الأربعاء – 30 محرم 1443 هـ – 08 سبتمبر 2021 مـ
البطة المتكلمة في أستراليا (محمية «تايدبنابيلا»)
أظهرت دراسة جديدة، أن بط «المسك» الأسترالي يمكنه تقليد الأصوات، بما في ذلك الكلام البشري، حيث أمكن رصد وتسجيل طائر يردد مراراً وتكراراً عبارة «أيها الأحمق الدموي».
جاء تسجيل عبارة البطة الناطقة ليوثق وبشكل شامل قدرة أنوع من الحيوانات والطيور على تقليد الأصوات التي تسمعها والانضمام إلى قائمة الطيور الأخرى، بما في ذلك الطيور المغردة والببغاوات والطيور الطنانة، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
تم تسجيل طائر «رايبر»، وهو ذكر بطة «مسك» تربى في الأسر في محمية «تايدبنابيلا» الطبيعي، جنوب غربي كانبيرا في أستراليا، وهو يحاكي صوت إغلاق الأبواب وينطق بعبارة «أيها الأحمق الدموي».
ويعتقد الباحثون، أن ما نطق به ذكر البط كان محاكاة لعبارة سمعها مراراً وتكراراً من الشخص القائم برعايته، لكنهم غير متأكدين من عمره عندما سمعها لأول مرة. لكن الطائر كان يبلغ من العمر في وقت التسجيل أربع سنوات، وقد أصدر تلك الأصوات أثناء عروض التزاوج.
وسجل الباحث الأسترالي المتقاعد الدكتور بيتر فولاغار صوت طائر «رايبر» للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة عقود. لكن تسجيلاته لم تظهر إلا مؤخراً من خلال البروفسور كاريل تين كيت، الأستاذ بجامعة ليدن في هولندا، والذي صادف إشارة استوقفته عن بطة ناطقة في كتاب عن أصوات الطيور.
أفاد البروفسور كيت بأنه لم يقتنع إلا بعد سماع تسجيلات فولاغار. استطرد قائلاً «عندما قرأتها في البداية اعتقدت أنها خدعة ولا يمكن أن تكون صحيحة. لكن اتضح أنها صحيحة». بطة «رايبر» ليست بطة المسك الوحيدة التي تقوم بهذه المحاكاة، حيث سجل فولاغار بطة ثانية في المحمية ذاتها في عام 2000 تقلد نوعاً مختلفاً من البط.
لاحظ الباحثون أيضاً اثنين على الأقل من بطات «المسك» الأخرى لديهما مهارات مماثلة، على الرغم من عدم وجود تسجيلات. فقد سمع صوت بطة في حديقة «بينثروب» الطبيعية في المملكة المتحدة «تسعل وتقلد السعال المميز لحارس الطيور الخاص به، وكذلك صرير الباب الدوار».
وقال الدكتور دومينيك بوتفين، من جامعة صن شاين كوست، والذي لم يشارك في البحث، إن الأصوات المسجلة – مثل صوت فتح وإغلاق باب القفص – تطابق الأصوات الفعلية بشكل وثيق لدرجة أنه لم يكن هناك شك في أن البط كان يحاكي الصوت الحقيقي.
القردة تستقبل وتودع بعضها خلال التفاعلات الاجتماعية… تمامًا كالبشر
هذه الحيوانات عادة ما تتبادل النظرات أو الإيماءات لمشاركة نياتها حول التفاعلات الاجتماعية (رويترز)
كشف بحث جديد أن القردة من نوع الشمبانزي والبونوبو لا تغادر دون توديع بعضها. وتستخدم القرود إشارات عن قصد لبدء وإنهاء التفاعلات الاجتماعية، وهي سلوكيات لا تُرى عادة خارج البشر حتى الآن، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة «آي ساينس».
وقام الباحثون بتحليل أكثر من 1200 تفاعل مع مجموعات الشمبانزي والبونوبو في حدائق الحيوان، ووجدوا أن هذه الحيوانات عادة ما تتبادل النظرات أو الإيماءات لمشاركة نياتها حول التفاعلات الاجتماعية. وشملت تلك الإيماءات لمس بعضها البعض، والإمساك باليد، وحتى نطح الرأس، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وتبادلت البونوبو إشارات «مرحباً» 90 في المائة من الأوقات، والشمبانزي خلال 69 في المائة من الوقت، وفقاً للدراسة. وكان الوداع أكثر شيوعاً.
ويقول العلماء إن قدرة القردة على الترحيب والوداع تشير إلى شيء أكبر بكثير من التهذيب. يوضح ذلك أن حيوانات الشمبانزي والبونوبو يمكن أن تنقل إحساساً متبادلاً بالالتزام تجاه بعضها البعض.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة رافائيلا هيسن، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة دورهام بالمملكة المتحدة: «في البشر، يشهد هذا الشعور بالالتزام المتبادل على الالتزامات المشتركة… هذا يدعم جميع أنواع التفاعلات، بما في ذلك الصغيرة منها – على سبيل المثال، تتناول الغداء مع أصدقائك، أو على نطاق واسع مثل المشاريع الكبيرة».
على عكس الدراسات السابقة، اقترح الباحثون أن الالتزامات المشتركة لا تستند فقط إلى الشعور بالالتزام، ولكن أيضاً على عملية الإعداد المتبادل للاتفاقية والاتفاق على الوفاء بها. لهذا السبب، تقول هيسن إن تواصل القردة مع بعضها البعض عندما تعتزم بدء وإنهاء التفاعلات، مثل اللعب، يعتبر أمراً مهماً.
ولعبت ديناميات القوة والألفة بين اثنين من الرئيسين أيضاً دوراً في مقدار «الترحيب» أو «الوداع» الذي قدماه لبعضهما.
وأشارت هيسن إلى أن هناك حاجة لمزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت الأنواع الأخرى تتواصل مع بعضها أيضاً في بداية أو نهاية التفاعلات الاجتماعية.