تجدد الاشتباكات في مدن الضفة.. 3 شهداء وجرحى في قمع إسرائيلي لمظاهرات خرجت تضامناً مع القدس وغزة
خرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة 14 مايو/أيار 2021، تحولت إلى مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية على عشرات نقاط الاشتباك في الضفة الغربية، أسفرت عن سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى، وذلك تضامناَ مع التصعيد المستمر في القدس وقطاع غزة.
وانطلقت مسيرة في المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية، وتضامناَ مع أهالي غزة، خصوصاً بعد القصف العنيف الذي شهدته المنطقة الشمالية من القطاع ليلة أمس الخميس.
واستشهد فلسطيني جراء إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في بلدة يعبد بمحافظة جنين”.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، فقد أصيب أكثر من 100 فلسطيني بجراح وحالات اختناق، منذ فجر الجمعة، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في مواقع متفرقة بالضفة الغربية.
وقالت الجمعية إن طواقمها تعاملت مع إصابات في مواجهات اندلعت في مدن رام الله نابلس وقلقيلة وطولكرم وجنين (شمال) والخليل (جنوب).
مظاهرات في عموم الضفة الغربية
وقال مراسل الأناضول إن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص المعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لفض مسيرة وصلت مدخل مدينتي رام الله والبيرة، بعد صلاة الجمعة.
ولفت إلى أن الشبان رشقوا القوات بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات سيارات فارغة.
في شمال الضفة، تركزت المواجهات في قرى “بزاريا، وبيتا حوارة، بيت دجن، أوصرين، بورين” بمحافظة نابلس، وبلدة “كفر قدّوم” شرقي قلقيلية، إضافة إلى مواجهات أخرى اندلعت على المدخل الغربي لمدينة طولكرم، وبلدتي قفين، وزيتا.
كما اندلعت مواجهات في بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية، وبلدتي قراوة بني حسان، ودير استيا، ومدخل مدينة سلفيت.
أما وسط الضفة الغربية، فقد اندلعت المواجهات في عدد من قرى مدينة رام الله، وتركزت في قرى “بلعين وبُدرس، والنبي صالح، وبيت سيرا”، كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لرام الله.
وجنوبي الضفة الغربية، وقعت مواجهات في مخيم العرّوب للاجئين، حاجز أبو الريش وسط الخليل، كما اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
واندلعت مواجهات على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.
كانت فصائل فلسطينية قد وجهت دعوات للمشاركة في تلك المسيرات، على نقاط الاحتكاك في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.
مسيرة المسجد الأقصى
نظم مئات الفلسطينيين وقفة تضامن مع قطاع غزة في المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة الجمعة، وتجمعوا في باحات المسجد مرددين هتافات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”الله أكبر”.
ووجه المشاركون التحية إلى “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وكان الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، قال في خطبة الجمعة إن حرمة المسجد الأقصى انتهكت عدة مرات خلال شهر رمضان، و”مع الأسف لم يهنأ المسلمون خلال الشهر بعباداته في المسجد”.
وجدد الشيخ صبري التأكيد على أن المسجد الأقصى “هو للمسلمين وحدهم بقرار رباني وليس بقرار من هيئة الأمم (المتحدة) ولا من مجلس الأمن”.
وأضاف: “تواجد قوات الاحتلال في الأقصى ومحيطه هو الذي يؤدي إلى التوتر والاحتكاك، وعليه نؤكد للمرة تلو الأخرى وجوب الابتعاد عن الأقصى وهذا من حقوقنا المشروعة التي لا تنازل عنها”.
وشهد محيط المسجد الأقصى وبعض بواباته عدة احتكاكات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية دون أن تتحول إلى مواجهات.
تصاعد مستمر
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح”، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
ومنذ الإثنين، استشهد 5 فلسطينيين بالضفة الغربية، وأصيب المئات بجراح، في مواجهات متفرقة مع الجيش الإسرائيلي.
فيما أفادت آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة في قطاع غزة بأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ الإثنين أسفر عن استشهاد 119 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاَ و19 سيدة، وإصابة 830 بجروح.
