انهيار سريع
حفتر يخسر آخر معاقله في غرب ليبيا ومدن كانت تحت سلطته تتساقط تباعاً
مقتل جورج فلويد يكشف “شروخ الأسطورة الأمريكية
يناقش كتاب في صحف بريطانية تأثير أزمة مقتل جورج فلويد على “صورة أمريكا الأسطورية”، ومغزى طريقة ترامب في التعامل مع الأزمة، والمعاناة التي تكابدها فئة من البريطانيين بسبب حالة الإغلاق المفروضة على البلاد في محاولة للقضاء على تفشي كوفيد 19.
“نقطة تحول” في أمريكا
في مقال بصحيفة الغارديان، تتساءل إيما بروكز عن واحدة من النتائج التي تراها مهمة للأزمة الحالية في الولايات المتحدة.
وتقول “هل يمكن أن يكون مقتل جورج فلويد نقطة تحول في الإنكار الأمريكي؟”
وتضيف أن وفاة الرجل الأسود على أيدي الشرطة “فجر شعوراً بوجود حالة طوارئ ملحة، إذ تعرًّت الشروخ في القصة الأمريكية”، في إشارة إلى اعتبار الكثيرين في العالم إلى أن العيش في الولايات المتحدة حلم يراود الكثيرين.
وتتحدث إيما، في هذا السياق، عن تداعيات وباء فيروس كورونا، مشيرة إلى أنها “فضحت بقسوة الأساطير التي تحيط بالنموذج المثالي الأمريكي”.
وتضيف أنه “فجأة، لم يملك 40 مليون أمريكي عاطل عن العمل رعاية صحية، وبدت كذبة توفر حرية “الاختيار” في “سوق التأمين” سخيفة”.
وتمضي قائلة إنه “بينما فر الأغنياء الأمريكيون البيض من النقاط الساخنة المصابة بكوفيد 19 إلى منازلهم الثانية، وتحمل العمال ذوو الدخل المنخفض – معظمهم من المجتمعات الملونة – عبء الوفيات الأكبر، بدأ يتكشف أن الكذبة القائلة بأن الفرق الوحيد بين الأغنياء والفقراء هو العمل الشاق والمغامرة في إقامة المشروعات جوفاء لا أساس لها”.
ثم جاءت أزمة وفاة فلويد الحالية، التي تقول إيما إنه “لا يمكن أن تتناسب بسهولة مع الأساطير الحالية”، بشأن النموذج الأمريكي.
وتضيف “هناك الكثير من الحديث عن أن الأمر هذه المرة مختلف، وهذا عادة ما يبدو وكأنه خطوة أولى لضمان أن الأمر ليس مختلفا فعلا. لكنني عشت في الولايات المتحدة لأكثر من 10 سنوات، ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي لا يُقابل فيها قتل رجل أسود على أيدي الشرطة بالمرواغة والتهرب”.
سردت الكاتبة حالات قتل مشابهة للسود في الماضي، مشيرة إلى أن الصحافة اليمينية كانت تبحث عن مبرر لتبرئة ضباط الشرطة البيض المتهمين بالقتل.
وهذا ما لا يحدث الآن، وفق اعتقادها، موضحة “لا أحد من القوميين البيض يقول إن فلويد هو الذي جرَّ ذلك على نفسه. يبدو الأمر، هذه المرة، كما لو أنه قد تم تجاوز الخط وليس فقط لأن وفاة فلويد حدثت خلال فترة الافتضاح الصارخ لعدم المساواة الأمريكية”.
وأخيرا تعتبر الكاتبة أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مما يحدث “يؤكد الحقيقة التي ظلت محل إنكار في التاريخ الأمريكي: وهي أن هذه أمة تضرب بجذورها في (ثقافة) تفوق الجنس الأبيض”.
“ذريعة للغزو”
ويواصل مارك ستون مناقشة نهج الرئيس الأمريكي في التعامل مع الاحتجاجات.
ويقول في مقال بصحيفة الإندبندنت “يبدو أن ترامب يعتقد أن العنف ضروري ضد الذين يشكون سلميا من العنف”.
ويضيف ساخرا: “كي أكون منصفا، قد يكون لدى الرئيس ومؤيديه وجهة نظر وجيهة – وإلا ستكون الشوارع مليئة بالناس المسالمين، ولا يمكن لأحد أن يتسامح مع ذلك لأنه قد يؤدي إلى العنف”.
وفي نقد لاذع لما يحدث وموقف البيت الأبيض منه، يقول مارك “هناك العديد من النتائج المحتملة لهذه الاضطرابات في أمريكا. وهناك قضية يجب وضعها في الاعتبار هي أنه إذا رأت أمريكا أي بلد آخر يتصرف مثل هذا التصرف، فستستخدم الفوضى ذريعة لغزوه”.
