وفي اليوم 228 لحرب الابادة الاسرائيليه تستعد العدل الدولية لإصدار قرار جديد لوقف الحرب في غزة،فماالتبعات التي تخشاها إسرائيل من طلب المحكمة الى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، إصابة 30 جنديا بينهم 22 في قطاع غزة خلال 48 ساعة.وبحسب المعطيات فإن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وصل إلى 3573 ارتفاعا من 3568 يوم أمس.
ترقب في إسرائيل لقرار “العدل الدولية”.. صحيفة: يتوقعون صدور طلب بوقف الحرب على غزة
اخر الاخبار
إسرائيل “توبخ” سفراء إسبانيا وأيرلندا والنرويج
أعلنت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنها ستصدر قرارها الجمعة بشأن طلب جنوب أفريقيا توجيه أمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.
وتريد بريتوريا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالوقف “الفوري” لجميع العمليات العسكرية في غزة، بما يشمل مدينة رفح التي بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا عليها في 7 مايو/أيار، رغم معارضة المجتمع الدولي.
وقالت المحكمة في بيان إن “جلسة عامة ستعقد في الساعة الثالثة بعد الظهر في قصر السلام في لاهاي”.
تنظر محكمة العدل الدولية في النزاعات بين الدول، وأحكامها ملزمة قانونا لكن ليست لديها آليات لتنفيذها.
إلا أن اتخاذ قرار لصالح وقف إطلاق النار في غزة، سيكون بمثابة ضربة جديدة لإسرائيل بعدما طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وثلاثة من قادة حماس هم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” مفترضة في قطاع غزة وإسرائيل.
“إبادة جماعية”
تطالب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات طارئة في انتظار النظر في جوهر القضية، وهو اتهام إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أمرت إسرائيل في يناير/ كانون الثان ببذل كل ما في وسعها لمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
لكنها لم تذهب إلى حد إصدار أمر بوقف إطلاق النار. وترى بريتوريا أن تطور الوضع على الأرض وخصوصا العمليات في رفح، يتطلب أمرا جديدا من محكمة العدل الدولية.
بريتوريا التي تطالب محكمة العدل الدولية للمرة الرابعة باتخاذ إجراءات طارئة في هذه القضية، قالت خلال جلسات الاستماع الأسبوع الماضي إن “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل وصلت إلى “مستوى مروع”، مشيرة إلى العثور على مقابر جماعية وتسجيل أعمال تعذيب وعرقلة المساعدات الإنسانية.
وقال فوغان لوي، وهو محام يمثل جنوب أفريقيا، إن العملية الإسرائيلية في رفح هي “الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطينيين”.
وفي اليوم التالي ردت إسرائيل أمام القضاة بأن اتهامها بارتكاب “إبادة جماعية… منفصل تماما” عن الواقع.
وقال كبير المحامين الممثلين لإسرائيل جلعاد نوام، إنه لم يحصل هجوم “واسع النطاق” في رفح بل “عمليات محددة سبقتها جهود إخلاء ودعم للنشاطات الإنسانية”.
منذ أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 أيار/مايو، توقف فعليا إدخال المساعدات الإنسانية، وخاصة الوقود الضروري للمستشفيات والخدمات اللوجستية الإنسانية.
وقبل توغله في رفح، أمر الجيش الإسرائيلي بعمليات إخلاء واسعة النطاق في شرق رفح، حيث يقول إنه يريد تدمير آخر كتائب حماس، وشبكة أنفاقها، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين.
ووفقا للأمم المتحدة، تسببت هذه العمليات في نزوح 800 ألف شخص، في حين يواجه مليون فلسطيني في غزة “مستويات كارثية من الجوع”.
غضب إسرائيلي
استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفراء أيرلندا والنرويج وإسبانيا لدى إسرائيل لـ “توبيخهم”، بعد إعلان حكومات هذه الدول عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول إسرائيلي، الخميس، إنه سيتم استدعاء المبعوثين إلى وزارة الخارجية حيث سيُعرض عليهم مقطع فيديو لم يُنشر من قبل، ويظهر فيه مقاتلين من حماس أثناء أسر مجندات خلال هجومها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، على إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب الأخيرة.
كما استدعت إسرائيل سفراءها في دبلن وأوسلو ومدريد للتشاور.