“فضيحة” الاجتياح البري لغزة تكشف المستور.. تراجع ثقة الإسرائيليين بتصريحات الجيش واتهامه بـ”الفبركة”
الاستخبارات الإسرائيلية حذرت من أحداث القدس.. قناة عبرية: الفصائل الفلسطينية تمتلك 14 ألف صاروخ
“فداء للقدس وللشيخ جراح”.. إشادة كبيرة بتعليق مالك برج “الجوهرة” الذي دمره العدوان الإسرائيلي بغزة
دمَّر 60 مبنى حكومياً و500 وحدة سكنية.. خسائر غزة بسبب العدوان الإسرائيلي وصلت 73 مليون دولار
تجدد الاشتباكات في مدن الضفة.. 3 شهداء وجرحى في قمع إسرائيلي لمظاهرات خرجت تضامناً مع القدس وغزة
عائلة فلسطينية تُباد بالكامل في غزة.. مجزرة إسرائيلية ذهب ضحيتها أسرة من 6 أفراد وجنين ببطن والدته
أردنيون يقيمون صلاة الجمعة بالقرب من فلسطين.. توافدوا بالآلاف وطالبوا بـ”فتح الحدود”
“ميدل إيست آي” يكشف عن طلب وجهته إيران للسعودية.. إذا نفذته ستساعدها في الحد من هجمات الحوثيين
فلسطيني يوثق بالفيديو إطلاق الشرطة الإسرائيلية الرصاص على وجهه.. استهدفوه فقط لأنه صورهم!
آخر الأخبار
ما الصواريخ التي تمتلكها فصائل غزة؟ وما مدى قوتها؟
هل تقف المنطقة على حافة حرب إقليمية؟ – صحف عربية
-
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علّقت صحف عربية على المواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على خلفية أحداث العنف التي تجري في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وقيام الفصائل الفلسطينية في غزة بقصف بلدات إسرائيلية بالصواريخ وقصف إسرائيل أهدافا في غزة بالطائرات.
وحذر عدد من الكُتاب من أن المنطقة تقف على حافة حرب إقليمية في ظل تبادل القصف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
واعتبر عدد آخر أن “الانتفاضة” الحالية كشفت للدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل أنها “واهمة” وأن الأحداث الأخيرة عرّضت اتفاقات السلام مع إسرائيل إلى “الموت الحتمي”.
وفي المقابل، دافع كُتاب إماراتيون عن “الخطوة التاريخية” التي اتخذتها الإمارات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل وأن بلادهم لم تتخلْ يوما عن القضية الفلسطينية وأنها أرادت “إرساء سلام حقيقي في المنطقة يعود ثماره على الجميع”.
“المقاومة الشعبية”
يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، إن “فصائل المقاومة… باتت تتبنى خطة قتالية عملياتية جديدة عنوانها الرئيسي استخدام صواريخ ‘السجيل’ المزودة برؤوس متفجرة، ذات قدرة تدميرية عالية جدا، وبكثافة ضخمة، ومزودة بأجهزة تضليل متطوّرة، قادرة على تجاوز القبب الحديديّة والوصول إلى أهدافها بدقّةٍ مُتناهية”.
ويرى أن “المشهد الجديد ما زال في بداياته، والمُواجهة الكُبرى ربما باتت وشيكة، فنحن على أبواب انتفاضة مسلحة قد تستمر أشهرا، انتفاضة على غِرار الانتفاضة المسلحة الثانية، مع فارق أساسي أنها مدعومة بالصواريخ وليس بالحجارة والأسلحة الفردية فقط، وقد تفتح الأبواب أمام انتقالها، أي الصواريخ، من قطاع غزة إلى الضفة الغربيّة، وهُنا مقتل الدولة العبريّة الحقيقيّ وبَدء العدّ التنازليّ لنهايتها”.
وتقول جريدة “القدس” الفلسطينية: “المقدسيون الذين يواجهون شرطة قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الفضيل، إنما يعيدون بذلك الاعتبار للمقاومة الشعبية التي تتغنى بها كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، دون أن يتم تجسيد ذلك على أرض الواقع، فجاء المقدسيون ليقولوا كلمتهم بعد أن ملوا الانتظار من قياداتهم الذين لم يحركوا ساكنا ويتغنون بالأقوال وبيانات الشجب والاستنكار التي لا تنفع مع احتلال احلالي استيطاني غاشم”.
وتضيف الجريدة في افتتاحيتها: “المطلوب حاليا بعد ما قدمه ويقدمه المقدسيون الذين توحدوا في ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال تستفيد كافة القوى والفصائل وكذلك السلطة الفلسطينية من هذه التجربة عميقة الدلالات والعبر وتجاوز مرحلة إلغاء الانتخابات، والعمل على وضع استراتيجية عمل موحدة عمادها المقاومة الشعبية التي هي السبيل المتاح حاليا لمواجهة غطرسة دولة الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومنازلنا”.