ويضيف الكاتب أنه “لذلك ربما يكون دونالد ترامب قد شاهد الأخبار على شبكة سي إن إن عدة مرات وقال: “هذه دولة مروعة، بلد فظيع، فلنحاربهم” ، وسيُطلب من جميع القوات إطلاق النار على نفسها.”
ويستعرض مارك التطورات الرئيسية في الأزمة الحالية وأسلوب ترامب ومؤيديه في التعامل معها.
ويقول، مستنكرا، إن “هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في أمريكا، بضمان التوازن. فقد كان لدينا رئيس أسود. لذا ولموازنة الأمور، يجب أن يكون لدينا الآن رئيس يدعم سلطة البيض. إنها الضوابط والتوازنات الطبيعية للنظام الأمريكي.”
وينهي الكاتب مقاله قائلا “ما آمل أننا قد تعلمناه (في بريطانيا) من هذا المسلسل هو، إذا كان الطاقم الطبي يرغب في التأكد من أن لديه دائما حصة كاملة من معدات الحماية (من فيروس كورونا) ، فبدلا من الانتظار لأشهر، فقط اكتبوا إلى ترامب وقولوا إنكم فرع من الحرس الوطني تُخلون الشوارع سلميا لأن شخصا ما يحمل الكتاب المقدس. في غضون ساعة سيكون لديكم ما يكفي من مخزون المعدات يستمرمعكم طوال حياتكم المهنية بأكملها.”
أحوال مرضى القلب أثناء الإغلاق
وفي مقال بصحيفة آي، يعرض بول غالاغر لأحد الآثار القاسية لحالة الإغلاق في بريطانيا التي فرضت لمنع تفشي وباء كوفيد 19.
ويقول الكاتب إن “نصف مرضى القلب يجدون صعوبة في الحصول على العلاج أثناء الإغلاق”.
ويشير إلى استطلاع أجرته مؤسسة أمراض القلب البريطانية كشف أيضا عن أن ما يقرب من ثلث المرضى واجه صعوبة في الحصول على الأدوية التي يحتاجها.
ويقول إنه” علاوة على ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن ما إذا كان يجب على المرضى طلب المساعدة الطبية”.
وتحدث الكاتب عن بعض الحالات التي وجدت صعوبة في الحصول على المساعدة اللازمة، ما يثير خوفها من التبعات ذات المدى الطويل على الصحة.
وينقل الكاتب عن الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة في مؤسسة أمراض القلب البريطانية قولها إن “الأشخاص المصابين بأمراض القلب والدورة الدموية هم بالفعل في خطر متزايد من احتمال الوفاة بكوفيد 19 ، ولا ينبغي أن تتعرض حياتهم لخطر أكبر من خلال فقدانهم العلاج”.
وتضيف سونيا أنه “يجب عدم نسيان الخدمات الصحية التي لا تقدم في المستشفيات، حيث إنها تمكن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والدورة الدموية من البقاء بحالة جيدة وبعيدا عن المستشفى”، التي تعاني حاليا ضغوطا هائلة بسبب وباء فيروس كورونا.
ويشير بول إلى أنه اتصل بوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية للحصول على تعليق.
أزمة الخليج: ما آفاق المصالحة في الذكرى الثالثة لمقاطعة قطر؟
تدخل المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر عامها الرابع، ولا يزال الجدل مستمرا حول ما إذا كانت هذه المقاطعة قد آتت أكلها، فضلاً عن أفاق المصالحة لإنهاء الأزمة.
وكانت الدول الأربع قد فرضت مقاطعة دبلوماسية على الدوحة في الخامس من يونيو/حزيران 2017 واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر.
“لماذا تستمر مقاطعة النظام القطري منذ ثلاث سنوات؟”
عن سيناريوهات حل الأزمة، ترى صحيفة العربي الجديد أنه “على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الكويت خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يحصل تقدمٌ حقيقي على صعيد الحل. وبرزت خلال عام 2019 أكثر من مناسبة تزايدت فيها الآمال بإمكان حصول اختراق يؤدي إلى إنهاء الأزمة… مع ذلك لم يحصل اختراق في جدار الأزمة”.
وتقول الصحيفة: “قطر تؤكد استعدادها للتسوية، وهذا يعني تقديم تنازلات، ولكنها لن تقبل بالوصاية”.
وتضيف: “لقد أضرّت الأزمة بمجلس التعاون وبصورته العالمية، كما أضرّت بمؤسساته وأهدافه، ومن مصلحة الدول الأعضاء في هذا المجلس أن تنتهي هذه الأزمة بتسوية عادلة تقوم على الاحترام المتبادَل والمصالح المتبادلة”.
أما موقع العين الإماراتي فيشن هجوما حادا على قناة الجزيرة القطرية في الذكرى الثالثة للمقاطعة، قائلا:”نجحت مقاطعة قطر في الكشف عن الأدوار المشبوهة المكلفة بها الجزيرة وأخواتها من قبل تنظيم ‘الحمدين ‘ وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة”.
