كتاب وآراء

رامي الريس:الاحتباس السياسي اللبناني وانعكاساته على المنطقة

رامي الريس صحيحٌ أن لبنان عانى تاريخيّاً من سوء الإدارة نتيجة أزمة الحكم ولعنة ضعف الدولة واستقواء الأطراف المكوّنة لها باللاعبين الإقليميين، ولكن الصحيح أيضاً أنه لم يشهد في تاريخه تقهقراً سياسياً واقتصادياً وثقافيّاً وأخلاقيّاً كما يحصل في هذه الحقبة السوداء من تاريخه المعاصر. ثمة أزمة أخلاق سياسيّة في لبنان قبل كل شيء آخر. آليّات المحاسبة والمساءلة معطلة منذ زمن، وقلما كانت فعالة باستثناء مراحل محدودة كرّست فيها الدولة حضورها

سمير عطا الله:مليون طن من الغرور

في الدول المتهالكة، المفتقرة لمقومات البقاء ومكونات السيادة، تتحول «الحكومة» إلى نكتة شعبية تُلقى عليها جميع الملامات، من الفقر إلى الطقس إلى تقلبات الطبيعة. وذلك لأن الحكومة الفاشلة تصبح رمزاً للفراغ الوطني، وانهيار المؤسسات، واستباحة القانون، وعبث السلطة السياسية بمرجعيات الاستقرار، كالقضاء والمال والأمن. وهكذا تختصر الشعوب اليائسة شكواها في مسؤول واحد هو «الحكومة» باعتبارها كياناً كاريكاتورياً قابلاً للسخرية وعاجزاً عن تحقيق أي شيء. أفجع ما حدث في فاجعة بيروت

سمير عطا الله:صيف بلا صيف

قبل فترة بلغت الحرارة في بصرة العراق 52 درجة، الأعلى في العالم. لكن فصل الصيف لم يأتِ بعد. إنه مطوَّق بالسلاسل وممنوع من الدخول. لا إجازات هذا الصيف، بل حجْر طويل. لا مطارات، بل خوف ولقاحات ورحلات ملغاة ومطاعم مغلقة وشواطئ محظورة وحجوزات معلَّقة وكآبات معمَّقة بسبب الخوف على الوظائف والأعمال والأرزاق، أو بسبب الحزن على ما ضاع منها وما سوف يضيع. وفي هذا الجو القَلِق، من يفكر في حلاوات

زهير الحارثي  :العرب والطابور الخامس... طعنة الظهر!

يبدو أنه لا حديث في العالم العربي اليوم يعلو فوق قصة تمدد المشروعين التركي والإيراني، واستباحتهما للأراضي العربية. هي تحديات ومخاطر تمس الكرامة والعزة والسيادة، ومحاولة لبعث مآسي التاريخ وخفاياه. بعد كل ما جرى ويجري في منطقتنا العربية، سواء في الخليج أو شمال أفريقيا، يتساءل كثيرون: كيف استطاعت هاتان الدولتان الإقليميتان التغلغل في النسيج العربي، واستهداف أمنه القومي، والسطو على مقدراته وخيراته؟ وكيف تمكنتا من استغلال أشخاص عرب ينتمون لتلك

سمير عطا الله:في رسائل لا تُنسى: «اللصوص أمثالك» «جيوش السماء»

  تنازع الإسكندر ذو القرنين ودارا الثالث ملك الفرس محاولة السيطرة على العالم. لم يستخدما القوة العسكرية فقط، بل الفجاجة الخطابية أيضاً. تميّز الإسكندر ببراعة حربية فائقة وشجاعة شخصية هائلة. الرسائل الواردة هنا كانت بينه وبين دارا الثالث، الذي ارتقى عرش دولة كورش في السنة نفسها التي ارتقى فيها الإسكندر عرش مقدونية (336 ق.م) وهي منقولة من كتاب «روضة الصفا» للمؤرخ الفارسي ميرخواند (1433 – 1498م). وقد ورث عن والده

