دبي ـ الرياض ـ (أ ف ب) – (رويترز) – الاناضول: أفادت وكالتان بريطانيتان للأمن البحري الاثنين، أن صاروخاً أصاب سفينة مملوكة للولايات المتحدة، إلى جنوب شرق ساحل عدن في اليمن، بعد ساعات من إعلان الأميركيين إسقاط صاروخ كروز أطلقه الحوثيون في جنوب البحر الأحمر.
وأشارت وكالة “يو كاي أم تي أو” التي تديرها القوات البحرية الملكية البريطانية إلى أنها تلقت تقريراً عن حادثة وقعت “على بُعد 95 ميلا بحرياً إلى جنوب شرق عدن”، لافتة إلى أن “صاروخاً، أصاب من أعلى، الجهة اليسرى من السفينة”.
وأشار البيان إلى أن السلطات البريطانية “تحقق للكشف عن ملابسات الحادثة”.
واختتمت الهيئة بالقول: “ننصح السفن بتوخي الحذر أثناء العبور، والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة”.
وكما هو موضح على موقعها على الإنترنت، فإن “UKMTO” هي قدرة تابعة للبحرية الملكية تهدف إلى توفير قناة معلومات بين الجيش والتجارة البحرية الدولية الأوسع.
وعادة ما تشير البحرية البريطانية لمثل هذه الحوادث إلى الهجمات التي يشنها “أنصار الله” على سفن تقول الجماعة اليمنية إنها إسرائيلية أو متجهة إلى فلسطين المحتلة.
ولم تعلن البحرية البريطانية عن العلم الذي تحمله السفينة، فيما لم يصدر تعليق فوري من قبل الحوثيين بشأن الحادثة حتى الساعة 15:20 (تغ).
من جهتها، أفادت وكالة “أمبري” البريطانية لأمن الملاحة البحرية بأن “تقارير أفادت أن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال أصيبت بصاروخ أثناء عبورها في ممر النقل الدولي”، مشيرة إلى أنها كانت “في طريقها إلى قناة السويس”.
وأضافت أن الحادثة تسببت “في نشوب حريق في مخزن … ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات”، معتبرة أنه “تم تقييم السفينة على أنها ليست تابعة لإسرائيل”. وقيّمت الهجوم بأنه “استهداف للمصالح الأميركية رداً على الضربات العسكرية الأميركية على المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن”.
شنّت القوات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
وجاءت تلك الضربات رداً على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) فجر الإثنين أنّها أسقطت عصر الأحد صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة في اليمن باتّجاه مدمّرة أميركية في جنوب البحر الأحمر.
ومن جهته قال محمد عبدالسلام كبير مفاوضي جماعة “انصار الله” اليوم الاثنين إن موقف الجماعة لم يتغير بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة، وأشار إلى أن الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل ستستمر.
وشنت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية الأسبوع الماضي عشرات الضربات الجوية على أنحاء متفرقة في اليمن انتقاما من هجمات اليمنيين على سفن في البحر الأحمر تقول الحركة المتحالفة مع إيران إنها رد على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال محمد عبدالسلام لرويترز “الهجمات لمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مستمرة”.
وأضاف “طلبنا هو إنهاء العدوان الإجرامي في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة في الشمال وفي الجنوب”.
وأكد بالقول “نحن لا نريد التصعيد… ولكن للأسف من يقوم بعسكرة البحر الأحمر وملئه بالبوارج والفرقاطات والقطع العسكرية هو الأمريكي والبريطاني”.
وتابع “تواصلاتنا مع المجتمع الدولي مستمرة لتوضيح موقفنا والتأكيد على أن السفن الملاحية في البحرين الأحمر والعربي آمنة لكل السفن في العالم باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط وفقط”.
ونفت إسرائيل مرارا صلتها بالسفن التي تعرضت لهجوم في البحر الأحمر، وأوقف العديد من خطوط الشحن الدولية مؤقتا شحناتها عبر هذا الممر الملاحي أو لجأت إلى طرق أطول وأكثر كلفة.
وقال كبير مفاوضي “انصار الله” “موقفنا من أحداث فلسطين والعدوان على غزة لم يتغير ولن يتغير لا بعد الضربة ولا بعد التهديدات”.
وكان الجيش الأمريكي أعلن أمس الأحد أن مقاتلة تابعة له أسقطت صاروخ كروز مضادا للسفن أطلقه الحوثيون على السفينة الأمريكية لابون في جنوب البحر الأحمر. وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أنه لم ترد أنباء عن وقوع أضرار مادية أو بشرية.
وتسيطر حركة الحوثي على مناطق كبيرة في اليمن بعد مرور نحو عشر سنوات على الحرب في مواجهة تحالف تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة.
وطالب مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الحوثيين بإنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر على الفور وأيد ضمنيا قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة بهدف الدفاع عن السفن وحذر من تصاعد التوتر في المنطقة.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، مساء 9 يناير/كانون الثاني الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
والجمعة، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه “ردا على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
و”تضامنا مع قطاع غزة” الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.