ثلاثة اشتعالات مقيتة تسطع على صفحات تاريخ رتشاد أوفيندن الجديد والرائع «إحراق الكتب». كان حريق مكتبة الإسكندرية العظيمة أولها، الحريق الذي لم يدمر المكتبة، حسب أوفيندن، في شعلة واحدة وإنما بالتدريج عبر عمليات إحراق ونهب تكررت حتى لم يتبقَّ منها سوى المجاز. الثاني كان حريق مكتبة الكونغرس الأميركي على يد البريطانيين عام 1814 حين «سطعت» وجوه الجنود باللهب. قال أحد أولئك الجنود: «لا أتذكر أنني شهدت، في أي فترة من حياتي، مشهداً أشد أسراً أو مهابة». الحريق الثالث هو دون شك أشهرها: حريق الكتب النازي الذي أعقب صعود هتلر للسلطة. «كان حريق 10 مايو (أيار) 1933 مجرد تمهيد لما يمكن أن يعد أكثر عمليات إزالة الكتب من الوجود تهيئة وتجهيزاً عبر التاريخ»، حسب أوفيندن.
أوفيندن، الذي كان مسؤولاً عن المجموعات الخاصة في مكتبات البودليان في أكسفورد ومسؤول مكتبة بودلي حالياً، يعرف جيداً دقائق الأمور المتصلة بحفظ الكتب، سواء القديمة أو الحديثة. يقول أوفيندن في الفصل الذي خصصه لمكتبة الإسكندرية العظيمة: «مشكلة أوراق البردي أن إحراقه سهل جداً، كونه مصنوعاً من مادة عضوية مجففة، وملفوفاً حول قضيب خشبي، يجعله في جوهره قابلاً للاشتعال». الكتب المطوية والمطبوعة على الورق تحترق عند درجة 451 فهرنهايت، كما يذكرنا أوفيندن، معيداً إلى الأذهان رواية ري برادبري الدايستوبية (الكابوسية) التي تستمد عنوانها من هذا.
على الرغم من كل المعلومات الجانبية التي يوفرها حول حفظ وتدمير الكتب، يتضح أن اهتمام أوفيندن الحقيقي هو كما يعلنه العنوان الجانبي لكتابه: العلاقة بين المعرفة والسلطة، أنه ينجح في إيضاح العلاقة بين الاثنين على نحو مقنع. ويشير إلى الملك هنري الثامن بوصفه مثالاً. أرسل الملك جون ليلاند، وهو محب للكتب في البلاط، ليتفحص مكتبات الأديرة في إنجلترا بحثاً عن كتب ووثائق تضفي الشرعية على طلاقه من زوجته الأولى. يكتب أوفيندن: «بسبب هذا التكليف، لعب ليلاند دوراً في (الأمر الهام) للملك»، عائداً بـ«الحجج التي تدعم إلغاء زواجه من كاثرين الأراغونية وشرعية زوجته الجديدة، آن بولين». وفيما بعد وظفت سجلات ليلاند الدقيقة، الموجودة تحت عناية أوفيندن في البودليان، لنهب وإحراق العديد من المجموعات العظيمة للكتب في إنجلترا. وقد جن ليلاند حزناً نتيجة لذلك. «انهار في نوبة عصبية»، يقول أوفيندن، إلى حد بعيد بسبب دوره غير المقصود في تدمير الكتب التي أحب.
