كشفت دراسة جديدة، تُعد الأولى من نوعها، أن شبكية العين قد تكون قادرة على تزويدنا بطريقة سهلة لتحديد العمر البيولوجي الحقيقي لأجسامنا، وكذلك القدرة على تحديد العمر المتوقع للإنسان وتاريخ الوفاة.
الدراسة نشرت الثلاثاء، 18 يناير/كانون الثاني 2022، في المجلة البريطانية لطب العيون، حسبما نقلت شبكة CNN الأمريكية الخميس.
مؤلف الدراسة الدكتور مينجوانج هي، أستاذ وبائيات طب العيون بجامعة ملبورن ومركز أبحاث العيون في أستراليا، قال في تغريدة تعقيباً على الدراسة: “توفر شبكية العين نافذة فريدة يسهل الوصول إليها لتقييم العمليات المرضية الكامنة وراء أمراض الأوعية الدموية الجهازية والأمراض العصبية المرتبطة بزيادة مخاطر الوفاة”.
دراسة طويلة المدى
وحلّلت الدراسة أكثر من 130 ألف صورة لشبكية العين من عينات قدمها مشاركون في البنك الحيوي البريطاني، في دراسة حكومية طويلة الأجل لأكثر من 500 ألف مشارك بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.
وباستخدام نموذج التعلم العميق، وهو شكل من أشكال التعلم الآلي، قدّر الباحثون “فجوة عمر الشبكية” بين الصحة البيولوجية الفعلية للعين وعمر الشخص منذ الولادة.
ووجدت الدراسة أن هناك زيادة بنسبة 2% في خطر الوفاة من أي سبب لكل سنة من الاختلاف بين العمر الفعلي للشخص والعمر البيولوجي الأكبر الذي تم تحديده بواسطة العين.
وارتبطت الفجوات الكبيرة بين العمر الفعلي والعمر البيولوجي المقاسة من شبكية العين بشكل كبير بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض معينة بنسبة تصل إلى 67%، حتى بعد حساب عوامل أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، والوزن، واختلافات نمط الحياة مثل التدخين.
من جانبه، قال الدكتور سونير جارج، المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون وأستاذ طب العيون في مستشفى ويلز للعيون في ولاية فيلادلفيا الأمريكية، إنه “باستخدام خوارزمية التعلم العميق، تمكن الحاسوب من تحديد عمر المريض من خلال صورة ملونة لشبكية العين بدقة جيدة جداً”.
وأشار جارج إلى أن “هذا المستوى من التغييرات لم يمكن للأطباء تحديده، ويتمثل الجانب الفريد في هذه الورقة البحثية في استخدام هذا الاختلاف في العمر الحقيقي للمريض مقارنة بالعمر الذي اختاره الحاسوب للمريض لتحديد معدل الوفاة. وهو أمر لم نعتقد أنه ممكن”.
وتواجدت مجموعتان من الأمراض فشل النموذج في التنبؤ بشكل كبير بزيادة خطر الوفاة من خلالهما، وهما أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وقد يكون ذلك بسبب قلة الحالات في مجموعة الدراسة، أو التحسينات في علاج السرطان وأمراض القلب.
ورغم أن وضع هذه النظرية موضع التنفيذ لا يزال مجرد بصيص أمل في عيون الباحثين خلال هذه المرحلة، فإن هذه الدراسة تُظهر فائدة أخرى تتمثل في السماح لشخص آخر بالتعمق في عينيك، حتى لو كان مجرد طبيب عيون.