وأجج الصراع أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة وزاد من حدة المعارضة الإسرائيلية للتنازل عن الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها. وتوقفت الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الولايات المتحدة بشأن اتفاق الدولتين الذي يجري التفاوض عليها منذ عقد من الزمن.
وقالت الدول الأوروبية الثلاث، التي أعلنت، الأربعاء، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو/أيار، إنها تريد المساعدة في تأمين هدنة في غزة وإحياء محادثات السلام.
وتقول بعض القوى الغربية الأخرى إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتبع المفاوضات.
نقص الإمدادات
وفي رفح أعلنت الأمم المتحدة أنها علقت توزيع المعونات الغذائية في رفح، بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن الوصول إلى أغلب مراكز توزيع الغذاء في رفح أصبح غير ممكن، وكذلك الوصول إلى مراكز توزيع تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية شرقي المدينة.
ولجأ أكثر من 800 ألف فلسطيني من بين مليون شخص إلى النزوح من المدينة بعد بداية العملية الإسرائيلية قبل أسبوعين.
وأوضحت الأونروا أن المراكز الصحية التابعة لها قد توقفت عن العمل أيضا قبل 10 أيام.
-
-
ماذا يعني اعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بفلسطين كدولة؟22 مايو/ أيار 2024
-
ويـأتي ذلك في وقت قالت فيه الولايات المتحدة إنها تعتقد أن غالبية المعونات التي دخلت عبر الميناء العائم شمالي القطاع لم يتم توزيعها بعد بسبب المصاعب الجارية.
وقطع بعض الفلسطينيين طريق شاحنات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي السبت، بسبب حاجتهم الماسة للغذاء، وأعلن البرنامج بعدها تعليق نقل المعونات من شمالي القطاع، حتى يتم تحديد طرق جديدة أكثر أمنا.
وبعد دخول الحرب شهرها الثامن تصر إسرائيل على أن اجتياح رفح أصبح ضروريا لتحقيق نصر حاسم على حركة حماس، والقضاء على آخر مقاتليها المتحصنين في المدينة على حد قولها.
لكن الأمم المتحدة والقوى الغربية حذروا من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى المزيد من الخسائر بين المدنيين بشكل مبالغ فيه، وإلى كارثة إنسانية.
وفي السادس من الشهر الجاري قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها وجهت أوامر إلى سكان شرقي رفح بالخروج من منازلهم وإخلاء المنطقة للحفاظ على سلامتهم، وذلك قبيل ساعات من بداية عملياتها في المنطقة.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مركز المدينة وكذلك المعبر الحدودي مع مصر، وأبقته مغلقا بشكل كامل، وتؤكد الأمم المتحدة أن معبر كرم أبوسالم بين القطاع وإسرائيل وهو الأقرب لمعبر رفح بقي مغلقا أيضا بسبب العمليات العسكرية ولا يمكن استخدامه لإدخال المساعدات.
ومن غير المعلوم عدد السكان في رفح حاليا، لكن مدير الأونروا قال إنهم حاليا أكثر من 800 ألف إنسان.
ووجه الجيش الإسرائيلي النازحين من رفح إلى التوجه إلى “المناطق الإنسانية” التي تمتد من المواسي المجاورة لرفح إلى قلب مدينة دير البلح، مشيرا إلى أنه سيؤسس عددا من المستشفيات الميدانية على طول الطريق.
لكن الأمم المتحدة قالت إنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة بالكامل، وإن المناطق المخصصة للنازحين أصبحت مكتظة، ولم تعد هناك أي إمدادات كافية من المياه النظيفة الصالحة للشرب.
واشنطن تراقب
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء إنه يواصل عملياته العسكرية “التي تستهدف البنية التحتية للإرهابيين” في شرقي مدينة رفح مضيفا أنه “حيد عشرات الإرهابيين”.واعتبر البيت الأبيض الأربعاء أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة “أكثر استهدافا ومحدودة”، وجدد تحذيراته لتجنب “الكثير من الموت والدمار”.
وقال جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي، إنه أُبلغ خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع بإدخال “تحسينات” على خططها بشأن رفح من شأنها أن تسمح لها “بتحقيق أهدافها العسكرية مع الأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين”.
وأضاف سوليفان “ما رأيناه حتى الآن في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة كان أكثر استهدافا ومحدودية، ولم يتضمن عمليات عسكرية كبيرة في قلب المناطق الحضرية المزدحمة”.
