على شاطئ البحر في مدينة البصرة تم فتح مكتبة مجانية للمارة وعشاق الأدب، الأمر الذي جعل مجموعة من شباب البصرة يستعدون للانتقال بالقراءة من ضنك المعيشة إلى فضاء الشوارع. وقال ياسين ثائر، 17 عاما، وهو أحد منظمي المبادرة إنهم اختاروا المكان بعناية قرب تمثال شاعر عراقي كبير وفي مكان يصلح لأن يكون ملتقى للعائلات.
وأوضح «إحنا مجموعة من الشباب قررنا افتتاح مكتبة مجانية وخاصة في هذا المكان، قرب تمثال (الشاعر) بدر شاكر السياب في الكورنيش. اخترنا هذا المكان باعتباره مكان ملتقى للعوائل والشباب يعني مكانا جيدا للجلوس»، حسب رويترز.
وأضاف «أيضا المكتبة مجانية من أجل حث الشارع البصري على القراءة وتقريبهم من الكتب وتحتوي المكتبة على مجموعة من الكتب الاجتماعية والاقتصادية وسياسية وحتى قانونية». من جانبه أعرب حمزة مهدي، من سكان البصرة، عن إعجابه بالمبادرة مفضلا إياها عن التسكع في الشوارع أو تدخين النرجيلة.
وقال مهدي، 35 عاما، «يعني أني أشوفها حلوة يعني، أحلى مما قاعد إنه صراحة وحاطط نارجيلة وما أعرف أيش وهالسوالف إلى ما لهم داعي لو افتر بالشوارع ودراجات (يتجولون في الشوارع على الدراجات النارية). حقيقة أحكي لك ياها أشوفها حلوة حتى لو هسه يقعد 5 دقايق لو يقراله قصيدة». ومع استمرار جائحة كورونا في الانتشار بالعراق، يتزايد الإقبال على تمضية الوقت في الهواء الطلق على حساب الزيارات أو الجلوس في المطاعم.
ويقول ماجد محمود، 39 عاما، ويعمل مؤلفا «عرض الكتب أمام المارة في الأماكن العامة والشوارع هذا الأمر يكتسب أهمية ثقافية لأنه يحفز الناس على القراءة واقتناء الكتب بدل أن يتوجهوا إلى المكتبات والمكاتب في البصرة القليلة نسبياً. هؤلاء الشباب جاءوا بكتبهم إلى الشارع وبالنتيجة هي مبادرة ثقافية طيبة».
من جهته قال حسن علي محمد، 35 عاما، وهو من سكان البصرة «اليوم إحنا بحاجة في ظل أزمة كورونا وأجواء رمضان المبارك يعني بحاجة إلى تثقيف والقراءة وتوعية الناس بالقراءة الصحيحة». وتضم «مكتبة الشارع» حوالي 250 كتابا ويديرها مجموعة من الشباب تسمى «متطوعو البصرة الشباب» الذين يقولون إنهم يريدون تشجيع الناس على القراءة.
برامج حوارية تفجّر خلافات بين فنانين مصريين في رمضان
فجّرت بعض البرامج الحوارية المصرية الرمضانية خلافات حادة بين فنانين مصريين بسبب ردودهم على أسئلة وصفت بأنها «جريئة» و«شديدة الخصوصية»، وحرصت هذه البرامج على اختيار ضيوف، وإعطاء آخرين الفرصة للرد، ما خلق سجالاً وتراشقاً إعلامياً خلال الأيام القليلة الماضية.
ويأتي في مقدمة هذه البرامج «شيخ الحارة والجريئة»، الذي تقدمه المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، التي اتجهت إلى تقديم البرامج في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى برنامج «العرّافة» الذي تعود به الإعلامية المصرية بسمة وهبة إلى تقديم البرامج الحوارية الجريئة مرة أخرى، بعد تركها برنامج «شيخ الحارة» الذي قدمته على مدار ثلاثة مواسم متتالية في شهر رمضان.
وتقول وهبة لـ«الشرق الأوسط»: «إنها صاحبة الفكرة والسبق في برنامج (شيخ الحارة)»، مشيرة إلى أنه رغم حزنها لافتقادها البرنامج، فإنها لم تجد صعوبة في إيجاد أفكار مشابهة لـ«شيخ الحارة»، لتطل مجدداً على الشاشة في رمضان عبر برنامج «العرّافة».
