يعتبر النحل الطنان «بومبوس تيريستريس»، أحد أكثر أنواع النحل شيوعا في أوروبا، وهي ليست نشطة في الطبيعة فقط كملقحات، ولكن يستخدمها البشر أيضاً في البيوت الزجاجية للحصول على محاصيل جيدة من الطماطم أو الفراولة.
وتستخدم النحلة الطنانة برتقالية الذيل أيضاً في العلوم، حيث تستخدمها الأبحاث الأساسية بشكل متزايد ككائن حي نموذجي لتحليل التعلم والذاكرة، والنظام البصري، والتحكم في الطيران، وقدرات التنقل، ولأهميتها في الأبحاث قدم فريق بحثي ألماني، أول أطلس لدماغها استناداً إلى بيانات التصوير المقطعي، وتم نشر تفاصيله أول من أمس في دورية «بحوث الخلايا والأنسجة».
ولإنشاء الأطلس، التقط فريق البحث صوراً مقطعية دقيقة لعشرة رؤوس لنحل طنان ذي ذيل برتقالي، ومن خلال تلك الصور، قاموا باستخراج بيانات الصورة التي تظهر الأدمغة، ثم قاموا بإعادة بناء مناطق دماغية للنحلة الطنانة يدوياً في ثلاثة أبعاد. ويقول كيرام فايفر من قسم الفسيولوجيا السلوكية والبيولوجيا الاجتماعية بالمركز الحيوي لجامعة فورتسبورغ بألمانيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، بأن «هذا الأطلس سيستخدم للبحث الذي يتم فيه تحليل الدوائر العصبية، وغالباً ما تكون المبادئ الوظيفية لهذه الدوائر صالحة بشكل عام، لذا فهي تحدث أيضاً عند البشر، على سبيل المثال».
ويختلف هذا الأطلس عن أطالس دماغية مماثلة لعدد من أنواع الحشرات الأخرى في أنه يستخدم التصوير المقطعي المحوسب، على خلاف الأطالس الأخرى التي استخدمت «الفحص المجهري متحد البؤر»، وهذا يسمح بترك الدماغ في الحيوان، وبالتالي، تظل جميع الأجزاء سليمة وفي وضعها الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك، فإن دقة صور التصوير المقطعي المحوسب الدقيقة هي نفسها في جميع الاتجاهات، كما يؤكد فايفر.
ويوضح أن «أطلس دماغ النحل الطنان الذي تم إعداده، يتكون من 30 خلية عصبية، وسمح التصوير المقطعي المحوسب الدقيق بتقسيم الخلايا العصبية، وهي سليمة تماما، بما في ذلك الصفيحة العصبية، وهي بنية نسيجية غالبا ما تتضرر عند تشريحها في الطريقة التقليدية.
ويضيف: «يمكن أن يعمل أطلس الدماغ الخاص بنا كمنصة لتسهيل دراسات علم الأعصاب المستقبلية في النحل الطنان ويوضح مزايا التصوير المقطعي المحوسب الدقيق لتطبيقات محددة في تشريح أعصاب الح
احتكاكها بالبشر… سلاحف طوّرت مقاومة للمضادات الحيوية
بسبب احتكاكها بالبشر، أثبتت ثمانية أنواع من المضادات الحيوية أنها أقل فعالية على سلاحف غالاباغوس العملاقة، حسب ما أعلن عنه معهد تشارلز داروين. وكانت قد أثبتت دراسة أن سلاحف جزر غالاباغوس التي تتقاسم بيئتها مع البشر ولا سيما في المناطق الزراعية والسياحية وفي المدن، تظهر كمية أكبر من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ذات الاستخدام البشري أو البيطري. وأوضح المعهد في بيان أن «السلاحف التي تعيش في المناطق النائية بدون تفاعل مع الكائنات البشرية (…) تظهر قدرا أقل من المقاومة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأجرى الدراسة علماء من هيئات مختلفة بينها جامعات إسبانية وحديقة سانت لويس للحيوانات في الولايات المتحدة ومتنزه غالاباغوس الوطني. وحلل العلماء براز 270 سلحفاة تعيش في ألسيدو وسانتا كروز، الجزيرتين الأكثر تعدادا بالسكان في الأرخبيل.
وقالت أينوا نييتو كلاودين الباحثة في معهد تشارلز داروين وحديقة سانت لويس للحيوانات إن «مقاومة المضادات الحيوية تنتشر في العالم، متسببة بوباء خفي يهدد الصحة والعلاجات لأمراض البشر والحيوانات».
وأشارت إلى أن وباء «كوفيد – 19» زاد من استخدام المضادات الحيوية، وكانت النتيجة ظهور بكتيريا مقاومة لها في العالم بأسره. وتابعت أن «التعايش اللصيق بين الحيوانات والبشر أوجد السيناريو المثالي حتى تصل البكتيريا المقاومة إلى الأنواع البرية وتلوث مسكنها، في استمرارية لدورة انتقال المقاومة».
ولفتت الدراسة التي نشرت في مجلة «إنفايرنمنتل بولوشن» إلى أن درجات المقاومة التي رصدت «ما زالت متدنية»، ما يوحي بـ«أننا أمام وضع يمكن عكسه» إذا تم ضبط استخدام المضادات الحيوية والحد منها في الأرخبيل. ويؤوي أرخبيل غالاباغوس الواقع على مسافة ألف كلم قبالة سواحل الإكوادور، 12 صنفا من السلاحف العملاقة، في حين انقرضت ثلاثة أصناف. ووصلت السلاحف إلى الأرخبيل البركاني قبل ثلاثة إلى أربعة ملايين عام ويعتقد أن التيارات البحرية وزعتها على مختلف الجزر، ما أدى إلى ظهور أجناس عدة منها.
والأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي الطبيعي والمصنف محمية محيط حيوي لما يحتوي عليه من بيئة نباتية وحيوانية فريدة في العالم، شكل حقل دراسات لعالم التاريخ الطبيعي الإنجليزي تشارلز داروين (1809 – 1882) لوضع نظريته حول تطور الأجناس.