الأخبار الرئيسية
الصين تأمر بإغلاق قنصلية أمريكية ردا على قرار مماثل من واشنطن
وزارة الدفاع العراقية تحرر الناشطة الألمانية المختطفة في بغداد
الأمير هاري وزوجته ميغان يرفعان دعوى بعد تصوير ابنهما سرا
آيا صوفيا: أول صلاة جمعة بعد تحويله من متحف إلى مسجد
شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، بصلاة الجمعة في مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، إذ ستقام الصلاة لأول مرة منذ 86 عاماً، وذلك بعد أن أصدر أردوغان مرسوماً بعودته مرة أخرى إلى مسجد بعدما أبطلت محكمة عليا تركية مرسوماً قديماً بتحويله إلى متحف.
خلال أدائه لأول صلاة في مسجد آيا صوفيا منذ تحويله إلى متحف قبل 86 عاماً، ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتلو آيات بينات من القرآن الكريم، إذ تلا سورة الفاتحة ثم آيات من سورة البقرة، في صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف الأتراك وغيرهم من الجاليات المسلمة.
فيما صعد رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش المنبر وخطب الجمعة وهو يمسك سيف السلطان محمد الفاتح.
إذ وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مسجد “آيا صوفيا” لأداء أول صلاة جمعة فيه بعد 86 عاماً. وأفاد مراسل الأناضول بأن أردوغان وصل “آيا صوفيا” حوالي الساعة 12.00 بالتوقيت المحلي ( 09.00 تغ)، وسط ترحيب وتصفيق من المواطنين.
فيما توافدت حشود غفيرة من المواطنين بالتوافد إلى ساحة مسجد آيا صوفيا في إسطنبول، كما اصطحب المواطنون معهم العلم التركي، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات من المسجد.
يأتي هذا بعد أن وافق مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في تركيا، على طلب من عدة جمعيات على إبطال قرار حكومي يعود لعام 1934 ينص على اعتبار الموقع متحفاً، وفور صدور هذا القرار أعلن أردوغان تحويله إلى مسجد.
فيما أزاح الرئيس، الخميس، الستار عن لوحة جامع آيا صوفيا، كُتب عليها “جامع آيا صوفيا الكبير”، جاء ذلك خلال تفقد الرئيس أردوغان للجامع، في زيارة تعد الثانية خلال 4 أيام، قبل فتحه أمام المصلين للعبادة مع صلاة الجمعة اليوم.
واستمع أردوغان لمعلومات حول التحضيرات النهائية في الجامع، من وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا.
تغريدة إعادة الفتح: وبالتزامن مع إقامة أول صلاة بمسجد آيا صوفيا أنشأت السلطات التركية حساباً رسمياً على موقع “تويتر” لمسجد آيا صوفيا، ونشرت أولى تغريداته، ليلة الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، اليوم الذي يشهد أول صلاة فيه منذ عام 1934.
جاء في أول تغريدة لحساب المسجد، البسملة مكتوبة باللغة العربية: “بسم الله الرحمن الرحيم”، في إشارة لافتتاحه اليوم الجمعة للصلاة.
اللافت في حساب مسجد آيا صوفيا هو اختيار التاريخ الذي فتحت فيه القسطنطينية وهو 29 مايو/أيار 1453 فيما أعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فجراً نشر التغريدة على حسابه.
من داخل آيا صوفيا: فيما أظهرت صور نشرتها الرئاسة التركية الشكل النهائي للجزء الداخلي لجامع “آيا صوفيا” التاريخي، وذلك خلال جولة قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان، للإطلاع على الأعمال عشية أول صلاة جمعة ستقام في هذا الصرح الهام بعد أعوام طويلة.
وما كان لافتاً في الصور المتداولة، إعادة تعليق راية الفتح الشهيرة على منبر الجامع العملاق بعد أن كانت قد أزيلت من المكان إثر قرار التحويل إلى متحف عام 1934، فضلاً عن بعض التعديلات الأخرى مثل تغطية الرسومات في بعض الزوايا.
آيا صوفيا مسجد: يشار إلى أنه في 10 يوليو/تموز 2020، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، بتحويل “آيا صوفيا” من جامع إلى متحف.
بعد ذلك بيومين، أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، خلال زيارته “آيا صوفيا”، أن الصلوات الخمس ستقام يومياً في الجامع بانتظام، اعتباراً من 24 يوليو/تموز الجاري.
