كتاب وآراء

إياد أبو شقرا:لبنان: عندما يصبح التهرّب من الحلول سياسة رسمية

إياد أبو شقرا عاد لبنان أمس إلى الحجْر العام لمدة أسبوعين قابلين للتمديد بعد ارتفاع قياسي في عدد إصابات «كوفيد – 19» على امتداد البلاد. وتزامن هذا الحجْر مع تشكيلة مفزعة من المعاناة والضربات، بدأت مع الانهيار المالي والاقتصادي المروّع، وتفاقمت مع أزمة الحكم المستعصية، ثم توّجت يوم 4 أغسطس (آب) بانفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته أكثر من 200 قتيل ومفقود وتضرّر نحو 5 آلاف مواطن، ناهيك بالدمار الذي

محمد الرميحي:المعقول واللامعقول في ملف العلاقة مع إسرائيل!

محمد الرميحي مؤلّف وباحث وأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الكويت. حل المفكر اللبناني شارل مالك، الذي كتب كتاباً مبكراً عن القضية الفلسطينية حتى قبل قيام إسرائيل، قول مشهود يقول فيه «لقد أتم اليهود استعدادهم لإقامة دولتهم بالقوة، فإن لم يقضِ العرب على هذه الدولة في غضون سبعة أيام، ستدوم سبعة أشهر، فإن لم يقضوا عليها في غضون سبعة أشهر ستدوم سبعة أعوام، فإن عجزوا عن إزالتها في سبعة أعوام، فإنها

حازم صاغية:عن لبنان الذي يموت ككهل وشابّ في وقت واحد!

هل يمكن لواحدنا أن يموت وهو، في وقت واحد، شيخ كهل وشابّ يافع؟ هذه حالة لبنان اليوم. جريمة المرفأ المروّعة والاستثنائيّة أعلنت هذا الموت عن عمر بلغ المائة. يمكن أن نضيف أنّ نُذر الموت حفّت دائماً بالتاريخ القصير لهذا البلد في جمهوريّتيه الأولى والثانية. في الأولى، هناك 1958 و1969 و1973 قبل أن تأتي حرب 1975 التي استمرّت 14 سنة ولم تكن خاتمة الأحزان. البلد كان يومها في الثانية والثلاثين من

غسان شربل:اجتماع طارئ في الفندق البعيد

فجأة تكهرب الجو في الفندق البعيد. ملامح اضطراب متعاظم ورائحة حزن طازج. ما تنقله الشاشات مروع. انفجار بحجم زلزال أطبق على المدينة. اغتال البشر والحجر. قتل المارة والجدران والشرفات والشبابيك. لم يسبق أن عصفت بالمدينة أنفاس قاتل من هذا النوع. كأن سلسلة من الحروب تجمعت في طعنة واحدة. كأن جبالاً من الحقد انقضت على الأحياء. موسم الموت والفتك والدمار. خاف النزلاء على البلاد التي استشهدوا فيها ولأجلها. على البلاد التي

رامي الريس:الاحتباس السياسي اللبناني وانعكاساته على المنطقة

رامي الريس صحيحٌ أن لبنان عانى تاريخيّاً من سوء الإدارة نتيجة أزمة الحكم ولعنة ضعف الدولة واستقواء الأطراف المكوّنة لها باللاعبين الإقليميين، ولكن الصحيح أيضاً أنه لم يشهد في تاريخه تقهقراً سياسياً واقتصادياً وثقافيّاً وأخلاقيّاً كما يحصل في هذه الحقبة السوداء من تاريخه المعاصر. ثمة أزمة أخلاق سياسيّة في لبنان قبل كل شيء آخر. آليّات المحاسبة والمساءلة معطلة منذ زمن، وقلما كانت فعالة باستثناء مراحل محدودة كرّست فيها الدولة حضورها

سمير عطا الله:مليون طن من الغرور

في الدول المتهالكة، المفتقرة لمقومات البقاء ومكونات السيادة، تتحول «الحكومة» إلى نكتة شعبية تُلقى عليها جميع الملامات، من الفقر إلى الطقس إلى تقلبات الطبيعة. وذلك لأن الحكومة الفاشلة تصبح رمزاً للفراغ الوطني، وانهيار المؤسسات، واستباحة القانون، وعبث السلطة السياسية بمرجعيات الاستقرار، كالقضاء والمال والأمن. وهكذا تختصر الشعوب اليائسة شكواها في مسؤول واحد هو «الحكومة» باعتبارها كياناً كاريكاتورياً قابلاً للسخرية وعاجزاً عن تحقيق أي شيء. أفجع ما حدث في فاجعة بيروت

سمير عطا الله:صيف بلا صيف

قبل فترة بلغت الحرارة في بصرة العراق 52 درجة، الأعلى في العالم. لكن فصل الصيف لم يأتِ بعد. إنه مطوَّق بالسلاسل وممنوع من الدخول. لا إجازات هذا الصيف، بل حجْر طويل. لا مطارات، بل خوف ولقاحات ورحلات ملغاة ومطاعم مغلقة وشواطئ محظورة وحجوزات معلَّقة وكآبات معمَّقة بسبب الخوف على الوظائف والأعمال والأرزاق، أو بسبب الحزن على ما ضاع منها وما سوف يضيع. وفي هذا الجو القَلِق، من يفكر في حلاوات

زهير الحارثي  :العرب والطابور الخامس... طعنة الظهر!

يبدو أنه لا حديث في العالم العربي اليوم يعلو فوق قصة تمدد المشروعين التركي والإيراني، واستباحتهما للأراضي العربية. هي تحديات ومخاطر تمس الكرامة والعزة والسيادة، ومحاولة لبعث مآسي التاريخ وخفاياه. بعد كل ما جرى ويجري في منطقتنا العربية، سواء في الخليج أو شمال أفريقيا، يتساءل كثيرون: كيف استطاعت هاتان الدولتان الإقليميتان التغلغل في النسيج العربي، واستهداف أمنه القومي، والسطو على مقدراته وخيراته؟ وكيف تمكنتا من استغلال أشخاص عرب ينتمون لتلك

سمير عطا الله:في رسائل لا تُنسى: «اللصوص أمثالك» «جيوش السماء»

  تنازع الإسكندر ذو القرنين ودارا الثالث ملك الفرس محاولة السيطرة على العالم. لم يستخدما القوة العسكرية فقط، بل الفجاجة الخطابية أيضاً. تميّز الإسكندر ببراعة حربية فائقة وشجاعة شخصية هائلة. الرسائل الواردة هنا كانت بينه وبين دارا الثالث، الذي ارتقى عرش دولة كورش في السنة نفسها التي ارتقى فيها الإسكندر عرش مقدونية (336 ق.م) وهي منقولة من كتاب «روضة الصفا» للمؤرخ الفارسي ميرخواند (1433 – 1498م). وقد ورث عن والده

سمير عطا الله:رسائل لا تُنسى

آخر أعمال المؤرخ البريطاني الشهير سيمون سيباغ مونتيفيوري «التاريخ المكتوب» الذي انتقى فيه أبرز الرسائل عبر العصور، في السياسة والحب والشجاعة، هناك مختارات كثيرة في هذا الباب، من أفضلها ما جمعه الأديب المصري محمد بدران، أيضا في سائر المواضيع والقضايا. اخترت من «مختارات» الرجلين، واحدة في القوة، وهي الرسائل بين الإسكندر الكبير ودارا ملك الفرس، وأخرى في الحب، وهي بين السلطان سليمان العظيم وجاريته، بهجة سلطان، العام 1530. إليكم أولا