إنجازات ميدانية هامة، وعين على حلب.. هذه أهداف عملية “ردع العدوان” للمعارضة السورية وأسباب إطلاقها
تمكنت المعارضة السورية من تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض على حساب النظام السوري، بعد إطلاقها عملية ردع العدوان في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لتسيطر على 32 نقطة وقرية في ريف حلب.
تستمر المعركة لليوم الثاني على التوالي، بمساحة 245 كيلومتراً مربعاً، لتقترب قوات المعارضة السورية من مدينة حلب بمسافة 5 كيلومترات فقط.
أسباب عملية ردع العدوان
سبقت هذه العملية، تهديدات متكررة من فصائل المعارضة السورية بتنفيذ عملية موسّعة في حلب وإدلب، لاستعادة المناطق التي خسرتها عام 2020.
إلا أن عملية “ردع العدوان”، ووفق ما تحمله من مسمى، فإنها لم تأت لتحقيق الهدف المذكور أعلاه، وإنما للرد على مجازر ارتكبها النظام السوري مؤخراً، كان آخرها استهدافه معهداً لتحفيظ القرآن في إدلب، راح ضحيته 3 أطفال والعديد من المصابين.
وركز النظام السوري والمليشيات الموالية له، مؤخراً، استخدام مسيرات انتحارية، تهاجم المناطق المدنية التابعة للمعارضة في شمالي سوريا.
على إثر ذلك، أعلنت المعارضة السورية عملية “ردع العدوان”، بهدف “تحقيق الردع أمام مجازر النظام السوري” التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، بحسب ما أعلنته غرفة العمليات العسكرية، التي تقود المعركة من جانب المعارضة، في بيان رسمي لها، بعد إطلاق العملية.
“الفتح المبين”.. غرفة عمليات المعارضة لقيادة المعركة
تقود المعركة من جانب المعارضة السورية، غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، وفصائل معارضة أخرى.
من جانبه، أكد المقدم حسين محمد عبد الغني، القيادي في غرفة عمليات “الفتح المبين”، لـ”عربي بوست”، أن من أسباب انطلاق المعركة: “الحشود العسكرية للنظام المجرم على تخوم المناطق المحررة، التي تهدد أمن المنطقة وسكانها”.
وشدد على أن “من واجب غرفة العمليات، الدفاع عن أهلنا في وجه هذا الخطر الوشيك، الذي يستهدف وجودهم وأمانهم”.
أهداف العملية
أوضح المقدم عبد الغني، أن أهداف العملية تتلخص بـ”كسر مخططات العدو، عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع مليشياته”، على حد قوله.
وقال إن “الدفاع عن أهالي المناطق المحررة ليس خياراً، وإنما هو واجب علينا، وإن هدف الفصائل الثورية الثابت، إعادة المهجّرين إلى ديارهم”.
هدف آخر كشف عنه أسامة حاج حسين، القيادي في فصائل المعارضة، في حديثه لـ”عربي بوست”، قائلاً: “يجب السيطرة على الجزء الممتد من جنوبي سراقب في ريف إدلب شرقاً، وحتى منطقة خان العسل على الأطراف الجنوبية من مدينة حلب، حيث الطريق الدولي (حلب- دمشق)”، أو كما يعرف باسم طريق “M5”.
أوضح القيادي المعارض، أن تحقيق ذلك “يضمن قطع إمدادات قوات النظام، وبالتالي، إمكانية التقدم نحو مدينة حلب، والسيطرة عليها”.
من جانبه، قال السياسي المعارض محمد خير الدين، من ريف حلب، إنه يرى أن العملية بإمكانها تحقيق أهداف مرتبطة بغايتين رئيستين، هما:
- حماية المناطق المحررة وردع اعتداءات النظام السوري.
- منع إعادة تمركز المليشيات الإيرانية وحزب الله، في محيط مناطق المعارضة.
