بايدن يحشد الحلفاء… وبوتين يتمسك بشروطه
جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على شروط بلاده لوقف العملية العسكرية التي أطلقها في أوكرانيا قبل شهر، وذلك بالتزامن مع وصول نظيره الأميركي جو بايدن إلى بروكسل في مستهل زيارة لأوروبا هدفها حشد الحلفاء.
وشدد بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس، على التمسك بـ«المواقف المبدئية لبلاده في إطار المفاوضات» مع وفد أوكرانيا.
وتزامن الضغط العسكري الروسي المتواصل حول المدن الكبرى في أوكرانيا، خصوصاً في خاركيف وماريوبول، مع تصاعد لهجة الانتقادات الروسية ضد المفاوضين الأوكرانيين الذين وصفتهم الخارجية الروسية بأنهم «لا يمثلون أوكرانيا ويتلقون الأوامر من واشنطن».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ترى أن الجيش الروسي ارتكب «جرائم حرب» في أوكرانيا. وقال بلينكن: «اليوم، يمكنني الإعلان أنه بناء على معلومات متوفرة حالياً، ترى الحكومة الأميركية أن عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا»، فيما قدّر حلف شمال الأطلسي (الناتو) خسائر روسيا في أوكرانيا بما بين 7000 و15000 قتيل في صفوف الجنود الروس.
وتستعد الولايات المتحدة لإعلان مجموعة جديدة من العقوبات تشمل «شخصيات سياسية»، وفق ما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي يرافق الرئيس بايدن إلى أوروبا.
في المقابل، قرّرت روسيا طرد دبلوماسيين أميركيين، رداً على طرد واشنطن 12 عضواً في البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة مطلع مارس (آذار)، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس.
التقارير والتقديرات المتداولة منذ أيام في الدوائر العسكرية والسياسية الأوروبية لم تعد تستبعد هزيمة واسعة للقوات الروسية في أوكرانيا، بعد أن أخطأت موسكو في جميع حساباتها ودفعت بالقسم الأكبر من جيشها في هذه المغامرة، ولم تترك احتياطاً كافياً تستدعيه للقتال إثر اضطرارها لتعديل خططها والانتقال إلى تطويق المدن الكبرى ودكّها بالمدفعية، بعد أن صارت تعاني من نقص كبير في التموين والإمدادات وتتعرض لهجمات متواصلة من القوات والمقاومة الأوكرانية.
ويتحدث خبراء في الحلف الأطلسي عن احتمالات جدية في أن تخسر القوات الروسية مواقعها بشكل مفاجئ، وليس بنتيجة حرب استنزاف بطيئة وطويلة، وأن تنهار معنوياتها بالكامل إذا تعذّر إيصال الإمدادات إليها أو سحبها بالتغطية اللازمة وإعادة تموضعها. ويخشى خبراء الحلف أن هذا السيناريو الذي بدأت تظهر بعض ملامحه في الأيام الأخيرة، قد يدفع بموسكو إلى إشعال جبهات أخرى، أو إلى خيارات الأسلحة غير التقليدية، مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات تعمل أجهزة الناتو على الاستعداد لها. وكانت الأوساط الأطلسية توقّفت أمس عند التصريحات التي أدلى بها ديميتري بيسكوف، الناطق بلسان الكرملين، الذي قال إن روسيا قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضّت لتهديد وجودي، موضحاً: «لدينا مفهوم معروف للأمن القومي ويمكن الاطّلاع على جميع الأسباب التي تستدعي استخدامنا للأسلحة النووية. إذا تعرّض وجود روسيا للتهديد، نستخدمها وفقاً لهذه العقيدة».
في غضون ذلك، يستبعد المسؤولون في الدوائر الأطلسية والأوروبية أي حل دبلوماسي أو اتفاق للتهدئة أو وقف التصعيد بين الطرفين الروسي والأوكراني بعد الخسائر الفادحة التي تكبداها. كما يستبعد المراقبون أي تعديل جذري في صيغة المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، خاصة أن خبراء الناتو يعتبرون رفض الإدارة الأميركية فرض الحظر الجوي فوق أوكرانيا قراراً حكيماً ومتروياً، في خضمّ المشاعر التي تؤججها المشاهد المروّعة التي تتناقلها وسائل الإعلام ليل نهار عن الدمار والمعاناة الإنسانية للمدنيين الأوكرانيين.
