انفجار بيروت دمر “أكثر من نصف العاصمة”، وتباين في التفسيرات الأمريكية لسبب التفجير
300 ألف مشرّد في بيروت
التفجير دمر آلاف المنازل، وعون يدعو العالم لمساعدة لبنان
فجيعة العائلات وذهولها، وهي تبحث عن مفقوديها هما الأصعب في المشهد البيروتي الدامي، فالمدينة استفاقت على دمار يحاكي دمار المدن التي سحقت خلال الحرب العالمية الثانية، وهو دمار يبدو صادماً ومحزناً على نحو لم تشهده خلال نكباتها وحروبها الكثيرة.
- فرق الإنقاذ تبحث عن عشرات المفقودين تحت الأنقاض
-
من الطبيعي أن تتجه أصابع الاتهام بشأن انفجار مرفأ بيروت إلى إسرائيل، لكن السؤال هو كيف ترى تل أبيب ذلك التدمير الشامل الذي حل بالمرفأ الأهم في لبنان وأودى بحياة مئات القتلى والجرحى وأحدث ضرراً اقتصادياً يُقدر بالمليارات في بلد على شفا الإفلاس؟
صحيفة Haaretz الإسرائيلية نشرت تقريراً بعنوان: “تحليل: حزب الله سيعاني من توابع انفجار بيروت لوقت طويل“، ركز على تداعيات الانفجار على ذراع إيران الأطول والأقوى في المنطقة، دون التوقف طويلاً عند طبيعة الانفجار أو الجهة التي تقف وراءه، حتى وإن كان حادثاً عارضاً.
تكهنات بشأن طبيعة الانفجار
في أعقاب الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء 4 أغسطس/آب في مرفأ بيروت، انتشرت مقاطع الفيديو المصورة بواسطة الهواتف المحمولة لتنقل مشاهد مروعة تنمّ عن حجم الانفجار الهائل، وتثير في الوقت نفسه التكهنات بشأن من يقف وراء الحادث ولماذا.
في البداية، كانت القصة المتداولة بشأن الحادث أن مستودعاً يحتوي على عدة أطنان من المفرقعات والألعاب النارية المقرر استخدامها في احتفالات قد انفجر. بعد ذلك، نفت مصادر عسكرية رسمية تلك الرواية، وقالت إن المستودع كان يحتوي على مواد قابلة للاشتعال أو متفجرة، موضحة كذلك أنها مادة “نترات الأمونيوم”، كانت مخزنة في أحد المستودعات منذ ست سنوات.
ومع ذلك، وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات اللبنانية لا تزال في خضم تحقيقاتها الحثيثة للتوصل إلى نتائج أولية بشأن الواقعة، سارع بعض الناس إلى التلميح بأن الحادثة لم تكن عرضاً أو نتيجة إهمال ما، بل هجوماً إرهابياً يستدعي إلى الذاكرة التفجيراتِ التي كانت تهز لبنان خلال الحرب الأهلية في الثمانينيات، أو الانفجار الضخم الذي قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وكان مضمون تلك التلميحات أن انفجار المرفأ ناتج عن تفجير نفّذته جهات لبنانية.
وُجهت أصابع اتهام إلى إسرائيل أيضاً، معززةً بشروح تشير إلى أن انفجار المرفأ يخدم بعض أهداف الحملة التي تشنها إسرائيل على إيران. واستدل بعض الخبراء اللبنانيين بحوادث اشتعال النيران في بعض السفن الإيرانية التي كانت ترسو في ميناء بوشهر المطل على الخليج قبل بضعة أسابيع، وهو حادث نسبته جهات إلى إسرائيل، بالإضافة إلى حرائق وانفجارات أخرى وقعت في إيران خلال الفترة الماضية.
ألغاز توقفت عندها الصحيفة العبرية
بعض الألغاز الأخرى التي سيتعين على الأجهزة الأمنية اللبنانية حلُّ غموضها تتعلق بملكية المستودع الذي انفجر، وطبيعة “المواد القابلة للاشتعال” التي كان يحتويها، وما لا يقل أهمية عن ذلك، ما إذا كانت هناك كميات أخرى من المواد القابلة للاشتعال مخزنةً في المرفأ، أو في أحياء سكنية أو في مناطق حساسة أخرى.
قد يكون للإجابة على هذا السؤال الأخير آثار كبيرة، ليس فقط على الطريقة التي يعمل بها حزب الله ويدير بها أموره في لبنان، ولكن أيضاً على المعركة السياسية المستعرة الآن في البلاد من جرّاء الأزمات الاقتصادية والصحية التي فاقمتها جائحة كورونا. وحتى إن تبيّن أن الانفجار نتج عرضاً عن حادث وليس عن هجوم متعمد، فإن النطاق الهائل للأضرار والعدد الكبير من القتلى والجرحى سيثير أسئلة واضحة بشأن تخزين الذخائر والصواريخ والبنادق والمتفجرات في مناطق مأهولة بالسكان.