وأكد أن فصائل المعارضة، “رصدت خلال الفترات الماضية، مضي مليشيات إيرانية وعناصر لحزب الله بالتوسع والاستيطان، في محيط المناطق المحررة، خاصة بعد هروبها من لبنان، ومحاولاتها إعادة تنظيم صفوفها”، وفق قوله.
وقال إن “المعركة تأتي في سياق استراتيجي، للحفاظ على استقرار المناطق المحررة، وقطع الطريق أمام مشاريع التمدد الإيرانية في المنطقة”.
تفاصيل التقدم ميدانياً لصالح المعارضة
تمكنت المعارضة السورية حتى تاريخ نشر التقرير في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، من تحقيق انتصارات على الأرض، بالسيطرة على عشرات القرى والبلدات في شمال سوريا.
يُعدّ ذلك، أول اختراق للمعارضة السورية لخطوط التماس مع النظام السوري، منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020، بضمانة روسية وتركية وإيرانية.
بالرجوع إلى ما أعلنته فصائل المعارضة، فإنها تُقدّر المساحة التي تقدمت فيها ميدانياً بنحو 245 كيلومتراً مربعاً حتى الآن.
أما أبرز المناطق التي سيطرت عليها، بحسب ما أعلنته المعارضة، فهي تشمل: الهوتة، وأورم الكبرى، وعينجارة، والفوج 46.
بالإضافة إلى كل من قبتان الجبل، والشيخ عقيل، والقاسمية، وحير الدركل، وعاجل، وعويجل، وأورم الكبرى، وأورم الصغرى، ومنطقة المهندسين، وجمعيات سكنية قريبة من مدينة حلب.
وتشكل المناطق المذكورة، “الخط الدفاعي الأول والرئيس لقوات النظام السوري في الجهة الغربية لمحافظة حلب”.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية، أنها تمكنت من الاستحواذ على مستودعات تحوي كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، والآليات العسكرية، بينها دبابات وعربات مصفحة، دون مزيد من التفاصيل.
كذلك قالت إنها تمكنت حتى الآن من أسر 20 عنصراً من قوات النظام السوري.
يأتي ذلك في حين ما تزال فصائل أخرى للمعارضة، تواصل عمليات عسكرية جديدة ضد قوات النظام السوري على محاور وخطوط التماس في ريف إدلب الجنوبي، لتتمكن من السيطرة على قرية داديخ، وقرية الشيخ علي، متجهة صوب جبل الزاوية الاستراتيجي.
أهمية استراتيجية للفوج 46
أعلنت فصائل المعارضة السورية، سيطرتها على منطقة الفوج 46، التي تُعدّ معقلاً رئيساً لقوات النظام السوري، والميليشيات الموالية له، غربي مدينة حلب، إذ يبعد عنها 15 كيلومتراً.
يقع الفوج 46 على تلة مرتفعة قرب مدينة الأتارب، ويُعدّ حلقة وصل بين ريفي إدلب وحلب.
يبعد الفوج عن معبر باب الهوى نحو 20 كيلومتراً، ويختص بالقوات الخاصة لعمليات الإنزال الجوي في جيش النظام السوري.
استعاد النظام السوري السيطرة على الفوج 46 في عام 2020، ضمن عملية واسعة سيطر من خلالها على غربي حلب، بعد انسحاب فصائل المعارضة من هذه المنطقة.
قام النظام السوري بعدها، بتعزيز الفوج 46 براجمات وسرايا مدفعية ودبابات وقواعد مضادة للدروع بعد إعادة السيطرة عليه في عام 2020، وذلك بحسب ما كشفه إعلامية في تقارير إعلامية.
وكانت فصائل المعارضة سيطرت عليه في عام 2012، بعد معارك مع قوات النظام السوري، واستمرت سيطرته عليه لثماني سنوات.
جمعة الحلبي، ناشط ميداني في ريف حلب، أفاد لـ”عربي بوست”، بأن “الفوج 46، من أهم المواقع العسكرية للنظام السوري، إذ يُعدّ مركز عملياته في المنطقة، وكان محصناً بصورة ضخمة، وليس من السهل اختراقه أو السيطرة عليه”.