ويقول خبراء «الأطلسي» إنه من الأفضل بكثير تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة متطورة تمكنهم من تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة، مثل صواريخ جافلين وستينغر الدقيقة والطائرات المسيّرة من طراز TB2 التي أظهرت فاعلية عالية ضد مرابض المدفعية الروسية. ويعتبر الخبراء أن تأثير الحظر الجوي محدود جداً على سير المعارك، إذ إن الأضرار الهائلة التي تتعرّض لها المدن الأوكرانية هي بسبب الصواريخ والقذائف المدفعية وليس سلاح الجو الروسي الذي تتحاشى موسكو إدخاله على نطاق واسع في المعارك، لتحاشي تعرّضه لخسائر أكيدة بفعل الدفاعات الأرضية المتطورة التي يملكها الجيش الأوكراني، وتزوده بها الدول الغربية.
وفي مؤتمر صحافي، عقده بعد ظهر أمس (الأربعاء)، عشية القمة الأطلسية، أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبيرغ، أن الدول الأعضاء أعطت الضوء الأخضر لتعزيز القوات الأطلسية المنتشرة على الحدود الشرقية في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، وقال: «أتوقع أن يوافق القادة على تعزيز حضور الحلف براً وبحراً وجواً على الجبهة الشرقية». وقال ستولتنبيرغ إن نشر مزيد من القوات على حدود هذه البلدان الأربعة سيضاعف عدد الفيالق الأطلسية الموجودة على الحدود الشرقية من 4 إلى 8، ويوطّد قدرة الناتو على الردع والدفاع على الأمد الطويل في أوروبا.
وفي تحذير مباشر إلى الصين، قال الأمين العام للحلف الأطلسي إن بكّين دعمت روسيا سياسياً، وساهمت في التضليل الإعلامي ونشر الأكاذيب، معرباً عن أمله في أن يطلب قادة الحلف من الصين عدم تقديم الدعم المادي لموسكو وأن تتحمل مسؤولياتها. وأضاف: «إذا أقدمت روسيا على استخدام أسلحة كيميائية، فستتغيّر طبيعة النزاع كليّاً، وتكون له تداعيات بعيدة المدى».
إلى جانب ذلك، أفاد مصدر سياسي مطلع أن الحلفاء الغربيين صرفوا النظر عن اقتراح كان قيد الدرس منذ أيام لطرد روسيا من مجموعة العشرين؛ حيث إن أياً من أعضاء المجموعة له أن يمارس حق النقض ضد هذا الاقتراح، ولأن ذلك من شأنه أن يتسبب في إحراج الصين التي يسعى الغربيون إلى استمالتها في هذه الحرب، أو أقلّه إلى تحييدها وعدم مدّها موسكو بالمساعدات العسكرية والاقتصادية.
ويدرس الحلفاء الغربيون كبديل لهذا الاقتراح عدم المشاركة في القمة المقبلة التي من المقرر أن تعقدها المجموعة في إندونيسيا، مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والتي أبلغت السفيرة الروسية في جاكارتا السلطات الإندونيسية أمس بأن فلاديمير بوتين سيحضرها.
ماذا طلب السيسي من محمد بن زايد وبينيت؟ ما دار في قمة المصالح المتناقضة
حالة من الغموض أحاطت بنتائج القمة الثلاثية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ وضمت كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ونفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل، وهو ما فتح شهية الصحف والمواقع ومراكز الأبحاث لتقديم تحليلات مختلفة حول أهداف القمة ونتائجها.
اعتمدت هذه التحليلات على ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن القمة، باعتبارها المصدر الوحيد الذي تناول ما دار فيها بشيء من التفصيل، على عكس وسائل الإعلام المصرية والإماراتية التي اكتفت بنشر البيان الرسمي الصادر عن الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية الإماراتية، واللتين تحدثتا عن أن القمة ناقشت تداعيات التطورات العالمية خاصة ما يتعلق بالطاقة، واستقرار الأسواق والأمن الغذائي، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه آخر مستجدات عدد من القضايا الدولية والإقليمية.