و”آيا صوفيا” صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة “السلطان أحمد” بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة جامعاً، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
قصة آيا صوفيا التاريخية: يُعد متحف “آيا صوفيا” من مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كما أنه ارتبط بالإمبراطورية البيزنطية المسيحية والإمبراطورية العثمانية الإسلامية، وهو اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية التي يقبل الناس على زيارتها في تركيا.
بنيت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، وكانت مقراً لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول. وعندما فتحت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية.
وبقيت آيا صوفيا مسجداً إلى ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي منتصف الثلاثينيات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.
ويعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد. ومسجد آيا صوفيا كان من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.
وكان مبنى آيا صوفيا في إسطنبول على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ولمدة 481 عاماً مسجداً، ومنذ عام 1935 أصبح متحفاً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط. وقد غيَّر السلطان محمد الفاتح المبنى ليكون مسجداً، وأضاف إليه منارة، ثم أضيفت إليه منارة أخرى زمن السلطان بايزيد الثاني، إلى أن قام بتحويله كمال أتاتورك مؤسس تركيا العلمانية إلى متحف سنة 1934.
اجتمعت حشود كبيرة في تركيا للمشاركة في أول صلاة جمعة تقام في “آيا صوفيا” بعد تحويله من متحف إلى مسجد.
وانضم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تعرض لانتقادات من قبل زعماء دينيين وسياسيين، إلى المصلين.
وكان المبنى، الذي أنشيء قبل 1500 عام والمدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، قد تحول إلى متحف عام 1934.
ولكن محكمة تركية قد أبطلت قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف، قائلة إنه يجب أن يصبح مسجدا.
وأعلن أردوغان أن المبنى سيستخدم كمسجد ابتداء من 24 يوليو/تموز، وهو ما أثار انتقادات واسعة .
كيف ستؤدى الصلاة في المكان؟
حث حاكم اسطنبول في كلمة متلفزة الخميس الذين يحضرون للصلاة الجمعة على أن يستخدموا الأقنعة ويحضروا معهم سجادة صلاة وأن يتحلوا بالصبر والتفهم، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا في المكان.
وأضاف أن موظفين من القطاع الصحي سينتشروا في المكان لتقديم المساعدة عند الضرورة.
وقال وزير الشؤون الدينية التركي علي إرباس إن حوالي 1000 شخص سيتمكنون من أداء الصلاة في الموقع في نفس الوقت.
وأضاف أن تعديلات قد أجريت في داخل المكان وأنشئت حديقة في الداخل، وقال أن المبنى سيكون مفتوحا طوال الليل.
ووضع بساط أزرق على الأرض من أجل المصلين كما تمت تغطية الآثار المسيحية بقطع قماش بيضاء أو حجبت عنها الإضاءة.
ومن المقرر حجب فسيفساء تصور العذراء والمسيح داخل قوس مزخرف تعود إلى القرن التاسع الميلادي.
وكانت جماعات إسلامية في تركيا قد طالبت أكثر من مرة بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى، ولكن معارضة علمانية حالت دون هذه الخطوة.
وحين أعلن أردوغان عن هذه الخطوة في العاشر من يوليو/تموز أثار استنكارا واسع النطاق.
وقال البابا فرانسيس إن “قلبه مع إسطنبول”، وأضاف “أفكر في سنتا صوفيا والألم يعتصرني”.
وحذر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية البطريرك بارثولميو من أن تحويل المبنى إلى مسجد سيثير استياء ملايين المسيحيين ويؤدي إلى الشقاق بين عالمين.
ودعا مجلس الكنائس العالمي الذي ضم في عضويته 350 كنيسة إلى إلغاء القرار.
وعبرت منظمة اليونيسكو عن أسفها للخطوة، وقالت إنها قد تفاقم التوتر مع اليونان المجاورة التي يعيش فيها ملايين المسيحيين الأرثوذوكس.
لكن أردوغان دافع عن القرار، قائلا إن بلاده تمارس سيادتها على المكان. وأضاف “بعد 86 عاما ستعود آيا صوفيا مسجدا، كما أراد محمد الفاتح”.
وقال إن المبنى سيبقى مفتوحا للمسلمين وغير المسلمين والزوار الأجانب.
