مباشر,حرب غزة
شنت القوات الإسرائيلية ضربات على مناطق متفرقة من شرقي رفح وتم إخلاء مستشفى أبو يوسف النجار هناك، كما يتوجه مدير المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، للمشاركة في المحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اعتراف نادر من الجيش الإسرائيلي: غزة إحدى أصعب ساحات القتال بالعالم ولن نضمن وقف الهجمات
أفاد موقع ذا إنترسبت الأمريكي، الأربعاء 8 مايو/أيار 2024، بأن الطلاب الذين تم اعتقالهم خلال حملة الشرطة لمواجهة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات مدينة نيويورك الأسبوع الماضي قد حُرموا من الماء والطعام لمدة 16 ساعة، وفقاً لاثنين من أعضاء هيئة التدريس في كلية بارنارد بجامعة كولومبيا.
فيما أفاد طلاب آخرون بأنهم تعرضوا للضرب على أيدي ضباط شرطة نيويورك بعد اعتقالهم ونقلهم إلى المستشفى بسبب إصاباتهم قبل إعادتهم إلى مركز الاحتجاز.
كانت الشرطة قد ألقت القبض على 282 متظاهراً في جامعة كولومبيا وكلية مدينة نيويورك تم احتجاز البعض منهم في مقر شرطة نيويورك وإحالة البعض الآخر إلى محكمة مانهاتن الجنائية، بحسب ما نقله الموقع الأمريكي عن أعضاء هيئة التدريس.
شهادات صادمة
وحسب الشهادات التي نقلها أعضاء هيئة التدريس الذين طلب البعض منهم عدم الكشف عن هويتهم حفاظاً على وظائفهم، فقد تم وضع اثنين من الطلاب الذين تم القبض عليهم خلال حملة القمع في الحبس الانفرادي لمدة ثلاث ساعات، بينما أفاد آخرون بإقامتهم لفترة أطول.
وأفاد طلاب آخرون بأنهم احتُجزوا في زنزانات مليئة بالفئران، جنباً إلى جنب مع عامة السجناء. وأخبر الطلاب الأساتذة أنهم لم يحصلوا على الماء أو الطعام لمدة 16 ساعة، وأن طالباً واحداً على الأقل ترك بدون حذاء لنفس الفترة الزمنية.
يذكر أن قوات الشرطة قد داهمت الاحتجاجات الجامعية في عشرات الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أنه جرى اعتقال أكثر من 2600 طالب في الولايات المتحدة على خلفية احتجاجات الحرم الجامعي المؤيدة لفلسطين.
بينما ألغت جامعة كولومبيا يوم الإثنين الماضي حفل التخرج الرئيسي بسبب مخاوف أمنية. وقالت الجامعة إنها ستقيم فعاليات احتفالية أصغر.
وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أن جمعية المساعدة القانونية، وهي منظمة للدفاع العام في مدينة نيويورك، دعت إدارة التحقيقات بالمدينة إلى التحقيق في 46 حالة على الأقل تم فيها “سجن المتظاهرين بشكل غير قانوني” بتهم بسيطة .
ونقل موقع ذا إنترسبت عن شيوني ميترا، الأستاذة بكلية بارنارد والتي كانت تقدم الدعم للطلاب المسجونين، قولها إن الاعتقالات جاءت بسبب ما روجته كذباً شرطة نيويورك وكبار المسؤولين ووسائل الإعلام الإخبارية بأن الاحتجاجات يتم تنظيمها من قبل قوى خارجية.
وقالت ميترا: “علينا أن نقاوم بشدة هذه الرواية القائلة بأن هناك محرضين خارجيين”.
كم كلفت حملة قمع الاحتجاجات بنيويورك؟
في السياق كشف موقع ذا إنترسبت أيضاً أن شرطة نيويورك أنفقت 150 مليون دولار نتيجة العمل الإضافي لقمع الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات في الولاية، بالإضافة إلى عشرات ملايين الدولارات الأخرى التي أنفقتها في تسوية الدعاوى القضائية.
ورجح الموقع الأمريكي أن تزداد تكلفة الحملة التي وصفها بـ القمعية – وهي جزء من حملة أوسع نطاقاً لشرطة نيويورك ضد الاحتجاجات الداعمة لغزة – بشكل كبير، خاصة مع استمرار نمو الاحتجاجات. ويمكن الآن رؤية أعداد كبيرة من رجال الشرطة في معظم الاحتجاجات اليومية التي تظهر في جميع أنحاء المدينة وما يرافق ذلك من زيادة حجم الأعمال الاضافية التي تقوم بها وحدات الشرطة وما يتبعه من زيادة الكلفة المالية.