ويرى عمر حلمي الغول في “الحياة الجديدة” الفلسطينية أن “هبة القدس العظيمة… حملت دلالات وأبعادا سياسية وقانونية وكفاحية عدة، أهمها: أولا أكدت للقاصي والداني في العالم كله، أن القدس لأبنائها الفلسطينيين العرب، وهي عاصمة دولتهم الأبدية، وأن المساس بها وبهويتها وتاريخها ومستقبلها يهدد بعواقب غير محمودة، ولا يمكن إلا أن تكون للشعب الفلسطيني”.
“مشاريع التطبيع”
وانتقد محمد سليم قلالة في “الشروق” الجزائرية الدول العربية التي طبّعت علاقتها مع إسرائيل، قائلا إن أحداث القدس الأخيرة “كشفت للمُطَبِّعين المتحالفين مع مغتصب الأرض والعرض أنهم واهمون في مسعاهم، صغار في مواقفهم، غير قادرين على أن يصدحوا بكلمة حق لنصرة أقدس مقدسات شعوبهم”.
ويضيف: “إنه زمنُ بداية انتصار الشعب الفلسطيني على عدوه الغاشم وليس أبدا زمن الهزيمة والانكسار. لقد انتصرت قوة الموقف هذه المرة على موقف القوة في القدس الشريف، والأهم من ذلك كشفت محدودية ووهم مشروع المُطبِّعين”.
ويقول رشيد حسن في “الدستور” الأردنية: “إن روعة أهلنا الثائرين في القدس والأقصى… تتجلى في رفض الخطاب العربي- الإسلامي الرسمي القائم على التنديد والاستنكار فقط، ودعوتهم الصريحة للأشقاء بوقف التطبيع وقطع العلاقات مع العدو”.
ويرى أن “انتفاضة القدس المجيدة وضعت الدول العربية أمام مأزق خطير، ووضعت الأمة كلها أمام حقيقة الحقائق هي: إما الوقوف مع القدس والأقصى والحفاظ على هويتهما العربية- الإسلامية وإنقاذهما من التهويد، وإما الاستمرار في التطبيع وتصديق الرواية الصهيونية القائمة على الإفك والكذب والتزوير”.
ويضيف: “طريقان لا ثالث لهما، فإما أن نكون أو لا نكون”.
وفي الجريدة نفسها، يقول فارس الحباشنة: “المواجهات الأخيرة عرضت كل اتفاقيات السلام إلى الموت الحتمي وإعلان دفنها، وأسقطت وعرت كل محاولات ومشاريع التطبيع مع إسرائيل”.
“حروب الشتائم”
وفي “البيان” الإماراتية، دافعت رئيسة التحرير منى بوسمرة عن موقف بلادها في توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
وقالت: “ما تسعى إليه الإمارات من خلال معاهدة السلام مع إسرائيل، جاء في مسار واضح وجلي للجميع، يتطلع إلى إرساء سلام حقيقي في المنطقة تعود ثماره على الجميع، دولا وشعوبا، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أوقفت المعاهدة، ضمن أولى نتائجها الإيجابية، مشروع ضم إٍسرائيل لأراضيه”.
وأضافت: “كانت الإمارات في خطوتها التاريخية هذه، تضع في أولويات رؤيتها ضمان فتح الطرق أمام استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة غير منقوصة وفق ما نصت عليه الشرائع الدولية، وبما يحقق حل الدولتين، وينهي حالة الصراع الطويلة التي أنهكت المنطقة وشعوبها، وأخرت تنميتها وازدهارها”.
وقالت الكاتبة: “تدرك الإمارات أن العمل الجاد والمخلص وحده القادر على نصرة الحقوق العادلة، وأن استنفاد الطاقات في غير ذلك من الصراعات الجانبية وحروب الشتائم، لا تثمر إلا أسباب القطيعة والتفرقة، عربيا، وضياع الجهود، واستغلال معاناة الشعوب لحسابات ضيقة وأجندات مشبوهة”.
وأضافت أن هذا “هو ما تبتعد عنه الإمارات في نهج إيجابي يصبو إلى مواقف موحدة وواقعية لتحقيق الأهداف المنشودة في ترسيخ دعائم قوية لاستقرار المنطقة، تعود بنتائج وتأثيرات إيجابية لصالح الجميع في سلام دائم يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة الصراع الطويلة التي دفعت المنطقة كلفتها باهظا”.
