ماذا لو تمكن العلماء من دراسة الأمراض النفسية البشرية في النباتات؟ يعتقد باحثو جامعة «ييل» الأميركية أن هذا ممكن وقد اتخذوا خطوة أولى مهمة نحو ذلك. وفي دراسة نُشرت أول من أمس في دورية «علوم الحياة الخلوية والجزيئية»، قام العلماء بفحص جين مشابه جداً في كل من النباتات والثدييات ونظروا في كيفية تأثيره على السلوك في كل منهما.
ونظر الباحثون في جين الميتوكوندريا (FMT) الموجود في نبات مزهر صغير يسمى «الأرابيدوبسيس» وجين مشابه جداً (متماثل متوكوندريا عنقودي أو CLUH) الموجود في الفئران. وتنظم الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الخلية) وظائف مهمة مثل التمثيل الغذائي وهي ضرورية للحفاظ على الصحة، وفي كلٍّ من النباتات والبشر، يمكن أن يؤثر أي خلل بها على التطور ويؤدي إلى المرض، بما في ذلك الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون ومرض هنتنغتون والانفصام لدى البشر.
وبالنسبة للدراسة، قارن الباحثون النباتات النموذجية، مع النباتات التي لا تحتوي على جين الميتوكوندريا، والنباتات ذات النشاط المفرط من الجين لفهم دوره بشكل أفضل، ووجدوا أنه «يؤثر على الكثير من الخصائص المهمة، بما في ذلك الإنبات، وطول الجذر، وتوقيت الإزهار، ونمو الأوراق».
ونظر الباحثون أيضاً في اثنين من السلوكيات النباتية المهمة، الأول كان «استجابة الإجهاد الملحي»، حيث يمكن أن يقتل الكثير من الملح النباتات، لذلك طوّروا سلوكيات لتجنبه. ووجد الباحثون أن جين الميتوكوندريا أمر بالغ الأهمية لهذه السلوكيات، كما يُعرف النوع الثاني من سلوك النبات الذي درسوه بـ«ناقص التوتر» وهي حركات تعتمد على إيقاعات الساعة البيولوجية، ويشمل ذلك الطريقة التي تتحرك بها الأوراق طوال النهار والليل، فخلال النهار تكون الأوراق مسطحة وأكثر تعرضاً لأشعة الشمس، وفي الليل عندما لا يكون هناك ضوء الشمس لامتصاصه تنحرف الأوراق لأعلى، ووجد الباحثون أن الجين يلعب أيضاً دوراً مهماً في هذا السلوك، حيث ينظم كل من مقدار ومدى سرعة تحرك الأوراق.
ولربط ذلك بالثدييات، قام الباحثون بتقييم مجموعة متنوعة من سلوكيات الفئران، وقارنوا الفئران النموذجية بتلك التي لديها جين «متماثل ميتوكوندريا عنقودي» منخفض، المماثل للجين الميتوكوندريا في النبات.
وباستخدام اختبار سلوكي وُضعت الفئران في بيئة مفتوحة، ولاحظوا أن الفئران التي تحتوي على نسبة أقل من الجين كانت أبطأ وقطعت مسافات أقصر من نظيراتها. ويقول تاماس هورفاث، الأستاذ بكلية الطب بجامعة «ييل»، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «بينما هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، فإن الخطوة الأولى المثيرة، هي اكتشاف اشتراك النباتات والثدييات في الكثير من الجينات التي لها وظيفة سلوكية، وقد يكون النبات مستقبلاً بمثابة كائن نموذجي مكمل للبحث السلوكي».
أخبار ذات صلة
بشرة إلكترونية قادرة على الشعور بالألم
ابتكر باحثون بريطانيون بشرة إلكترونية قادرة على الشعور «بالألم»، حسب صحيفة «مترو» اللندنية. ويعتقدون أنها قد تساعد في خلق جيل جديد من الروبوتات الذكية التي تتمتع بحساسية أشبه بالبشر، والقدرة على التعلم من الأخطاء المؤلمة.
وكان قد، عكف فريق من المهندسين من جامعة غلاسكو على تطوير البشرة الاصطناعية باستخدام نوع جديد من نظام المعالجة اعتماداً على «الترانزستورات المشبكية» التي تحاكي المسارات العصبية للمخ من أجل التعلم.
وتُظهر اليد الآلية التي تستعمل البشرة الذكية قدرة لافتة للنظر على تعلم التفاعل مع المنبهات الخارجية. ويصف الباحثون كيف تمكنوا من بناء نموذجهم الأولي من البشرة الإلكترونية، وكيف تتحسن وفق أحدث ما توصل إليه العلم في الروبوتات الحساسة للمس.
وإحدى الطرق المستكشفة بشكل واسع هي نشر مجموعة من مستشعرات اللمس أو الضغط عبر سطح البشرة الإلكترونية للسماح لها بالكشف عند ملامستها لشيء ما. ثم ترسل البيانات المستمدة من أجهزة الاستشعار إلى الحاسوب لمعالجتها وتفسيرها.