في سياق أكبر تعاون صحافي في تاريخ المهنة، شارك فيه حوالى 600 صحافي من العالم بإشراف “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” (ICIJ)، كشفت ملايين الوثائق أسرار الجنان الضريبية من خلال معلومات تتعلق بالأملاك السرية والثروات المخبأة، العائدة إلى عدد كبير من زعماء العالم وشخصيات عامة.
كشفت “وثائق باندورا” أنّ حوالى 40 سياسياً ومسؤولاً عاماً من 9 دول في الشرق الأوسط لديهم كيانات خارجية. في ما يلي أكبر الأسماء- بما في ذلك قادة حاليون وسابقون في العالم العربي:
ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني:
تظهر وثائق “باندورا” أن عبد الله الثاني يمتلك 36 شركة صوريّة في بنما وجزر العذراء البريطانية. تم استخدام الشركات لإخفاء شراء ما لا يقل عن 14 منزلاً فاخراً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وشملت العقارات منازل في وسط لندن وواشنطن العاصمة وماليبو في كاليفورنيا، حيث دفع 33.5 مليون دولار لقصر ضخم عام 2014. تم شراء العقارات بأكثر من 106 ملايين دولار من 2003 إلى 2017.
رفض مدير الثروات الخاصة للملك عبد الله الثاني، أندرو إيفانز التعليق. قال محامو المملكة المتحدة للملك إنه غير مطالب بدفع الضرائب بموجب القانون الأردني وإن لديه أسباباً أمنية وخصوصية لحيازة ممتلكات في شركات خارجية. قال المحامون أيضاً إن معظم الشركات والممتلكات التي ذكرها “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” ليست لها صلة بالملك أو لم تعد موجودة، لكنهم رفضوا الإدلاء بتفاصيل.
أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني:
تظهر الوثائق المسربة أن الأمير مرتبط بشركتين مسجلتين في جزر العذراء البريطانية، وهما تمتلكان عقارات فخمة في لندن. في أيّار/ مايو 2015، أسس مكتب الشؤون الخاصة التابع لشركة الأمير شركة تدعى Tharb، في قطر لامتلاك عقارات. المدير الوحيد هو سلطان غانم الكواري، عضو مكتب الأمير. أصبحت الشركة المالك الوحيد لـ1 Cornwall Terrace، من أغلى العقارات في لندن، من خلال هيكليّة خارجيّة متقنة. كانت وسائل الإعلام قد أفادت سابقاً بأن والدة تميم، الشيخة موزا بنت ناصر، اشترت العقارات الثلاثة التي تشكل 1 و2 و3 Cornwall Terrace مقابل 187 مليون دولار عام 2013.
في تمّوز/ يوليو 2015، أصبحت Tharb المالك المستفيد الوحيد لشركة Golden Satalite المحدودة، التي تأسست عام 2012. في شباط/ فبراير 2013، تم إدراج نائب رئيس المكتب الخاص لوالد الأمير، محمد القحطاني، كمدير لشركة Golden Satalite، وتم إدراج السكرتير الخاص للأمير، حمد العطية، كمساهم. شركة تابعة لـGolden Satalite هي شركة أخرى في جزر العذراء البريطانية تسمى LND Estates Ltd، تأسست عام 2004، والتي تمتلك مباشرة 1 Cornwall Terrace. قدرت وثيقة صدرت في حزيران/ يونيو 2018 قيمة العقار بـ110 ملايين دولار. كان المالك السابق للشركة التابعة هو Swiru Holding AG، وهي شركة مملوكة لمصرفي سويسري، Alexander-Walter Studhalter. تم تغريم Swiru Holding بمبلغ 1.5 مليون دولار من قبل محكمة فرنسية لمساعدتها سليمان كريموف، الموصوف في إحدى المقالات الإخبارية بأنه “رجل أعمال روسي مرتبط بالكرملين”، لشراء فيلا فاخرة في جنوب فرنسا وتهرّبه من الضرائب.