يرى أوفيندن لعبة قوى مشابهة في حرق البريطانيين لمكتبة الكونغرس. يقول: «لم يصب أعضاء الكونغرس بأذى، لكن البناية احترقت، والمعلومات التي كانوا يعتمدون عليها دمرت، واحتاج وضعهم السياسي إلى إعادة البناء بسرعة». لكن الدراسة الأكثر إثارة لدى أوفيندن هي التي خص بها الهجوم بالقنابل والقذائف الحارقة على المكتبة الوطنية في البوسنة والهرسك على يد الميليشيا الصربية أثناء حصار سراييفو مساء 25 أغسطس (آب) 1992. يقول أوفيندن دون مواربة: «كانت المكتبة هي الهدف الوحيد للهجوم. كان إحراق هذه المجموعة المؤلفة من مليون ونصف المليون كتاب ومخطوطة وخريطة وصورة ومواد أخرى» جزءاً من عملية إبادة، في تقديره، عملية هدفها الأقصى محو قرون من الوجود المسلم في البلقان. يبرز أوفيندن ذلك بالإشارة إلى أن أندرس رايدلماير، وهو أمين مكتبة في مكتبة هارفارد للفنون، كان شاهد اتهام في محاكمة سلوبودان ميلوسيفيتش. «رايدلماير واحد من أمناء المكتبات القليلين الذين واجهوا مجرمي الحرب»، حسب أوفيندن.
يتضح حب أوفيندن للمكتبات والأراشيف، لا سيما مكتبته وأرشيفه هو، طوال صفحات الكتاب. يعود مراراً إلى البودليان ويحرث أعماقها بحثاً عن الحكايات والمخطوطات. في فصل بعنوان «الفردوس المفقود؟» يستعيد إحراق الكتب في أكسفورد، الذي حدث في «مربع الكليات القديمة» في 16 يونيو (حزيران) 1660 الذي حدث أثناءه أن «جلبت وأحرقت» كتب جون ملتون بعد أن «أخذت من تلك المكتبات حيث كانت». وفي فصل آخر، «كيف تعصى كافكا»، يروي القصة المشهورة لرفض ماكس برود إحراق أوراق فرانز كافكا، التي يوجد معظمها الآن في مكتبة البودليان، فأنقذ أعمال واحد من أعظم الكتاب في القرن العشرين.
ربما يكون إنجاز أوفيندن الأهم في كتابه «إحراق الكتب» هو إثبات أهمية المعرفة المحفوظة وقوتها المستمرة، سواء كانت في ألواح طينية، في لفائف البردي، في المخطوطات، الكتب المطبوعة أو البَيْتة (byte) الرقمية. عن الألواح المسمارية في بلاد الرافدين القديمة يقول أوفيندن: «أراد الحكام معلومات تساعدهم في تحديد الوقت الأنسب لشن الحرب، وزرع المحاصيل، وحصادها، وما إلى ذلك». «اليوم ما زال المستقبل يعتمد على سهولة الوصول إلى معرفة الماضي وسيكون أكثر اعتماداً بتغيير التقنية الرقمية للطريقة التي يمكننا أن نتنبأ بها بما سيحدث».
لكن هذه «الأجسام الرقمية للمعرفة» تختلف بطبيعتها وكمها عن الكتب التقليدية والمخطوطات. يلاحظ أوفيندن أنه في عام 2019 أرسل 18.1 مليون رسالة نصية كل دقيقة، بالإضافة إلى 87.500 تغريدة. في «ويكيبيديا» خمسة إلى ستة آلاف مطالعة في الثانية. وأرشفت «آلة ويباك» للخدمات الرقمية في كاليفورنيا 441 مليار موقع. يقول أوفيندن: «إن أرشفة مجموعات المعلومات التي تصنعها شركات التقنية، مثل الإعلانات على (فيسبوك)، والمواقع على (تويتر)، أو معلومات المستعمل (الخفي) المخزنة من قبل شركات تقنية الإعلان (آد تِك) هي واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه المؤسسات المعنية بحفظ المعرفة».
