دخلت فيينا في استراحة مفاوض وجلس لبنان في صالة الانتظار وعينه على الرياض يراقب مؤشر تخصيب اللقاء الفرنسي السعودي وما إن التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى ارتفع منسوب العلاقة اللبنانية السعودية من تحت الصفر إلى ضخ الحرارة في أنابيب العلاقات المتجمدة منذ سنوات.
وكسر الجليد باتصال هاتفي ثلاثي بين الثنائي الفرنسي والسعودي مع رئيس الحكومة اللبنانية . اجتمع ماكرون ببن سلمان وكان لبنان ثالثهما لكن هذه المرة ليس بصفة الشيطان
وما إن رن هاتف ميقاتي حتى انتعشت الالياف البصرية وتجمد نجيب في عليائه البلاتينية وخرقت فرحته جدار الصوت السياسي فبدأ اتصالات من بعبدا الى عين التينة ليشرك الرؤساء في الغبطة . مصادر مواكبة للقاء الرياض وصفت ما جرى بالمشجع وبأن مهمة الرئيس الفرنسي كانت ناجحة وتكللت بانتزاع مبادرة اتجاه لبنان. واكد ماكرون أنه حصل على تعهد من السعودية بأنها ستعود لتلعب دورا اقتصاديا في لبنان عندما تشرع الحكومة اللبنانيةبرئاسة نجيب ميقاتي في تنفيذ الإصلاحات وفي أول تعليق سعودي أبلغ ولي العهد ميقاتي فتح صفحة جديدة مع لبنان أما رئيس الحكومة فوصف الاتصال بالخطوة المهمة لعودة العلاقات التاريخية بالسعودية وقال في تغريدة: أود أن أؤكد حرص حكومتي على احترام التزاماتها بالإصلاح. أما الديوان الملكي السعودي فتحدث عن اتفاق الدول الثلاث ونقل عن ميقاتي تأكيده التزام الحكومة اللبنانية اتخاذ كل ما من شأنه تعزيز العلاقات بالمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ورفض كل ما من شأنه الإساءة إلى أمنها واستقرارها.
أعاد ماكرون حبل الود المفقود بين الرياض وبيروت محلقا في هذه الرحلة على علو ثمانية مليارات دولار هي محصول الاتفاق العسكري المشترك بين السعودية و إيرباص في مجال الخدمات والصيانة والإصلاح وعلى جناح الإصلاح العسكري أرسل برقية بالبريد العاجل: لا بد للحكومة اللبنانية من أن تستأنف العمل من أجل تطبيق الإصلاحات المطلوبة وهي دعوة واضحة وصريحة للدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء كاد فيها ماكرون يقول : بمن حضر وعليه أصبح ميقاتي وحده في الميدان وأصبحت الكرة الآن في ملعبه وتواريه على الرغم من حجمه خلف استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي فقد أسبابه الشرعية والموجبة. ما عاد بإمكان رئيس الحكومة أن يهرب إلى الأمام وفقد رصيده من تدوير الزوايا وبات أمام خيارين أحلاهما مر: إما دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بمن حضر وإما الاكتفاء بموقفه من أن “الحكومة ماشية بس مجلس الوزراء واقف” وإذا ما جنح نحو إبقاء الستاتيكو الحكومي على حاله فإنه يعطي بذلك الملكة السعودية ودول الخليج الإشارة أن حكومته هي حكومة حزب الله كما يتهمونه . لا يحسد ميقاتي على موقفه فحزب الله وعبر نائبه حسن فضل الله يقول إنه منفتح على كل المعالجات التي تؤدي إلى إعادة ضخ الحياة في جلسات مجلس الوزراء لكن هذا الرأي يحتاج الى ” مضخات ” ومجاري تصريف حكومي والقبول بالعودة الى الطاولة من دون قيد أو شرط سواء في القبع أو العزل أو أي مسمى آخر لأن ذلك ليس وظيفة الحكومة وما لم يقله حزب الله بالعربي الفصيح تولاه حليفه تيار المردة الذي أكد أن استقالة قرداحي لن تعيد مجلس الوزراء إلى الانعقاد والثنائي الشيعي مستمر في المقاطعة إلى حين حل أزمة المحقق العدلي طارق بيطار. غدا سيتصل ماكرون بالرئيس ميشال عون لا ليتلو على مسامعه مقررات لقاء الرياض بل ليقول ساعدوا أنفسكم نساعدكم واعقدوا الحكومة وتوكلوا.