نفى محامي كريموف وجود أي صلة بين موكله والشركة. ورفض متحدث باسم الحكومة القطرية الرد على طلبات “الاتحاد الدولي للصحافيين” المتكررة للتعليق.
رئيس مجلس الوزراء الاماراتي وحاكم إمارة دبي، محمد بن راشد آل مكتوم
تظهر وثائق “باندورا” أن الشيخ محمد كان مساهماً في ثلاث شركات مسجلة في سلطات قضائية سرية عبر شركة Axiom Limited الإماراتية، التي كانت مملوكة جزئياً لكتلته الاستثماريّة “دبي القابضة”. تم إنشاء الشركات الثلاث – Tandem Investco Limited وTandem DirectorCo Limited في جزر العذراء البريطانية، وAllied International Investments Limited في جزر الباهاما – عام 2008. تم استخدام الشركات لتوسيع أعمال الشركة الأم Axiom Limited على الصعيد العالمي. شركة جزر البهاما معلقة حالياً ولكن لم تتم تصفيتها، بينما تم إغلاق الشركتين في جزر العذراء.
تُظهر وثائق “باندورا” أيضاً أن فيصل البناي، قائد الأعمال التجارية الإلكترونية الإماراتية، شغل منصب المدير الوحيد لشركتي الشيخ محمد في جزر العذراء البريطانية منذ عام 2011. وكان البناي أيضاً أحد المساهمين في شركة Axiom Limited. أظهر تحقيق أجرته “رويترز” عام 2019 أن شركة Dark Matter، عملت عن كثب مع حكومة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز جهود المراقبة المثيرة للجدل، بما في ذلك التجسّس على المواطنين الأميركيين بمساعدة عملاء المخابرات الأميركية السابقين. يقر البناي بعلاقة Dark Matter الوثيقة مع حكومة الإمارات، لكنه نفى مشاركتها في برامج قرصنة مدعومة من الدولة.
ولم يستجب الشيخ محمد وفيصل البناي لطلبات “الاتحاد الدولي للصحافيين” المتكررة للتعليق.
إقرأوا أيضاً:
رئيس حكومة لبنان، نجيب ميقاتي:
ميقاتي هو مالك شركة Hessville Investment Inc، وهي شركة تم إنشاؤها في بنما عام 1994.
ساعدت شركة M1 Management SAM، ومقرها في موناكو، على تسهيل عمليات الشركة الخارجية. عام 2008، وفقاً لوثائق باندورا، اشترت Hessville Investment عقاراً في موناكو بأكثر من 10 ملايين دولار.
ردّاً على بريد إلكتروني تم إرساله إلى نجيب وماهر ميقاتي، أخبر ماهر ميقاتي “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” والشريك الإعلامي “درج” أنه عام 2005، اشترى والده مسكناً في موناكو من طريق شراء أسهم في Hessville Investment، الشركة البنمية التي تملكها. وبحسب ماهر، فإن مالك الشقة السابق أنشأ الشركة عام 1994. وقال إن والده لا يزال يمتلك العقار.
وقال ماهر “من المعتاد جدّاً امتلاك العقارات من خلال الشركات وليس بشكل مباشر”، مضيفاً أن معظم العقارات الشخصية للعائلة مملوكة لشركات.
قال ماهر إن مثل هذه الشركات توفر “المرونة”، بما في ذلك المزايا الضريبية المحتملة، وتخطيط الميراث، و”لتحصين الالتزامات في حال قرر تأجير العقار لطرف ثالث”.
وقال إن اللبنانيين يستخدمون شركات بنما وجزر العذراء البريطانية “بسبب عملية التأسيس السهلة” وليس للتهرّب من الضرائب.
أمير الكويت السابق، الشيخ صباح الأحمد الصباح
تشير التسريبات إلى أن صباح الأحمد الصباح وعائلته كانوا مستفيدين من شركتين مسجلتين في جزر العذراء البريطانية كانتا تملكان فيلتين في نادي Assoufid Gulf في مراكش في المغرب. تظهر وثائق “باندورا” أن القيمة التقريبية للممتلكات بلغت نحو 1.1 مليون دولار لكل منها.