واستناداً إلى الاحتجاجات السابقة، فإن الخسائر المالية الناجمة عن استجابة شرطة نيويورك يمكن أن تصل بسهولة إلى تسعة أرقام. فقد كلفت استجابة الشرطة في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في عام 2020 نتيجة مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد أحد عناصر الشرطة ما يقرب من 150 مليون دولار من العمل الإضافي وحده، بالاضافة إلى عشرات ملايين من الدولارات الأخرى التي تم انفاقها وما زال لتسوية دعاوى قضائية تتعلق بإساءة معاملة الشرطة للمحتجين.
اتساع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بالجامعات الأوروبية.. والسلطات تفضّ احتجاجاً في برلين، وتعتقل العشرات في أمستردام
فرقت الشرطة الألمانية، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، مظاهرة نظمها مئات النشطاء المؤيدين لفلسطين، والذين نصبوا خياماً في ساحة جامعة برلين الحرة، فيما اعتقلت الشرطة الهولندية العشرات في جامعة أمستردام، في الوقت الذي اتسعت فيه الاحتجاجات بالجامعات الأوروبية.
وفقاً لوكالة “أسوشيتيد برس“، فإن المتظاهرين نصبوا نحو 20 خيمة، وشكّلوا سلاسل بشرية حول الخيام في جامعة برلين الحرة، ووضعوا على وجوههم أقنعة طبية، متوشحين بالكوفية الفلسطينية، ورددوا شعارات مثل “تحيا فلسطين”.
حيث دعت الشرطة في برلين الطلابَ عبر مكبرات الصوت إلى مغادرة الحرم الجامعي، وسط اندلاع مشاجرات بين ضباط الشرطة والمتظاهرين.
كما استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ضد بعض المتظاهرين، فيما زعمت إدارة الجامعة أن المتظاهرين رفضوا الحوار، ما اضطرها إلى استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي.
في الأيام الأخيرة، نظم الطلاب احتجاجات أو أقاموا مخيمات في فنلندا والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا، على إثر الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية.
في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، ألقت الشرطة الهولندية القبض على نحو 125 ناشطاً أثناء قيامها بتفريق مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة أمستردام.
حيث ادعت شرطة أمستردام أن سلوكها كان ضرورياً “لاستعادة النظام بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف”.
كما تظهر مقاطع الفيديو من مكان الحدث، بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة NOS، الشرطة وهي تهاجم المتظاهرين بالهراوات وتزيل الخيام.
وبعد فض الاحتجاج في أمستردام، أغلقت الشرطة المنطقة بأسوار معدنية، فيما جلس الطلاب على ضفاف قناة قريبة.
فيما عقّبت إدارة الجامعة بالقول “إن الحرب بين إسرائيل وحماس لها تأثير كبير على الطلاب والموظفين”، مضيفة: “نحن نشاطر الغضب بشأن الحرب، ونتفهم أن هناك احتجاجات عليها. ونؤكد أن الحوار حول هذا الأمر داخل الجامعة هو الحل الوحيد”.
اتساع الاحتجاجات بالجامعات الأوروبية
في فنلندا، أقام عشرات المتظاهرين من مجموعة التضامن “طلاب من أجل فلسطين” مخيماً خارج المبنى الرئيسي لجامعة هلسنكي، قائلين إنهم سيبقون هناك حتى تقطع الجامعة، وهي أكبر مؤسسة أكاديمية في فنلندا، العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية.
في الدنمارك، أقام الطلاب مخيماً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة كوبنهاغن، ونصبوا حوالي 45 خيمة خارج حرم كلية العلوم الاجتماعية.
حيث قال أعضاء المجموعة المؤيدة للفلسطينيين إن محاولاتهم للتحدث مع إدارة الجامعة خلال العامين الماضيين حول سحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بالأنشطة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لم تكن مجدية.
وأضافت: “لم يعد بإمكاننا الاكتفاء بالحوار الحذر الذي لا يؤدي إلى تحرك ملموس”.
في إيطاليا، أقام طلاب جامعة بولونيا، إحدى أقدم الجامعات في العالم، مخيماً خلال عطلة نهاية الأسبوع للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة. كما نظمت مجموعات من الطلاب احتجاجات مماثلة في روما ونابولي، والتي كانت سلمية إلى حد كبير.