وأكد أنه “بعد سيطرة فصائل المعارضة على 4 مناطق، هي قبتان الجبل، وحير دركل، والقاسمية، والشيخ عقيل، التي تعد الخط الدفاعي الرئيس لدى النظام السوري عن مدينة حلب، كان ينظر إلى منطقة الفوج 46، على أنها هدف هام، تعد السيطرة عليه انتصاراً هاماً، يفتح الطريق باتجاه حلب”.
هل مدينة حلب هدف لعملية “ردع العدوان”
لم تعلن فصائل المعارضة السورية حلب هدفاً لها، وإنما أكدت في تصريحاتها الرسمية، أن الهدف من العملية هو “ردع عدوان” النظام السوري.
لكن يكثر حديث الناشطين عن حلب، باعتبار قربها المكاني من الاشتباكات الحالية، إذ باتت المعارضة السورية على مشارفها.
وتكمن أهمية حلب، بأنها ثاني كبرى المحافظات السورية، والعاصمة الاقتصادية للبلاد”، كما أنها تقع ضمن مناطق خفض التصعيد الرابعة، التي كانت فصائل المعارضة تتوعد استعادة السيطرة عليها.
وكانت حدود منطقة خفض التصعيد الرابعة، تم رُسمها في الجولة السادسة من مسار أستانا في سبتمبر/أيلول 2017، وهي تضم محافظة إدلب، ومدينة حلب، ومعها أجزاء من أرياف حلب، وحماة، واللاذقية.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة، إن الزحف نحو الطريق الدولي (M5) الذي يربط محافظة حلب بالعاصمة السورية دمشق، وقطعه، يجعل مدينة حلب في عداد المحاصرة.
وأضاف أنه “في حال تمكنت الفصائل من السيطرة على خان العسل، منطقة خان العسل، التي تقع على أطراف مدينة حلب الجنوبية، فإن ذلك سيقطع إمدادات قوات النظام السوري إلى المدينة، ويمهد للتقدم نحو مدينة حلب والسيطرة عليها”.
لكنه شدد على أنه لا قرار عسكرياً حتى الآن بالهجوم على حلب.
الموقف التركي
أفادت مصادر عسكرية من المعارضة، لـ”عربي بوست”، طالبة عدم ذكر اسمها، بأن “الموقف التركي بالنسبة لفصائل المعارضة هو موقف صامت، فلم نر رفضاً أو تأييداً للعملية”.
السياسي المعارض محمد خير الدين، رأى في ذلك، أن “الصمت التركي لا يُفسر على أنه ضوء أخضر من تركيا، وموافقتها على العملية، بل إنها سبق أن حذّرت مؤخراً الفصائل من إطلاق أي عملية عسكرية ضد قوات النظام السوري”.
وقال: “مما فهمناه من قادة المعارضة أن تركيا تريد المحافظة على خريطة النفوذ والتموضع العسكري لكل الأطراف في سوريا، وعدم جر مناطق شمال غربي سوريا، التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية جغرافياً، إلى حالة قتال”.
وأشار إلى أن “لدي تركيا مخاوف بهذا الخصوص، مرتبطة بحدوث حالة عدم استقرار جديدة، قد تدفع بأكثر من 4 مليون ونصف المليون مدني إلى النزوح نحو تركيا من جديد، في وقت تدعو فيه إلى العودة الطوعية”.
أما عن الموقف الرسمي التركي، فمن جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية، إنها تتابع من كثب تحركات فصائل المعارضة كافة في الشمال السوري، والتطورات المتعلقة بها.
وأضافت مصادر في الوزارة التركية لـ”عربي بوست” بشكل مقتضب، بأن “الجيش التركي اتخذ التدابير اللازمة كافة، والاحتياطات الخاصة بقواته العاملة في المنطقة، وأنها تواصل القيام بذلك”.