بموجب مخطط ملكية معقد، تملك شركتان مسجلتان في المغرب، Tiglio SARL وPacato SARL، الفيلتين، والشركتان بدورهما مملوكتان من قبل شركتي Tolland Consultants Ltd وNiteshade Corporation في جزر العذراء البريطانيّة.
منذ عام 2013، أصبحت شركتا جزر العذراء البريطانية مملوكة لشركة شمال إفريقيا القابضة، وهي أداة استثمارية كويتية. وتعد شركة مشاريع الكويت (كيبكو) المساهم الأكبر فيها، وهي أكبر شركة استثمارية مدرجة في الإمارة الخليجية بأصول تبلغ 33 مليار دولار. شركة شمال أفريقيا القابضة هي صاحبة مشروع تطوير نادي Assoufid Gulf. ووفقاً للتسريبات فإن كيبكو “محجوزة لمصلحة أمير الكويت وعائلته”.
الأميرة المغربيّة للا حسناء
تكشف وثائق “باندورا” أن الأميرة للا حسناء تمتلك شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية، Oumaila Ltd. أنشئت الشركة عام 2002، واشترت في العام نفسه منزلاً فخماً في غرب لندن، وفقاً لسجلات العقارات في المملكة المتحدة. تبلغ قيمة المنزل ما يقرب من 11 مليون دولار. قامت حسناء بعملية الشراء باستخدام أموال من “العائلة المالكة المغربية”، وفقاً للوثائق المسربة، والتي ذكرت خانة مهنتها أنها “الأميرة”.
لم ترد حسناء على أسئلة وجهها الشريك الإعلامي لـ”الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين”، “لو ديسك”، إلى القصر الملكي.
رئيس حكومة لبنان السابق، حسان دياب
دياب هو مساهم في شركة صورية في جزر العذراء البريطانية.
في أوائل عام 2015، بعدما ترك دياب منصبه كوزير للتعليم في لبنان، أسس شركة eFuturetech Services Ltd. وكان هدف الشركة هو “التجارة العامة والاستشارات”، وفقاً لسجلات وثائق “باندورا”.
شركاء دياب في الشركة هما: نبيل بدر، أحد أقطاب صناعة الورق والبناء في لبنان، والذي ترشح للانتخابات النيابيّة عام 2018، وعلي حدارة، المدير المالي لشركة استثمار مقرها بيروت، Chedid Capital.
ولم يستجب دياب وبدر وحدارة لطلبات “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” المتكررة للتعليق.
رئيس وزراء البحرين السابق، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة
تظهر الوثائق المسربة أن خليفة كان يمتلك شركة صورية لها أصول بقيمة 60 مليون دولار. جاءت الأموال من “ثروة العائلة المالكة”، وفقاً للملاحظات المكتوبة بخط اليد على تلك الوثائق. تأسست شركة Minto Assets Corp في جزر العذراء البريطانية عام 1996 ولديها استثمارات في سويسرا وألمانيا.
لم ترد سفارة البحرين في واشنطن على طلب “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” للتعليق.
إقرأوا أيضاً:
رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني
تظهر وثائق “باندورا” أن الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني يواصل استخدام الكيانات الخارجية للقيام بالاستثمارات وإدارة ثروته وحمايتها لمصلحة أسرته. في الوثائق المسربة الجديدة، يظهر رئيس الوزراء السابق لدولة قطر بأدوار مختلفة، بما في ذلك مالك أو مساهم أو ممثل لأربعة كيانات في أربع ولايات قضائية مختلفة. لا يزال اثنان منهم نشطين: Boomerang Investment Limited في جزر كايمان ومؤسسة عائلة Treetop في بنما.
