توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن للناس أن يتذكروا بدقة مواقع الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة أكثر من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية. ذكر الباحثون، أن النتائج تشير إلى أن الذاكرة المكانية البشرية التي تسمح للناس بتذكر أماكن وجود الأشياء وتربطها ببعضها بعضاً قد تطورت لإعطاء الأولوية لمواقع الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية، حسب «صحيفة ميترو» اللندنية. وقد تمكن المشاركون في الدراسة من تذكر مواقع الطعام عالية السعرات الحرارية بصرف النظر عن درجة استمتاعهم أو معرفتهم به.
قام العلماء بقياس ذاكرة موقع الطعام من خلال مطالبة 512 مشاركاً باتباع خط سير ثابت حول غرفة تحتوي إما على ثماني عينات طعام، أو ثماني فوط قطنية معطرة بالطعام موضوعة في مواقع مختلفة.
عندما وصل المشاركون إلى العينة، قاموا إما بتذوق الطعام أو شم رائحة مسحة القطن وقاموا بتقييم مدى إعجابهم بالعينة. تضمنت العينات تفاحاً ورقائق البطاطس والخيار وكريمة الشوكولاتة. وبعد ذلك طُلب من المشاركين تحديد موقع كل عينة طعام أو رائحته على خريطة للغرفة.
وجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر ساينس ربورت»، أن أولئك الذين تم تقديم عينات طعام لهم كانوا أكثر دقة بنسبة 27 في المائة، وأن أولئك الذين قدمت لهم عينات لرائحة الطعام كانوا أكثر دقة بنسبة 28 في المائة في رسم خرائط وتحديد أماكن الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية مقارنة بأماكن الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية.
ووجدت راشيل فاري، الباحثة بجامعة واغنغين الهولندية وزملاؤها، أن الذاكرة لم تتأثر بما إذا كانت الأطعمة حلوة أو مالحة، أو بمدى إعجاب المشاركين بكل عينة.
ووجت الدراسة كذلك، أن الإلمام الذهني العام بأماكن الأطعمة كان أكثر دقة عندما تم تقديم عينات الطعام للمشاركين بدلاً من الفوط القطنية. وكتب المؤلفون «وجدنا أن الأفراد تعلموا بالمصادفة مواقع الأطعمة عالية السعرات الحرارية وتذكروها بدقة أكبر بغض النظر عن التقييم الصريح لمدى الاستمتاع بالمذاق أو التعود الشخصي على نوعية الطعام».
موجات دماغية تساعد في العثور على أشياء مفقودة
تخيل أنك متأخر عن العمل وتبحث بشدة عن مفاتيح سيارتك، لقد بحثت في جميع أنحاء المنزل، ولكن لا يمكنك العثور عليها في أي مكان، وفجأة أدركت أن مفاتيحك كانت موجودة أمامك طوال الوقت… لماذا لم ترها حتى الآن؟… أخيراً، كشف فريق من علماء معهد «سالك» في أميركا بقيادة الدكتور جون رينولد،ز عن تفاصيل الآليات العصبية الكامنة وراء إدراك الأشياء، حيث وجدوا أن أنماط الإشارات العصبية، التي تسمى موجات الدماغ المتنقلة، موجودة في النظام البصري للدماغ أثناء اليقظة، وهي منظمة للسماح للدماغ بالإدراك.
وتسهل الموجات حساسية الإدراك الحسي؛ لذلك هناك لحظات من الوقت يمكنك فيها رؤية أشياء لا يمكنك رؤيتها في العادة؛ لأن هذه الموجات الدماغية المتنقلة هي عملية لجمع المعلومات تؤدي إلى إدراك الأشياء الخافتة أو التي يصعب رؤيتها.
ودرس العلماء في السابق موجات دماغية متنقلة أثناء التخدير، لكنهم رفضوا الموجات باعتبارها من صنع التخدير، ومع ذلك تساءل الفريق البحثي في الدراسة الحالية التي نشرت أول من أمس في دورية «نيتشر» عما إذا كانت هذه الموجات موجودة في الجزء البصري من الدماغ أثناء الاستيقاظ، وما إذا كانت تلعب دوراً في الإدراك، حيث قاموا بدمج التسجيلات في القشرة البصرية مع التقنيات الحسابية المتطورة التي مكّنتهم من اكتشاف وتتبع موجات الدماغ المتنقلة.
وسجل العلماء خلال الدراسة نشاط الخلايا العصبية من منطقة في الدماغ تحتوي على خريطة كاملة للعالم المرئي، ثم قاموا بتتبع مسارات موجات الدماغ المتنقلة أثناء مهمة الإدراك البصري، حيث وضع العلماء هدفاً على الشاشة عند عتبة الرؤية، ووجدوا أن معدل اكتشاف هذا الهدف يتحسن من مرة إلى أخرى، ووجدوا أن قدرة الدماغ على التعرف على الأهداف مرتبطة ارتباطاً مباشراً بوقت ومكان حدوث موجات الدماغ المتنقلة في النظام البصري، فعندما تتوافق الموجات المتنقلة مع التحفيز (مثل رغبة الشخص في العثور على شيء مهم لارتباطه بموعد عمل)، يمكن للمراقب اكتشاف الهدف بسهولة أكبر.
ويقول زاك ديفيس، المؤلف المشارك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد «سالك» بالتزامن مع نشر الدراسة «إننا نعيش حياتنا اليومية معتقدين أننا نرى العالم بدقة، ولكن في الواقع، تمتلئ أدمغتنا بالتفاصيل التي يصعب رؤيتها؛ لأننا اكتشفنا كيف ينسج الدماغ المعلومات التي يصعب رؤيتها معاً لإدراك شيء ما».