أما في إسبانيا، فقد أمضى عشرات الطلاب أكثر من أسبوع في مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة فالنسيا، وأقيمت معسكرات مماثلة الإثنين الماضي، في جامعتي برشلونة وإقليم الباسك.
كما أعلنت مجموعة تمثل طلاب الجامعات الحكومية في مدريد أنها ستكثف الاحتجاجات ضد الحرب في الأيام المقبلة.
في باريس، دعت مجموعات طلابية إلى تجمعات تضامنية مع الفلسطينيين في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أيام من إخراج الشرطة الفرنسية عشرات الطلاب من مبنى في معهد باريس للدراسات السياسية، بعد تجمعهم الداعم للفلسطينيين.
كما نظمت احتجاجات الأسبوع الماضي في بعض الجامعات الأخرى في فرنسا، بما في ذلك ليل وليون، فيما قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الشرطة تلقت طلباً بإبعاد الطلاب من 23 موقعاً في الجامعات الفرنسية.
في 18 أبريل/نيسان 2024، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في أمريكا، منها جامعات رائدة.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وشهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود الاحتلال بالأسلحة.
“الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله”- جيروزاليم بوست
إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، والتي انتقد كاتبها ميكا هالبيرن ما سمّاه “النفاق الأمريكي” في سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وقال الكاتب إن النفاق والتعالي الزائف للولايات المتحدة وموقفها تجاه إسرائيل أمرٌ مثيرٌ للغضب حقاً.
ويذكر المقال إعلان البنتاغون- وزارة الدفاع الأمريكية-، في 3 مايو/ أيار 2023، عن مقتل مدني بالخطأ، ويعلّق عليها الكاتب “لم تكن مُجرَّد رصاصة ضلّت طريقها وقتلته”.
والقصة وفق رواية الكاتب تقول إن الولايات المتحدة تعقّبت راعي أغنام يبلغ من العمر 53 عاماً في شمال سوريا بطائرة دون طيار، قبل أن تطلق عليه صاروخ، نسفه إلى أشلاء.
لاحقاً، يقول الكاتب إنَّ الولايات المتحدة تعقّبت راعياً بسيطاً ظناً منها أنّه زعيم تنظيم القاعدة، لكنها أخطأت في ذلك، وبعد مرور عام و”تحقيق شامل”، اعترف البنتاغون بالخطأ.
ويشير الكاتب إلى دور الولايات المتحدة في قتل المدنيين خلال حروبها، لكنه ينبه في ذات الوقت، “أن موت المدنيين يشكل جزءاً من تكلفة أي حرب”.
ويتابع بأن “الدول الجيدة” لا تستهدف المدنيين الأبرياء، -قاصداً – إسرائيل والولايات المتحدة، والتي وفق رأيه تبذل قصارى جهدها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
ومع ذلك، يقول الكاتب، “في الوقت الذي تعترف الولايات المتحدة علناً بخطئها، ولو بعد مرور عام كامل، فإنها تنتقد إسرائيل بسبب مقتل مدنيين والأضرار الجانبية”.
ويضيف أن الجزء “المثير للغضب” هو اعتراف الولايات المتحدة بأنها تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله.
ويقتبس الكاتب بيانات نشرتها صحيفة الغارديان يوم الثلاثاء 7 سبتمبر/ أيلول 2021، تقول إنّ الولايات المتحدة مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 22 ألف مدني، ربما يصل إلى 48 ألف منذ 11 سبتمبر/ أيلول.
ويضيف أن أحد التقارير، يرفع إجمالي عدد المدنيين الأبرياء الذين قتلتهم الولايات المتحدة عبر الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار إلى 140 ألفاً ، لكنّه يعلّق هنا “قد يكون ذلك مبالغاً فيه، لكنها أرقام ضخمة”.
وفي واقع الأمر-وفق وصف الكاتب-، ترفض الولايات المتحدة تقديم نفس الفهم إلى إسرائيل، وبدلاً من ذلك، تستمر في توبيخ إسرائيل علناً بسبب مقتل المدنيين، وهي تعلم تمام العلم، أن حماس تختبئ وراء المدنيين والمؤسسات الأهلية مثل المدارس والمساجد والمستشفيات.
ويقول بأن توبيخ الولايات المتحدة، يُشكل أكثر من مجرد معايير مزدوجة، بل هجوماً غير أخلاقي ضد جيش أخلاقي يبذل قصارى جهده لتجنب إصابة المدنيين، بحسب رأيه.
وتمنى الكاتب، بأن تتلقى إسرائيل ذات الإشادة التي تلقاها البنتاغون لاعترافه بقتل الراعي السوري عن طريق الخطأ.