تمتلك Treetop نحو 3 في المئة من “دويتشه بنك” من خلال فرعها Paramount Services Holdings Limited في جزر العذراء البريطانية، وفقاً لإيداعات الأوراق المالية العامة. تم إدراج دور حمد بن جاسم آل ثاني في هذا الهيكل علناً.
عام 2011، أنشأ ممثلو الشيخ حمد بن جاسم The Boomerang Trust في نيوزيلندا، بهدف حماية جزء من ثروته لعائلته، من خلال إدراج زوجتيه و13 طفلاً، إضافة إلى أي طفل في المستقبل.
طلبت شركة Asiaciti Trust مبلغ 225 ألف دولار لإنشاء الشركة وإدارتها لمدة عام واحد، وفقاً لسجل فواتير Asisciti. تشير وثيقة منفصلة لشركة Asiaciti عام 2013 إلى أن الصندوق “فشل” بسبب عدم تمويله بشكل كافٍ. تنص الوثيقة على أن “الوصي ليس على علم بأي أصول” تم وضعها في الصندوق.
ولم يرد الشيخ حمد بن جاسم على طلب “الاتحاد الدولي للصحافيين” المتكرر للتعليق.
رئيس وزراء الأردن السابق، عبد الكريم الكباريتي
تكشف وثائق “باندورا” أن الكباريتي مرتبط بشركتين خارجيتين تستثمران في البنوك والأسهم والسندات والعقارات. تم إنشاء الشركتين- شركة مشاريع الكويت المحدودة (Kuwait Projects Prospector Ltd) وشركة كويت ويلث القابضة المحدودة (Kuwait Wealth Holding Ltd)- في جزر العذراء البريطانية عام 2013. وتظهر الوثائق أن الكباريتي هو مدير إحداهما والمالك المستفيد في الأخرى، وزوجته وطفلاه مستفيدون من الاثنين.
تشير السجلات المصرفية إلى أنه اعتباراً من عام 2020، كانت الشركتان مساهمتين في الكثير من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنك الأردني الكويتي، وشركته الفرعية، المتحدة للاستثمارات المالية، وبنك القاهرة عمان. تظهر الوثائق المسربة أنه عام 2013، كانت لدى الكباريتي حسابات بقيمة 1.5 مليون دولار في البنك الأردني الكويتي.
وقال الكباريتي لـ”الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” إنه لم “يشارك في أي أنشطة غير مشروعة أو غير قانونية سواء كانت مرتبطة بالشركتين المعنيتين أو غير ذلك”. قال إنه طوال حياته المهنية، شغل مناصب تنفيذية في القطاع المالي والمناصب العامة، وأنه افتتح شركات خارجية “لتجنب أي مظهر غير لائق” عندما استثمر ثروته الخاصة.
وقال لـ ICIJ: “حقيقة أنني، في مرحلة ما من عام 2013، قررت استخدام شركتي جزر العذراء البريطانية لأسباب لها علاقة برغبتي في عدم الكشف عن هويتي”. وقال إن نيته كانت “الاستثمار فقط في الأسهم الأردنية للبنوك العاملة في البلاد”، مضيفاً أنه لم يتم التحقيق في أي من شركتي جزر العذراء البريطانية من قبل أي سلطة في الأردن أو في أي مكان آخر.
رئيس وزراء الأردن السابق، نادر الذهبي
تظهر “وثائق باندورا” أن نادر الذهبي كان مرتبطاً بشركة “أوف شور” تم إنشاؤها في جزر العذراء البريطانية. استخدمت الشركة مساهماً صوريّاً مقيماً في سيشل، لحماية هويات المالكين الحقيقيين للشركة.
كان الذهبي مديراً لشركة AND Holding Limited، التي تم إنشاؤها عام 2014 بهدف معلن هو الاستثمار في شركات أخرى. يظهر ابنه أمجد في السجلات على أنه المالك المستفيد. تم إدراج الشركة على أنها غير نشطة في ملف تم تسريبه بتاريخ شباط/ فبراير 2018.
لم يستجب نادر الذهبي لطلب “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” المتكرر للتعليق.
