كتاب وآراء

سمير عطا الله : فرسان البر وأمراء البحار

الثلاثاء – 2 شهر رمضان 1442 هـ – 13 أبريل 2021 مـ وجد الإنسان الأول نفسه في بقعة صغيرة من الأرض، وفرح عندما عثر على كهوف محفورة في الصخور، فصار يبيت فيها في الليل، ويخرج إلى الصيد في النهار. ورأى الشمس تغرب في المساء على مقربة منه، فمشى إليها، ولا يزال يمشي إلى اليوم. وبعدما تسلق أعلى قمم الأرض، وأبحر حولها، وقسمها إلى قارات، قرر الخروج إلى مدارها، وأن يتأملها

غسان شربل:الأردن وصيانة الاستقرار وسط الحرائق

الاثنين – 23 شعبان 1442 هـ – 05 أبريل 2021 مـ غسان شربل رئيس تحرير «الشرق الأوسط»   A A مناخ الأردن ليس عاصفاً أصلاً، لا في علاقات الدولة بجيرانها، ولا في علاقاتها بمواطنيها. وتجربة الأردن تفسحُ المجالَ للتعبير عن الاختلافات والتباينات، سواء تحت سقف البرلمان أو في الشارع. اجتازت هذه التجربة امتحانات عدة في العقود الماضية. غابت القسوة التي طبعت الممارسات في دول مجاورة، وإن احتفظت أجهزة الأمن بهيبتها

أكرم البني:المعارضة السورية والدور المفقود!

الجمعة – 20 شعبان 1442 هـ – 02 أبريل 2021 مـ أكرم البني كاتب سوري تتواتر في المشهد السوري المعارض مبادرات تنظيمية لتشكيل تجمعات سياسية أو مؤتمرات وطنية، بغرض خلق هيئة تمثيلية جديدة يتوخى منها إخراج المعارضة السورية من ضعفها وقصورها المزمن في تحمل مسؤولياتها، كانت أوضحها الدعوة لعقد «مؤتمر القوى الوطنية» كبديل ينزع الشرعية عن «الائتلاف الوطني»، تلتها المطالبة بتشكيل «مجلس عسكري»، ثم «تجمع ديمقراطي»، وآخرها الإعلان عن عقد

عبد الرحمن الراشد:الصين وأميركا في الخليج

A A إيران تواجه الانتقادات الداخلية والخارجية من توقيعها الاتفاقية الثنائية مع الصين بالتهوين قائلة، إنها مجرد اتفاق ثنائي آخر، لكن ذلك يبدو بعيداً عن الحقيقة. تقريباً، كل نفوط إيران وغازها وموانئها وقطاراتها ومشاريعها وأسواقها ذهبت إلى الصين ولربع قرن، التي تعهدت بدورها بالتمويل والسلاح والدعم السياسي. هذا الاتفاق الثنائي الاستراتيجي سيضطر الدول الغربية إلى إعادة النظر في رؤيتها للمنطقة، وفق مصالحها التي أصبحت مهددة أكثر من ذي قبل. هل

حازم صاغية : «رَبع الله»: آخر نيابة عن الله... حتّى الآن!

الأربعاء – 18 شعبان 1442 هـ – 31 مارس 2021 م A A ليس جديداً تأسيس أحزاب دينيّة، لا في العالمين العربيّ والإسلاميّ ولا في سواهما. عربيّاً، كان أوّل تلك الأحزاب «جماعة الإخوان المسلمين» في 1928، ثمّ تأسّست في بلدان عربيّة شتّى أحزاب حملت تسميات «حزب التحرير الإسلاميّ» و«الجماعة الإسلاميّة» و«عبّاد الرحمن» و«شباب محمّد» وسواها. هذه الأحزاب تحاشت كلّها ذكر اسم الله، وإن كانت، بطبيعة الحال، على بيّنة من الآية

سمير عطا الله:مجرد تشابه

A A توقفت عن متابعة الأخبار الداخلية في إسرائيل منذ أن اغتيل إسحق رابين وانتخب بنيامين نتنياهو. فحزب «الليكود» مقروء سلفاً منذ 1948، والآمال التي وضعها ياسر عرفات على السلام وأوسلو، تبددت وهو لا يزال على قيد الحياة. من قبيل الفضول فقط، تابعت انتخابات نتنياهو الرابعة. ففي اقتناعي أن كثرة الممارسة الديمقراطية في إسرائيل، تعادل تماماً، ندرتها في العالم العربي. والنتائج واحدة. لكن الطرافة السوريالية هذه المرة، أن ضياع الأحزاب

سمير عطا الله:نيل المالح

هي «قناة السويس». وهي أحياناً، «القنال»، ودائماً «القناة»، اسم علم لا مثيل له بين الممرات المائية التي حفرها الإنسان، وكان أولها وأهمها، هذا الممر، الذي ربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وآسيا بأفريقيا، واختصر خطوط التجارة حول العالم. صحيح أن شركة فرنسية شقت القناة عام 1859، لكن الفراعنة حاولوا ذلك من قبل، نحو خمسة منهم على الأقل. ليس الفرنسي فردينان دو لسبس أول من أدرك أحادية موقع مصر، الجغرافي والاستراتيجي،

حازم صاغية:الكتاب جيّد... لكنْ امنعوه!

«… ومعلومٌ أن الكتاب قد تُرجم الى أكثر من 45 لغة منذ تاريخ صدوره عام 2011، وقد احتلّ قائمة «نيويورك تايمز» كأكثر الكتب مبيعاً في نسخته الإنكليزيّة». حين يقرأ واحدنا عبارة كهذه ماذا يفعل؟ يسارع إلى شراء الكتاب، فإن لم يجده في بلده طلبه من الخارج. لكنْ ينبغي عدم التسرّع في الاستنتاج والامتناع عن التصرّفات الهوجاء. فالمقصود بالعبارة أعلاه، التي وردت في خبر «ثقافيّ» لجريدة «الأخبار» اللبنانيّة (في 3/19)، ليس

سمير عطا الله:علامَ العجلة علامَ؟

في الستينات، كانت فيتنام تحترق؛ شمالها وجنوبها. وكان الغرب غرباً، والشرق شرقاً، كما في كل الأزمان. كل فريق يدعم فريقه؛ من بعيد. وكلما اقترب من الحل والسلام، قيل لهم؛ من بُعد: على ماذا الاستعجال؟ تطل إيران من طهران على جبهاتها في العالم العربي، متعجبة: على ماذا تستعجلون؟ كلهم بضعة قتلى في الزائد، وبعض المزيد من الخراب، والتلاشي، والتقهقر، والجوع، ورمي الأطفال في القتل، وإغلاق المدارس، وإغلاق مستقبل الأجيال الآتية برمتها،

سمير عطا الله:كانت حربها مع المرأة

الخميس – 12 شعبان 1442 هـ – 25 مارس 2021 م كان متوقعاً أن ينقسم الناس حول نوال السعداوي في غيابها، كما انقسموا في حياتها. شخصيتها الحادة، ولغتها الجريئة، وثبات 70 عاماً، لم تكن تتحمل موقفاً وسطياً منها. ومن المؤكد أن لا شبيه لها في الحركة النسوية، لا في مصر، ولا في غيرها. فالحركات النسوية في العالم العربي لم تخرج عن النداءات الاجتماعية ومسايرة الرجل من أجل بعض الحقوق التجميلية.