يرى أوفيندن عدداً هائلاً من التهديدات للمعرفة وسط هذا «الفيضان الرقمي». هناك «لنكروت»، تلك الروابط التي تقودك إلى مواقع لم تعد متوفرة. هناك هجمات سيبيرية من نوع رفض الخدمة كالتي سببت شللاً لإستونيا عام 2007، حين أُمطرت المواقع بالاستفسارات، ما أدى إلى اجتياح الخوادم وجعلها تتوقف عن العمل (حتى مكتبة البودليان استهدفت بها). هناك «الأخبار الكاذبة»، بالإضافة إلى «المعلومات البديلة»، ومعالجة المعلومات أو المسح المتعمد لها. يرى أوفيندن ظهور «ممالك المعرفة الخاصة» و«الرأسمالية الرقابية» بوصفها تهديداً: «كمية غير متناسبة من الذاكرة البشرية أتيحت الآن لشركات التقنية دون أن يدرك المجتمع الحقيقة أو أن يكون قادراً فعلاً على إدراك النتائج».
خبرة أوفيندن المهنية وعاطفته الشخصية واضحة على كل صفحة من «إحراق الكتب». وصفه للمكتبات بأنها حافظة للمعلومات وحارسة بوابة وسمسارة أحياناً على محور المعرفة – القوة يبعث على الإعجاب. لديّ مماحكة واحدة مع هذا التاريخ المميز. في فصله المعنون «سراييفو حبيبتي»، حول إحراق مكتبة سراييفو، يشير أوفيندن إلى النمسا بوصفها «الحاكم الاستعماري السابق للمنطقة». يجب القول إن البوسنة والهرسك ضُمت، وليس استعمرت، من قبل الإمبراطورية النمساوية – الهنغارية. لكن هذه الهفوة يمكن اغتفارها لمواطن ينتمي إلى قوة استعمارية سابقة قضى معظم حياته في أعماق مكتبة البودليان.
عند فتح تاريخ أوفيندن الرائع والمثري، ربما يصاب القارئ بخيبة أمل، كما أصبت، حين يجد نفسه وجهاً لوجه مع ملاحظة الشاعر الألماني في القرن التاسع عشر هاينرش هاينه: «كلما أحرقوا الكتب، أحرقوا الناس أيضاً». مع أن أوفيندن يقدم واحدة من أكثر الترجمات ألقاً، فإني أتساءل عما لو أنه وجد عبارة لا تقل بلاغة ولكنها أقل شيوعاً. عند الانتهاء من الكتاب، أدركت أن الموضوع يتطلب تلك العبارة بالضبط وأنها في الحقيقة عبارة لا يمكن القول إنها تستعاد أكثر مما ينبغي.
* نقلاً عن {ليتراري ريفيو} (7 سبتمبر، 2020)
تخطيطات كوربوزيه تكشف تأثره بالزخرفة العربية ـ الإسلامية
حقق البناء العربي – الإسلامي تطابقاً فريداً من نوعه ما بين الوظيفية والزخرفة، وما بين البيئة والمناخ، وهي مشكلة لم تحلها حتى وقتنا الحاضر المعمارية الحديثة في قاعات المسرح الأنيقة في مدينة «منيدسيو» في جنوب سويسرا، افتتح هذه الأيام معرض شامل للتخطيطات والرسوم المائية والباستيلية التصميمية المعمارية بأحجام مختلفة أنجزها المعماري السويسري «كوربوزيه 1887 – 1965» أثناء سفراته إلى بلدان الشرق، وبالذات تركيا والعراق، يستمر المعرض حتى يوم 24 من شهر يناير (كانون الثاني). ومعظم هذه الأعمال الفنية، تعكس اهتمام المعماري القدير بالفن والزخرفة العربية التي اتصفت بها العمارة، والتي كانت تشكل أحد الأسس الإنسانية للبناء، والتي حقق البناء العربي بها تطابقاً فريداً من نوعه ما بين الوظيفية والزخرفة، وما بين البيئة والمناخ، في الوقت الذي باتت مشكلة لم تحلها حتى وقتنا الحاضر المعمارية الحديثة.