لكن، مسؤول بجهاز سيادي مصري كشف لـ”عربي بوست” تفاصيل حول ظروف انعقاد القمة وما تمت مناقشته فيها من قضايا، وأسباب انفضاضها دون الإعلان عن نتائج حقيقية ملموسة.
طلب إماراتي وتحفظ مصري
المسؤول قال إن الاجتماع تم بطلب إماراتي قبل عدة أيام وقامت تل أبيب بتعزيز هذا الطلب في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما كانت القاهرة متحفظة على انعقاد القمة.
السبب وراء التحفظ المصري نقله المسؤولون المصريون لنظرائهم الإماراتيين والإسرائيليين، والذي جاء فيه نصاً أنهم “لديهم ما يشغلهم في الشارع المصري المشتعل في الفترة الأخيرة على خلفية الارتفاعات المخيفة في أسعار أغلب السلع والمرتقبة في أسعار البنزين، بجانب خفض قيمة الجنيه المصري، وخروج ما يقرب من 15 مليار دولار من البلاد منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية”.
مصر وافقت مقابل وعود بحلول سريعة لمشاكلها الاقتصادية
وأضاف المصدر أن ما شجع القاهرة على قبول انعقاد القمة هو وعود الجانبين الإسرائيلي والإماراتي بالتعاون مع مصر لإيجاد حلول سريعة وعاجلة للمشاكل الاقتصادية.
إذ تعهدت أبوظبي بضخ كميات إضافية من النفط الخام بأسعار تفضيلية إلى مصر في محاولة لاحتواء رفع أسعار البنزين التي يتوقع أن تزيد من حالة الاحتقان الشعبي الموجودة حالياً نتيجة ارتفاع أسعار كل السلع والخدمات مقابل ثبات الأجور وتدهور قيمة الجنيه.
أما إسرائيل فقد تعهدت هي الأخرى بمساعدة مصر في تنشيط السياحة، ومن ثم رفع عوائدها من العملة الأجنبية خلال الشهور المتبقية من العام الحالي، وحتى وضوح الصورة في الأزمة الروسية الأوكرانية وانعكاساتها الاقتصادية على العالم.
لكن المصدر عاد للتأكيد على أن ما حدث فعلياً في القمة لم يرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان يتوقع أن تعلن الدولتان عن التزاماتهما السابقة هذه بشكل واضح وعلني خلال انعقاد الاجتماعات. لكنه في المقابل حصل فقط على وعود فضفاضة، وهو ما لم يكن كافياً له.
وأضاف: “الرئيس المصري وجد مراوغة من الطرفين لربط أي مساعدات تقدم إلى مصر بتنازل القاهرة عن موقفها الثابت من إيران، والقبول بانضمام مصر إلى حلف إقليمي يجري تشكيله من إسرائيل ودول الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن والسلطة الفلسطينية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وكانت القاهرة التزمت منذ اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 بالحفاظ على “علاقات باردة” مع طهران دون أي عداء معلن. وتدعو القاهرة السلطات الإيرانية دائماً إلى التوقف عن التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، لكن دون أن تأخذ موقف متشدد أو عدائي على الأرض تجاهها
وكانت فكرة هذا الحلف ظهرت في وقت سابق بالتزامن مع الإعلان عما كان يطلق عليها “صفقة القرن”، وكان يطلق عليه الحلف السني في مواجهة الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى سوريا وجنوب لبنان واليمن.
وقتها تحفظت القاهرة أيضاً على الانضمام احتجاجاً على ضعف المبلغ المخصص لها، والذي كان يصل إلى 9.167 مليار دولار من قيمة المبالغ المالية في إطار إنفاذ الصفقة، رغم كونه ثاني أكبر مبلغ تحصل عليه دولة من الدول المشاركة بعد السلطة الفلسطينية التي كانت ستحصل على 27.8 مليار دولار. وكانت وجهة نظر القاهرة أن الحصول على مكاسب مادية يسهل عليها تسويق الفكرة للشعب المصري بأن الأمر يرتبط برخائه.