في حين نقلت صحف تركية، عن شهود عيان في المنطقة الحدودية بين تركيا والشمال السوري، عن تحريك الجيش التركي لتعزيزات عسكية تضم مدرعات ومعدات لوجستية عبر بوابة أنجوبينار الحدودية مع سوريا.
وأكدت أن هذه التعزيزات انتشرت في القواعد العسكرية التابعة لها بمنطقة ريف إعزاز.
(خريطة التعزيزات التركية)
ماذا عن روسيا وإيران؟
أكدت فصائل المعارضة السورية، دعم روسيا بالطائرات الحربية لقوات النظام السوري، منذ بدء العملية العسكرية.
وقالت إنه استخدم الطائرات العسكرية لضرب مناطق المدنيين في الشمال السوري، مشيرة إلى أن روسيا وبشكل يدعو للاهتمام، لم توجه ضرباتها الجوية إلى المناطق العسكرية في ريف حلب، حيث تحدث الاشتباكات.
وقال مصدر ميداني لـ”عربي بوست”، إن “روسيا لم تقم بتقديم غطاء جوي للنظام السوري في عمليات تصديه لهجوم الفصائل المعارضة، وإنما كانت هناك ضربات انتقامية في المناطق المدنية داخل المناطق المحررة”.
وأرجع سبب ذلك بتقديره، إلى أن “موسكو لا تريد أي تصعيد مباشر يؤثر هلة قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، التي تقع على مقربة من مناطق المعارضة السورية، بحيث لا تتضرر مصالحها هناك”.
ولطالما دعمت روسيا النظام السوري ضد فصائل المعارضة، وساهمت في سيطرته على مناطق واسعة من المعارضة، إلا أنه يركز منذ عام 2020 على مناطق نفوذها الساحلية في سوريا، وتمارس دور الدولة الضامنة لعدم عودة التصعيد في سوريا.
أما بالنسبة لإيران، فإنها لم تعلق رسمياً بعد على التطورات الميدانية في شمال سوريا، إلا أن لديها مليشيات موالية لها هناك، ومستشارين عسكريين من الحرس الثوري.
وسبق أن رصد “عربي بوست”، في تقرير سابق مناطق نفوذ إيران في سوريا.
ميدانياً، فإن المعارضة السورية تمكنت من الوصول إلى مناطق تبعد بضع كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء، اللتين يوجد فيهما حضور قوي لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
كما أن المعارضة هاجمت مطار النيرب شرقي حلب، حيث تتمركز فصائل مسلحة موالية لطهران.
وفي مدينة حلب، تتمركز مليشيات موالية لإيران وعناصر لحزب الله فيها.
يشار إلى أن المناطق التي تتوغل فيها قوات المعارضة في عملية “ردع العدوان”، في ريفي حلب وإدلب، كانت تقع تحت سيطرتها، حتى عام 2020، حين تمكن النظام السوري وبدعم من روسيا وإيران وحزب الله، من السيطرة عليها، ودفع المعارضة إلى الانسحاب إلى إدلب شمالاً.
وكان العقيد مصطفى بكور، القيادي في فصيل “جيش العزة” المعارض، قال لـ”عربي بوست”، في تصريح سابق، إن “الفصائل الثورية تعرضت لضغوط كبيرة من الحاضنة الشعبية للثورة خلال العام الأخير، من أجل تخفيف معاناة المهجّرين، وذلك عن طريق تحرير الأراضي المحتلة من الروس والإيرانيين وقوات الأسد، لضمان عودة آمنة وكريمة لهم”.
وقال بكور: “استجابة لرغبة الحاضنة الشعبية، وفي محاولة لاستغلال المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية، بعد انشغال المليشيات الإيرانية وحزب الله، قامت الفصائل الثورية بالإعداد لمعركة تحرير على أكثر من محور”.
من شن الهجوم على غرب حلب ولماذا الآن؟
- Author,ماري-جوزيه القزي
- Role,بي بي سي نيوز عربي – بيروت
شهدت سوريا تطوراً مفاجئاً في اليومين الماضيين، بعد أن شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها الأربعاء، هجوماً واسعاً على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد.