المعروف أن التخطيط هو أب لثلاثة فنون هي المعمار والنحت والرسم، وقد وصفه المؤرخ الفنان الإيطالي «فازاري» الذي كتب عن حياة وأعمال العديد من فناني عصر النهضة الإيطالية فقال: (التخطيط يسبق البصيرة ويؤكد الرؤية الفنية. والأيدي التي تقوم به تمتلك مهارة عظيمة تعكس عوالم معرفية متألقة في الفن). وهو الطريقة التي تمّكن أي فنان من تدارك أدائيته، كما أنه المحطة الأولى التي يتأمل فيها المتلقي اللوحة الفنية أو الأثر المعماري.
كتب كوربوزيه في أحد المقاطع في «رحلة إلى الشرق» الذي تحدث فيه عن فهم جديد للتوفيق ما بين الواقع الجيولوجي ومتغيراته، وما بين التراث الاجتماعي والثقافي في العمارة العربية – الإسلامية:
عندما وصلنا الجسر، كنا نمتلئ بالتوقعات الكبيرة، إذ لاحت لأعيننا الأبراج السبعة، وبعد ذلك كانت المساجد الصغيرة، ثم أعقبتها المساجد الكبيرة، ومن ثم إطلال بيزنطة، وأخيراً آية صوفيا وبناء السراي… لقد كنت أشعر بالاضطراب، لأني جئت لأجل التعبد لكل هذه الأشياء التي أراها الآن، والتي كثيراً ما اعتقدت أنها رائعة الجمال».
وتدل الوثائق العديدة وكذلك اليوميات التي دوّنها «كوربوزيه» والتي تحتويها صالات المعرض، على خيبة أمل كان يشعر بها هذا الفنان العظيم إزاء حركة التحديث المعماري في أوروبا، والذي كسرت فيه العمارة الحديثة الترابط المطلوب ما بين الحداثة الوظيفية والجمال المعماري. وسفرته إلى الشرق كانت قد أفادته كثيراً لأجل إدراك حقيقة مهمة، وهي أن المدن تختلف عن بعضها اختلافاً جذرياً، لا لمجرد كونها وليدة لأنماط تراثية مختلفة تستمدها من بيئاتها المحلية أيضاً، ولهذا نلاحظ أيضاً أن ما أنجزه «كوربوزيه» في مختلف أنحاء العالم من عمارات وأسواق شعبية ودور سكنية وملاعب ومتاحف، يختلف من دولة لأخرى، ومن منطقة جغرافية لأخرى.
لم يكن «كوربوزيه» يرغب في نقل ما كان يراه من السحر الإسلامي – العربي في الأروقة المقنطرة والأعمدة والبلاط الملون (الموزاييك) الذي تنعكس فيه العناصر بعضها ببعض على مستويات متباينة، وكذلك النوافذ المبنية من الحجارة المشبكة، والمساحات الداخلية للأبنية التي قصد منها خلق التكامل والتناسب ما بين الداخل والخارج، والألواح الجصية التي تزين واجهات البيوت والمذهبات التي تشكل الزركشات التخريمية على جدران الجوامع، لم يكن يرغب في نقل ذلك كله، بل كان يرغب ويحاول أن يفهم أن الهندسة المعمارية هي انعكاس للحياة، وما قدمته تلك التجربة العظيمة في حياته، أصبحت فيما بعد كما يصفها في إحدى يومياته: «دروساً حياتية إضافية للتعرف على أنماط الحياة والممارسات اليومية والتبدلات في عطاءات الإنسان».
