لن تتضمن عطلات هذا العام حفلات على الشواطئ أو رحلات لجزيرة بالي الإندونيسية لممارسة رياضة ركوب الأمواج، أو القيام برحلات بحرية لموانئ البحر المتوسط، مما يعني أن كثيراً من الناس قد تنتهي بهم الحال لاستكشاف مواقع للتنزه قريبة من الأماكن التي يقيمون فيها. ويقول في هذا الصدد، مانيول أندراك، معلم ومرشد رحلات السير على الأقدام، لـ«وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)» إن هذا الاتجاه الجديد لا يبعث على الملل مطلقاً.
ويضيف أندراك أن هناك كثيراً من المعالم التي يمكن استكشافها، معدداً مجموعة من الأماكن في ألمانيا يمكن زيارتها، مثل الساحات المفتوحة لجبال الرون، وإقليم أيفل غرباً بالقرب من بلجيكا؛ حيث توجد سلسلة من الجبال منخفضة الارتفاع، وأيضاً سلسلة جبال «سوابيان الألب» شمال نهر الدانوب.
ويشير إلى أنه «يمكنك أن تستكشف كل هذه الأماكن من دون حاجة لجواز سفر»، ويقول: «إنني لا أستطيع أن أفهم على الإطلاق لماذا يسافر الناس على متن طائرة، لكي يمارسوا في النهاية رياضة المشي في جزيرة مايوركا الإسبانية».
وتتوقع السلطات الألمانية أن تنتعش حركة السياحة الداخلية مرة أخرى، بعد أن عانت من آثار جائحة «كورونا»، وذلك بدرجة أكبر من تعافي نشاط السفر الدولي. وتعدّ رياضة المشي جزءاً كبيراً من هذا الانتعاش، كما يتوقع الخبراء أن تزداد شعبية رياضة السير على الأقدام بسبب الجائحة. ويوضح جينز كوهر، المتحدث باسم «رابطة رياضة المشي» الألمانية، أنه من المرجح أن يزداد عدد محبي التجول في ألمانيا خلال العام الحالي. ويبدو أن رياضة السير على الأقدام تشهد نوعاً من القوة وعودة النشاط، فخلال فترة الإغلاق غامر كثير من سكان المدن بالخروج من منازلهم للتنزه في أماكن محلية جميلة، ووجدوا أنه من الأسهل ممارسة الرياضة مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وذلك وسط مساحات واسعة من الحقول والأراضي البعيدة المكسوة بالأشجار، بدلاً من التنزه في حدائق المدن المزدحمة كما كانت الحال سابقاً.
ويرى الكتاب المختصون في الطبيعة أن التنزه خارج المنزل أمر صحي، ليس لأن الناس يمارسون الرياضة فحسب، وإنما أيضاً لأن المساحات الخضراء تمثل علاجاً للجسم والروح.