كتاب وآراء

حازم صاغية:البوتينيّة أعلى مراحل الاستعمار

الأربعاء – 9 جمادى الآخرة 1443 هـ – 12 يناير 2022 A A كلمة «استعمار» لم تعد تنطبق على مكان في العالم مثلما تنطبق على روسيا. إنّها الاستعمار بأكثر معانيه جلافة وبدائيّة: ممنوع أن تكون دولة ما جارةً لروسيا وحرّةً في وقت واحد. جيرة روسيا، حتّى تكون آمنة، تستدعي التخلّي عن السيادة وترك القرارات الكبرى لموسكو، لا للبرلمان الوطنيّ في حال وجوده. ممنوع، بالتالي، أن تكون الدولة المعنيّة جارةً لروسيا

سمير عطا الله:لا أحد يتذكر

الثلاثاء – 8 جمادى الآخرة 1443 هـ – 11 يناير 2022 A A ربما لأن العالم الغربي كان ملهياً باحتفالات «الكريسماس». ربما لأن المسألة نفسها لا تستحق حقاً التذكر. مهما كان السبب، فالذي نسميه التاريخ هو شيء رهيب حقاً. هذه المرة لم يتذكر أحد أن ثلاثة عقود قد مرت على ذلك المشهد الذي لم يصدقه أحد: إنزال العلم السوفياتي، المنجل والمطرقة، عن قبة الكرملين، إيذاناً بأن الدولة الكبرى، التي غطت

غسان شربل:السيد الرئيس جاء لينتقم

الاثنين – 7 جمادى الآخرة 1443 هـ – 10 يناير 2022 مـ رئيس تحرير «الشرق الأوسط»   يخاطب فلاديمير بوتين أميركا بلهجة الواثق أن نجمَها محكومٌ بالأفول. يهندس لغماً هائلاً في أوكرانيا، ويطالب بثمنٍ باهظٍ في مقابل صرف النظر عن تفجيره. يتحدث عن أوكرانيا معدداً شروطَه، لا طارحاً مطالبه. تَكرارُ اللعبة يفضح أسرارَها. لقد اخترع الكرملين الحماوة الحالية في الأزمة الأوكرانية من الألف إلى الياء. ربما كان محقاً في أن

أكرم البني:أطفال سوريا 2022!

أكرم البني كاتب سوري A A «خيمة»… هي أمنية العام الجديد، كررتها الطفلة شهد (10 أعوام) من مخيم النازحين في ريف إدلب الشمالي، بعد أن مزقت الرياح والأمطار الغزيرة خيمة أسرتها، وتمنى سامر (11 عاماً) الخلاص من طين المخيم ومتابعة دراسته كي يغدو طبيباً يداوي جراح الناس، في حين كانت أمنية لارا (8 أعوام) من مدينة حلب، العيش في أي بلد غير سوريا، فيه أمان ومدارس وألعاب، ودمعت عينا عصام

سمير عطا الله:ماذا يريد السودانيون؟عثمان ميرغني:المعضلة السودانية... هل من مخرج؟

نريد أن نعرف ماذا يريد السودانيون. يا أخي ماذا تريدون، كل يوم في الشوارع. كل يوم مظاهرات. متى تعودون إلى بيوتكم وأعمالكم، ويعود أولادكم إلى مدارسهم. متى تتصرفون مثل باقي الشعوب؟ يجيبون: نحن لا نريد شيئاً. لا أمس ولا اليوم ولا غداً. نحن نريد فقط حقوقنا كبشر: أعمال نذهب إليها، وبيوت نعود إليها، وأطفال نستطيع أن نرسلهم إلى المدارس. ونريد أن نعرف لماذا بعد نصف قرن من الثورات والانقلابات وتسريحات

حازم صاغية:" الصاروخ ضدّ الرغيف...

A A فيما كان الزمن ينتقل بنا من عام إلى عام، تحدّث كيم جونغ أون ففهمَ كثيرون أنّه قد ينتقل بلده من أولويّة الصاروخ إلى أولويّة الرغيف. الزعيم الكوريّ الشماليّ، مختتماً سنته العاشرة في السلطة، قال إنّ هدف بلاده للسنة الجديدة إطلاقُ التنمية الاقتصاديّة وتحسين حياة الناس، لأنّ كوريا الشماليّة تواجه «صراعاً كبيراً بين الحياة والموت». هذا ما قاله هو بلسانه ولم ينسبه إليه إعلام كوريا الجنوبيّة المتّهم بـ«تلفيق الأخبار»

سمير عطا الله .: عام ما أمكن وما تبقّى

A A تتبادل الشعوب في انتهاء عام وإقبال آخر، التعابير نفسها تقريباً. وفيما عدا الفرنسيين الذين يتمنون للآخرين عاماً «جيداً» بعقليتهم العلمية، يستخدم الجميع عبارة «عاماً سعيداً» برغم التوافق في ثقافات العالم على أن السعادة حالة يصعب أن تبلغ. تعامل الناس مع العام المنقضي بازدراء، أو إهمال، باعتباره لم يعد شيئاً. ويتذكرونه بأسوأ أحداثه، وبعض الشعوب تدق له طبول السخرية، والجميع يردّد: «إن شاء الله تكون السنة المقبلة أفضل عليكم

سمير عطا الله: المحبر... باللغتين

نكتب عن جميع الناس كل يوم، ونتردد كثيراً في الكتابة عن الذات. في الكتابة عن الآخرين أضع الورقة أمامي وأمضي. أما الكتابة عن الذات فهي نوع من الخطايا. ومع ذلك سامحونا، عفا الله عن ذنوبكم. بمحض المصادفة قرأت على الإنترنت أمس ترجمة بالإنجليزية لإحدى «مفكرات القرية». شعرت كأنني أقرأ لكاتب آخر. وشعرت أيضاً بفرح، لأنه لا علاقة لي باختيار النص أو لفت النظر إليه، وإنما هو عمل عفوي قام به

سمير عطا الله:سيدة السنة وسوسن الأبطح:مفاجآت 2022

لم تترك أنجيلا ميركل مجالاً للبحث فيمن هي شخصية العام 2021 النسائية. أهم رئيسة وزراء، هي. أهم أوروبية هي، أهم سياسية هي. أنجح مستشارة هي. لماذا؟ إن ميركل حققت كل ما حققت في دعة وهدوء، ومن دون مخالفة أي قانون أو عرف، أو إثارة أي مشكلة مع حلفائها أو جيرانها أو خصومها. كانت أول امرأة تحتل مقعد المستشار. وفي هذا المقعد جلس رجل فظ مثل بسمارك، موحّد ألمانيا، وهتلر وحشها

سمير عطا الله:مَن تسمّي: رجل الأعوام

الخميس – 26 جمادى الأولى 1443 هـ – 30 ديسمبر 2021 مـ يضيع المرء عندما يبحث في أحداث عام واحد. ما هو الأفضل وما هو الأسوأ، وفي الحالتين ما هي المقاييس. وفي اعتقادي أن المقاييس لم تتغير منذ الخليقة: الخير والشر، والعدل والظلم، والنجاح والفشل، الإنجاز والثرثرة. في الماضي كانت الدول تضع لنفسها ما تسميه «الخطة الخمسية». إذا توافر لها من الدخل ما يمكنها من أن تخطط لنصف عقد على