عادت قلعة جعبر الأثرية في شمال سوريا اليوم مقصداً لزوار باحثين عن متنفس بعد توقف المعارك، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وداخل القلعة التي هي بمثابة شبه جزيرة تقع على الضفة الشمالية لبحيرة الأسد شمال غربي مدينة الطبقة، يتسلّق زوار السلالم للصعود إلى الأبراج المرتفعة والتمتع بعبق التاريخ والطبيعة. يلتقط أطفال صوراً تذكارية في أنحائها وقرب حصونها. بينما تكتظ ضفاف البحيرة الرملية التي تشكلت في السبعينات إثر بناء سد الطبقة، بالرواد.
ويقول عبد الله الجابر (41 سنة)، وهو من سكان مدينة الرقة «لي ذكريات كثيرة هنا (…) مضت عشر سنوات تقريباً لم أزر خلالها القلعة جراء ظروف الحرب».
ويبدي سعادته لتمكّنه أخيراً من اصطحاب أطفاله إلى القلعة بعدما كانوا يتصفحون صوراً من طفولته أثناء مشاركته في رحلات مدرسية إلى الموقع. ويوضح «كان حلمهم أن يزوروا قلعة جعبر والأماكن التي زارها والدهم، واليوم أحضرتهم ليروها على أرض الواقع». وتجذب القلعة زواراً من مناطق سوريا مختلفة.
وتعدّ القلعة من أهم القلاع التاريخية ذات الطابع الإسلامي في سوريا، ويعود بناؤها، وفق خبراء آثار، إلى العصور السلجوقية والمملوكية. وفي القلعة مسجد و35 برجاً، وكانت تضمّ متحفاً يعرض عشرات القطع الفخارية تعرّض للنهب عام 2013.
ويقول محمد (45 عاماً)، بينما يجلس أمام طاولة في مطعم مشرف على البحيرة التي تجوبها زوارق صغيرة تقل السواح المحليين، «المكان بدأ يستعيد عافيته ويقصده الناس للتنزه باستمرار خلال فصل الصيف».
على ضفاف بحيرة الأسد، ينفث شبان دخان نراجيلهم، وتفترش عائلات الأرض مع أطعمة وفواكه، ويلهو أطفال قربها، بينما تصدح أصوات الموسيقى في الأرجاء.
من محافظة اللاذقية الساحلية، قصد رضوان قهواتي (40 عاماً)، القلعة برفقة زوجته وأطفاله في رحلة استغرقت ساعات في السيارة، تجاوباً مع رغبة ابنته التي درست عن القلعة في المدرسة. ويقول «أتينا إلى القلعة للسياحة والترفيه والسباحة.. الحمد لله نحن سعداء بالزيارة».