وأكد سوليفان أن واشنطن تراقب عن كثب العمليات الإسرائيلية الجارية، موضحاً أنه “لا توجد معادلة رياضية، ما سننظر فيه هو ما إذا كان هناك الكثير من الموت والدمار نتيجة هذه العملية أم أنها أكثر دقة وتناسبا”، واستدرك قائلاً: “سنرى ما سيتكشّف”.
وخلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي، الأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن إسرائيل تستهدف أنفاق حماس المؤدية إلى غزة، مضيفاً أن العملية “تهدف بالأساس إلى السيطرة على المنطقة الحدودية، أو على الأقل أجزاء من المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، بهدف إيقاف أنفاق التهريب الموجودة هناك”.
وأشار بلينكن إلى أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي أدت إلى وقف المساعدات، خاصة مع قلق مصر بشأن أمن السائقين وعمال الإغاثة.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة “تعمل بشكل مكثف مع إسرائيل ومصر” لإعادة فتح المعبر الحدودي.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية الأربعاء، إن مصر تشترط وجود طرف فلسطيني لتسلّم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأضاف رشوان أن “محاولات التشكيك في دور مصر قد تدفعها للانسحاب من الوساطة” لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن “الادعاءات الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع في غزة والمنطقة برمتها”، و مؤكداً أن القاهرة “وسيط نزيه، ينحاز للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
“مجاعة كاملة المعالم”
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إلى أنه “وفر ممرا آمنا لمئات الشاحنات التي تحمل المعونات الغذائية والمياه والإمدادات الطبية” عبر القطاع.
وأوضح أن نحو 381 شاحنة قد مرت عبر معبر كرم أبو سالم الثلاثاء، وأن هناك 650 شاحنة أخرى لا تزال تنتظر عند المعبر.
وحذر تقرير تابع للأمم المتحدة قبل شهرين من أن نحو مليون فلسطيني يواجهون خطر كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب الجوع الذي قد يصل حد المجاعة.
ورغم عدم الإعلان رسميا عن وجود مجاعة في غزة إلا أن مديرة برنامج الغذاء العالمي، ساندي مكاين قالت في وقت سابق من الشهر الجاري “هناك مجاعة كاملة المعالم شمالي القطاع وتتوسع باتجاه الجنوب تدريجيا”.
ودخلت أول شاحنة القطاع عبر الميناء العائم الذي أسسته القوات الأمريكية جنوب غربي مدينة غزة يوم الجمعة وهي محملة بالإمدادات الغذائية”.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن نحو 569 طنا من المعونات والمساعدات قد وصلت بالفعل عبر البوارج إلى سواحل قطاع غزة، لكن المتحدث باسم البنتاغون أوضح لاحقا أنه لم يتم توزيع أيا منها بعد.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أنه تمكن يوم الجمعة من نقل حمولة 10 شاحنات من الميناء العائم إلى مخازنه في مدينة دير البلح، لكن في اليوم التالي تم اعتراض 11 شاحنة من بين 16 شاحنة أثناء سيرها على الطريق من قبل المدنيين الساعين للحصول على الغذاء.
وقال مدير البرنامج مايكل دوغاريك إن “الشاحنات كانت على الطريق عبر مناطق سكنية تعاني نقصا من الغذاء، وأظن أن الناس اعترضوها بسبب شعورهم الشديد بالجوع، وبالتالي أخذوا ما يمكنه أن يسد جوعهم”.
وقال الجيش الامريكي إن هناك مباحثات ثنائية مع إسرائيل “للتوصل إلى طرق بديلة لتحرك الشاحنات بشكل آمن”.
في الوقت نفسه حذر مدير منظمة الصحة العالمية من أن أكبر مستشفى شمالي غزة وكان لا يزال في الخدمة، تعرض للقصف 4 مرات الثلاثاء، ما أخرجه من الخدمة وسط احتدام المعارك بين قرب مخيم جباليا.
وأوضحت المنطمة أن مستشفى العودة في جباليا أصبح محاصراً بشكل كامل ولم يعد من الممكن الوصول إليه، أو إخراج المرضى منه.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يدقق في تقارير من قبل العاملين الصحيين في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، بعدما قالوا إن قسم الطواريء قد تعرض للقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، ما دفعهم لنقل أسرة المرضى إلى الشوارع المحيطة.
