قد يكون التحليل المتقدم للذكاء الاصطناعي قادرًا على اكتشاف السمات الدقيقة في حديث الشخص والتي يمكن أن تساعد الأطباء في اكتشاف مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهور أعراض التدهور العقلي. هذا وفقًا لبحث حديث نُشر بمجلة Alzheimer’s Association Diagnosis and Assessment and Disease Monitoring ، والذي وجد أنه يمكن استخدام معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والتعرف على الكلام والتعلم الآلي لتحديد التغييرات الصوتية التي يصعب قياسها والتي تتوافق مع المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض ألزهايمر، بما في ذلك مستويات بروتين «أميلويد بيتا»؛ الذي شبهه العلماء بـ «البذور» التي قد تنمو لاحقًا لتصبح مرض ألزهايمر.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور إيهاب حجار أستاذ علم الأعصاب بمعهد بيتر أودونيل جونيور للدماغ في «UT Southwestern» في بيان صحفي «حققت هذه الطريقة الجديدة في الاختبار أداءً جيدًا في الكشف عن أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف وبشكل أكثر تحديدًا في تحديد المرضى الذين لديهم دليل على مرض ألزهايمر ؛ حتى عندما لا يمكن اكتشافه بسهولة باستخدام التقييمات المعرفية القياسية». وذلك وفق ما نشر موقع «everydayhealth» الطبي المتخصص.
فقد جمع الدكتور حجار ومعاونوه بيانات عن 206 أشخاص تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر ، و 114 شخصًا استوفوا معايير التدهور المعرفي المعتدل و 92 شخصًا لم يتأثروا معرفيًا. تم تحديد الحالة المعرفية لكل شخص من خلال الاختبارات القياسية.
وحسب الدراسة الجديدة «قد تشير ميزات الكلام الدقيقة إلى خطر الإصابة بمرض ألزهايمر باستخدام تحليل الكمبيوتر المتطور لهذه التسجيلات. إذ يمكن للعلماء تحديد وتقييم أنواع معينة من ميزات الكلام بما في ذلك مدى سرعة حديث الشخص والتعبير عن الحروف المتحركة والأصوات الساكنة والتعقيد النحوي والتحكم في الكلام الحركي وكثافة الفكرة».
من جانبها، تشير الدكتورة ميليسا لي مسؤولة برنامج مؤسسة Alzheimer’s Drug Discovery Foundation لتطوير العلامات الحيوية، إلى أن الباحثين كانوا قادرين على تحديد أنماط الكلام المحددة في كل من الأفراد المعاقين وغير المعاقين الذين لديهم مؤشرات بيولوجية لمرض ألزهايمر. مؤكدة على «إمكانية الحصول على أداة تشخيص سريع ميسورة التكلفة».
إمكانية الحصول على أداة تشخيص سريع ميسورة التكلفة
الدكتورة ميليسا لي
وفي هذا الاطار، شدد حجار على أن نتائج الدراسة تحتاج إلى تأكيد بعدد أكبر من المشاركين في الدراسة. لكن «قد تمهد التكنولوجيا الطريق لأداة فحص سهلة للأفراد المعرضين للخطر».
بدوره يشدد الدكتور كريستوفر ويبر مدير مبادرات العلوم العالمية بجمعية الزهايمر «من المهم بشكل خاص أن يتم التحقق من صحة أدوات الكشف المبكر في مجموعات متنوعة في العالم الحقيقي. يمكن للتقدم في تحليل الكلام أن يساعد في سد هذه الفجوة وتحديد المرشحين لمزيد من الاختبارات، وربما تحديد السبب الكامن وراء شكوى الذاكرة».