في مدينة إسطنبول كان «كوربوزيه» شأنه شأن أي مواطن تركي، يعايش عوامل البيئة والمناخ والحاجات الإنسانية اليومية، ويعشق الناس وملابسهم وواجهات بيوتهم وعلاقاتهم وعملهم اليومي، ومنسوجاتهم وأوانيهم الفخارية ويتابعهم بمحبة كبيرة وهم يبنون دورهم بأيديهم التي تتميز بقدرات جمالية تلبي حاجاتهم الحقيقية وتلائم منامهم. كان يجلس ساعات طويلة على دكة في الأرض، وبين يديه أقلام التخطيط والورق الأبيض، يمتد طويلاً بذهنه المتوقد لقياسات الطول والعرض والارتفاع لتلك الأبنية والجوامع والخطوط العربية المذهبة التي نفذها خيرة الخطاطين العرب والمسلمين والتي تحيط الجوامع والتي وصفها في إحدى كتاباته بأنها «خطوط أصيلة، ويمكن أن تكون الوحيدة التي تعكس ثقافة معاصرة كبيرة في هذا الكون».
وفي سفرته الثانية لمدينة بغداد، جسد «كوربوزيه» اهتمامه بتصميمه للمدينة الرياضية البغدادية عام 1956، أي بعد عامين من ثورته المعمارية التي حققها في بناء «كاتدرائية رونشان»، التي اعتبرت انعطافاً حاداً على أسلوب العمارة العالمية من خلال تأكيده على واجبات العمارة الحديثة التي لا تكمن حسب رأيه في تشييد بنايات عادية فقط، وإنما يجب أيضاً، أن تشمل تصميم أبنية فريدة من نوعها، الأمر إلى يحتم تغيير الوسائل والطرق المعتادة باختلاف الواجب والمضمون الذي تنطوي عليه كل بناية.
وقد أنجز «كوربوزيه» (القاعة الرياضية المغلقة) بعد أن تم إهمال التصميم الكلي للمدينة الرياضية، والتي تعد من أجمل وأبرع التصاميم المعبرة عن التحول الجذري في أسلوب هذا الفنان، حيث جسد في (القاعة البغدادية) صوغ الكتل المعمارية صياغة نحتية، وبخطوط على مستوى رفيع من الانسيابية والشفافية، كما طبق مبدأ الهندسة التناسبية التي تعتمد مقاييس جسم الإنسان أساساً لها، وتقوم على إيجاد هارمونية للأثر المعماري تجمع وتنسق فرادة تصميم المبنى بوظيفته النفعية. في (القاعة البغدادية) أعاد تقاليد العمارة البابلية والآشورية باستخدامه السلم الخالي من الدرجات، باعتباره وسيلة مريحة للارتقاء العمودي، وصار فيما بعد أسلوباً شائعاً عند المعماريين العالميين.
لقد اكتشف العبقرية التي تقف بعيداً عن «العمارة النائمة في الشمال» والمندثرة في المداخن السوداء التي تفرزها المعامل الصناعية. لقد رأى بتلك العمارة الأوروبية الحديثة وكأنها منحرفة مقابل الأهداف والضرورات التي كانت ترافقه بوعيه وفهمه كأحد مثقفي عصرنا، فلقد مرّ وهو يتجه نحو الشرق بمدن أوروبية كثيرة لم يصفها ولم تثر انتباهه، فمدينة فيينا لم يترك أي تخطيط عنها ولا حتى صورة فوتوغرافية. كما أن مدينة «بودابست» قال عنها: «إنها مدينة قاصرة»، أما عن مدينة بلغراد فقال عنها: «إنها مدينة غادرة قذرة وغير منتظمة»، أما حين شاهد من الشرق كإسطنبول وبغداد، فقد اكتشف الهوية، تلك الهوية التي حررته من النظرة الوظيفية البحتة فكانت استخداماته للسطوح الجميلة فيما بعد والتي انتشرت في أميركا وفرنسا وإيطاليا والجزائر والمكسيك… إلخ، كانت انتقائية تاريخية، قامت على الاستجابة لاحتياجات اجتماعية. وقد ساعد ذلك درايته وقدرته الفائقة في النحت والرسم، وكذلك رقته الشاعرية وثقافته الأدبية وعشقه الكبير للمسرح والفن التشكيلي.