نشرت صحيفة الغارديان مقابلة أجرتها كاثرين شوارد مع مخرجي فيلم “11 يوما في مايو”، الذي يروي قصص أطفال في غزة من ضحايا التصعيد بين إسرائيل وفصائل مسلحة في القطاع على مدار 11 يوما في مايو/أيار العام الماضي.
وأسفر التصعيد حينئذ عن مقتل 261 شخصا في غزة، بحسب الأمم المتحدة، و14 شخصا في إسرائيل.
وتذكر الكاتبة “يبدأ الفيلم بمشاهد من بي بي سي نيوز للغارات الجوية، من النوع الذي يعرفه المشاهدون، ‘لكن بعد ذلك يميلون إلى نسيانه’، كما يقول وينتربوتوم، قبل أن يخوض الصراع ترتيبا زمنيا، ليخبر المشاهد عن الأطفال الذين ماتوا كل يوم، عبر المقابلات مع 28 عائلة”.
وتضيف “خطرت لوينتربوتوم فكرة الفيلم وقام بتحرير اللقطات التي تم تصويرها بالتنسيق مع المخرج المحلي محمد الصواف”.
ويقول الصواف في مقابلة مع الصحيفة: “في البداية، رفضت معظم العائلات المشاركة .. لقد احتاجوا إلى قدر كبير من الإقناع. تم ذلك من قبل العائلات بالتشاور مع بعضها البعض”.
“قال لهم الصواف أطفالكم ليسوا أرقاما. يجب أن تظهروا للعالم أن هؤلاء هم الأشخاص الذين كانت لديهم تطلعات ولم يعد لهم وجود”، بحسب الصحيفة.
وتشير الكاتبة إلى أن الصواف اندهش من صمود الأهالي، ويقول “هؤلاء الناس بطبيعتهم طيبون ومرحبون. إنهم يتحدثون عن أطفالهم الذين فقدوا بسبب العنف. لكن، أيضا، كلفتهم الوفيات الكثير. إنهم يشعرون بالانهيار، والإرهاق الشديد من الحزن لدرجة أنهم لا يستطيعون إظهار الكثير من الغضب”.
وتنقل الكاتبة عن الصواف “اتضح أن الشيء الأكثر إزعاجا الذي سألنا عنه لم يكن ظروف القتل، بل بالأحرى الآمال المعلقة قبله: بماذا كانوا يحلمون؟ ما الذي كان يحمله مستقبلهم؟”.
“قلة من العائلات وافقت على إجراء مقابلات في الموقع حيث مات أطفالهم. صوّر طاقمه عددا قليلا من الأشخاص وهم يزورون القبور… في بعض الأحيان، تطغى الذكريات على الأحباء”، وفق شوارد.
وترى الكاتبة أنه “بالنسبة للجماهير الغربية، من المرجح أن تكون أكثر اللحظات إثارة للصدمة هي صور الأطفال القتلى أو المصابين بجروح قاتلة، والتي تتخللها صور لهم في الأوقات السعيدة. هذه الصور التي لا تمحى، بالإضافة إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لهم أثناء نقلهم إلى المستشفى أو وضعهم على الأرض، وتم نشرها من قبل العائلات، كما يقول الصواف”.
وبحسب الكاتبة، يقول وينتربوتوم إنه فكر كثيرا في تضمين صور الأطفال القتلى أو المحتضرين، فالعلاقة بـ”الخسارة والحزن” في غزة هي “بالتأكيد مفهوم مختلف عن ذلك في بريطانيا”.
ويشير وينتربوتوم إلى أنه لو كان الفيلم يدور حول أطفال فقدوا في إنجلترا، فمن غير المرجح أن تكون عائلاتهم قد وافقت على استخدام مثل هذه الصور الثابتة، أو حتى امتلاكها في المقام الأول.
ويوضح الصواف أنه من الجدير بالذكر أنه في حين أن أولئك الذين علقوا في حروب أخرى “قد تتاح لهم فرصة البحث عن ملجأ في بلدان أخرى حتى تنتهي”، فإن هذا ليس خيارا متاحا لمعظم الفلسطينيين”.