لآلاف السنين، لم يمَس البشر مساحات شاسعة من المحيط المتجمد الشمالي؛ حيث يعيش كركدن البحر أو الحوت وحيد القرن من دون عائق؛ ولكن الآن بعد أن تسبب تغير المناخ في ذوبان الجليد البحري، كان هناك ارتفاع في النشاط البشري في القطب الشمالي، وقد أدى ذلك إلى زيادة الضجيج بشكل ملحوظ من مجموعة من المصادر البشرية، بما في ذلك المسوحات الزلزالية وانفجارات الألغام ومشروعات المواني والسفن السياحية.
وعلى الرغم من أن الضوضاء ليست عالية بشكل عنيف عندما تأتي من مسافة معقولة، فإن الضجيج يكون مزعجاً ويثير التوتر، حتى على بعد عدة كيلومترات، وهذه هي نتائج التجارب الفريدة التي أُجريت على هذا الحوت الأيقوني، بالتعاون بين معهد غرينلاند للموارد الطبيعية وجامعة كوبنهاغن بالدنمارك، والتي نُشرت أول من أمس بدورية «بيولوجي ليترز».
ومن المعروف أن هذا الحوت الأيقوني تصعب دراسته؛ لأنه يعيش فقط في منطقة القطب الشمالي المرتفعة التي يصعب الوصول إليها، والتي غالباً ما تكون مغطاة بالجليد؛ لكن فريق البحث تمكن من وضع علامة على قطيع من هذه الحيتان في نظام المضيق البحري «سكورسبي ساوند» في شرق غرينلاند، باستخدام مجموعة متنوعة من معدات القياس، ومن ثمَّ وضعوا سفينة في المضيق البحري، مما عرض الحيوانات للضوضاء، سواء من محرك السفينة أو من بندقية الهواء الزلزالية المستخدمة في التنقيب عن النفط.
ويقول عالم الأحياء البحرية من معهد غرينلاند للموارد الطبيعية، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، أوتي ترف، بتقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كوبنهاغن بالتزامن مع نشر الدراسة: «تشير ردود أفعال الحيتان إلى أنَّها خائفة ومجهدة، فهي تتوقف عن إصدار أصوات النقر التي تحتاج إليها لإطعامها، وتتوقف عن الغوص بعمق وتسبح بالقرب من الشاطئ، وهو السلوك الذي تظهره عادة عند الشعور بالتهديد من الحيتان القاتلة فقط، وهذا يعني أنها ليست لديها فرصة للعثور على الطعام ما دامت الضوضاء مستمرة».
وتصنع هذه الحيتان عدداً غير مألوف من الضربات بذيولها عند الهروب من الضوضاء، وهذا قد يشكل خطراً عليها؛ لأنها تستنفد إلى حد كبير احتياطيات الطاقة الخاصة بها، وفق أوتي ترف.
ويعد الحفاظ المستمر على الطاقة أمراً مهماً بالنسبة لها؛ لأنها تحتاج إلى قدر كبير من الأكسجين للغوص عدة مئات من الأمتار تحت السطح، من أجل الغذاء والعودة إلى السطح للهواء.
أسبوع داكار للموضة يعود إلى الغابة
قرب شجرة باوباب عتيقة على أطراف العاصمة السنغالية داكار، أضاء أول من أمس السبت، وميض الكاميرات وسط الغسق بينما كانت نجيبة صامويل تسير على ممشى عرض الأزياء وسط تصفيق من الحضور. حسبما ذكرت وكالة (رويترز) للأنباء.
كانت صامويل (20 عاما) التي ولدت بشلل دماغي، أول من تظهر على الممشى من أكثر من 40 عارضة من مختلف الأشكال والأحجام في النسخة 19 من فعالية أسبوع داكار للموضة السنوية التي أقيمت مطلع الأسبوع، وتضع في اهتمامها قضيتين هما عدم التهميش والاستدامة.
وقالت صامويل التي كانت ترتدي فستانا باللونين البرتقالي والأزرق صممته أداما ندياي مؤسسة أسبوع الموضة، «أريد أن أثبت للأطفال الآخرين من ذوي الإعاقة أنكم لستم إعاقتكم – أنتم فقط أنتم… عليكم أن تخرجوا وتبينوا للناس من أنتم».
أسبوع الموضة في داكار، الذي يضم مصممين من أنحاء أفريقيا، هو أحد أطول عروض الأزياء في القارة.
وبعد الاضطرار لإقامته في الهواء الطلق التزاما بقيود كوفيد – 19 من العام الماضي، اختار منظمو هذه النسخة العودة إلى غابة الباوباب، لتذكير الحضور بمسؤولية عالم الموضة للعمل وفق طريقة مستدامة.
يرسل إنتاج المنسوجات 1.2 مليار طن من انبعاثات الكربون سنويا، وإذا استمرت المعدلات الحالية، فقد يمثل القطاع أكثر من ربع الانبعاثات العالمية بحلول 2050، وذلك بحسب دراسة أجرتها في 2015، مؤسسة إلين ماك آرثر.
تشتهر ندياي باسم علامتها التجارية أداما باريس، وهي التي استحدثت أيضاً أول عروض أسابيع الموضة السوداء في العاصمة الفرنسية، وعادة ما تربط فعالية الأزياء البارزة في السنغال بموضوعات تقدمية.
واختارت عدم التهميش لأي من الفئات، واحدا من قضيتي هذا العام في تحد لمعايير الجمال في الموضة الغربية التي عادة ما تكون صارمة.