أصبحت طيور النورس – التي كانت تحتل السواحل والشواطئ – أكثر شيوعاً في الداخل الآن مع تضاعف عدد مستعمرات الطيور الحضرية في المملكة المتحدة على مدى العقدين الماضيين.
وقد حذرت المجالس التي تبعد 40 ميلاً عن البحر من الطيور في السنوات الأخيرة، والتي يُعتقد أنها تنجذب إلى المناطق الحضرية بسبب وفرة بقايا الطعام. وبعيداً عن كونها ذات صفة عدائية محتملة، فإنها قد تكون أيضاً صاخبة إلى حد كبير بل وأكثر من ذلك في هذا الوقت من العام. ولكن لماذا تكون طيور النورس صاخبة إلى هذا الحد؟ هناك عدد من الأسباب التي تجعل طيور النورس تحدث الكثير من الضجيج رغم أن أحد العوامل الرئيسية في ذلك هو حماية أعشاشها من الحيوانات المفترسة المحتملة. طيور النورس، لأسباب واضحة، تُعنى بحماية صغارها جداً، وسوف تثير أكبر قدر ممكن من الضجيج لصد الناس عن أعشاشها، حسب صحيفة (ميترو) اللندنية.
وبما أنهت تميل إلى بناء الأعشاش في بيئات عالية، فإنها غالباً ما تكون قريبة من الأسطح أو قرب نوافذ المنازل، ما يجعلها على اتصال أوثق مع الناس، الأمر الذي يمكن أن يزيد من الضجيج أثناء محاولتها إبعاد المتسللين.
ومن ناحية أخرى، تزيد صغارها أيضاً من حالة الضجيج، حيث تدعو والديها إلى إطعامها، ما يؤدي إلى محاولة طيور النورس البالغة جمع أكبر قدر ممكن من الغذاء لصغارها، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى جعلها أكثر شراسة فضلاً عن إحداث قدر كبير من الضجيج. ويمكن أن تكون طيور النورس صاخبة بصفة خاصة في هذا الوقت من السنة لأن صغارها تستعد لمغادرة العش، كما أنه موسم التزاوج للطيور الذي يمتد من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول)، بالإضافة إلى موسم التعشيش الذي يبدأ قبل شهر.
وتميل طيور النورس إلى العودة إلى نفس موقع التعشيش كل عام، حيث تبني أزواج من الطيور أعشاشاً من الأغصان والحشائش والقش والورق وأي شيء آخر تستطيع أن تجده، في حين تتزاوج أيضاً عدة مرات في العام لضمان النجاح في إنتاج نوارس جديدة.
وتضع طيور النورس البيض عادة في شهري أبريل أو مايو (أيار)، والذي يفقس بعد بضعة أسابيع، وفي حين يستغرق صغارها عادة بضع سنوات قبل أن تبدأ في تكوين عائلاتها الخاصة، فإنها تميل إلى العودة إلى نفس موقع التعشيش عندما تفعل ذلك.
يقول موقع (الجمعية الملكية لحماية الطيور) على الإنترنت إن أفضل مسار للعمل مع عش النورس هو تركه وحيداً – في حين أن أفضل طريقة لإثناء النورس عن التعشيش بالقرب من ممتلكاتك هي تقليل المصادر الغذائية المتاحة والتي تعد جاذبة لمواقع التعشيش.
قبالة سواحل ولاية ماين في شمال شرقي الولايات المتحدة ومنذ أكثر من تسعة عقود، تواظب فيرجينيا أوليفر، الأميركية البالغة 101 سنة، على صيد الكركند ولا يبدو أنها مصممة على التقاعد. وتعتبر هذه المعمّرة هي أقدم صيادة محترفة للكركند في ولاية ماين، وربما في كل أنحاء العالم، بحسب مؤرخين محليين.
وتبحر فيرجينيا أوليفر ثلاثة أيام في الأسبوع، مع ابنها ماكس البالغ 78 عاماً. وهو يساعدها في تشغيل القارب الذي أطلق زوجها الراحل اسمها عليه تكريماً لها. وتقول الصيادة لوكالة الصحافة الفرنسية «سأفعل (هذا)… حتى مماتي»، مضيفة «يقول لي الناس، لماذا تقومين بذلك؟ لأنني أريده. أنا كبيرة في السن بما يكفي لأتولى أموري بنفسي»، وتعيش أوليفر التي يسميها أصدقاؤها جيني في حين يلقبها آخرون «سيدة الكركند»، منذ الولادة في روكلاند، وهي مدينة صغيرة في ولاية ماين، ولا تزال تقيم في الشارع الذي وُلدت فيه.
ويقول الرئيس السابق لجمعية صيادي الكركند في ماين ديفيد كوزينز «جيني رائعة»، مضيفاً «صورة جيني في ذاكرتي منذ البدء هي كصيادة، بطبيعة الحال». وتستيقظ جيني في الساعة الثالثة والنصف صباحاً. وعند الخامسة صباحاً، تكون على متن قاربها. وهي تملك مع ابنها مئات الأفخاخ، ويعملان كفريق لصيد القشريات الثمينة. ينتشل ماكس الأفخاخ من المياه، في حين تقيس والدته الكركند. بملابس الصيد والأحذية والقفازات المطاطية، تتفقد المعمّرة النشيطة الكركند واحداً تلو الآخر للتأكد من أن حجمها يتناسب مع المعايير المحددة والتي تم أعدادها لحماية تكاثر هذا النوع والإبقاء على موارد المنطقة. وهي تقوم أحياناً بدور الربّان، لكنها تتجنب تولي دفة القيادة في حالات الضباب الكثيف. ويؤكد ماكس «هي لا تتوقف أبداً. إنها دائمة الحركة والانشغال.
أحياناً يتعبني مجرد التفكير في الأمر». وفي نهاية اليوم، يحضر الصيادان الكركند إلى تعاونية؛ ما يسمح لهما ببيعها بأفضل سعر. وتؤكد «سيدة الكركند»، أنها لن تتقاعد ولا تخطط لوقف نشاطها.