ونزح عشرات الآلاف من المدنيين من مخيم جباليا منذ إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملياته هناك الأسبوع الماضي مبررا ذلك بإعادة تجمع عناصر حماس فيه.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة قبل نحو ثمانية أشهر، بعد هجوم عناصر من حركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على بلدات غلاف غزة، ما أسفرعن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 شخصا أخر بحسب السلطات الإسرائيلية.
وعلى الجانب الفلسطيني أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 35640 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال بحسب إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.
تترقب تل أبيب قرار محكمة العدل الدولية المرتقب، الجمعة 23 مايو/أيار 2024، بشأن طلب جنوب أفريقيا الجديد بالتدخل بشكل طارئ بعد اتساع رقعة الهجوم البري للاحتلال على قطاع غزة ليشمل مدينة رفح جنوب القطاع والتي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني معظمهم نزحوا من شمال القطاع منذ بدء الحرب.
وفي جلسات استماع عقدت الأسبوع الماضي، طلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تأمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى رفح على وجه الخصوص، بشكل طارئ، ضمن قضية كبرى رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هيمان للصحفيين، رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستمتثل لحكم محتمل ضدها من محكمة العدل الدولية: “لا توجد قوة على الأرض يمكنها أن تمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة حماس في غزة”.
من جانبه، قال مسؤول سياسي لصحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية فإن تل أبيب تنتظر سيناريوهين محتملين: أوامر بوقف العملية في رفح، أو أوامر بوقف الحرب في غزة بشكل عام.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية لصحيفة معاريف الإسرائيلية فإن احتمال قبول محكمة العدل العليا في لاهاي لطلب جنوب أفريقيا وأمرها بوقف الحرب في غزة هذه المرة “حقيقي ولا يستهان به”.
وفي يناير/كانون الثاني، رفضت محكمة العدل الدولية في لاهاي الطلب الرئيسي الذي تقدمت به جنوب أفريقيا لوقف الحرب في قطاع غزة، وركزت الأوامر المؤقتة التي وردت ضد إسرائيل على الالتزام ببنود اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وانتهاج سياسة العقاب على التصريحات المحرضة على الإبادة الجماعية، وضمان المساعدات الإنسانية للقطاع.
في هذه المرة، تقدر إسرائيل أن المحكمة لن تكتفي بذلك وستأمر بوقف الحرب في غزة.
تبعات عدم الامتثال للقرار
وبالرغم من التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين برفض الامتثال لقرار محكمة العدل بوقف الحرب، إن صدر، إلا أن تبعات هذا القرار ستترك أثراً كبيراً على موقف الاحتلال على عدة أصعدة.
بحسب معاريف، فإن قرار وقف الحرب سيدفع الدول الصديقة لإسرائيل، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وألمانيا، إلى الضغط على إسرائيل للامتثال للقرار.
ومن الممكن أن يؤثر القرار على شحنات الأسلحة المصدرة إلى الاحتلال من دول صديقة، وقد تقوم دول أخرى مثل الصين بتأخير الشحنات من السلع المدنية، كنوع من العقوبات، بحسب الصحيفة.
كما تخشى تل أبيب من اتساع رقعة الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الدول الغربية؛ مما قد يدفع حكومات هذه البلدان لاتخاذ مواقف أقل حماساً في دعم الاحتلال وحربه على قطاع غزة.
إلا أن الخطر السياسي الكبير الناجم عن صدور هذا الأمر من محكمة العدل الدولية يتلخص في تقديم مشروع قانون لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
بحسب الصحيفة، فإن “الفيتو الأمريكي في الوضع الحالي غير مضمون في هذه الحالة”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشنّ إسرائيل حرباً على غزة، خلّفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
كما تتجاهل إسرائيل قراراً من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصار واقتحام آخر مستشفيين يعملان في شمال قطاع غزة، الذي بات قريباً من إعلان توقفه بالكامل عن تقديم الخدمات للجرحى الفلسطينيين، بعد اقتحام مستشفى “العودة” وإفراغه من الطواقم الطبية، بينما تطوق آليات الاحتلال مستشفى “الشهيد كمال عدوان”.
