تثبت لقطات البنتاغون أن روسيا كانت تكذب عندما قالت إن طائرتها المقاتلة Su-27 لم تتلامس مع طائرة بدون طيار أمريكية من طراز ريبر بقيمة 32 مليون دولار بعد إلقاء الوقود عليها وتحطيمها في البحر الأسود.
هذه هي اللحظة الحادة التي تحطمت فيها طائرة مقاتلة روسية بطائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper فوق البحر الأسود. تُظهر لقطات كاميرا الطائرات بدون طيار المواجهة المرعبة مع طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-27 بينما تقترب الطائرة من الخلف ، وتقطع مروحتها وتفرغ الوقود فوقها في المجال الجوي الدولي في 14 مارس 2023. واضطرت القوات الأمريكية إلى إسقاط الطائرة بدون طيار التي تبلغ 32 مليون دولار على المستوى الدولي. المياه ليلة الثلاثاء بعد المواجهة ، مما أثار سباقا بين موسكو وواشنطن لاستعادتها. اللقطات الجديدة التي نشرها البنتاغون تأتي بعد مزاعم روسية أن طائرتها لم تتصل بالطائرة بدون طيار ، وبدلاً من ذلك زعمت أنها تحطمت من تلقاء نفسها بعد “ مناورة حادة ”. هذه هي المواجهة المباشرة الأولى بين روسيا والولايات المتحدة منذ بدء الحرب في أوكرانيا ، والتي تحدث بالقرب من شبه جزيرة القرم.
وفد من البرلمان العربي يلتقي برئيس النظام بشار الأسد / رويترز
قال مسؤولون عرب وأوروبيون إن الدول العربية، التي نبذت رئيس النظام السوري بشار الأسد مدةً طويلة، عرضت عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، وكبح نفوذ إيران في الوقت نفسه، بحسب ما كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، نقلاً عن مصادر.
وكشفت المصادر أن الأردن قاد المحادثات في البداية، وعرضت الدول العربية خلالها مساعدات بمليارات الدولارات لمعاونة النظام السوري في إعادة بناء البلاد المدمرة بعد الحرب الأهلية، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن نظام الأسد.
إرسال قوات عربية
وقال المسؤولون إن عرض الدول العربية جاء في مقابل موافقة الأسد على التعاون مع المعارضة السياسية السورية، والقبول بقوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، ومكافحة تهريب المخدرات، وأن يطلب من إيران التوقف عن توسيع حضورها في البلاد.
وأوضح مستشار للنظام السوري ومسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون -وفق وول ستريت جورنال- أن المحادثات لا تزال في “مرحلة مبكرة”، وأن الأسد لم يُظهر اهتماماً بمطلب الإصلاح السياسي ولا استعداداً لاستقبال قوات عربية.
علاوة على ذلك، فإن القوى الغربية لم تكشف عن أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة المفروضة على النظام السوري لما ارتكبه من انتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد.
الزلازل قلّصت عزلة الأسد
ومع ذلك، فإن الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا، وقتلت نحو 6 آلاف سوري، أعطت قوة دافعة للمحادثات، إذ يسعى بشار الأسد لاستغلال الكارثة الإنسانية من أجل تقليص عزلته، على حد قول المصادر.
وقال المسؤولون إن هذه المحادثات زادت فاعلية بانضمام السعودية، التي تعد أقوى الدول العربية نفوذاً، ومن أشدها ممانعة للتقارب مع نظام الأسد، حيث دعا الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في فبراير/شباط الماضي، إلى إنهاء الوضع الراهن في سوريا، والسماح لها بالتعافي من أزمتها الإنسانية طويلة الأمد.
ووافقت السعودية منذ أيام على استئناف العلاقات مع إيران في اتفاق توسطت فيه الصين، ما يدل على أن المملكة مستعدة لتغيير مسارها السابق في الاصطفاف الجيوسياسي بالمنطقة.