وقطعت الهيئة الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب، كبرى مدن شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وأوضح المرصد أن المعارك أسفرت عن مقتل 182 من جميع الأطراف: “102 من هيئة تحرير الشام و19 من فصائل المعارضة الأخرى”، إضافة إلى 61 من الجيش السوري وفصائل حليفة له.
كما أفاد المرصد بمقتل 19 مدنياً على الأقلّ “بقصف روسي” على قرى في ريفي حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب).
كما أفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أن قائداً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني قُتل في الاشتباكات في حلب وهو العميد كيومارس بورهاشمي من فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية – بقيادة هيئة تحرير الشام – في شمال غربي البلاد، أمس الأربعاء، بدء عملية عسكرية واسعة ضد قوات الجيش السوري و”المليشيات الموالية لإيران” في ريف حلب الغربي.
وقال الناطق باسم “إدارة العمليات العسكرية لمعركة ردع العدوان” حسن عبد الغني، إن الهدف من العملية توجيه “ضربة استباقية للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد المناطق المحررة”، بحسب تعبيره.
وقيل إن الهجوم، الذي أطلق عليه اسم “ردع العدوان”، يدار من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى “إدارة العمليات العسكرية”، ولم يُعرف ممكن تتكون ولكن يبدو أنها مرتبطة بتنظيم الفتح المبين التابع لهيئة تحرير الشام. وقيل إن مقاتلي هيئة تحرير الشام وشريكتها أحرار الشام يشاركون في الهجوم.
لماذا الآن؟
يقول الصحفي المختص بالإعلام الجهادي من فريق بي بي سي مونيترينغ، جاكوب بوزوول، في اتصال معنا، إنّ العملية الأخيرة “هي أكبر عملية وأكثرها تعقيداً في السنوات القليلة الماضية، ويمكن مقارنتها بالعملية التي قامت بها فصائل المعارضة المسلحة عام 2015 عندما استولت على إدلب”.
وعن مقاتلي هذه الفصائل المسلحة، يقول بوزوول، إنه “يوجد بالتأكيد مقاتلون مرتزقة ضمن المجموعات المقاتلة الجهادية في شمال سوريا، إذ أتى الكثير منهم إلى سوريا خلال الحرب الأهلية ومنهم من بقي هناك”.
ويضيف: “اطلعت خلال عملي على مقاتلين منهم من كان من بلدان آسيا الوسطى وبينهم من طاجيكستان ويعتقد أنهم يقاتلون في صفوف هيئة تحرير الشام”.
ويتابع: “نحن نشاهد مقاطع فيديو من التدريبات العسكرية لهذه المجموعات بانتظام، ويمكنني القول إن عددهم كبير، بالمئات، ويمكن القول إنهم يعملون أيضاً بطريقة يمكن مقارنتها مع تلك التي يتبعها حزب الله في لبنان على سبيل المثال، أي أن بعض مقاتليهم لديهم أعمال عادية خلال اليوم، ويلتحقون بصفوف المقاتلين في حال تم استدعاؤهم لذلك”.
وعن أسباب توقيت الهجوم، يقول بوزوول، إن أسبابه قد تكون متعددة. ويشرح قائلاً: “يمكن النظر إلى العلاقات الديبلوماسية بين سوريا وتركيا التي كانت تتحسن خلال الأشهر الأخيرة، قد يكون هناك نوع من اتفاق بين البلدين بأن تسمح تركيا للحكومة السورية باستعادة السيطرة على مناطق المعارضة المسلحة شمال سوريا”.
ويشير إلى أنه “يمكن أن تكون هيئة تحرير الشام قد استنتجت ذلك، وتريد استباق حصول الهجوم عليها عبر القيام بهجوم استباقي”.
ويعتقد الصحفي المختص بأنه كان هناك الكثير من الإشارات التي تدل على أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يحضر للقيام بذلك الهجوم، “إذ كانت الحكومة تحشد قواتها نحو المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وكان هناك ارتفاع في وتيرة القصف والمسيرات الانتحارية في هذه المناطق”.