توريط إسرائيلي لمصر
وأضاف أن ما لمسه السيسي من رغبة بينيت تحديداً في استغلال القمة لتوريط مصر في إعلان التزامها بالانضمام للحلف المرتقب، تسبب في تقليص مدة الاجتماعات، وانتهاء القمة دون التوصل إلى نتائج محددة.
هذا الأمر دفع القاهرة لعدم الإعلان عن أي تفاصيل تخص القمة والاكتفاء ببيان عام من الخارجية دون ملامح محددة.
بدلاً من ذلك، عقد الرئيس المصري اجتماعاً ثنائياً مع ولي عهد أبوظبي أسفر عن توقيع اتفاق لبيع حصة الحكومة المصرية في البنك التجاري الدولي، بجانب حصة من أسهم شركة فوري للدفع الإلكتروني مقابل ملياري دولار، ولم يتطرق الاجتماع إلى أي أمور سياسية.
هل وعدت إسرائيل بتدبير احتياجات مصر من القمح؟
مصدر دبلوماسي فلسطيني مقرب من دوائر الدبلوماسية المصرية، قال لـ”عربي بوست” إن هذه القمة سبقها تنسيق عالي المستوى بين الإمارات وإسرائيل، في محاولة لإيجاد خطة أو تصور ما لسيناريو صالح للتطبيق في مواجهة تمدد نفوذ الحرس الثوري الإيراني في حال رفع اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكية، مثلما يتوقع أن يحدث بين لحظة وأخرى لإنجاح الاتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أنه تم الاتفاق على طلب عقد قمة في مصر بمشاركة رئيسها لسببين: الأول وزن مصر الإقليمي الذي يضمن نجاح واستمرار التحالف حال الإعلان عنه، خصوصاً أن القاهرة التزمت منذ اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 بالحفاظ على علاقات باردة مع طهران دون عداء معلن.
أما السبب الثاني فهو قدرة مصر في التأثير على الفلسطينيين سواء من السلطة أو من حماس بالإقناع أو الاحتواء، لضمان عدم نفاذ الحرس الثوري الإيراني إلى العمق الإسرائيلي.
وذكر المصدر أن ما حصل عليه الرئيس المصري في الاجتماع الثلاثي لم يزد عن كلمات ووعود فضفاضة، ما جعله ينهي جدول أعمال القمة بشكل سريع على عكس ما كان مخططاً له، مع تعهده بالعودة لبحث قضية الحلف المزمع إنشاؤه بعد تحسن الأحوال الاقتصادية التي تمر بها مصر والتي أجبرت الحكومة على تخفيض سعر الجنيه.
ونقل الدبلوماسي عن مسؤول مصري كان قريباً من الاجتماعات أن أغلب ما نشر عن الاجتماع في الصحف الاسرائيلية لم يكن دقيقاً، مضيفاً بتهكم أن من بين الشائعات المذكورة تعهد إسرائيل بمساعدة مصر في تأمين احتياجاتها من القمح بدلاً مما تستورده من روسيا وأوكرانيا، علماً بأن إسرائيل نفسها تستورد 97% من احتياجاتها من القمح، والأولى بها أن تؤمن احتياجات شعبها، على حد تعبيره.
تقرير سري ساهم في تحفظ السيسي
باحث مطلع بأحد مراكز الدراسات المقربة من القوات المسلحة المصرية، كشف لـ”عربي بوست” أن تحفظ السيسي على مقترح الحلف السني الذي أعيد طرحه خلال القمة، ينطلق من تحذيرات القوات المسلحة المصرية من تورط مصر في أحلاف عسكرية تقود البلاد إلى نزيف بشري واقتصادي لا تستطيع مصر تحمله.
يأتي هذا بجانب عدم رغبة العسكريين المصريين في خوض حروب ونزاعات مجانية لا تخص بلادهم.
وأشار الباحث إلى أن تقريراً حديثاً تم رفعه لمؤسسة الرئاسة في الفترة الماضية حذر من أن مثل هذه التصرفات تسبب تذمراً في أوساط العسكريين من ذوي الرتب المتوسطة.
