عندما تدخل «السناجب» في السبات الشتوي، فإنها تتوقف عن الأكل، وتستمر حتى الربيع على احتياطيات الدهون التي خزنتها في أجسامها، وعادة، يقلل هذا النوع من الصيام لفترات طويلة وعدم النشاط بشكل كبير، من كتلة ووظيفة العضلات، لكن السناجب لا تعاني من هذا المصير؛ وهو ما آثار تساؤلاً عن أسباب ذلك.
الآن، اكتشف ماثيو ريجان، عالم الأحياء بجامعة مونتريال، السبب الذي يمكن أن يكون لنتائجه آثار على مستقبل السفر إلى الفضاء، حيث يعاني رواد الفضاء من مشكلة فقدان العضلات. ومن خلال دراسة مجموعة متنوعة تسمى «السنجاب الأرضي» ذو الـ13 خطأ الشائعة في أميركا الشمالية، أكد ماثيو ريجان في دراسته المنشورة أول من أمس في دورية «ساينس»، نظرية يمكن أن «تساعد في حل مشكلة رواد الفضاء»، وتُعرف باسم «إنقاذ نيتروجين اليوريا» والتي يعود تاريخها إلى الثمانينات. وتفترض النظرية، أن «أجهزة الجسم تستخدم خلال السبات خدعة استقلابية لميكروباتها المعوية لإعادة تدوير النيتروجين الموجود في اليوريا، وهو مركب نفايات يُفرز عادة على شكل بول، وتستخدمه لبناء بروتينات نسيجية جديدة».
ويفترض ريجان، أن «هذا الاكتشاف يمكن أن يكون مفيداً في الفضاء، من خلال مساعدة رواد الفضاء على تقليل مشاكل فقدان العضلات التي تسببها الجاذبية الصغرى، حيث تقمع تخليق البروتين العضلي، ويحاول رواد الفضاء تقليل هذه المشكلة من خلال ممارسة الرياضة بشكل مكثف». ويشير إلى أنه «إذا تم العثور على طريقة لزيادة عمليات تخليق البروتين العضلي لرواد الفضاء باستخدام نيتروجين اليوريا، فيمكنهم تحقيق صحة عضلية أفضل أثناء الرحلات الطويلة إلى الفضاء السحيق».
ريجان، الذي أجرى هذا البحث عندما كان باحثاً ما بعد الدكتوراه في جامعة ويسكونسن ماديسون، يقول «نظراً لأننا نعرف بروتينات العضلات التي يتم كبتها أثناء رحلات الفضاء، يمكننا مقارنة هذه البروتينات بتلك التي يتم تعزيزها عن طريق إنقاذ نيتروجين اليوريا أثناء السبات».
ويضيف «إذا كان هناك تداخل بين البروتينات في رحلات الفضاء وبروتينات السبات؛ فهذا يشير إلى أن هذه العملية قد يكون لها فوائد لصحة العضلات أثناء الرحلات الفضائية».