وهناك سبب ثانٍ، يقول بوزوول، إنه يمكن أيضاً النظر في أن “القوى الكبرى الداعمة للرئيس السوري في الحرب وهي كل من روسيا وإيران، منشغلة في مشاكل أخرى، هي الحرب الأوكرانية والوضع في لبنان، وحزب الله اللبناني غير قادر على مساندة الأسد في حربه الحالية كما فعل سابقاً”.
ويضيف: “يمكن أن تكون هيئة تحرير الشام قد شعرت بنوع من الضعف لدى القوات الحكومية ووجدت في ذلك فرصة لأن تضرب القوات السورية في وقت هي ليست على أولويات روسيا وإيران”.
ويضيف سبباً آخر انطلاقاً من متابعته للسياسة الداخلية لهيئة تحرير الشام، وهو أنه “خلال الأشهر الأخيرة، كان هناك استياء واسع النطاق تجاه أبو محمد الجولاني”، قائد الهيئة، لـ”تخليه عن الثورة على حد تعبير أتباعه، ولأنه ليس قاسٍ بما يكفي على النظام السوري، أي لا يهاجمه بشكل كافي”.
ويعتقد بوزوول أن الأمور قد تكون وصلت إلى خلافات كبيرة جعلته يقوم بهذه الخطوة.
ويتابع: “أعتقد أن هذه المرة الأولى التي نرى فيها الأشخاص الذين ينتقدون عادةً كيفية تصرف هيئة تحرير الشام، يوافقون على قرار اتخذه الجولاني”.
ورصد فريق بي بي سي مونيتورينغ أيضاً ردات فعل مراقبين أتراك على هجوم المسلحين في حلب.
ووصف الموقع الإخباري التركي المستقل “تي24” الهجوم بأنه “عملية غيرت الخريطة”، زاعماً أن قوات الحكومة السورية استهدفت مواقع عسكرية تركية بنيران المدفعية. وذكر التقرير أن تركيا نشرت جنوداً إضافيين في المنطقة كإجراء احترازي، رغم أن أنقرة لم تؤكد هذا الادعاء حتى الآن.
أما الصحفي مالك إجدر فنشر على موقع إكس: “يبدو أن روسيا وجهت كل تركيزها نحو أوكرانيا. ومع استيعاب حزب الله للتحديات التي يواجهها وتراجعه، أصبح الأسد والمعارضة وجهاً لوجه”.
وقال الصحفي راجيب صويلو، “إن هجوم المتمردين السوريين جاء رداً على نيران أطلقتها قوات الحكومة السورية للمضايقة، والتي قال إنها “أجبرت المدنيين على الفرار إلى عمق أكبر باتجاه الحدود التركية”. وأضاف أن قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا “لم تشارك إلى حد كبير في هذا الهجوم”.
وهناك سبب ثانٍ، يقول بوزوول، إنه يمكن أيضاً النظر في أن “القوى الكبرى الداعمة للرئيس السوري في الحرب وهي كل من روسيا وإيران، منشغلة في مشاكل أخرى، هي الحرب الأوكرانية والوضع في لبنان، وحزب الله اللبناني غير قادر على مساندة الأسد في حربه الحالية كما فعل سابقاً”.
ويضيف: “يمكن أن تكون هيئة تحرير الشام قد شعرت بنوع من الضعف لدى القوات الحكومية ووجدت في ذلك فرصة لأن تضرب القوات السورية في وقت هي ليست على أولويات روسيا وإيران”.
ويضيف سبباً آخر انطلاقاً من متابعته للسياسة الداخلية لهيئة تحرير الشام، وهو أنه “خلال الأشهر الأخيرة، كان هناك استياء واسع النطاق تجاه أبو محمد الجولاني”، قائد الهيئة، لـ”تخليه عن الثورة على حد تعبير أتباعه، ولأنه ليس قاسٍ بما يكفي على النظام السوري، أي لا يهاجمه بشكل كافي”.