ماذا يقول التاريخ؟
يقع المبنى ذو القبة في حي الفاتح في اسطنبول، على الضفة الغربية للبوسفور، ويشرف على ميناء البوق الذهبي.
وبدأ تاريخ آيا صوفيا قبل حوالي 1500 عام، حين بنى الإمبراطور البيزنطي جوستنيان الكنيسة الضخمة عام 537.
وفي عام 1453 سيطر السلطان العثماني محمد الثاني على إسطنبول (التي كانت تعرف بالقسطنطينية)، وجرى تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد لأداء صلاة الجمعة.
وأضيفت إلى المبنى 4 مآذن كما جرت تغطية الأيقونات المسيحية والفسيفساء الذهبية بخطوط وكتابات عربية.
وبعد قرون من استخدام الكنيسة كمسجد جرى تحويلها إلى متحف عام 1934، ضمن الخطوات التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك لتحويل تركيا إلى دولة علمانية.
وتحولت منذ ذلك الوقت إلى واحدة من أهم المواقع السياحية في تركيا، وكان يزورها 3.7 ملايين سائح سنويا.
بعد عقودٍ من المطالبات الشعبية والمداولات السياسية، أبطلت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قراراً قديماً أصدره مجلس الوزراء عام 1934 بتحويل “آيا صوفيا” إلى متحف، ما فتح الباب أمام عودته إلى جامع، في قرارٍ تاريخي اعتبره الكثير من الأتراك نصراً معنوياً وسياسياً.
وخلال الفترة التي سبقت الإعلان عن قرار المحكمة الإدارية العليا وحتى موعد إقامة أول صلاة في مسجد “آيا صوفيا” لأول مرة منذ 86 عاماً، تعمّد السياسيون الأتراك إرسال العديد من الرسائل السياسية والمعنوية والرمزية لإخراج هذا الحدث بأقوى صورةٍ ممكنة.
فيما يلي نستعرض أهم الرسائل السياسية والمعنوية التي أرسلتها أنقرة:
1- موعد خطاب أردوغان عن عودة “آيا صوفيا” جامعاً
في يوم 10 يوليو/تموز 2020، أعلنت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قرارها ببطلان القرار الذي أصدره مجلس الوزراء في عام 1934، والذي يقضي بتحويل “آيا صوفيا” من جامعٍ إلى متحف.
ورغم أن قرار المحكمة الإدارية العليا جاء في وقت الظهيرة، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختار تأجيل خطابه المتلفز إلى الساعة 20:53 (08:53 مساءً) تحديداً، في إشارة رمزية إلى أن العام 2053 الذي سيصادف الذكرى الـ 600 لفتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
2- اختيار موعد إعادة افتتاح “آيا صوفيا” كمسجد
رغم أن قرار المحكمة العليا صدر في 10 يوليو/تموز 2020، فإن الرئيس أردوغان حدد يوم 24 يوليو/تموز دوناً عن غيره من الأيام لإقامة أول صلاةٍ في الجامع التاريخي.
لماذا هذا التاريخ تحديداً؟ لأن يوم 24 يوليو/تموز 1923 شهد توقيع مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك معاهدة لوزان مع كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا ويوغوسلافيا السابقة.
يعتبر الأتراك معاهدة لوزان نصراً كبيراً لدولتهم؛ فبموجبها أُبطلت معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية في أسوأ أيامها، ورسّمت تركيا حدودها الحالية بعدما طردت اليونانيين والبريطانيين والفرنسيين والأرمن من أجزاءٍ واسعة من الأناضول في حروب التحرير التي قادها أتاتورك، واستعادت تراقيا الشرقية (الجزء الأوروبي من تركيا).
وبموجب نفس المعاهدة، ضمت تركيا أراضي واسعةً في حدودها الجنوبية، واستعادت مناطق غازي عنتاب وكهرمان مرعش وأورفا ومرسين وأضنة وديار بكر وماردين وغيرها من المناطق التي وضعها الفرنسيون ضمن الأراضي السورية عند تقاسمهم تركة الدولة العثمانية مع حلفائهم البريطانيين.
3- لون السجّاد المستخدم في مسجد “آيا صوفيا”
أُوكلت مهمة صناعة السجاد المستخدم في جامع “آيا صوفيا” لمعمل تاريخي يقع بضاحية ديميرجي التابعة لولاية مانيسا (غرب تركيا).
