كتاب وآراء

حازم صاغية:وعيٌ أكثريّ رديء ووعي أقلّيّ رديء أيضاً...

الأحد – 15 ذو الحجة 1442 هـ – 25 يوليو 2021 مـ A A مع اقتراب الذكرى السنويّة الأولى لتفجير مرفأ بيروت، ظهرت عريضة وقحة وقّعها 28 نائباً لبنانيّاً. موقّعو العريضة متحمّسون لعدم رفع الحصانة عن نوّاب ثلاثة (هم وزراء سابقون). إنّهم يريدون أن لا يحاكمهم القضاء، بل «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء» الذي يعيّنه مجلس النوّاب. إذاً: نحاكم أنفسنا بأنفسنا. العريضة لم تكن مجرّد محاولة لعرقلة ما يقوم به

مشعل السديري:مقتطفات السبت

السبت – 14 ذو الحجة 1442 هـ – 24 يوليو 2021 مـ كثيراً ما أودى الجهل بالمصائب، ويحق لي أن أقول فعلاً: من الجهل ما قتل، وإليكم هذه المحاكمات أو المساءلات الموثقة: سأل القاضي قاتل الرئيس المصري السابق (أنور السادات): قتلت السادات ليه؟، قال له: (لأنه علماني)، فرد القاضي: ويعني إيه علماني؟، فقال القاتل: (ماعرفش). وفي حادثة محاولة اغتيال (نجيب محفوظ) سأل القاضي الرجل الذي طعن نجيب محفوظ: لماذا طعنته؟،

سمير عطا الله:تحرُّش

الجمعة – 13 ذو الحجة 1442 هـ – 23 يوليو 2021 مـ الأفضل لبعض القصص أن تروى من بداياتها، من أجل المزيد من الوضوح. جيلنا وزمننا لم يكن يفرّق كثيراً بين مغرب ومشرق. ولم تكن تونس بعيدة أو قريبة من بيروت. وكان بعضنا ضد الحبيب بورقيبة، وبعضنا الآخر يؤيده، كأنما في خلاف محلي. وبالنسبة إليّ كان «المجاهد الأكبر» والنموذج العربي القادم، يشبه نهرو إلى حد بعيد: عاش في سجون الاستعمار

سمير عطا الله:الثقب يتوسّع والانحباس يضيق

الخميس – 12 ذو الحجة 1442 هـ – 22 يوليو 2021 A A أنا من القوم الذين يأنسون إلى حكايات الجدّات في تفسير الأشياء لكي لا يتكلفوا شقاء البحث عن أصول الحقائق وجذور الأشياء. فماذا سوف يتغيّر عندي إن كان في الكون 270 مليار مجرّة ضوئية أو 271 ملياراً. فقد كانت هذه المجرّات تضيء ليالينا في القرى، ونحاول أن نحصي منها ما نستطيع، وعندما نضيع بينها وتكلّ أصابعنا، نعود إلى

حازم صاغية:لبنان: أنكبةٌ هي أم نكسة؟

الأربعاء – 11 ذو الحجة 1442 هـ – 21 يوليو 2021 مـ A A انتزع عرب القرن العشرين تعبيرين من الطبيعة ثمّ جاؤوا بهما إلى السياسة والاجتماع: «النكبة» وصفاً لنشأة إسرائيل في 1948، و«النكسة» وصفاً لهزيمة «حرب الأيّام الستّة» عام 1967. المشترك بين التعبيرين هو بالضبط كونهما طبيعيّين: إنّهما يُعفيان البشر من المسؤوليّة عن أفعالهم ويردّان المسؤوليّة كلّها إلى قوى لا سيطرة إنسانيّة عليها، كالبراكين والزلازل المدمّرة… المختلِف بين التعبيرين

سمير عطا الله:مفكرة القرية: رحلة يوسف صابر ومشعل السديري:تعطيني كِلْوتك أعطِك كِلْوتي

الثلاثاء – 10 ذو الحجة 1442 هـ – 20 يوليو 2021 مـ A A كان يوسف صابر أسمر البشرة، سمرة الهنود، لا سمرة العرب. وكان شارباه معكوفين إلى فوق، نمط القرى في الأربعينات، في كل العالم. ولذلك يمكننا القول إن شاربي يوسف صابر كانا مثل شوارب المارشال فوش، أو يوسف ستالين، أو أبو عفيف كريدية، زعيم قبضايات بيروت. ولم يكن ليوسف صابر من القوة أو النفوذ أو الكفاية، سوى هذين

غسان شربل:دمشق والنافذة الصينية

الاثنين – 9 ذو الحجة 1442 هـ – 19 يوليو 2021 مـ رئيس تحرير «الشرق الأوسط»   A A كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أول زائر يستقبله الرئيس بشار الأسد بعد تأديته اليمين الدستورية لولاية رابعة من سبع سنوات. ولأن الوزير الصيني لم يزر دمشق منذ عقد كامل يصعب اتهام الصدفة بأنها وراء ترتيب الموعد في مثل هذا اليوم بالذات. ومن يعرف دمشق يعرف أنها مفرطة الاهتمام بأي تفصيل

حازم صاغية:أفغانستان... أفغانستان!

الأحد – 8 ذو الحجة 1442 هـ – 18 يوليو 2021 مـ A A أفغانستان مكان يُفترض بالعقائد والبرامج السياسيّة أن تتواضع وهي تفكّر فيه. يُفترض أن تجفل وهي تقدّم مقترحاتها لعلاجه، هو الذي يفيض عن ضفّتي احتلال وتحرير، أو استعمار واستقلال. تجربة ذاك البلد كافية لإقناعنا بأنّ الأفكار السياسيّة والآيديولوجيّة الكبرى لا تكفي وحدها. لا السوفيات وشيوعيّتهم، ولا الأميركان وليبراليّتهم، ولا الإسلام السياسيّ بمجاهديه ثمّ بطالبانه أفلحوا في معالجة

مشعل السديري:مقتطفات السبت وسمير عطا الله:إيطالي بلا غناء

السبت – 7 ذو الحجة 1442 هـ – 17 يوليو 2021 مـ A A في مدينة دوسلدورف الألمانية، جرت مباراة فريدة من نوعها لكرة القدم، حيث جمعت قساوسة مسيحيين في فريق، والطرف الآخر كان أئمة مسلمين، فيما تولى قيادة المباراة حَكَم حبر يهودي. وأقيمت المباراة برعاية لاعب المنتخب الألماني (مسعود أوزيل) تحت عنوان (مباراة عبر الأديان)، وألقى العمدة كلمة قبل المباراة معبراً عن سعادته بهذا النهج لتسامح الأديان، ودهشته من

سمير عطا الله:انتصار أبشع من الهزيمة وسوسن الأبطح: من حلاوة الروح

A A قبل أي شيء، يجب الإقرار بأن جبران باسيل قد ربح. فاز على سعد الحريري وعلى «تيار المستقبل» وعلى الرئيس نبيه بري وعلى بطريرك الموارنة، وعلى الرموز السنية وعلى الجامعة العربية والدول الكبرى. وانتصر – خصوصاً – على لبنان. كيف يمكن أن يهزم كل هذه القوى الوطنية رجل خارج عن كل أعراف لبنان ومفاهيمه، وحتى الاتفاق بين روسيا وأميركا وبريطانيا، وعن موقف مصر، وعن رغبة الفاتيكان وسائر قوى الاعتدال