يطوي العام آخر صفحاته بلملمة أوراقه وخلطها تمهيداً لإعادة ترتيبها على تقويم العام الجديد.أما خبطة نهاية العام فكانت للبنان “أفندي” إذ سرق ” أبو صرة” الأضواء من ابن عمه “الحامض” بعد ضبط شحنة كابتاغون بنكهة “الليمون”. بعد الرمان ومن حواضر حدائقهم استنسخ المهربون وتجار الموت طرقاً جديدة في التهريب عبر الحمضيات و”طلعت ريحتهم” فتمكن مكتب مكافحة المخدرات في المديرية العامة للجمارك وبجهد يدوي من الكشف المبكر على الشحنة وشوهد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي وهو يعاين أبو صرة الكابتاغون حبة حبة ويعلن من مرفأ بيروت عن توقيف عدد من الأشخاص مع الإبقاء على باقي المعلومات “توب سيكريت” حفاظاً على سرية التحقيق وللتمكن من رصد كامل عناصر الشبكة في لبنان والخارج. أعطى لبنان براءة ذمة لدول الطوق الخليجي ودليلاً على جدية الحكومة اللبنانية في مكافحة تهريب الجريمة وتصدير المخدرات لكن للمصدّر مستوردٌ وطالبُ بضاعة مدفوعة المصاريف والتكاليف ولا يكتمل تحقيق من دون الكشف عن طرفي التهريب خصوصاً بعد تأكيد مولوي توقيف بعض الأشخاص وتحديد مكان انطلاق الشحنة ووجهتها. وتأتي شحنة الكابتاغون المضبوط متممة للمواقف السياسية خلال اليومين الماضيين ودعوة رئيس الجمهورية إلى أفضل العلاقات مع الدول العربية والخليجية ورفع رئيس الحكومة مجدداً شعار النأي بالنفس. ونزولاً نحو ترميم الخطوط الداخلية لرئيس تياره أعاد رئيس الجمهورية إحياء طاولة الحوار لجمع شمل باسيل مع باقي القوى وتلميع صورته أمام شعب لبنان العظيم وبطريقته المعهودة التقط المرصد الجنبلاطي الإشارة وفي تغريدة قال منعاً أن يختلط الحابل بالنابل وأن ندخل في جدل بيزنطي حول السلاح ومزارع شبعا في الحوار فإن أفضل طريقة لوقف التدهور هو اجتماع للوزارة واولوياته شؤون المواطن وتحصين الجيش والمؤسسات الأمنية والتفاوض مع المؤسسات الدوليةوسقط سهواً من رأي جنبلاط العملي أن مجلس الوزراء معطل ولكي يلتئم فعلى جدول أعماله بند وحيد وهو قبع المحقق العدلي طارق البيطار. وعليه عام يتأهب للرحيل وآخر على مشارف الوصول والأزمة اللبنانية لم يعد لها مكان لتراوح فيه في ظل تفكك الدولة وانهيارها والله ينجينا من الآت هو لسان حال اللبناني الذي سيستبدل حتماً كلمة “تنعاد عليك” ب “تنذكر وما تنعاد”.
وكما البدايات تعيش النهايات طفرة حادة بتسونامي أوميكرون المتحور سريع الانتشار والذي ضرب أرقاماً قياسية على عداد الإصابات حول العالم معلناً دخول الكوكب في حال تأهب ولبنان ليس أفضل حالاً وموجة أوميكرون غمرت البلد الذي يفتقد أدنى مقومات المواجهة وحده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خرق تعليمات التباعد الاجتماعي وخطف رجله إلى تل أبيب في زيارة كسب الود فزار وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في عقر داره المبني على أرض فلسطينية مسروقة وأغدق عليه الهدايا التي ظلت طي الكتمان لكن غانتس عرف من أين تؤكل الكتف أبو مازن قال لغانتس آمل أن يخرج السلام من هذا البيت والأخير أهداه زيت زيتون إسرائيلي واللبيب من الإشارة يفهم.