أحداث القدس: “العالم لا يتذكر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا بعد اندلاع أزمة”- الاندبندنت
تناولت الصحف البريطانية آخر التطورات في ما يتعلق بالقتال الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين، بالإضافة الى مقالات تحليلية تتعلق بتاريخ الصراع السياسي-الديني.
ونبدأ من صحيفة التايمز ومقال تحليلي لمراسلها في الشرق الاوسط ريتشارد سبنسر بعنوان: “آمال وتوقعات لكن لا ضمانات بعد مكالمة بايدن مع نتنياهو”.
ويقول سبنسر إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يرغب في تحويل انتباهه بعيداً عن الشرق الأوسط، ولكن كما هو الحال مع أسلافه الذين كان لديهم نفس الفكرة، أجبرته الأحداث الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين على “إجراء المكالمة المنتظرة” الليلة الماضية.
ويضيف انه لم يعرف بالضبط ما قيل، لكن بايدن قال بعد انتهاء المكالمة إنه “يأمل ويتوقع” أن يتم “وقف تبادل إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وغزة عاجلاً”. إلا أنه من الصعب معرفة ما إذا كان جزء “التوقع” هذا مستمداً من تأكيدات محددة حصل عليها، أو ما إذا كانت هي الرسالة التي أرسلها هو بنفسه إلى نتنياهو.
ويشير الى انه من الواضح أن “الحرب البرية هي إلهاء لا يريده بايدن في وقت مبكر من ولايته لأنه يحاول تقدير سياساته بشأن الشرق الأوسط، بما في ذلك المفاوضات النووية مع إيران”. ويضيف: “حقيقة أنه ليس لديه سفير في إسرائيل أو مبعوث مخصص للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية تشير إلى أين تكمن أولوياته”.
ويقول سبنسر إذا كانت رسالة نتنياهو خلال المكالمة هي خفض التصعيد، فسيكون بايدن ممتناً. ومع ذلك، إذا كانت التوقعات بالكامل من جانب بايدن، فستكون المحادثة الهاتفية بمثابة اختبار لمدى الوزن الذي يتمتع به الرئيس المنتخب حديثاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي بدا من مواقف سابقة أنه لا يعجب بايدن.
ويختم الكاتب تحليله بالقول إنّ جميع الرؤساء الأمريكيين لا يهددون أبداً بإنهاء الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل. ويرى أنه من المؤكد أن بايدن سوف يحذو حذو أسلافه.
ويقول سبنسر انه في هذه الحالة، قد يشعر نتنياهو أن “من مصلحته السعي لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة، بدلاً من الاستماع إلى واشنطن”.
“أعمال العنف في القدس مدفوعة بحماسة إسرائيلية مستجدة“
ننتقل الى صحيفة الغارديان ومقال ليائير ولش، كبير المحاضرين في الدراسات الإسرائيلية ورئيس مركز الدراسات اليهودية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، بعنوان: “أعمال العنف التي بدأت في الأماكن المقدسة القديمة في القدس مدفوعة بحماسة مستجدة”.
يقول ولش إنّ المواجهات التي حدثت الاثنين في الموقع الذي يسميه المسلمون المسجد الأقصى، ويطلق اليهود عليه اسم جبل الهيكل، ليست بأمر جديد. لكن الاعتقاد بأنّ الرغبة بالانتقام، متعلقة فقط بموقع حجري قديم، أمر مضلل. وذلك لأن الأهمية السياسية لهذه الأماكن ومعناها تغير بشكل كبير خلال القرن الماضي، وخاصة بالنسبة لليهود الإسرائيليين.
ويقول: “اليهودية هي دين شكله غياب الهيكل – بعدما دمره الرومان في عام 70 ميلاديا”. ويضيف أن الصلوات اليهودية تتحدث عن التوق لإعادة تأسيسه. كما أنّ “حائط المبكى عند اليهود مقدس لأنه أثر باق يرمز للدمار الذي شكل اليهودية”.
ويقول ولش إنه وبعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 تم تحويل حائط المبكى إلى نصب تذكاري قومي يهودي. وتحوّل من جدار مخفي، لا يُرى إلا من مسافة قريبة، إلى مسرح ضخم، لا يستخدم فقط للصلاة ولكن أيضاً للاحتفالات الرسمية والعسكرية.
