عبر أشجار الصنوبر والتين تتعرج الممرات الهادئة على نحو غريب قبل أن تطل على البحر في جزيرة حافظت على مناطق بكر رغم الازدهار السياحي.
ويفوح في إبيزا بإسبانيا من الريف رائحة الملح وتسمح منحدراته اللطيفة برحلات سير على الأقدام هادئة بين أشجار التين واللوز والجداول والوديان، بحسب موقع صحيفة إلبايس. وهنا قام الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين كثيرا بجولات على قدميه في ثلاثينيات القرن الماضي، قائلا إن إبيزا هي «أكثر أرض بكر صالحة للسكن رأيتها»، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وبعد قرن لاحق، ما زالت بهذه المنطقة العضو بجزر البليار الإسبانية زوايا لم تفسد بعد بالتطوير العمراني، حيث تمتد ممرات السير عبر غابات صنوبر كثيفة تطل على البحر الأبيض المتوسط. وهناك أربعة ممرات سير تستحق الاستكشاف في إبيزا وهي: إس كالو دي سيا، وسا تالايا، وموسكارتير لايت هاوس، وإس بورتيتشول.
موسيقى «التدوير» في مدريد تغيّر حياة الشباب المعوزين
تصدر الألحان الموسيقية المطلوبة بتناسق تام بين هذه الآلات، ومنها مثلاً كمان متعدد اللون مصنوع من عبوات المشروبات، ولوح تزلج تحول إلى غيتار باس، وطبلة مكوّنة مما كان غالونات بلاستيكية. إنها «موسيقى إعادة التدوير»، وهو مشروع يهدف إلى إعطاء «فرصة ثانية» سواء للنفايات، أو للأولاد المعوزين في العاصمة الإسبانية مدريد. وكريستينا فاسكيز (18 عاماً)، ذات الأصول الغجرية، هي عازفة الكمان الرئيسية في الفرقة والثانية من حيث الأهمية في الأوركسترا بعد قائدها.
وتروي «فاسكيز» لوكالة الصحافة الفرنسية: «عشت في حي فقير (…) وانضمامي إلى الأوركسترا أتاح لي الانفتاح كثيراً على العالم (…) إذ قبل ذلك لم أكن خرجت قَطّ من الحي الذي أعيش فيه، ولا كنت ذهبت يوماً إلى وسط مدريد».
وتضيف هذه الشابة ذات الشعر الأسود الطويل والعينين الفاتحتي اللون التي انضمت إلى الفرقة من دون كبير اقتناع وهي في الثانية عشرة، إذ فرضت عليها ذلك مدرسة حيّها المتواضع فاييكاس: «أنا سعيدة للغاية لأن هذه الخطوة غيرت حياتي تماماً». ولم يعد وارداً لكريستينا بعد اليوم أي تترك الأوركسترا. وجنّبت الأوركسترا أيضاً لويس ميغيل مونيوث المعروف باسم لويسمي خطر التسرّب المدرسي الحاضر بقوة في الأحياء المشابهة لفاييكاس.
ويقول لويسمي: «لقد أتاحت لي الموسيقى الهروب من مشاكل الحياة»، متوقعاً أن يصبح بعد بضع سنوات مدرّساً لـ«صغار» الأوركسترا و«عازف إيقاع» محترفاً لموسيقى الفلامنكو. هذا المشروع الاجتماعي الذي أنشأته منظمة «إيكويمبس» البيئية غير الحكومية مستوحى من أوركسترا «كاتورا» في باراغواي التي يصنع الأولاد الفقراء المنتمون إليها الآلات الموسيقية باستخدام القمامة التي تُجمَع من مكب النفايات الذي يعيشون بجواره. وأقامت هذه الفرقة حفلات موسيقية في كل أنحاء العالم ومنها مدريد.
وأقامت الأوركسترا الإسبانية حفلتها الموسيقية الأولى بعد أربعة أشهر فحسب من تأسيسها و«لم يكن في وسع الأولاد أن يعزفوا أكثر من أربع نوتات على التوالي يومها»، على ما يروي. أما اليوم، فحصل أربعة من أعضاء الأوركسترا الشباب «على منح دراسية في مدارس موسيقية رسمية وفي معاهد موسيقية عامة»، بعدما قدمت الفرقة حفلات في مدن إسبانية عدة، بحسب فيكتور جيل.