توصّل تحليل أجراه “عربي بوست” للأعداد الرسمية التي أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي لقتلاه العسكريين منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 4 يناير/كانون الثاني 2024، إلى أن ثلث القتلى العسكريين هم من ألوية النخبة في جيش الاحتلال، ليكونوا بذلك إلى جانب “فيلق حماية الحدود” من أكثر التشكيلات العسكرية خسارةً بالحرب.
تظهر البيانات الرسمية لجيش الاحتلال أنه حتى صباح الخميس، 4 يناير/كانون الثاني 2024، سقط 509 قتلى من صفوفه بين ضباط وجنود، وهذه الأرقام للقتلى هي المُعلن عنها رسمياً، في حين أن عدد الجرحى المُعلن عنه رسمياً بلغ حتى صباح الخميس 4 يناير 2024، 2290 جريحاً، وسط تشكيك من مراقبين ومحللين بالأرقام المُعلن عنها للجرحى.
التشكيلات العسكرية الأكثر خسارة
يوضح هذا الجدول أكثر 10 تشكيلات عسكرية تكبدت خسائر بشرية في جيش الاحتلال، منذ بداية الحرب وحتى 4 يناير 2024، ويبلغ مجموع قتلاها 334، فيما يوضح الجدول الثاني نسبة خسائر هذه التشكيلات الـ10 من المجموع الكلي لأعداد القتلى منذ بدء الحرب.
لواء “غولاني” الأكثر خسارة
يأتي “لواء غولاني” -الذي يُعد من أبرز ألوية النخبة بإسرائيل- في مقدمة التشكيلات العسكرية الأكثر خسارة بصفوفه، حيث خسر منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 4 يناير 2024، 82 من مقاتليه، بين ضباط وجنود، ويُطلق على مقاتلي اللواء اسم “قوات الصدمة”؛ نظراً لتصديهم للمواجهات البرية المباشرة.
عقب الخسائر المتتالية التي لحقت بمقاتلي اللواء، لا سيما في حي “الشجاعية” بقطاع غزة، سحب جيش الاحتلال في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الكتيبة 13 التابعة للواء، وظهر جنود وهم يحتفلون بخروجهم من غزة، ويوضح الجدول التالي الرتب العسكرية لقتلى لواء غولاني منذ بدء الحرب:
اللواء الثاني الأكثر خسارة من ألوية النخبة “لواء جفعاتي”، الذي قُتل من صفوفه منذ بداية الحرب 33 مقاتلاً، ويُعد هذا اللواء من أبرز الألوية التي تشارك عادةً في الحروب على غزة، إذ شارك في الاجتياحات البرية للقطاع خلال أعوام 2008، و2009، و2014، و2023.
لواء “ناحال” خسر قائده
يأتي ثالثاً في الخسائر لواء “ناحال” -أحد ألوية النخبة- وبلغت خسائره منذ بداية الحرب وحتى 4 يناير 2024، 31 مقاتلاً، وتلقّى اللواء ضربةً قوية منذ بدء الحرب، بعدما قُتل قائده يوناتان شتاينبرغ، خلال اشتباكات مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي دخلت مستوطنات إسرائيلية يوم 7 أكتوبر 2023.
اللواء الآخر الذي يُصنّف من قوات النخبة في إسرائيل “لواء الكوماندوز”، أو ما يسمى أيضاً بـ”لواء عوز”، ويضم اللواء مقاتلين من النخبة من سلاح المشاة، وخسر اللواء منذ بداية الحرب وحتى 4 يناير 2023، 26 عسكرياً، ليكون بذلك في المرتبة الرابعة من حيث التشكيلات الأكثر خسارة بجيش الاحتلال.
ومجموع ما خسرته هذه الأولوية الأربعة من عسكريين، بين جنود وضباط، يصل إلى 172 قتيلاً، ما يعادل 33.7% من مجموع قتلى جيش الاحتلال.
فيلق “حماية الحدود” يخسر العشرات
وهذه الألوية الأربعة هي من بين 76 تشكيلاً عسكرياً ألحقت بها عملية “طوفان الأقصى” خسائر بشرية، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 4 يناير 2024، وتتنوع هذه التشكيلات بين ألوية، وفرق، وفيالق، ووحدات عسكرية.
من بين التشكيلات العسكرية الأخرى التي مُنيت بخسارة بشرية كبيرة “فيلق حماية الحدود”، والذي تلقَّى الضربة الأولى من فصائل المقاومة الفلسطينية عندما بدأت عملية “طوفان الأقصى”؛ إذ قُتل من هذا الفيلق -المعني بحماية حدود إسرائيل- يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، 65 عسكرياً بين ضباط وجنود.
قتلى الاحتلال في تزايد بعد انهيار الهدنة
وأظهر تحليل أعداد قتلى جيش الاحتلال أن الأخير تكبَّد بعد انهيار الهدنة مع فصائل المقاومة في غزة، واستئناف القتال، ثاني أكبر عدد من الخسائر منذ بداية الحرب، فمنذ يوم يوم 7 أكتوبر 2023 وحتى يوم 26 أكتوبر (أي قبل بدء التوغل البري بيوم واحد)، بلغ عدد قتلى جنود الاحتلال 319 عسكرياً.
وفي الفترة ما بين بدء التوغل، يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى بدء الهدنة يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قُتل من جيش الاحتلال 77 عسكرياً.
أما خلال الفترة ما بين استئناف القتال يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، وحتى 4 يناير/كانون الثاني 2024، فقد قتلت فصائل المقاومة 113 عسكرياً من قوات الاحتلال، ويعود هذا الارتفاع في عدد القتلى إلى توسيع الاحتلال عملياته العسكرية في مناطق مختلفة من غزة، لا سيما في وسط وجنوب القطاع.
سحب للقوات من غزة
في الموازاة مع ذلك، قررت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال، بداية يناير/كانون الثاني 2024، سحب 5 ألوية مقاتلة من العمليات البرية في قطاع غزة، وبحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن الألوية التي شملها القرار “لواء الاحتياط 551، ولواء 14، وثلاثة ألوية تدريب”.
بحسب تقارير إسرائيلية فإنه سيتم تسريح أكبر عدد ممكن من قوات الاحتياط لإعادة الحياة إلى الاقتصاد الإسرائيلي المتعطل بسبب الحرب، فيما ذكر موقع “واللا” العبري أن الجيش الإسرائيلي مهتم بالانتقال إلى المرحلة التالية من المعركة، وهي عملية “منخفضة الشدة” في القطاع.
ويُشير مراقبون ومحللون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يخفي الأرقام الحقيقية لخسائره المتعددة منذ بدء الحرب، كتلك المتعلقة بالأعداد الحقيقية للجرحى، أو عدد الآليات العسكرية التي دمَّرتها الفصائل الفلسطينية، حيث تُقدِّر كتائب “القسام” أن مقاتلي المقاومة دمَّروا جزئياً أو كلياً ما لا يقل عن 825 آلية عسكرية منذ بدء الحرب.
هآرتس: إسرائيل تبحث فتح معبر إيريز لإدخال المساعدات إلى غزة بعد ضغوط أمريكية.. تسعى لضمان استمرار الحرب