سمير عطا الله:رسائل لا تُنسى

آخر أعمال المؤرخ البريطاني الشهير سيمون سيباغ مونتيفيوري «التاريخ المكتوب» الذي انتقى فيه أبرز الرسائل عبر العصور، في السياسة والحب والشجاعة، هناك مختارات كثيرة في هذا الباب، من أفضلها ما جمعه الأديب المصري محمد بدران، أيضا في سائر المواضيع والقضايا. اخترت من «مختارات» الرجلين، واحدة في القوة، وهي الرسائل بين الإسكندر الكبير ودارا ملك الفرس، وأخرى في الحب، وهي بين السلطان سليمان العظيم وجاريته، بهجة سلطان، العام 1530. إليكم أولا

حازم صاغية:الصراع على تاريخ بيروت

بعض اللبنانيين يلجأون اليوم إلى النوستالجيا، وهو ما يحصل عادة مع الشعور بأنّ مرحلة تنقضي وطريقة حياة تأفل. النوستالجيا الراهنة موضوعها مدينة بيروت، عاصمة اللبنانيين، وزمن النوستالجيا، أي زمنهم الجميل، هو تحديداً الستينات. فذاك العقد، إلى جاذبيّته الكونيّة، ذو جاذبيّة لبنانيّة مؤكّدة. إنّه يمتدّ من توصّل الولايات المتّحدة ومصر إلى التسوية التي وضعت فؤاد شهاب في سدّة الرئاسة عام 1958، حتّى حرب 1967 وما تلاها من توتّر حدودي مع إسرائيل

سمير عطا الله:الألتراس

لكل ظاهرة جمالية في الحياة، فرع للبشاعة. للجمال ألف تفسير، البشاعة لا تفسير لها، وإلا لما سميت كذلك. كرة القدم هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم. مباراة في القدرة والطاقة والذكاء تمنح أبطالها ولاعبيها ومدرسيها من المال والشهرة ما لا تعطيه أي لعبة أخرى. أحياناً يتحول لاعب مثل البرازيلي بيليه إلى رمز وطني، لأنه صورة التسامح واللاعنف والقبول بالأصول والقواعد. في مباريات الكرة إثارة وفرح، فيما في المصارعة دببة

حازم صاغية:لا تكفي إرادة البعض لطرد أميركا من المنطقة

لم تكن جريدة صينيّة ولا جريدة إيرانيّة مَن كشف الخبر الصيني – الإيرانيّ. الخبر كشفته «نيويورك تايمز» الأميركيّة يوم 11/7. مفاد الخبر أنّ بيجين وطهران توصّلتا إلى اتفاق ضخم للتعاون الاقتصادي والدفاعيّ. مصادر إعلاميّة غربيّة أخرى استكملت المعلومات: بحسب الاتفاق (25 عاماً، و400 مليار دولار)، تشتري الصين نفطاً إيرانيّاً بأسعار مخفّضة (حسم يزيد على 30 في المائة) وتبني مشاريع بنية تحتيّة في إيران، كما يتشارك الطرفان في مناورات عسكريّة وتطوير

سمير عطا الله:ابنة الفرات

تعيد قناة «المستقبل» بث برامجها القديمة كانت منها مقابلة أجراها الزميل ريكاردو كرم مع الراحلة العظيمة زهى حديد عام 1997. ذكّرتنا الحلقة بأشياء كثيرة، منها أن عالم الهندسة المعمارية لم يعرف حتى الآن عبقرياً خلاقاً ورائداً مجدداً مثل ابنة العراق التي كانت أحد أهم الرؤية المعمارية في القرن العشرين. عاشت زهى في بيروت، ودرست في الجامعة الأميركية، ولما عادت إليها لإلقاء محاضرة تجمع المعجبون في القاعات وعلى النوافذ كما استقبلوا