مخاطر أسلحة حزب الله
من الجدير بالذكر أن اللبنانيين على دراية جيدة بخريطة قواعد حزب الله ومخزونه من الصواريخ، فقد وردت تقارير عنها في وسائل الإعلام وتناقلتها مواقع الإنترنت، وكل من يعيش بالقرب من أحد تلك المواقع يعلم التهديد الذي يشكّله احتمال وقوع حادث انفجار أو هجوم إسرائيلي متعمد، والآن، هذا الانفجار الذي وقع في المرفأ يجعل هذا التهديد أكثر واقعية.
ومع ذلك فإن تفكيك وإبطال فعالية هذه المخزونات، أو إبعادها عن المناطق المأهولة بالسكان، مسألةٌ حساسة من الناحية السياسية، لأنها تعني نزع سلاح “المقاومة اللبنانية” وترك البلاد خالية من أي قوة قادرة على ردع إسرائيل.
وقد امتنعت القيادة السياسية في لبنان عن المطالبة مباشرة بنزع سلاح حزب الله، على الرغم من أن حقيقة أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تصنّفه منظمةً إرهابية تقوّض مساعي بيروت للحصول على مساعدة مالية أو قروض من صندوق النقد الدولي لتخليص البلاد من أزمتها المالية.
تغييرات في الداخل اللبناني
غير أن انفجار مرفأ بيروت الآن قد يؤدي على الأقل إلى بعض التغييرات في الخطاب العام، وربما حتى بين بعض القادة السياسيين، وقد يفضي إلى المطالبة بإزالة مستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة لحزب الله من المراكز السكانية، وهو ما يرجح أن يرفضه الحزب، لأن نقلها سيجعلها عرضة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي يمنعها في الوقت الحالي الافتراض بأن إسرائيل لن ترغب في قصف المدنيين ومناطقهم.
ثمة مستوى أعلى من المطالب، لكنه يعتمد على تطورات رد الفعل العام على الانفجار، وما إذا كانت حركة الاحتجاج في البلاد ستعتبره تهديداً وطنياً تتحمل القيادة السياسية المسؤوليةَ عنه.
وفي الأيام المقبلة، ستحاول كل من الحكومة وحزب الله على الأرجح إثبات أنها صاحبة اليد العليا، وقد تعلن الحكومة التزامها بفحص كل مستودع خطير محتمل، من دون تعهد بإزالته، لتجنب المواجهة مع حزب الله.
رسالة إلى إيران؟
مع ذلك، وحتى إن كان مجرد حادثٍ عرضي، فإن انفجاراً بهذا الحجم في المرفأ الرئيسي بلبنان يبعث برسالة تحذير إلى إيران أيضاً، التي قالت قبل شهر واحد فقط إنها ستنشر سفناً وناقلات نفطية في لبنان.
إن قبول المساعدة الإيرانية لا ينتهك ظاهرياً العقوبات الأمريكية، ومع ذلك فإن المجتمع الدولي وإسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص، يخشون من أن تبدأ هذه السفن، إذا وصلت إلى لبنان، في إرساء خط منتظم لنقل الإمدادات، ليس فقط من النفط والدقيق والأدوية، بل وأيضاً الأسلحة والذخائر وأجزاء الصواريخ.
وهكذا، حتى إن استطاعت بعض مرافئ بيروت أن تستأنف عملياتها، فإن خوف لبنان من هجوم –إسرائيلي أو غير ذلك- يستهدف السفن الإيرانية سيصبح حقيقةً محتملة الحدوث، حتى وإن لم تكن هناك نية لذلك في تلك المرحلة.
وبعيداً عن التداعيات السياسية، تعرضت الحكومة اللبنانية من جراء هذا الهجوم لضربة هائلة لخط إمداداتها الأكثر حيوية، ما قد يؤثر على قدرتها على جلب السلع الأساسية والحفاظ على حركة التصدير والاستيراد بطريقة منتظمة، ويضر بأحد مصادر الدخل الرئيسية في لبنان، ما يعني أن الانفجار وإغلاق المرفأ سيكون له دوره في الاضطراب السياسي الذي يهدد استقرار ال
-
انفجار بيروت: صدمة ويأس بعد الدمار الذي شهدته المدينة اللبنانية – الغارديان
هيمن الانفجار المروع الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء للشأنين العربي والدولي. ولا تزال القضية الرئيسية التي تشغل الصحف هي وباء كوفيد 19 ومحاولة فهم آثاره الصحية وكيفية الحيلولة دون موجة جديدة.