رئيس مجلس الإدارة رضا أوزكول قال إنه عند طرح الخيارات المناسبة للون السجاد كان هناك 3 ألوان مقترحة هي: البوردو، والكرزي، والتركوازي، “لكننا صنعنا اللون التركوازي بناءً على طلب الرئيس رجب طيّب أردوغان”.
فلماذا اختار أردوغان هذا اللون تحديداً؟ ببساطة، لأن للون التركوازي رمزيةً تاريخيةً لدى الأتراك.
فبحسب مستشرقين فرنسيين؛ يطلق اسم “تركواز” على اللون الفيروزي لأن الأتراك هم من جاؤوا بحجر الفيروز الكريم من بلاد فارس إلى أوروبا. فكلمة “ترك” تعني الأتراك، فيما تعني كلمة “واز” لون. وبالتالي تصبح ترجمة كلمة “تركواز”: اللون التركي.
وقد استخدم العثمانيون هذا اللون في الكثير من مساجدهم ومبانيهم القديمة، فأصبح اللون التركوازي أو الفيروزي مرتبطاً بهم.
4- تاريخ ميلاد حساب “آيا صوفيا” على تويتر
وضع القائمون على حساب جامع “آيا صوفيا” على تويتر تاريخ 29 مايو/أيار في خانة تاريخ ميلاد صاحب الحساب. ويصادف هذا التاريخ يوم دخول السلطان محمد الثاني بجيوشه إلى القسطنطينية فاتحاً، وتحويل كنيستها الرئيسية إلى جامع.
ففي يوم الثلاثاء 29 مايو/أيار 1453، قام المسلمون بتغطية الرموز المسيحية في الكنيسة بعد تحويلها إلى مسجد، وأقاموا فيها صلاة العصر بإمامة سابع سلاطين الإمبراطورية العثمانية.
5- اللغة العثمانية تتصدر لوحة جامع “آيا صوفيا”
رغم أن الأتراك تخلوا عن استخدام الحروف العربية منذ عام 1932، فإن الحكومة الحالية اختارت كتابة اسم “جامع آيا صوفيا كبير شريف” بالأحرف العربية التي استخدمها العثمانيون قبل تأسيس الجمهورية التركية الحديثة.
لا بد من الإشارة إلى أن استخدام اللغة العثمانية – التي تُكتب بالأحرف العربية – يعدُّ أمراً عادياً في اللوحات القديمة للمساجد التاريخية في تركيا، لكن اعتمادها في لوحة مسجدٍ جديدٍ وتقديمها على اللغة التركية الحالية يحمل دلالةً سياسيةً بحسب بعض المراقبين.
فاستخدام الأحرف العربية يعدُّ خطوةً رمزية للتأكيد على التصالح مع التاريخ العثماني لتركيا، في استكمالٍ لمشروع التصالح الذي بدأه حزب “العدالة والتنمية” الحاكم منذ وصوله إلى السلطة في عام 2002.
6- نشر أنشودة بـ 9 لغات تتحدّثها شعوب إسلامية مختلفة
قبل ساعات من موعد إقامة أول صلاة في جامع “آيا صوفيا”، نشر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عبر حسابه الرسمي على تويتر أنشودة تتغنّى بإعادة البناء التاريخي من متحفٍ إلى مسجد.
الأغنية التي يؤديها 12 مغنياً، جاءت بـ 9 لغات تتحدثها شعوبٌ إسلامية، وهي: العربية، والتركية، والقرغيزية، والبوسنية، والألبانية، والأذربيجانية، والكردية، والبنغالية، والسواحلية.
ويعتبر إنتاج أنشودة بـ 9 لغات مختلفة، إشارةً إلى أن “آيا صوفيا” مسجدٌ ذو رمزية ويهم جميع الشعوب الإسلامية، وليس مقتصراً على الأتراك وحدهم.
7- خطيب الجمعة يصعد المنبر بسيف الفاتح
خلال صعوده إلى منبر “آيا صوفيا” ليخطب بالمصلين يوم الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، حمل رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش سيف السلطان محمد الفاتح الذي ظلّ ممسكاً به طوال الخطبة.