ويضيف الموقع: “ولم توفر الجزيرة وأتباعها أي فرصة من محاولة استهداف تشويه أي إنجاز يتحقق في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه دأبت على تقديم كل أنواع الدعم للكيانات والمنظمات الإرهابية التي تنشر التطرف وتثير الفتن في المنطقة”.
ويتابع: “وبعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، تغيرت تغطية قناة الجزيرة بشكل جذري لشؤون تلك الدول وخاصة السعودية والإمارات”.
وتحت عنوان “لماذا تستمر مقاطعة النظام القطري منذ ثلاث سنوات؟”، تقول صحيفة أخبار الخليج البحرينية “لم يكن قرار المقاطعة وليد المرحلة الراهنة، وإنما جاء نتيجة حتمية لتاريخ طويل من المؤامرات والتدخلات القطرية التي استهدفت زعزعة أمن مملكة البحرين واستقرارها، ونشر الفوضى والتخريب … ومحاولة قلب نظام الحكم الشرعي في البلاد”.
وتضيف الصحيفة “ثلاثة أعوام مضت على المقاطعة العربية لقطر، ولا تزال الأسئلة مطروحة: متى يعود النظام القطري إلى جادة الصواب، ويتخلى عن سياسته المعادية لأمن الشعوب الخليجية والعربية الشقيقة؟ وهل آن الأوان في ظل ما يواجهه العالم من أزمة إنسانية جراء تفشي جائحة فيروس كورونا لأن يعيد النظر في نهجه العدواني، ويتوقف عن تدخلاته المسيئة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة؟!”.
هل بات انتهاء الأزمة الخليجية وشيكا؟
وتشدد أخبار الخليج البحرينية: “حل الأزمة القطرية مع دخولها عامها الرابع هو بتقيدها بالمبادئ النابعة من اتفاقيتي الرياض 2013 و2014، والتزامها الجاد بمكافحة التطرف والإرهاب، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة لهما، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية… حتى تعود قطر إلى حاضنتها الخليجية والعربية”.
“ذكرى نعمة الحصار”
تقول صحيفة القدس العربي اللندنية إن “فرض الرباعي المؤلف من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا في الخامس من حزيران/يونيو عام 2017 على قطر… يعتبر أمرا غريبا يتحدّى العقل والمنطق”.
وحول آفاق المصالحة الخليجية، يرى ياسر أبو هلالة في صحيفة العربي اللندنية أنه “لا توجد خلافات واقعية قابلة للحل حتى تنجح الوساطات، كويتية أو أمريكية، فالأسباب المعلنة لشن الحرب على قطر ليست جديدة، والسياسة الخارجية المستقلة لقطر غير مرضية للسعودية والإمارات ومصر منذ عام 1995”.
أما صحيفة الشرق القطرية فتقول: “رغم أن قطر تجاوزت الحصار تماما، وخصوصا الجانب الاقتصادي وآثاره، وكيّفت نفسها على التعامل مع هذا الوضع مهما طال أمد الأزمة، إلاّ أن استمرار الإجراءات التعسفية أحادية الجانب للعام الثالث على التوالي، -وفيما يتعلق بالجانب الانساني، ومعاناة الشعوب وما حدث من ضرر كبير في النسيج الاجتماعي الخليجي- يظل جرحا غائرا تسببت فيه تلك الانتهاكات الصارخة للاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان”.
وتضيف الصحيفة “إن حل التداعيات الإنسانية للأزمة الخليجية، ومعالجة إنهاء معاناة الضحايا، ينبغي أن يتم بأسرع ما يمكن، والحرص على تجنيب الشعوب أي تداعيات للخلافات السياسية، ذلك أن إنهاء معاناة الضحايا هو مسؤولية أخلاقية ودينية قبل أن تكون قانونية”.
وتحت عنوان “ذكرى نعمة الحصار”، تقول ابتسام آل سعيد في الصحيفة ذاتها: “اليوم قطر وهي تشهد الذكرى الثالثة لهذا الحصار، يقول شعبها الحمد لله على نعمة الحصار والحمد لله على هذا الابتلاء الذي جعلنا ننهض من سبات المصير الواحد الذي استيقظنا منه لنجتهد في تحديد مصيرنا وليس كما أراد هؤلاء رسمه لنا ونحن اليوم نتمتع باكتفائنا الذاتي”.
وتضيف الكاتبة: “ما عدنا ننظر للوراء إلا لبيت الله الذي مُنعنا من تأدية فريضة الحج إليه وطُردنا منه حتى قبل أن نؤدي العمرة فيه ولحظة وصولنا إليه بسبب تسييس السعودية للمشاعر الدينية”.