فقدت غرينلاند في يوم واحد كمية من الجليد تكفي لتغطية فلوريدا في بوصتين من المياه. وحذّر العلماء من أن كمية الجليد التي ذابت في غرينلاند يوم الثلاثاء وحده كانت كافية لتغطية ولاية فلوريدا بأكملها في بوصتين من المياه.
وفي حين أن الحجم كان أقل من الفقدان القياسي للجليد المسجل في عام 2019، فإن «حدث الذوبان الهائل» قد غطى مساحة أكبر، وفقاً لموقع «بولار بورتال»، وهي مجموعة من مؤسسات البحث الدنماركية العاملة في القطب الشمالي، حسبما ذكرت صحيفة (ميترو) اللندنية.
ويتدفق الجليد الذائب في غرينلاند إلى المحيط كمياه، مما يسهم في زيادة مستوى سطح البحر بفعل التغيرات المناخية الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وقد انعكست التأثيرات بشكل خاص على القطب الشمالي، الذي يشهد دفئاً أسرع بثلاث مرات من المتوسط العالمي.
فقد قدّر العلماء أن ذوبان الجليد من غرينلاند، ثاني أكبر غطاء جليدي على وجه الأرض بعد القارة القطبية الجنوبية، كان سبباً في ارتفاع مستوى سطح البحر عالمياً بنسبة 25% على مدى العقود القليلة الماضية.
ويقول ماركو تيديسكو، عالم المناخ في جامعة كولومبيا، إن بقعة من الضغط العالي امتصت هواء أكثر دفئاً من الجنوب مثل «المكنسة الكهربائية (التفريغ الهوائي)» مما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة إلى 19.8 درجة مئوية يوم الأربعاء، كما أفادت صحيفة «الغارديان».
وأضاف: «لقد شهدنا مثل هذه الأحداث الجوية في الماضي، ولكنها أصبحت الآن أطول أمداً وأكثر تكراراً. يعمل الثلج مثل بطانية واقية، لذا بمجرد أن ينتهي هذا الوضع، تواجه حالة من ذوبان السريع للغاية، ومن يدري ماذا سيحدث مع الذوبان الآن».
ومع موجات الحر القاتلة والفيضانات والحرائق في أنحاء العالم تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع من درجة حرارة الكوكب. ولقد حذرت السلطات في جميع أنحاء جنوب أوروبا من أن موجة الحر الحالية قد تشعل مجدداً حرائق الغابات التي تعصف بالمنطقة.