استقبل الأوكرانيون توقيع الرئيس فلوديمير زيلينسكي، طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي باحتفاء واسع، قائلين إن الخطوة التي جاءت في أتون حرب مستمرة منذ صباح الخميس الماضي من قبل روسيا، بأنها “تشكل لحظة تاريخية في عمر البلاد”.
وبعثت 8 دول (من شرق أوروبا والبلطيق) رسال مفتوحة للاتحاد الأوروبي؛ لتمكين كييف من الحصول على عضوية الاتحاد عبر تقديم أقصى درجات الدعم لها، وهي (إستونيا وبلغاريا والتشيك ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا).
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تأييدها لانضمام أوكرانيا، وكذلك رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، التي أكدت ترحيب البرلمان. فيما تنتظر كييف إجراءات معقدة حتى إتمام الانضمام الذي من المرجح أن يتسغرق وقتاً، طبقاً لمحددات وضوابط الانضمام للاتحاد.
وشدد الرئيس الأوكراني على أهمية السماح لبلاده بالحصول على العضوية “فوراً” بموجب إجراء خاص؛ مبرراً ذلك بأن “كييف تدافع عن نفسها في مواجهة غزو القوات الروسية”.
إشارة سياسية
وفي تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول المحلل السياسي الإيطالي بموقع “ديكود 39″، ماسيميليانو بوكوليني، إن توقيع أوكرانيا طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي يمثل “إشارة سياسية من الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، موجهة إلى روسيا، يؤكد خلالها أنه ليس وحده، وأن أوروبا تدعمه وتدعم حكومته”.
ومع ذلك، أوضح أن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليست سهلة، وتستغرق وقتاً طويلاً في الغالب، مع ما يحتاجه الانضمام من إجراءات طويلة ومعقدة بهذا الصدد، قد يصل الأمر لسنوات حتى تتم عملية الانضمام واستيفاء الشروط والإجراءات المختلفة.
لكن بوكوليني يقول في الوقت نفسه إن “الاتحاد الأوروبي يدعم كييف حتى قبل الانضمام؛ عبر تمويل الحكومة وإرسال الأسلحة، وغير ذلك من مجالات الدعم والمساندة فيما يخص مجال الدفاع، وكذا الشؤون الإنسانية وكثير من المجالات في ظل الحرب الدائرة”.
يوم تاريخي
ووصفت نائبة رئيس الوزراء للتكامل الأوروبي في أوكرانيا، أولغا ستيفانيشينا، توقيع طلب الانضمام بأنه “يوم تاريخي لأوكرانيا”، معتبرة أن بلادها تستحق تلك الخطوة في ظل ما تقدمه.
وقالت المسؤولة الأوكرانية: “(..) نكافح من أجل الحفاظ على أوروبا سلمية وحرة، حيث لكل دولة حق سيادي في تقرير مستقبلها، وحيث يسري القانون الدولي وحقوق الإنسان.. نحن بالفعل جزء من الأسرة الأوروبية، وحان الوقت لبدء عملية التقديم.
وشددت على أن “الأوكرانيين يظهرون مرونة لا تصدق وتصميماً وشجاعة في مواجهة العدوان.. العالم كله معجب بشجاعة جنودنا الذين يرفعون رؤوسنا عنان السماء، للدفاع عن أوكرانيا الحرة والديمقراطية والمستقلة”.
وتابعت عبر صفحتها على “فيسبوك”: جنباً إلى جنب مع طلب العضوية إلى بروكسل، نرسل بياناً مشتركاً نحث الاتحاد الأوروبي على البدء فوراً في عملية رسمية تؤدي إلى منح أوكرانيا رسمياً وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤول بالاتحاد الأوروبي أنباءً عن احتمال مناقشة الطلب في قمة غير رسمية يومي 10 و11 مارس الجاري.
ثمن باهظ
من جانبها، ذكرت مديرة مركز أوروبا الجديدة (مركز أبحاث متخصص في السياسة الخارجية والأمن ومقره كييف) أن توقيع طلب الانضمام للاتحاد هو “يوم تاريخي حقاً”.
وأضافت عبر تويتر: لم تدفع أي من الدول الأوروبية مثل هذا الثمن الباهظ للحق في التقدم بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.. نحن نعيد البرمجة من “أوكرانيا هي أوروبا” إلى “أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي”، في إشارة للأهمية الجيوسياسية الكبيرة لأوكرانيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي بشكل خاص.
وفي أول تعليق روسي على الطلب الأوكراني، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، إن الاتحاد ليس كتلة عسكرية سياسية، ومن ثم لا ترى موسكو أن الأمر يندرج في إطار قضايا الأمن الاستراتيجي لبلاده، بخلاف ما هو عليه الحال فيما يتصل بحلف الناتو.