كتاب وآراء

سمير عطا الله:الثقب يتوسّع والانحباس يضيق

الخميس – 12 ذو الحجة 1442 هـ – 22 يوليو 2021 A A أنا من القوم الذين يأنسون إلى حكايات الجدّات في تفسير الأشياء لكي لا يتكلفوا شقاء البحث عن أصول الحقائق وجذور الأشياء. فماذا سوف يتغيّر عندي إن كان في الكون 270 مليار مجرّة ضوئية أو 271 ملياراً. فقد كانت هذه المجرّات تضيء ليالينا في القرى، ونحاول أن نحصي منها ما نستطيع، وعندما نضيع بينها وتكلّ أصابعنا، نعود إلى

حازم صاغية:لبنان: أنكبةٌ هي أم نكسة؟

الأربعاء – 11 ذو الحجة 1442 هـ – 21 يوليو 2021 مـ A A انتزع عرب القرن العشرين تعبيرين من الطبيعة ثمّ جاؤوا بهما إلى السياسة والاجتماع: «النكبة» وصفاً لنشأة إسرائيل في 1948، و«النكسة» وصفاً لهزيمة «حرب الأيّام الستّة» عام 1967. المشترك بين التعبيرين هو بالضبط كونهما طبيعيّين: إنّهما يُعفيان البشر من المسؤوليّة عن أفعالهم ويردّان المسؤوليّة كلّها إلى قوى لا سيطرة إنسانيّة عليها، كالبراكين والزلازل المدمّرة… المختلِف بين التعبيرين

سمير عطا الله:مفكرة القرية: رحلة يوسف صابر ومشعل السديري:تعطيني كِلْوتك أعطِك كِلْوتي

الثلاثاء – 10 ذو الحجة 1442 هـ – 20 يوليو 2021 مـ A A كان يوسف صابر أسمر البشرة، سمرة الهنود، لا سمرة العرب. وكان شارباه معكوفين إلى فوق، نمط القرى في الأربعينات، في كل العالم. ولذلك يمكننا القول إن شاربي يوسف صابر كانا مثل شوارب المارشال فوش، أو يوسف ستالين، أو أبو عفيف كريدية، زعيم قبضايات بيروت. ولم يكن ليوسف صابر من القوة أو النفوذ أو الكفاية، سوى هذين

غسان شربل:دمشق والنافذة الصينية

الاثنين – 9 ذو الحجة 1442 هـ – 19 يوليو 2021 مـ رئيس تحرير «الشرق الأوسط»   A A كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أول زائر يستقبله الرئيس بشار الأسد بعد تأديته اليمين الدستورية لولاية رابعة من سبع سنوات. ولأن الوزير الصيني لم يزر دمشق منذ عقد كامل يصعب اتهام الصدفة بأنها وراء ترتيب الموعد في مثل هذا اليوم بالذات. ومن يعرف دمشق يعرف أنها مفرطة الاهتمام بأي تفصيل

حازم صاغية:أفغانستان... أفغانستان!

الأحد – 8 ذو الحجة 1442 هـ – 18 يوليو 2021 مـ A A أفغانستان مكان يُفترض بالعقائد والبرامج السياسيّة أن تتواضع وهي تفكّر فيه. يُفترض أن تجفل وهي تقدّم مقترحاتها لعلاجه، هو الذي يفيض عن ضفّتي احتلال وتحرير، أو استعمار واستقلال. تجربة ذاك البلد كافية لإقناعنا بأنّ الأفكار السياسيّة والآيديولوجيّة الكبرى لا تكفي وحدها. لا السوفيات وشيوعيّتهم، ولا الأميركان وليبراليّتهم، ولا الإسلام السياسيّ بمجاهديه ثمّ بطالبانه أفلحوا في معالجة

مشعل السديري:مقتطفات السبت وسمير عطا الله:إيطالي بلا غناء

السبت – 7 ذو الحجة 1442 هـ – 17 يوليو 2021 مـ A A في مدينة دوسلدورف الألمانية، جرت مباراة فريدة من نوعها لكرة القدم، حيث جمعت قساوسة مسيحيين في فريق، والطرف الآخر كان أئمة مسلمين، فيما تولى قيادة المباراة حَكَم حبر يهودي. وأقيمت المباراة برعاية لاعب المنتخب الألماني (مسعود أوزيل) تحت عنوان (مباراة عبر الأديان)، وألقى العمدة كلمة قبل المباراة معبراً عن سعادته بهذا النهج لتسامح الأديان، ودهشته من

سمير عطا الله:انتصار أبشع من الهزيمة وسوسن الأبطح: من حلاوة الروح

A A قبل أي شيء، يجب الإقرار بأن جبران باسيل قد ربح. فاز على سعد الحريري وعلى «تيار المستقبل» وعلى الرئيس نبيه بري وعلى بطريرك الموارنة، وعلى الرموز السنية وعلى الجامعة العربية والدول الكبرى. وانتصر – خصوصاً – على لبنان. كيف يمكن أن يهزم كل هذه القوى الوطنية رجل خارج عن كل أعراف لبنان ومفاهيمه، وحتى الاتفاق بين روسيا وأميركا وبريطانيا، وعن موقف مصر، وعن رغبة الفاتيكان وسائر قوى الاعتدال

سمير عطا الله:لأنها الروائع

الخميس – 5 ذو الحجة 1442 هـ – 15 يوليو 2021 مـ A A هل «الإلياذة» أول وأهم ملحمة شعرية في التاريخ؟ هل صحيح أن كاتبها واحد هو اليوناني الأعمى هوميروس؟ هكذا يقال. ويقال أيضاً إنها من صنع 12 شاعراً. وإن القرن الذي أعلنت منه يبعد 12 قرناً عن الذي وضعت فيه. أين الحقيقة إذن؟ لا في أي فصل ولا في أي مكان. كل ما هناك أن رجلاً، أو دزينة

حازم صاغية: «للمرّة الأولى» في لبنان...

الأربعاء – 4 ذو الحجة 1442 هـ – 14 يوليو 2021 مـ A A «للمرّة الأولى» تعبير كثيراً ما يردّده اللبنانيّون هذه الأيّام: للمرّة الأولى (منذ 1916) نقترب من المجاعة. للمرّة الأولى ينهار التعليم والاستشفاء. للمرّة الأولى يختفي الدواء والبنزين. للمرّة الأولى تنهب المصارفُ المودعين… لكنْ للمرّة الأولى أيضاً يكون الطاقم الحاكم على هذه التفاهة التي هو عليها اليوم. هذا ليس مديحاً لسياسيّين حكموا لبنان في مراحل سابقة. إنّه مجرّد

غسان شربل:حكاية رجل يحب المتفجرات

الاثنين – 2 ذو الحجة 1442 هـ – 12 يوليو 2021 A A هذه رحلة قد تتاح مرة واحدة في عمر كامل. أقلعت الطائرة من مطار دمشق. كان ذلك في 20 مايو (أيار) 1985. نظرت ورائي فرأيت العسكري الإسرائيلي الأسير يستطلع المكان بعينيه. أغلب الظن أنه يحلم باسترداد حريته في غضون ساعات لكن من البديهي أن يخشى مفاجآت الساعات الأخيرة. المدير الفعلي للرحلة كان فضل شرورو، عضو قيادة «الجبهة الشعبية