وقد يكون الانفراج بشأن التفاوض مع الأسد أحد أكثر الأمثلة صراحة على ما يشهده الشرق الأوسط من ترتيبات واسعة لإعادة بناء التحالفات، وتلاشي التوترات الناشئة عن انتفاضات الربيع العربي، وتغيُّر مصالح القوى الأجنبية في المنطقة، وفق الصحيفة ذاتها.
من جهة أخرى، لا تزال روسيا وإيران أبرز شريكين للنظام السوري، وقد وصل بشار الأسد إلى موسكو، الأربعاء 15 مارس/آذار، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تطوير التعاون التجاري بين البلدين.
كبح نفوذ إيران
وأشار مسؤولون أوروبيون وعرب إلى أن القضايا المتعلقة بمساعي دمج النظام السوري وإعادة بناء البلاد ستكون على جدول أعمال القمة العربية، التي من المقرر عقدها في السعودية هذا العام.
وزعمت المصادر أن كثيراً من المسؤولين العرب، وإن كانوا يحتقرون بشار الأسد وأفعاله، فإنهم يرون أن السياسات الدولية الرامية إلى عزل سوريا ثبت أنها تأتي بنتائج معاكسة للمراد منها بمرور الوقت، وأنها تزيد من تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
فيما قالت مصادر مطلعة على تفكير بعض الأنظمة العربية إنها تميل إلى أن تحسين العلاقات مع نظام الأسد سيُساعد في تقليل نفوذ إيران على واحد من أبرز حلفائها في المنطقة.
وقد شهدت الأسابيع الماضية زيارة من وزير الخارجية المصري وأخرى من وزير الخارجية الأردني إلى دمشق، في أول نشاط دبلوماسي مماثل بالبلاد منذ عام 2011.
حل سياسي للأزمة
وقال مسؤول إماراتي رداً على أسئلة للصحيفة وُجهت إلى وزارة الخارجية، إنَّ الإمارات ترى “حاجة ملحة إلى تعزيز الدور العربي في سوريا”، وتميل إلى ضرورة “المسارعة بالبحث عن حل سياسي للأزمة في سوريا، لتجنب عودة الإرهاب والتطرف، اللذين انتشرا خلال الصراع المستمر في البلاد”.
ومع ذلك، لن يكون إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات عن الأسد وشركائه سهلاً على الدول العربية، حتى لحلفائها المقربين من الولايات المتحدة.
ولم تستطع صحيفة “وول ستريت جورنال” الحصول على تعليق فوري من وزارة الخارجية الأمريكية، لكن نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال في أعقاب الزلزال، في فبراير/شباط الماضي، إن بلاده “تشجع التطبيع” فقط إذا نفَّذ نظام الأسد خريطة طريق تتجه نحو عقد انتخابات حرة.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون أوروبيون إن الاتحاد الأوروبي لا يزال متخوفاً من السجل السيئ لبشار الأسد في انتهاكات حقوق الإنسان وعدم رغبته في إجراء انتخابات حرة، ولذلك استبعد دعوة الحكومة السورية لمؤتمر المانحين المقرر عقده في الأشهر المقبلة لجمع التبرعات من أجل إعادة بناء المناطق المتضررة من الزلزال.
الأسد ويرحب بزيادة القوات الروسية في بلاده
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن دمشق ترحب بأي مقترحات روسية لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في بلاده
جاء ذلك في تصريات صحفية نقلتها وكالة الإعلام الروسية عن الأسد.
وأضاف الأسد، الذي يجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أن الوجود العسكري الروسي في بلاده لا يجب أن يكون مؤقتا.
و بشأن القواعد العسكرية قال الأسد إنها مسألة فنية و لوجيستية، مضيفا أنه إذا كانت هناك مثل هذه الرغبة فإنه يعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا أمر جيد.
وتحتفظ روسيا بوجود عسكري كبير في سوريا وهي حليف وثيق للأسد ودعمت حكومته في الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات من خلال شن ضربات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ونقلت الوكالة الروسية عن الأسد قوله إن البلدين يخططان لتوقيع اتفاق بشأن التعاون الاقتصادي في الأسابيع المقبلة.