كشفت شهادة «حفار القبور» السوري، التي أدلى بها أمام «محكمة جرائم الحرب في سوريا» بمدينة كوبلنز غرب ألمانيا، عن صدمة كبيرة داخل قاعة المحكمة ولدى الصحافيين الألمان الذين استمعوا إليه.
ومن الصور الصادمة التي تأبى أن تغادر ذاكرة «حفار القبور»، الذي غادر سوريا عام 2017، جثة امرأة كانت في أسفل ردمة الجثث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية بدمشق، وكانت لا تزال تعانق طفلها الميت بين ذراعيها.
ويتذكر «حفار القبور»، الذي كان حتى تلك اللحظة يتمالك نفسه، تلك الصورة، وينهار بالبكاء، فتطلب القاضية الألمانية في محكمة كوبلنز التي تستمع لشهادة الرجل، استراحة ريثما يستعيد أنفاسه ويتابع.
الرجل لم تكشف المحكمة عن اسمه ولا عن هويته، ودخل القاعة متنكراً، مخبئاً وجهه خلف قناع لم ينزعه طوال 3 ساعات هي مدة إدلائه بشهادته، بسبب وجود عائلته في سوريا.
المحامي السوري أنور البني؛ الذي يجمع الشهود في هذه المحاكمة وقدم هو نفسه شهادته أمامها بصفته معتقلاً سابقاً، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن الصدمة التي شعر بها الألمان «لم تُحدثها فقط معرفتهم بأن هذه الجرائم حصلت في سوريا، بل لأن عدداً منهم قارنها بما حدث أيام النازيين ومحاكمات أوشفيتز» في ألمانيا، وإن «الصدمة الكبرى هي في حقيقة أن هذه الجرائم ما زالت تحدث في سوريا حتى الآن».