وظهرت المذيعة المصرية مي حلمي مع المخرجة إيناس الدغيدي أخيراً، وتحدثت عن أسرارها وعلاقاتها بزوجها السابق المطرب محمد رشاد، الذي رد بدوره عبر البرنامج نفسه، بعد يومين من استضافة طليقته متحدثاً عن تفاصيل علاقتهما الشخصية، قبيل الطلاق، الأمر الذي عرضهما للانتقاد بسبب نشر أسرارهما الخاصة بشكل علني.
وبحسب نقاد، فإن هذه البرامج تسعى إلى تصدر «الترند» وصنع مشاهدات مرتفعة يومياً في رمضان، ويقول الكاتب والناقد الفني أيمن نور الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «الإعلام خرج عن نطاق رسالته في الآونة الأخيرة، خصوصاً في بعض القنوات الخاصة الباحثة عن المزيد من الشهرة والرواج والإعلانات»، مضيفاً أن «العامل التجاري والاقتصادي لعب دوراً كبيراً في إبراز هذه البرامج خصوصاً في رمضان».
ويعزو نور الدين، سبب اتجاه الكثير من المذيعين إلى هذه النوعية من الحوارات الجريئة والمرتبطة بالحياة الشخصية للمشاهير، إلى أن الحديث عن الفن في حد ذاته لم يعد جاذباً للجمهور أو الرأي العام أو المعلنين، بعد موافقة فنانين على الحديث عن علاقات وتجارب ذاتية يتصدرون من خلالها الترند.
ونجحت هذه النوعية من البرامج في إحياء مواقف قديمة مر بها عدد من الفنانين من بينهم إيمان البحر درويش، الذي أثار حوله الكثير من السجال بعد ظهوره في برنامج «العرّافة» وتحدث عن عدد من زملائه على غرار الفنان علي الحجار والفنانة أنغام، وكشف درويش خلال الحوار عن خلافات قديمة وقعت بينه وبين الحجار.
كما هاجمت الفنانة المصرية إلهام شاهين، تصرفات الفنانة رانيا يوسف، بسبب ظهورها المثير للجدل بشكل مستمر، موضحة أنها تبحث عن الترند.
ووصفت شاهين، خلال حوارها في برنامج «شيخ الحارة والجريئة»، تصرفات الفنانة رانيا يوسف بأنها «غير طبيعية وبها لفت نظر ويجب ألا تبحث عن الترند».
وتحظى هذه البرامج باهتمام وتغطية موسعة من المواقع الإخبارية المصرية التي تتفاعل مع تصريحات النجوم النارية، وتبرزها وتحتفي بها بشكل لافت عبر صفحاتها على «السوشيال ميديا»، ما يخلق رأياً عاماً حولها.
وتمكنت الإعلامية بسمة وهبة أخيراً من صناعة اشتباك بين المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة، الذي انتقد المطرب الشعبي سعد الصغير بشكل لاذع، إلى حد اتهامه بأنه ليس مطرباً ولا يمكن مقارنته بأي مطرب شعبي آخر على غرار محمود الليثي وطارق الشيخ وأحمد شيبة.
وتكرس هذه البرامج فكرة «التصريحات النارية» التي تتسبب في وقوع خلافات عائلية كان من أبرزها أزمة الفنانة هالة صدقي التي أعلن زوجها المحامي سامح زكريا تطليقها عقب انتهاء الحلقة. وقالت صدقي، خلال استضافتها في برنامج «شيخ الحارة والجريئة»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، إن والدتها توفيت بسببها، لا سيما بعد تسلمها قبل وفاتها مباشرة إعلان قضية ضدها، مضيفة: «ماتت من حرقة الدم… مشاكلي وجعت قلبها».
ويؤكد نور الدين أن الحافز المادي المغري، هو الذي يشجع بعض الفنانين والمشاهير للظهور بمحض إرادتهم في هذه البرامج، للتحدث في الأمور الشخصية»، لافتاً إلى أن «البعد التجاري لعب دوراً كبيراً في تغيير المنهج الإعلامي في السنوات الأخيرة، وأصبح هو سيد الموقف الذي خلق هذا النوع من البرامج المشوقة لكثير من الجمهور بعيداً عن استنكار البعض لها.