قمة شرم الشيخ: “هل كانت ولادة لتحالف عربي إسرائيلي”؟ – صحف عربية
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية القمة الثلاثية التي عقدت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في منتجع شرم الشيخ في البحر الأحمر.
وبينما شدد بعض المعلقين على أن القمة تشكّل ميلاداً لتحالف عربي-إسرائيلي جديد، رأى آخرون أن القضية الفلسطينية كانت الغائب الأبرز عنها.
“قمة ثلاثية بوجه واشنطن”
تحت عنوان “ولادة التحالف العربي الإسرائيلي”، تقول العرب اللندنية في افتتاحيتها إن القمة تعد بمثابة “ولادة لتحالف عربي إسرائيلي يقوم على المصالح، ويلبّي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة ويترك وراءه مخلفات العقود الماضية من حروب ومشاحنات وشعارات”.
وتشدد الصحيفة أن “التحالف الثلاثي يرسل إشارة واضحة إلى السعودية مفادها أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار في ظل التغييرات الحاصلة في المنطقة، وفوضى الإشارات الأمريكية التي لا تراعي مصالح الخليجيين، وتعطي الأولوية لإيران وتمهد لإطلاق يدها على أكثر من مستوى سواء ما تعلق بالسباق نحو التسلح النووي وغير النووي أو ما تعلق بتمكينها من عائدات النفط للإنفاق على أذرعها وتهديد أمن المنطقة”.
وتحت عنوان “قمة ثلاثية بوجه واشنطن”، يقول يحيي دبوق في الأخبار اللبنانية: “تشعر الأطراف الثلاثة أن من الواجب الصراخ في وجه واشنطن… عقب تتالي المؤشرات الواضحة عن قرب توقيع اتفاق نووي جديد في فيينا، تصفه إسرائيل بأنه ‘أسوأ بكثير’ من اتفاق عام 2015”.
ويضيف الكاتب “لكن السؤال هنا: هل يُنتظر من اللقاء الثلاثي أن يغيّر فعلاً من تلك الاستراتيجية؟ تبدو الإجابة سهلة، وهي أنه لا تغييرات كبيرة متوقّعة، ربطاً بحقيقة أن الأطراف الثلاثة، كما غيرها من الدول الحليفة والتابعة، غير قادرة على بلورة خيارات أخرى على نحو دراماتيكي، بعيداً من البقاء في الفلك الأمريكي”.
كما تقول البيان الإماراتية في افتتاحيتها إن القمة تؤكد “ما تضعه الإمارات من أهمية للتعاون والتنسيق والتشاور في هذه المرحلة العالمية الحساسة، وضرورة زيادة هذا التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً مع رؤية الإمارات القائمة على ترسيخ الاستقرار والابتعاد عن الصراعات والاستقطابات، والالتفات إلى تحقيق الطموحات التنموية للشعوب”.
وتضيف الصحيفة أن اللقاء الثلاثي يبرز “نهج الإمارات الثابت في العمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة لإيمانها الكامل بأهمية منطقتنا للعالم أجمع، وأمنه وسلامه، وكذلك لتأثير استقرارها الكبير على الاقتصاد والازدهار عالمياً، وخصوصاً ما يتعلق بضمان إمدادات الطاقة التي تعد محركاً رئيسياً للتنمية على مستوى العالم أجمع”.
“فلسطين كانت الغائب الأكبر”
وفي مقال بعنوان “ذروة التطبيع والانحطاط”، يقول عصام شاور في فلسطين اليوم “إن اللقاءات العربية الإسرائيلية الحثيثة تأتي في إطار تعزيز عمليات التطبيع بين الطرفين وفي محاولة إسرائيلية وعربية لجر المزيد من الأنظمة العربية لمربع الخيانة والتطبيع”.
ويضيف الكاتب “ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية من انحطاط يقابلها صحوة عربية وإسلامية غير مسبوقة، الشعوب العربية والإسلامية بريئة تماما مما يفعل قادتهم”.