ورد عن النبي محمد أنه كان يتكئ على عصاه أو قوسه خلال صعوده إلى المنبر وإلقائه خطب الجمعة.
أما في العُرف العثماني، فإن إمساك الإمام للسيف باليد اليُمنى يُراد به تخويف العدو، أما تلقّفه باليسرى فإشارة إلى إعطاء الأمان وعلامة على الثقة بالطرف الآخر، حسبما أشار التفزيون الرسمي لرئاسة الشؤون الدينية التركية.
من المؤكد أن استخدام أرباش لسيف السلطان محمد الفاتح في هذه المناسبة تحديداً، يحمل رسائل سياسية تؤكد على قوة تركيا.
8- أنشودة بطولات “15 تمّوز” تنطلق من أمام الجامع
احتفالاً بالذكرى الرابعة لفشل محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان، نشر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين الطون أنشودة تتغنى بالبطولات التي سطّرها الأتراك في 15 يوليو/تموز 2016.
الأنشودة التي أدّتها الفرقة الموسيقية العسكرية العثمانية المعروفة باسم “مهتر”، أظهرت أعضاء الفرقة أمام “آيا صوفيا” تحديداً، في إشارةٍ إلى مدى أهمية هذا المبنى واعتباره رمزاً وطنياً.
ثورة 23 يوليو: هل السيسي هو “عبد الناصر” القرن الحادي والعشرين؟
اهتمت صحف عربية بالذكرى الـ 68 لثورة 23 يوليو/تموز 1952 في مصر، ذلك اليوم الذي قامت فيه حركة الضباط الأحرار في الجيش المصري بطرد الملك فاروق الأول وإعلان الجمهورية في البلاد.
“ثورة كل العرب”
يقول علي ناصر محمد في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن ثورة يوليو في مصر كانت “بحقّ ثورة كل العرب من المحيط إلى الخليج، وليس الشعب المصري وحده. وكحقيقة راسخة عندما تنهض مصر تنهض معها الأمة العربية، وحدث هذا فعلاً في فترة المد القومي والتحرري ومقاومة الاستعمار الذي كان هو العصر الذهبي لهذه الأمة. وسيعود ذلك العصر بصيغٍ أخرى لأنه لا قيادة لهذه الأمة إلا بمصر ولأنه لا يحفظ ويصون مصالح العرب سواها. هذا قدرها ولن يستطيع أحد اختطافه”.
ويضيف الكاتب “وساندت ثورة مصر عبد الناصر بسخاء ثورتي اليمن شمالاً وجنوباً، وقبلها الثورة الجزائرية، عسكريا وسياسيا وثقافيا وتعليميا وإداريا وماليا، وبفضل هذا الدعم الكبير الذي لا سابقة له في العلاقات العربية-العربية صمدت الجمهورية في الشمال وتحقق الاستقلال في الجنوب عام 1967”.
كما يقول عمر زين في صحيفة البناء اللبنانية: “كانت فعلاً حركة ثورية بل ثورة بكل معنى الكلمة أكاديميا ودستوريا وقانونيا ولم تكن أبداً حركة انقلابية أو انقلاباً عسكرياً يهدف فقط وفقط لا غير إلى قلب رجالات الحكم وحلول العسكر محلهم، بل كانت كما قلنا ثورة وحركة ثورية دائمة ومتجددة دون تردد أو توقف على الدوام (منذ قيامها في 23 يوليو/تموز 1952 وحتى انتقال قائدها ورائدها المناضل الثائر جمال عبد الناصر إلى رحاب ربه في 28 سبتمبر/أيلول 1970)”.
ويضيف الكاتب: “كانت ثورة 23 يوليو/تموز المصرية ملهمة للثورات التي تعاقبت في: كوبا، وفيتنام، والجزائر، وكينيا، وتنزانيا، بل ومعظم الحركات الاستقلالية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ولا مانع من التذكير هنا بأنّ الثورة المصرية كانت الدافع لـ 43 دولة ناشئة ومستقلة في أفريقيا قد قطعت علاقاتها بإسرائيل مستلهمة في ذلك أبعاد التضامن الجادّ بينها وبين الثورة المصرية التي فجّرها البطل الأفريقي جمال عبد الناصر كما كانت تطلق عليه من وصف”.