إقرأوا أيضاً:
رئيس وزراء تونس السابق، محسن مرزوق
تكشف أوراق باندورا أن مرزوق اشترى شركة صورية في جزر العذراء البريطانية عندما كان مستشاراً لحملة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي.
في كانون الأوّل/ ديسمبر 2014، قبل أيام من الانتخابات، أرسل مرزوق بريداً إلكترونياً إلى مزود خارجي SFM لإجراء عملية الشراء. قام بتعيين مدير صوري، وهو تكتيك يمكن استخدامه لإخفاء هوية مالك الشركة عن الجمهور والمنظمين.
تم إنشاء شركة مرزوق، Eagle One Investments Holdings Ltd، من أجل “إدارة ثروة الأسرة، وتوفير مصدر دخل للتقاعد وإنشاء صندوق هبات لتعليم أبنائي”، وفقاً لسجل مكتوب بخط اليد في الملفات المسربة. كتب مرزوق أن أموال الشركة لا علاقة لها بالسياسة، مضيفاً أن الإيرادات جاءت من “20 عاماً من العمل في الاستشارات الدولية”، والمحاضرات وتقديم المشورة للمنظمات غير الحكومية. قام مرزوق بحل الشركة عام 2016، بعد شهر واحد من كشف الصحافيين التونسيين في “انكفاضة”، كجزء من تحقيق أوراق بنما، محاولة مختلفة من قبل مرزوق لإنشاء شركة صورية.
في مقابلة مع الشريك الإعلامي لـ”الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين”، “انكفاضة”، قال مرزوق إن الشركة لم تكن تعمل قط “كانت الفكرة من وراء إنشاء الشركة هي التحضير لمخططي لترك السياسة واستئناف عملي السابق”. قال مرزوق إنه حصل على معظم دخله من مصادر خارج تونس. وقال إنه لا صلة بين ما كشفته أوراق بنما وإغلاق الشركة الوهمية، مضيفاً أنه اختار مديراً صوريّاً لأنه لم يكن ينوي أن يكون هو نفسه.
حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة
كشفت وثائق “باندورا” امتلاك سلامة شركتين، إحداهما AMANIOR الذي يشغل سلامة منصب المدير فيها، والثانية اسمها Toscana مملوكة من ابنه نادي.
أسّس سلامة AMANIOR عام 2007، أي بعد نحو 14 عاماً على تسلمه مهمة الحاكمية عام 1993. الشركة ليست الأولى التي يظهر فيها اسم سلامة ولكن أهميتها تكمن بأنها مملوكة منه بشكل كامل، وهو مديرها الوحيد، كما تظهر الوثائق وظيفة سلامة الحقيقية أي “حاكم مصرف لبنان”، وهو ما كان غائباً في حالات أخرى حيث عرف عن نفسه بصفته “مدير بنك“.
الوثائق تلقي أيضاً مزيداً من الضوء على شركة Forry Associates Limited، التي يمتلك رجا سلامة، شقيق الحاكم الأصغر الحق الاقتصادي الوحيد لها والتي ذاع صيتها إثر التحقيق الذي أطلقه المدعي العام السويسري في كانون الثاني/ يناير 2021 في قضايا غسيل أموال واختلاس محتمل في مصرف لبنان.
ردّ سلامة على أسئلة “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين”، عبر محاميه مروان عيسى الخوري، أنّه قبل تسلمه مهمة الحاكمية، كان مصرفياً ناجحاً في “ميريل لينش”، وأن ثروته في حينه كانت تتجاوز الـ23 مليون دولار. ولكن لم يجب سلامة على الشق القانوني وهو كونه مديراً لشركة AMANIOR، الأمر الذي يعتبر بحسب خبراء قانونيين مبرراً كافياً لعزله وملاحقته قضائياً على قاعدة خرق المادة 20 من قانون النقد والتسليف، التي تقول صراحة إن على الحاكم ونائبيه أن يتفرغوا كلياً لمهماتهم في المصرف.