يرشد النحل العامل «المهتز» زملاءه العاملين إلى تناول غبار الطلع من خلال شكل من أشكال الاتصال يُعرف باسم «الرقص الاهتزازي» -حيث يؤدي خطوات تُحدد مكان وجود الطعام ومدى بُعده عن الخلية، حسبما ذكر موقع «سي إن إن» الأميركي.
واكتشف العلماء الآن أن النحل يصقل هذه الحركات عندما يكون صغيراً، من خلال لمس قرون الاستشعار الخاصة به في أجسام النحل الأكبر سناً «المهتز»، وإذا فوّت هذه الفرصة فإن اهتزازاته تحتوي على الكثير من الأخطاء، وتكون خرائطه أقل دقة.
ومن الصعب تنفيذ الرقصات الاهتزازية، ويمكن للخطوات الخاطئة أن تدفع النحل الباحث عن الطعام إلى التحليق في الاتجاه الخاطئ. لكنّ هناك مرحلة تعلم حرجة في حياة النحلة العاملة الشابة عندما تبلغ من العمر نحو 8 أيام -قبل أن تصبح علاقة كاملة النضج- مما يساعدها على إتقان رقصاتها.
وعندما يعود العمال الأكبر سناً إلى الخلية ويهتزون راقصين، يراقبهم العمال المبتدئون عن كثب. وبذلك، يتعلم النحل الأقل خبرة أداء الرقصات الاهتزازية التي تولد خرائط أكثر دقة للوجبة التالية. ويُذكر أن جميع النحل العامل هم من الإناث.
وتلعب الوراثة دوراً في رقصات النحل، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن بعض تفاصيل الرقص الاهتزازي التي تبعد مسافة معينة تخص أنواعاً محددة. ومع ذلك، فإن النتائج الجديدة تُظهر أن لغة رقصات النحل ليست فطرية تماماً، ولكن يشكّلها التعليم الاجتماعي بصورة جزئية، وفقاً لما ذكره العلماء، يوم الخميس، في مجلة «ساينس».
أخبار ذات صلة
العلماء يسعون لتعزيز النوم العميق ووقف الخرف
الليلة، وكل ليلة تقريباً، سيحدث شيء مدهش داخل الدماغ، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية. وعندما تُغلق مفتاح الإضاءة وتستغرق في النوم، سوف تقوم بتشغيل المعادل العصبي لدورة التنظيف العميق بغسالة الصحون. أولاً، سوف يبدأ نشاط متزامن للمليارات من خلايا الدماغ، والتأرجح بين نوبات من الإثارة والراحة. وبالاقتران مع تلك «الموجات البطيئة»، يبدأ الدم في التدفق من وإلى دماغك، ما يسمح بنبضات السائل النخاعي قشيّ اللون، التي تحيط عادة، بالاجتراف إلى الداخل والاندفاع عبر أنسجة الدماغ، حاملة المخلفات الجزيئية لذلك اليوم في طريقها إلى الخارج.
ويذكر أن معظم الأشخاص يدركون أنهم إذا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، فسيعانون في اليوم التالي، لكن الأدلة المتزايدة تشير إلى ضلوع وظيفة «غسل الدماغ» – المتمثلة في النوم – في صحة الدماغ على المدى الطويل.
وتقول الدكتورة لورا لويس، الأستاذة المساعدة في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة بوسطن، والتي صورت عملية الضخ هذه في البشر النائمين: «النوم ليس مجرد حالة حيث تنطفئ الحياة؛ فالنوم حالة نشطة للغاية بالنسبة للدماغ، ويبدو أنه حالة خاصة لتدفق السوائل داخل الدماغ». وإذا لم نحصل على قسط كافٍ من النوم المنتظم، يمكن لهذه المنتجات الثانوية السامة أن تتراكم، ما يزيد تدريجياً من خطر الإصابة بالخرف وأمراض الدماغ؛ فنحن نميل إلى الحصول على نوم عميق بدرجة أقل مع التقدم في السن، ما يجعل من الصعب إزالة ذلك الركام. ومن حسن الحظ أن العلماء يتجهون نحو سبل لتعزيز هذا النوع من النوم، والذي قد يساعد في نهاية المطاف في الحفاظ على صحة أدمغتنا لفترة أطول.
وأدرك الأطباء منذ فترة طويلة الخصائص التصالحية للنوم، ولكن لم يكن الأمر هكذا حتى عام 2012، عندما تمكنت البروفسورة مايكن نيدرغارد في مركز جامعة روتشستر الطبي بالولايات المتحدة، وزملاؤها من تحديد نظام «متشعب» غير معروف سابقاً في الدماغ ينبض بالحياة في أثناء النوم، ويمكن العضو (الدماغ) من تنظيف نفسه.
ولقد وجد الأطباء سلسلة من القنوات الصغيرة المحيطة بالأوعية الدموية في الدماغ التي تسمح للسائل الدماغي النخاعي بالدخول والاندفاع عبر نسيج الدماغ بنبض الدم جنباً إلى جنب – وأطلقوا عليه اسم «الجهاز الغليمفاوي، أو الجهاز نظير الوعائي»؛ لأنه يشبه الشبكة اللمفاوية في الجسم، باستثناء ما تديره الخلايا الدبقية (الداعمة) في الدماغ.
إن امتلاك مثل هذا النظام مهم؛ لأن الخلايا العصبية تكون نشطة للغاية خلال اليوم، وتنتج فضلات تحتاج إلى الذهاب إلى مكان ما.