كما تشدد عرب 48 الفلسطينية أن اللقاء الثلاثي يهدف “إلى محاولة إنشاء تحالف ضد إيران، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن ودول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، وتركيا، ويأتي هذا اللقاء في إطار هندسة إسرائيلية كاملة من أجل تطويق إيران”.
وتحت عنوان “فلسطين كانت الغائب الأكبر”، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “لعل الصفة الأبرز لقمة شرم الشيخ الثلاثية هي أن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وحصار قطاع غزة وتوسع الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في القدس وسائر قرى وبلدات ومدن الضفة الغربية، وسواها من الملفات، كانت الغائب الأكبر عن المداولات”.
وتطرح الصحيفة ما تصفه بـ “السؤال الطبيعي البسيط: عن أي ‘أمن قومي عربي’ تحادث السيسي وبن زايد مع بينيت؟ وكيف أمكن لتلك المحادثات أن تعزز الأمن الإقليمي مع استبعاد الشؤون الفلسطينية كافة؟”
تغطية مباشرة
هيا بنت الحسين: حكم قضائي بريطاني بمنح الأميرة الأردنية حضانة طفليها من حاكم دبي محمد بن راشد
أصدر قاض بريطاني حكما يمنح الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، طليقة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم، حضانة طفليهما.
وجاء في حيثيات الحكم أن حاكم دبي “أساء بشدة” لطليقته السابقة.
وكانت محكمة بريطانية قد قضت في السابق بمنح الأميرة الأردنية تسوية تزيد عن 500 مليون جنيه إسترليني في قضية الطلاق.
وكانت الأميرة هيا قد هربت من دبي إلى بريطانيا مع أطفالها في عام 2019، قائلة إنها تخشى على حياتها، بعد أن اكتشفت أن الشيخ محمد، البالغ من العمر 72 عاما، قد سبق له أن اختطف اختطف اثنتين من بناته الأخريات – الشيخة لطيفة والشيخة شمسة – وأعادهما إلى دبي رغما عنهما.
الهجرة: أستراليا توافق على طلب نيوزيلندا باستقبال مئات اللاجئين
قبلت أستراليا عرضًا كانت قد تقدَمت به إليها نيوزيلندا قبل تسع سنوات بالسماح للأخيرة بقبول طلبات لجوء أربعمائة وخمسين شخصا كانوا يرغبون في الأساس في الهجرة إلى أستراليا.
وكانت أستراليا متردَدة في الموافقة على الصفقة لأنها ظلَت تعتقد أن اللاجئين قد ينتهي بهم الأمر في أستراليا.
وقد بات الآن من المقبول موافقة البلدين على هذه الترتيبات في ظل الوضع الحالي ، حيث تسمح الاتفاقات الموقَعة بين أستراليا ونيوزلندا بحرية التنقل والعيش والعمل في هذين البلدين.
وظلَ طالبو اللجوء محتجزين لسنوات في معسكرات اعتقال في أستراليا، أو في جزيرة ناورو الواقعة في جنوبي المحيط الهادئ، وستشمل الصفقة المعتقلين الحاليين في تلك المعسكرات فقط.
ودأبت السلطات الأسترالية على احتجاز كل من يصل إلى البلاد بطريقة غير شرعية، لحين البت في طلبات لجوئهم.
وتمتد فترات احتجاز المهاجرين غير الشرعيين لعدة سنوات، رغم ما أعلنته الحكومة الأسترالية مؤخراً من أنها تسعى لإسراع إجراءات البت في طلبات اللجوء.
وقالت الحكومة الأسترالية في العديد من المرات إنه: “بدون مراكز احتجاز طالبي اللجوء، ستصبح أستراليا مركز جذب للمهاجرين غير الشرعيين”.
وتستقبل استراليا سنويا عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تتولى الأمم المتحدة رسميا إعادة توطينهم بالإضافة لخمسين آلف مهاجر دائم غالبيتهم من بريطانيا ونيوزيلندا.
روسيا وأوكرانيا: قادة الناتو يجتمعون في بروكسل
وصل قادة حلف شمال الأطلسي الناتو اليوم الخميس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لعقد قمة استثنائية للحلف للبحث في تعزيز دفاعات الحلف شرقًا، في ظل دخول الحرب الروسية على اوكرانيا الشهر الثاني.
