة الواقع” بالحديث مع الناس، على سبيل المثال، نادل في الفندق الذي أقمت به، وهو في الخمسينيات من عمره، أخبرني أنه صحفي، لكنه لم يتمكن من كسب ما يكفي من المال من خلال مهنته لذلك قرر العمل في قطاع الخدمات.
ومثله الشخص الذي كان يعمل في مقهى “شيشة”، سمعنا نتحدث عن العمل الصحفي، فأخبرنا أنه زميل في نفس القطاع، وتحديدا في التلفزيون، لكنه اعتاد على تقاضي ما يعادل 30 أو 40 دولار شهريا، لذا لم يستطع الاستمرار في المهنة، وبدأ العمل في مقهى.