وبدأت قوات الاحتلال في 11 مايو/أيار 2024، عملية عسكرية جديدة في شمالي قطاع غزة دمرت خلالها مئات المنازل والمؤسسات والمحال التجارية، في استمرار لجرائم الحرب التي يرتكبها في مختلف مناطق القطاع منذ أكثر من 8 أشهر.
وبعد حصار استمر أربعة أيام، اقتحمت قوات الاحتلال، الأربعاء 22 مايو/أيار 2024، مستشفى “العودة” (غير حكومي) الذي يقع شرق مخيم جباليا في شمال قطاع غزة وأفرغ الطواقم الطبية منه واحتجزهم رفقة عدد من المرضى.
في نفس الوقت، تتمركز آليات الاحتلال الإسرائيلي على بضع مئات الأمتار من مستشفى “الشهيد كمال عدوان” (حكومي) في بيت لاهيا، وتمنع الحركة -عبر القناصة- أمام بوابته الشمالية.
حصار واقتحام مستشفيات شمال قطاع غزة
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفيا “العودة” و”كمال عدوان” للاستهداف الإسرائيلي؛ إذ سبق اقتحامهما وتدمير أجهزة ومعدات رئيسية فيهما في ديسمبر الماضي؛ ما أدى لخروجهما عن الخدمة قبل أن تجرى فيهما عمليات إصلاح لاحقاً، وعادا لتقديم جزء من خدماتهما.
وإلى جانب “العودة” و”الشهيد كمال عدوان” يوجد في محافظة شمال غزة مستشفى ثالث هو “الإندونيسي” الرئيسي في المحافظة، لكنه خارج عن الخدمة بشكل كامل منذ اقتحامه وتدمير معداته في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي محافظة غزة، يقدم مستشفى واحد هو “المعمداني” الخدمات الطبية بالحد الأدنى، بعد خروج مستشفى الشفاء عن الخدمة بعد حصاره وتدميره بشكل كلي في مارس/آذار الماضي.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دق ناقوس الخطر، وقال في بيان صحفي، الأربعاء، إن توقف الخدمة الصحية بمحافظتي غزة وشمال قطاع غزة ينذر بكارثة تهدد 700 ألف إنسان، مطالباً بإقامة مستشفيات ميدانية وإدخال وفود طبية بشكل فوري وعاجل.
القائم بأعمال مدير مستشفى “العودة”، محمد صالحة، أكد لـ”عربي بوست”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المستشفى مساء الأربعاء واحتجزت الطواقم الطبية والمرضى المتواجدين فيه، وحذر من تداعيات كارثية جراء اقتحام المستشفى، محملاً الاحتلال المسؤولية عن حياة المرضى والكوادر الطبية.
وقال صالحة إن نحو 150 شخصاً من الكوادر الطبية كانوا يتواجدون في المستشفى قبل اقتحامه، ويقدمون الخدمات بالحد الأدنى لـ15 مريضاً، مؤكداً أن المستشفى لم يستقبل أي مريض أو مصاب منذ حصاره قبل أربعة أيام.
صالحة أفاد بأن آليات الاحتلال اقتحمت حرم المستشفى وأقسامه بعدما كانت الآليات والجنود القناصة يتواجدون في الشارع الملاصقة له منذ أربعة أيام.
استهداف متعمد بالمدفعية
وأفاد صالحة بأن قوات الاحتلال فجرت، الثلاثاء 21 مايو/أيار، جدران المستشفى الجنوبية ما أحدث أضراراً في قسم الصيانة والمختبر.
أيضاً بحسب صالحة؛ استهدفت مدفعية الاحتلال، الإثنين 20 مايو/أيار، الطابق الخامس المخصص لإدارة المستشفى بقذيفة واحدة، بالإضافة لاستهداف خزانات المياه ما أدى لعدم وصول المياه لبعض الأقسام.
وأكد المسؤول الطبي أن المستشفى تعرض لإطلاق نار من قناصة جنود الاحتلال بشكل مستمر منذ بدء حصاره.
وأضاف صالحة: “لدينا تجربة مريرة إذ حاصرت قوات الاحتلال المستشفى لمدة 18 يوماً في ديسمبر الماضي واستهدفته بشكل مباشر ما أدى لاستشهاد 3 من الطواقم الطبية”.