ومن المتوقع أن يوافق زعماء الناتو على إرسال أعداد كبيرة من القوات في أوروبا، وسترسل الدول الأعضاء أيضا، بما في ذلك بريطانيا ، المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقبيل افتتاح القمة اتّهم الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقتراف “خطأ كبير” في غزوه أوكرانيا و”بالتقليل من شأن” المقاومة الأوكرانية.
روسيا وأوكرانيا: موسكو تقول إن قواتها سيطرت على مدينة في إقليم خاركيف
نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن مسؤولين عسكريين في البلاد القول بأن الجيش الروسي سيطر على مدينة إزيوم الواقعة في إقليم خاركيف شرقي أوكرانيا.
إلا أن المجلس المحلي للمدينة يقول إن القتال لا يزال مستمرا.
وتعد المدينة نقطة استراتيحية في الطريق المؤدي إلى إقليم دونباس ما يعني أن السيطرة عليها ستسمح بربط القوات الروسية الموجودة في شمال شرقي أوكرانيا بتلك المنتشرة في الجنوب الشرقي.
روسيا وأوكرانيا: كييف تعلن تدمير سفينة إنزال روسية
قال الجيش الأوكراني إن قواته دمرت سفينة إنزال روسية في ميناء برديانسك المطل على بحر أزوف غربي مدينة ماريوبول.
وبحسب نائبة وزير الدفاع الأوكراني فإن السفينة كانت تتسع لعشرين دبابة و400 جندي من مشاة البحرية و45 من العربات المدرعة.
يأتي هذا في الوقت الذي تعرضت فيه مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا إلى هجوم صاروخي أطلقته سفن روسية من البحر الأسود، بحسب ما قال عمدة المدينة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد قالت في وقت سابق إن القوات الروسية المنتشرة قرب تخوم العاصمة الأوكرانية تتخذ الآن مواقع دفاعية عوضا عن الهجوم حيث أجبرتها القوات الأوكرانية إلى التراجع 50 كيلومترا عن شرقي المدينة.
مصر تطلب دعما من صندوق النقد الدولي لتطبيق “برنامج اقتصادي شامل”
قال صندوق النقد الدولي في بيان إن مصر طلبت دعما من الصندوق من أجل “تطبيق برنامج اقتصادي شامل”، في ظل التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف البيان أن فريقا من صندوق النقد يعمل عن كثب مع السلطات في مصر للإعداد للمناقشات بين الجانبين، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وكانت الحكومة المصرية قد وافقت مؤخرا على مشروع موازنة يتضمن تدابير تقشفية وذلك بالتزامن مع الإعلان عن زيادة في رواتب موظفي القطاع الحكومي والمعاشات لمواجهة زيادة الأسعار وتراجع قيمة صرف الجنيه المصري.
وقالت سيلين ألارد، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر، إن البيئة العالمية ذات التغيير السريع والتداعيات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا تمثل تحديات صعبة على جميع الدول حول العالم، ومن بينها مصر.
وفي أواخر عام 2016، لجأت مصر لصندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، ونفذت برنامجا اقتصاديا تضمن خفض قيمة العملة، وخفض ميزانية الدعم بشكل كبير، لمواجهة أوضاع اقتصادية وصفها خبراء بأنها كانت “صعبة”.
كوريا الجنوبية تقول إن بيونغ يانغ أطلقت صاروخا عابرا للقارات
أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إين أن المقذوف الذي أطلقته كوريا الشمالية في وقت سابق من اليوم الخميس هو صاروخ بالستي عابر للقارات، ما يشكّل أول استخدام من قبل بيونغ يانغ لسلاح على هذا القدر من القوة منذ 2017.
وقال مون في بيان إن الخطوة التي قامت بها جارة بلاده الشمالية تشكل “خرقا لتعليق إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات الذي وعد به الزعيم (الكوري الشمالي) كيم جونغ أون المجتمع الدولي”، وخرقا أيضا لعقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.