ويضيف أنه بعد عام 1967، اتبع المستوطنون المتدينون لغة الصهيونية حيث قادوا استعمار الأراضي المحتلة. ويشير: “لكنهم فسروا الوعد التوراتي بالأرض على أنه قدر واضح. وفي هذا السياق، اكتسبت الأماكن المقدسة – الخاضعة الآن للسيطرة الإسرائيلية – معنى جديداً، وأصبحت جبهة جديدة”. وبذلك، “لم يعد بعض الصهاينة المتدينين راضين عن حائط المبكى، بالنظر إلى أن جبل الهيكل في متناول اليد”.
ويشير الى انه “في الثمانينيات، كانت هناك محاولتان من قبل الجماعات اليهودية المتشددة لنسف المواقع الإسلامية في الحرم”. ومنذ ذلك الحين، “تحولت جماعة المؤمنين في جبل الهيكل، التي تدعو إسرائيل لتأكيد سيطرة اليهود على الحرم، من مجموعة هامشية صغيرة إلى حركة ذات دعم سياسي”.
ويقول الكاتب إنه في السنوات القليلة الماضية، “برزت ايديولوجية الاستبداد اليهودي كإيديولوجية مهيمنة تضفي الشرعية على السيطرة الإسرائيلية على الدولة بأكملها، من النهر إلى البحر”. ويضيف: “بالنسبة لليمين الإسرائيلي الراديكالي، فإن عدم قدرة إسرائيل أو عدم استعدادها للسيطرة الكاملة على الحرم” هو أحد أعراض “السيادة الضعيفة”.
وبالتالي، فإن “الوجود الفلسطيني المستمر في المسجد الأقصى يبدو وكأنه آخر عقبة كبيرة أمام الهيمنة الإسرائيلية – فالموقع لديه قوة تعبئة هائلة بين الفلسطينيين العاديين الذين يأتون للدفاع عنه بالآلاف في مثل هذه الأوقات”.
وهكذا فإن المسجد الأقصى يمثل تحدياً رمزياً للهيمنة اليهودية الإسرائيلية أهم بكثير من صواريخ السلطة الفلسطينية الضعيفة أو صواريخ حماس.
ويعتبر الكاتب ان ذلك “قد يفسر عنف الشرطة الإسرائيلية في اقتحام المسجد، وارتفاع عدد الإصابات بين المصلين المسلمين هذا الأسبوع – تماماً كما يفسر حشد الشباب الإسرائيليين الذين يغنون أغاني إبادة جماعية للانتقام بينما اشتعلت النيران في حرم المسجد”.
“العالم لا يتذكر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا بعد اندلاع أزمة”
ننتقل الى صحيفة الإندبندنت ومقال لدونالد كاينتاير يتناول فيه تجاهل الغرب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى خروج الأمور عن السيطرة بشكل تام وحدوث تصعيد دموي للنزاع.
واعتبر كاينتاير أن التصعيد الأخير كان من الممكن تفاديه ومنعه.
وقال إنّ الزعماء الغربيين لم يعلقوا على تسارع وتيرة التعدي الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية التي حددتها كل الحكومات الديمقراطية الأجنبية تقريباً على أنها أراض لدولة فلسطينية مستقبلية، في تحدٍ للقانون الدولي.
ويضيف: “هذا لا يعني إطلاقاً التغاضي عن أو تبرير استخدام حماس للصواريخ خلال التصعيد الحالي”. لكنه بمثابة “تذكير بأن العالم يتجاهل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى تخرج الأمور عن السيطرة بالكامل”.
واعتبر أنّ هناك حاجة ملحة لوقف الأضرار التي خلفتها سنوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المنطقة، قائلاً إن “هناك سببا عاجلا للرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الأوروبيين للتدخل الآن”.
وقال: “بالعودة إلى عام 1995، لاحظ الغزاوي حيدر عبد الشافي، الذي ربما يكون الأعظم، وبالتأكيد الأكثر استقلالية، بين جميع القادة السياسيين الفلسطينيين، أنّ حماس لم تكن تصل الى ما وصلت إليه لو بُذلت جهود جادة لإنهاء القتال”. وأضاف: “في الواقع، لن يكون لدى حماس أبداً القدرة على تعطيل عملية سلام ذات مصداقية”.
وأنهى مقاله بالقول انّه “يتعيّن على المجتمع الدولي أن يتحمل نصيبه العادل من اللوم بسبب الفشل في إنهاء المآسي المتزايدة المفروضة على الفلسطينيين وغياب عملية السلام”.