تحولت الخلية الوزارية إلى خلايا نائمة في بيروت ونشطت مجموعة عمل نجيب ميقاتي الانغماسية في اسكتلندا فرئيس الحكومة وبعد بلاغ الواتس آب للوزراء المذيل بعبارة “اللهم اشهد أني بلغت” استدعى المناخ اللبناني إلى قمة غلاسيكو وأسهم في ارتفاع حرارة أرضها ومن الرئيس الفرنسي إلى انجيلا ميركل فصندوق النقد والاتحاد الأوروبي فزعماء الكويت وقطر ثم ماكرون مكرر مساء كانت لقاءات فيها من الود ما طفح لكن الخطوات العملية على الأرض ظلت مرهونة باستقالة وزير الإعلام جورج قرادحي أولا ثم لكل حادث خليجي حديث ولم يحصد ميقاتي سوى دعم تنفيذي من دولة قطر التي سبق واختبرت مر المقاطعة وأعلن أميرها إيفاد وزير خارجيته إلى بيروت قريبا وما عاد سرا أن حكومة ميقاتي ووزراءها السنة يمهدون لخروج وزير الإعلام من الطقم الوزاري المهدود لكن في مقابل رصد لترددات الهزة على الثنائي الشيعي وما إن كان سيسير ” بقبع ” قرداحي أم سيحتكم إلى حكومة الضرورة وبقاء الميقاتي صامدا في وجه الريح وبينما لم يخرج عن الثنائي أي بوادر تؤسس لمرحلة العاصفة الوزارية فإن التدخل الاميركي على خط الأزمة بهدف إيجاد تسوية بدا أنه يثبت ميقاتي في موقعه ويعمل لعدم انهيار الحكومة لتأمين هدفين على الأقل وهما: المفاوضات مع صندوق النقد واجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها وبرسم مشهد سريالي للمرة الأولى يتبدى أن من يريد إبقاء الحكومة هما الاميركيون وحزب الله وإن على غير خط استواء وإذا كان للأطراف التي تخوض المعركة مع لبنان “مأرب” سياسي بوقف ما سمته السعودية “هيمنة” حزب الله على القرار واستيلاءه على لبنان فإن ذلك لن يتغير باستقالة وزير ولا بإقالة الحكومة برمتها والطريق الوحيدة للتغيير ستكون عبر إجراء الانتخابات النيابية والصناديق الديمقراطية التي تقرر بمفردها أي طبقة سياسية يريدها الناس وما إذا كان الشعب سيختار أكثرية مغايرة عن التي تتتحكم بالقرار حاليا . فنتائج هذه الانتخابات الحرة ستحدد موازين القوى وتفرز الصالح من الطالح . لكن هل دعمت دول الخليج سابقا قوى ديمقراطية وشعبا طامحا للتغيير أم أن تمويل الثمانمئة مليون دولار الشهير أغدق على مكونات عاثت فسادا وشاركت قوى الهيمنة في الاستيلاء على السلطة؟ كان دعما لشخصيات وتيارات وأحزاب شريكا مضاربا في الحكم ولم يسجل أن استنهضت قوى مدنية ديمقراطية محايدة تريد التغيير.
ولما كانت الانتخابات لناظرها قريبة فلماذا لا يعمل من اليوم على استصلاح الاراضي السياسية لتحديد البذور الفاسدة من تلك الصالحة للسقي وإلى ذاك الحين فإن الازمة جاثمة تكبر ولا تتقلص فوزير الإعلام حصن موقعه وموقفه التفاوضي بأن لا استقالة قبل تحصيل ثمن للبنان أما رئيس الحكومة فيرمي أثقاله على قمة المناخ للتعديل في درجات حرارة الأزمة وهو ” يرك ” على المسؤولين الاوروبيين والاميركيين من دون استسقاء حل من العرب او من الجامعةالعربية التي دعت اللبنانيين الى رأب الصدع وسدد لنا امينها العام احمد ابو الغيط بيانات وقصائد بالترابط العربي في وقت ان جامعته نفسها لم تتمكن من اعادة اللحمة العربية بين دولها .