وبسرعة اقرب الى لمح البصر اُقرت موازنةُ 2022 بايرادات توزاي النفقات ودولارٍ جمركي على سعر منصة صيرفة لكن الاخطر من بنودها العاجزة كان كلام ُرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن المرحلة الصعبة طالبا من اللبنانيين ثلاث َسنواتٍ من التضحيات مبشرا بانه من غيرِ الممكن تأمينُ الكهرباء والاتصالات ببلاش.
وما ان اطلق عبارةَ ” بدنا نتحمل بعض ” حتى فتح ميقاتي على مبنى “بلاتينوم” باب َجهنم وبدأت التعليقاتُ الغاضبة من مواطنينَ فقدوا اموالَهم في المصارف ويُطلب اليهم اليوم ان يكونوا على قدم المساواة بالصبر والبصيرة مع رئيس حكومة ” مسكين ” يقطن سنوياً مجلة َفوربز.
وطلبُ ” تحمّلِ ” بعض لا يسري على الطبقة الحاكمة ورؤسائها وقياداتِها اذ ان خلافاتِهم تدك ُحصون َ الدولة ولا يجمعهم سوى اقتسام ِ الفريسة .. او الهرب من العصا الاميركية كواقعهم اليوم مع ترسيم الحدود البحرية .
وضمناً فإن علاماتِ الشبهة ارتسمت على كلمة سر مخيفة يبدو ان لبنان َ الرسمي اعطاها للموفد الاميركي آموس هوكشتاين ومنذ انتهاء جولة ” المسّاح” الاميركي اُشعيت ولا تزال اجواءٌ ايجابية برا وبحراً .
ومن بين الصمت الحدودي تسربت معلوماتٌ عن المقترحات التي تناولها هوكشتين امس وبينَها ان الخط رقم 1 الذي حدده العدو الاسرائيلي كحدود بحرية ٍلكيانه مع لبنان وأودعه الاممَ المتحدة عام َ2011 بات ساقطا . كما سقط معه خط هوف ليستقر التفاوضُ غير ِالمباشر على الخط 23 مع بعض التعرجات التي من شأنها أن تمنع َ شراكة ًمحتملة بين لبنان واسرائيل على صعيد الحقول والثروة البحرية ..
ومن خلال هذه المقترحات اصبح لبنان بعيدا عن الخط 29 ..وضاعت صياغات الجيش الفنية والتقنية هباء لكن احدا لن يقف ليعترض علما ان وثائقَ غير تالفة تؤكد وفق شهادة ِ رئيسِ هيئةِ أبناء العرقوب محمد حمدان إن العدو الاسرائيلي قدم َخرائط َعام 2010 يعترفُ خلالَها أن حدودَ لبنان البحرية هي خط 29 كاشفا عن دراسة للسفير بسام النعماني من الخارجية اللبنانية
تبين هذا الاعتراف .
وابعد ُ من نزاع على انتزاع الحق فإن خطط َ الولايات ِالمتحدة من الشرق الاوسط الى العالم تكمنُ في تقويضِ امداداتِ الغازِ الروسي الى اوروبا عبرَ رسم خطوطِ امداد جديدة وحتى فتح ِ جبهات على غرار ما جرى في سوريا ومنطقة قزوين بين ارمينيا واذربيجان وما يجري حاليا في اوكرانيا.
ومع اكتشاف ِكمياتٍ ضخمة من الغاز والنفط في المياه الاقليمية لدول شرق البحر المتوسط لم يعد مستغربا احتدامُ الصراعِ الاقليمي والدولي على هذه المنطقة وتحويل ُالاتفاق على ترسيمِ الحدود وتحديد الحقول بين الدول المجاورة الى انابيب َ تضخ اوروبا بالموارد .. لضرب الروس في عقر غازِهم .