بعد أن تمكن خبراء في أكثر من دولة من تدريب كلاب الشرطة لتكون قادرة على اكتشاف حالات الإصابة بفيروس كورونا، أعلن باحثون هولنديون أنهم تمكنوا من تدريب مجموعة من النحل، التي تملك حاسة شم قوية، على الكشف عن عينات مصابة بفيروس كورونا.
حسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نشر السبت 8 مايو/أيار 2021، فإن الخبراء يقولون إن هذا الاكتشاف من شأنه أن يقلص فترات انتظار نتائج فحوص فيروس كورونا المستجد إلى ثوانٍ فقط.
النحل للكشف عن فيروس كورونا
قال ويم فان دير بول، الأستاذ في جامعة فاغينينغين، الذي قاد البحث: “ليس كل المختبرات لديها إمكانيات إجراء اختبارات كورونا، ولاسيما في البلدان الفقيرة، بينما النحل متوفر في كل مكان”.
إذ قام العلماء بتدريب ما يقرب من 150 نحلة باستخدام نظرية بافلوف للتكيف والتأقلم، إذ أعطى الباحثون النحل مياهاً محلاة بالسكر مكافأة لها بعد عرضها على عينات ملوثة بكوفيد-19، وفي المقابل جرى حرمان النحل من المكافأة بعد عرضها على عينات غير مصابة بالفيروس.
بينما لا تزال التجارب مستمرة، قال فان دير بويل إن العلماء يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق معدل دقة يبلغ حوالي 95% إذا استخدموا حشرات متعددة لشم كل عينة.
كما أضاف: “كان هدفنا الأول هو إثبات أنه يمكننا تدريب النحل على القيام بذلك، وهذا هو الأمر الذي نجحنا فيه، ونحن نواصل العمل لمعرفة مدى نجاح الطريقة”.
كيف يتم تدريب النحل
لفت فان دير بويل إلى أن النحل شم عينات من حيوانات المنك والبشر، وكان جيداً في التعرف على العينات المصابة بالفيروس في كلتا الحالتين.
نشأت فكرة البحث من مؤسسي شركة “InsectSense” الهولندية الناشئة لتكنولوجيا الحشرات، والتي سبق لها استخدام النحل للكشف عن المعادن الثمينة والألغام الأرضية.
أوضحت الشركة أنها تعمل على آلة يمكنها تدريب عدة حشرات من النحل في وقت واحد لإجراء الاختبارات، بالإضافة إلى تصنيع رقاقة بيولوجية تستخدم جينات من الخلايا التي تشمها النحل لاكتشاف الفيروس.
إذ ستلغي تلك الرقاقة الحاجة إلى استخدام الحشرات الحية، والتي قال فان دير بول إنها قد تكون غير عملية على نطاق واسع، مضيفاً: “في حال نجاحنا في صنع الرقاقة فإنها ستكون طريقة سريعة ورخيصة جداً للكشف عن الفيروس”.
الكلاب البوليسية نجحت في ذلك
قبل ذلك، قالت رئيسة مشروع تجريبي في تايلاند إن كلاباً بوليسية مدربة على كشف الإصابة بفيروس كورونا من خلال شم عَرق الإنسان أظهرت دقةً تقترب من 95%، ويمكن استخدام الكلاب البوليسية في الكشف عن المصابين بفيروس كورونا في محطات النقل المزدحمة خلال ثوان.
شمل المشروع، الذي امتد لستة أشهر، ستة كلاب من نوع لابرادور ريتريفر، بإطلاقها لفحص عَرق المصاب بالفيروس من بين 6 معلبات على عجلات دوارة، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، الأربعاء 17 مارس/آذار الماضي.
إذ قالت الأستاذة الجامعية كايوالي شاتدارونج التي قادت المشروع بكلية الطب البيطري في جامعة شولالونكورن في تايلاند لرويترز “استغرقت الكلاب من ثانية واحدة إلى ثانيتين لرصد الفيروس”.
أضافت “ستتمكن الكلاب البوليسية من فحص 60 عينة خلال دقيقة”، وقالت الباحثة التايلاندية إن الكلاب يمكنها رصد مركب عضوي متطاير يُفرز في عَرق المصابين بفيروس كورونا، حتى في حالة عدم ظهور أعراض المرض.
كما أوضحت أن الكلاب البوليسية لن تحتاج إلى شم الناس مباشرة، لكن يمكنها فحص عينات العَرق، وهي مهمة لن تكون صعبة في بلد استوائي مثل تايلاند.
بينما بذلت تشيلي وفنلندا والهند وبلدان أخرى جهوداً مماثلة لإشراك الكلاب البوليسية في رصد الفيروس، فيما قال مستشفى بيطري ألماني، الشهر الماضي، إن كلابه البوليسية حققت نجاحاً في رصد الفيروس في لعاب البشر بنسبة دقة بلغت 94%.