وحول الإمكانيات المتوفرة، أوضح أن المستشفى لم يزود بأي كمية من الوقود والمستلزمات الطبية منذ 22 أبريل/نيسان الماضي، موضحاً أن الكمية التي دخلت إلينا كانت تكفي لأسبوعين فقط.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية التي تزودنا بالاحتياجات، “أبلغتنا قبل أيام أنها لن تتمكن من إدخال الوقود للمستشفى، ما أدى إلى توقف مولدات الكهرباء الكبيرة”.
وتابع القائم بأعمال مدير مستشفى العودة: “كانت لدينا كمية سولار محدودة نشغل من خلالها المولدات الصغيرة (بشكل متقطع) فقط لشحن البطاريات”.
أوضاع مأساوية
ويعد مستشفى العودة الوحيد في شمالي قطاع غزة الوحيد الذي يقدم خدمة جراحة العظام للمرضى، وفق ما قاله صالحة الذي أكد أن 70-80% من مصابي الحرب بحاجة إلى تدخل جراحة عظام.
وحذر من أن خروج مستشفى عن الخدمة، يعني أن جروح المصابين ستتعفن، وهو ما حدث خلال الحصار الأول في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ ما اضطر الطواقم الطبية حينها لبتر أطراف الجرحى المتعفنة.
ويهدد حصار المستشفى النساء الحوامل خصوصاً اللواتي بحاجة إلى عمليات الولادة القيصرية، ما يضعهن أمام خطر الولادة في البيوت ومراكز الإيواء، بحسب صالحة.
واستطرد صالحة: “توجد حالتا ولادة قيصرية لنساء داخل المستشفى، وخروج المستشفى عن الخدمة يعني أن النساء الحوامل سيلدن في الشوارع والبيوت ومراكز الإيواء دون تقديم أي خدمات طبية ما يعرض حياتهن لخطر كبير”.
ولفت إلى أن المستشفى يتواصل مع شركائه الاستراتيجيين؛ أبرزهم منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمة “أطباء بلا حدود” للضغط من أجل تحييد المستشفى عن الاستهداف من قوات الاحتلال، معرباً عن أمله في نجاح تلك الجهود.
وأكد صالحة أن مستشفى العودة أهلي مدني وغير حكومي ويقدم خدمة إنسانية خالصة ولا علاقة لها بالصراعات والحروب.
قذائف الاحتلال على أبواب “كمال عدوان”
على صعيد مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تتمركز آليات الاحتلال الإسرائيلي على بُعد بضع مئات الأمتار عنه وسط مخاوف من معاودة حصاره واقتحامه مجدداً.
وأطلقت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 21 مايو/أيار، قذيفتين قرب البوابة الشمالية للمستشفى؛ ما أحدث خوفاً وإرباكاً لدى المرضى والطواقم الطبية داخله.
وأجرى المستشفى، الثلاثاء، عملية إجلاء للمرضى من غرف العناية المركزة والأطفال من الحضانات، إضافة لمغادرة عدد من الطواقم الطبية بفعل الاستهداف الإسرائيلي.
لكن “كمال عدوان” عاد إلى العمل مجدداً، صباح الأربعاء، وجرت إعادة المرضى إلى الأقسام، بحسب ما أكده مدير التمريض في المستشفى عيد صباح.
وحذر صباح، في حديث مع موقع “عربي بوست”، من أن تحييد مستشفى كمال عدوان عن العمل يعني انتهاء الخدمة الطبية لسكان شمال غزة، لاسيما مع استمرار حصار مستشفى العودة.
وشارفت المستلزمات الطبية والوقود على النفاد في ظل عدم وصولها إلى المستشفى منذ نحو 3 أسابيع، ما يضع حياة المرضى أمام خطر كبير، بحسب صباح.
وناشد مدير التمريض في المستشفى كل المؤسسات الدولية خصوصاً الصحية بالوقوف عند مسؤولياتها والعمل على استمرار تقديم الخدمة الصحية للسكان في شمال قطاع غزة.
وشدد صباح على أن “الخدمة الطبية تقدم لأطفال خدج ونساء حوامل، ويجب تجنيبها عن الأعمال العسكرية”، مطالباً قوات الاحتلال باحترام القانون والاتفاقيات الدولية التي حرمت استهداف المستشفيات.
وتشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى الأربعاء 22 مايو/أيار، عن استشهاد 35 ألفاً و709 شهداء و79 ألفاً و990 مصاباً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب تدمير مئات آلاف الوحدات السكنية والمؤسسات.