ويعتقد بوزوول أن الأمور قد تكون وصلت إلى خلافات كبيرة جعلته يقوم بهذه الخطوة.
ويتابع: “أعتقد أن هذه المرة الأولى التي نرى فيها الأشخاص الذين ينتقدون عادةً كيفية تصرف هيئة تحرير الشام، يوافقون على قرار اتخذه الجولاني”.
ورصد فريق بي بي سي مونيتورينغ أيضاً ردات فعل مراقبين أتراك على هجوم المسلحين في حلب.
ووصف الموقع الإخباري التركي المستقل “تي24” الهجوم بأنه “عملية غيرت الخريطة”، زاعماً أن قوات الحكومة السورية استهدفت مواقع عسكرية تركية بنيران المدفعية. وذكر التقرير أن تركيا نشرت جنوداً إضافيين في المنطقة كإجراء احترازي، رغم أن أنقرة لم تؤكد هذا الادعاء حتى الآن.
أما الصحفي مالك إجدر فنشر على موقع إكس: “يبدو أن روسيا وجهت كل تركيزها نحو أوكرانيا. ومع استيعاب حزب الله للتحديات التي يواجهها وتراجعه، أصبح الأسد والمعارضة وجهاً لوجه”.
وقال الصحفي راجيب صويلو، “إن هجوم المتمردين السوريين جاء رداً على نيران أطلقتها قوات الحكومة السورية للمضايقة، والتي قال إنها “أجبرت المدنيين على الفرار إلى عمق أكبر باتجاه الحدود التركية”. وأضاف أن قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا “لم تشارك إلى حد كبير في هذا الهجوم”.
من هي الفصائل المشاركة؟
تعتبر هيئة تحرير الشام أبرز المجموعات المشاركة في الهجوم. وهي جماعة إسلامية مسلحة تشكلت في يناير/كانون الثاني 2017 نتيجة اندماج فصائل جهادية عدة. وكانت سلفها تعرف باسم جبهة النصرة، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا قبل انفصال الطرفين في يوليو/تموز 2016.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وتديرها من خلال جبهة إدارية تسمى “حكومة الإنقاذ السورية”. ويقود الهيئة أبو محمد الجولاني الذي كان يقود جبهة النصرة قبلها. أما هدف الهيئة العام، فهو تحرير سوريا من القوات الحكومية.
وعلى الرغم من إصرار هيئة تحرير الشام على أنها مستقلة وغير مرتبطة بكيان خارجي، وتزعم أنها ليس لديها طموحات جهادية عالمية، فإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا تعتبرها مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتدرجها كمنظمة إرهابية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان صدر في 3 مايو/أيار 2023، إن هيئة تحرير الشام “تطورت” من الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا. ويُعد هذا تحولاً ملحوظاً بعيداً عن الأوصاف الأمريكية السابقة لهيئة تحرير الشام باعتبارها “تابعة لتنظيم القاعدة”.
غرفة عمليات الفتح المبين
هي تحالف يضم “مجموعات جهادية ومتمردين” ينشطون في شمال سوريا. ويضم التحالف الجماعة الجهادية “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا.
ظهرت غرفة العمليات لأول مرة في مايو/أيار 2019 تقريباً، رداً على هجوم كبير شنته القوات الموالية للحكومة السورية على الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في شمال غرب سوريا، وخاصة محافظة إدلب.
ويبدو أن هيئة تحرير الشام لعبت دوراً قيادياً في التحالف.
ويضم تحالف الفتح المبين: هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا، وجماعة جيش العزة المتمردة.
الجيش الوطني السوري
هو تحالف من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والتي تعارض القوات الموالية للحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.
وتأسست في ديسمبر/كانون الأول 2017، وشاركت في عدة عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا. ويعمل كجيش للحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية ومقرها تركيا، في محاولة لوضع الجيش السوري الحر المجزأ تحت “قيادة موحدة