صباحي والسيسي وتراث عبد الناصر
ويؤكد محمد بركات في صحيفة الأخبار المصرية أن “الثورة استطاعت تحقيق الجزء الأكبر من مبادئها الستة الشهيرة التي نادت بها، حيث قضت على الإقطاع وأنهت الاحتلال وحققت الاستقلال، وقضت على سيطرة رأس المال على الحكم وأقامت جيشا وطنيا قويا، وخطت خطوات واسعة نحو العدالة الاجتماعية … ولكنها لم تستطع الخطو بجرأة وإيجابية على طريق الديمقراطية”.
ويضيف بركات: “وهكذا ظلت الديمقراطية هي الفريضة الغائبة بالنسبة لثورة يوليو/تموز 1952، وقد تسبب عدم تحقيقها في سلبيات عديدة ما كان يمكن أن تقع في وجود الديمقراطية المتمثلة في حرية الرأي وقبول الرأي الآخر ووجود منابر سياسية متعددة وحرة”.
“السيسي هو عبد الناصر بطبعة القرن الواحد والعشرين”
تحت عنوان “السيسي يستحضر أفكار عبدالناصر”، يقول محمد أبو الفضل في صحيفة العرب اللندنية: “لست بصدد المقارنة بين مرحلتي عبدالناصر والسيسي، لاختلاف الزمان والأشخاص والفاعلين الإقليميين، وغير ذلك من المعاني والمضامين، لكن لم يعد خافيا أن الرئيس السيسي مغرم بكثير من معالم تجربة ناصر، منذ اليوم الأول لحكمه، أكثر من كل من أنور السادات وحسني ومبارك”.
ويضيف الكاتب: “يعتمد السيسي على المؤسسة العسكرية، التي ينتمي إليها، في كثير من المهام الرئيسة، وباتت مصدر ثقته في تنفيذ المشروعات والطموحات، وهي التي لجأ إليها عبدالناصر بحكم الانتماء والثقة أيضا، وهذا التشابه الواضح جعل البعض يراوده التفكير بأن الثاني يسير على درب الأول، وإن لم يعلن ذلك صراحة”.
ويتابع الكاتب: “يمكن القول إن السيسي هو عبد الناصر بطبعة القرن الواحد والعشرين، حيث فرضت عليه الأجواء والتجارب والنتائج تبنّي سياسات بعيدة عنه، لكنها تصبّ في طريق واحد، هو إدراك أهمية الدور الإقليمي لمصر وهي سمة كل عصر”.
ّتوظيف سياسي”
وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، يقول عصام شعبان: “لا تمرّ ذكرى 23 يوليو/تموز 1952 في مصر من دون جدل بشأن نظام يوليو والناصرية … لكن اللافت أن يظل الحدث رهين التوظيف السياسي حسب الهوى، وبشكل متناقض بين كتلتي المؤيدين والمعارضين للنظام، وأن يستخدم كل منهما، وفي اجتزاء للتاريخ وأحيانا افتراء عليه، ما يوافق تصوراتهما”.
ويضيف شعبان: “تأخذ أبواق دعاية السلطة من نظام يوليو ما تريد، وهي تمارس دعايتها وتحشد جمهورها وتبرّر سياساتها، وقبل أن تتشكل هذه السياسات مثلا، قصد التمهيد لها، ومن ذلك أن ترفع صورة وزير الدفاع حينها، عبد الفتاح السيسي، بجوار صورة عبد الناصر في الميادين، لإنتاج رمزية سياسية وتبشير بالمستقبل، وإشاعة صورة الزعيم المخلص، وريث القائد البطل”.
وفي مقال في نفس الصحيفة بعنوان “لقد ابتذلوا كل شيء .. حتى الحرب”، يقول الكاتب وائل قنديل: “الثابت قطعًا أن عبد الناصر أنجز لمصر السد العالي، فيما ساهم السيسي في إنجاز سد النهضة لإثيوبيا”.
ويضيف الكاتب: “ثلاث اختبارات أساسية خاضها الجنرال: نهر النيل، ليبيا، سيناء. والنتيجة لا تخفى على أحد، جعجعة وطنين وصيحات معارك لم يخضها أحد، وأهازيج انتصاراتٍ لم تأت، وسُحُب دخان أكاذيب تتصاعد في الفضاء عن انتصارات السيسي على أردوغان في ليبيا، وعلى إثيوبيا في النيل، وعلى الإرهاب في سيناء”.