حددت دراسة من «المعهد الوطني للعيون» بأميركا، المتغيرات الجينية النادرة التي يمكن أن تؤدي إلى الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو سبب شائع لفقدان البصر لدى كبار السن.
وتولد المتغيرات الجينية، بروتينات مشوهة تعمل على تغيير استقرار هيكل يعرف بـ«مجمع هجوم الغشاء» (MAC)، الذي قد يؤدي إلى استجابة التهابية مزمنة في شبكية العين.
وتشير النتائج، التي نُشرت السبت في مجلة «آي ساينس»، إلى هذا الهيكل كهدف علاجي محتمل لإبطاء أو منع تطور الضمور البقعي.
ولاكتشاف المتغيرات الجينية والبروتينات ذات الصلة المباشرة بالمرض، قام الفريق البحثي بجمع المعلومات السريرية لمئات المرضى، بالإضافة إلى العائلات التي لديها عدد كبير من الأفراد المصابين بالضمور البقعي.
وبحث الفريق البحثي عن العائلات التي تحمل متغيرات نادرة جداً تسبب الضمور البقعي، حيث يكون تأثير المتغير الجيني قوياً جداً، بحيث يؤثر المتغير بشكل مباشر على بنية البروتين ووظيفته، ويمكن أن يكشف هذا النوع من المتغيرات النادرة عن السبب الجذري للمرض.
ويقول أناند سواروب، رئيس مختبر البيولوجيا العصبية والتنكس العصبي والإصلاح في «المعهد الوطني للعيون» بأميركا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع نشر الدراسة، «رغم علمنا بالعديد من المتغيرات الجينية التي تؤثر على خطر الإصابة بمرض الضمور البقعي، إلا أن القليل منها فقط أشار مباشرة إلى تغييرات البروتين التي يمكن أن تسبب المرض».
ويضيف أنه «من خلال النظر إلى العائلات الكبيرة ذات المتغيرات النادرة جداً، وجدنا بروتينين قد يكونان القوة الدافعة مباشرة للمرض، ويمكن أن تكون هذه البروتينات أهدافاً للأدوية المستقبلية». ووجد الباحثون أنه في أربع عائلات، كان لدى الأفراد المصابين بالضمور البقعي طفرات في أحد البروتينين «MAC» و«C8 – beta»، ووجد الفريق أن هذه المتغيرات توثر في كيفية تصرف هيكل «مجمع هجوم الغشاء (MAC)» في شبكية العين.
ويشكل هذا الهيكل مساماً دائرية، مغلقةً من طرف واحد بواسطة بروتينات «C8 – beta»، وتسمح المسام بتدفق الأيونات عبر الغشاء الخارجي للخلايا، وهذه المسام هي الخطوة الأخيرة في «الشلال التكميلي»، وهو جزء من الجهاز المناعي يساعد الجسم على الدفاع ضد مسببات الأمراض.