البداية من صحيفة الغارديان، وتحت عنوان “صدمة ويأس في بيروت بعد أن دمّر الانفجار المدينة”
كتب مارتن شولوف، مراسل الصحيفة في لبنان واصفاً حال المدينة بعد وقوع الانفجار الضخم.
“بعد أن بدأ شبح الضباب البني بالزوال، ظهرت شوارع بيروت في خراب مروع. حتى على بعد أربعة كيلومترات من موقع الانفجار، فقدت كل المباني بعضاً، إن لم تكن جميع نوافذها”.
وتحدّث الكاتب عن طرقات مليئة بقطع كبيرة من الزجاج المتناثر، الذي مزّق بعضه هياكل السيارات، وعن الأشجار التي تهاوت بفعل الانفجار وبرك من الدماء التي تسيل في الشوارع.
ويقول الكاتب إنه مع الاقتراب من موقع الانفجار في مرفأ بيروت سيراً من الأحياء القريبة منه، فإنه شاهد بعينيه المباني والمطاعم والمباني المدمّرة. وقال إن أسابيعاً من القصف المستمر لم تكن لتحدث هذا الضرر، حتى خلال حرب لبنان الأهلية. وأضاف إن هذا القدر من الدمار لم تعرفه منذ أمد طويل مدينة اعتادت في تاريخها على الانفجارات.
وأشار الكاتب إلى أن آخر مرة شهدت فيها بيروت انفجار قريب من هذا الحجم كان عام 2005 حين اغتيل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ومن المنتظر أن تنطق المحكمة الدولية بقرار الاتهام يوم الجمعة في 7 آب/أغسطس. وأثيرت مخاوف من أن يكون الانفجار إنذاراً قبل صدور الحكم.
وقال مراسل الغارديان إن الانفجار الذي وقع في بيروت سمع على بعد 80 كيلومتراً من العاصمة إلى الشمال من لبنان. وإن تقارير أفادت عن سماعه على بعد 250 كيلو مترا في شرق قبرص.
وذكر الكاتب أن الشائعات ونظريات المؤامرة حول أسباب الانفجار انتشرت بسرعة بعيد الانفجار، وأن مدير الأمن العام في لبنان نفى رواية انفجار مستودع للألعاب النارية ورجّح فرضية خطأ في مستودع يحتوي مواد شديدة الاشتعال.
لكن الكاتب يقول إن تفسير مدير جهاز الأمن العام لم يقنع الجميع. وينقل الكاتب عن رجل ثلاثيني قوله ” لم يحدث شيء كهذا في تاريخ لبنان كلّه. كان بمثابة (انفجار) نووي، أعتقد أنه ناجم عن انفجار الكثير من المتفجرات العسكرية. هل سيكونون صادقين في ما يقولونه بشأن أسباب ما حدث؟ أشكّ في ذلك”.
النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بكورونا
يتناول تقرير لإيزابيلا نيكوليتش، محررة الشؤون الصحية في صحيفة ديلي ميل، تأثير كوفيد 19 على النساء بعد انقطاع الطمث.
ووفقا للتقرير، فإن دراسة جديدة تشير إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
ويقولل باحثون من كينغز كوليدج لندن إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن المستويات العالية من هرمون الأستروجين تحمي النساء من كوفيد 19 .
وحلل الباحثون البيانات التي تم الحصول عليها من نحو 600 ألف امرأة في بريطانيا يستخدمن تطبيقا لتسجيل أعراض كوفيد 19.
ويبلغ الأشخاص الذين لديهم التطبيق عن حالتهم الصحية كل يوم، بما في ذلك إذا ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا أو حصلوا على نتيجة اختبار.
وأظهرت النتائج أن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض كوفيد 19 بنسبة 22 في المائة أكثر من النساء اللواتي ما زلن يأتيهن الحيض.
ووفقا للتقرير فإن النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإدخال إلى المستشفى حال إصابتهن بكوفيد 19 ويحتجن بنسبة أكبر إلى جهاز التنفس الصناعي، وهو مؤشر على شدة الإصابة بكوفيد 19.
وتشير النتائج إلى أن العلاج التعويضي بالهرمونات والأدوية التي تحتوي على هرمون الاستروجين الاصطناعي للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث قد تعزز جهاز المناعة وتحد من آثار كوفيد 19 على النساء اللاتي انقطع عنهن المحيض.