كتاب وآراء

حازم صاغية:الصراع على تاريخ بيروت

بعض اللبنانيين يلجأون اليوم إلى النوستالجيا، وهو ما يحصل عادة مع الشعور بأنّ مرحلة تنقضي وطريقة حياة تأفل. النوستالجيا الراهنة موضوعها مدينة بيروت، عاصمة اللبنانيين، وزمن النوستالجيا، أي زمنهم الجميل، هو تحديداً الستينات. فذاك العقد، إلى جاذبيّته الكونيّة، ذو جاذبيّة لبنانيّة مؤكّدة. إنّه يمتدّ من توصّل الولايات المتّحدة ومصر إلى التسوية التي وضعت فؤاد شهاب في سدّة الرئاسة عام 1958، حتّى حرب 1967 وما تلاها من توتّر حدودي مع إسرائيل

سمير عطا الله:الألتراس

لكل ظاهرة جمالية في الحياة، فرع للبشاعة. للجمال ألف تفسير، البشاعة لا تفسير لها، وإلا لما سميت كذلك. كرة القدم هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم. مباراة في القدرة والطاقة والذكاء تمنح أبطالها ولاعبيها ومدرسيها من المال والشهرة ما لا تعطيه أي لعبة أخرى. أحياناً يتحول لاعب مثل البرازيلي بيليه إلى رمز وطني، لأنه صورة التسامح واللاعنف والقبول بالأصول والقواعد. في مباريات الكرة إثارة وفرح، فيما في المصارعة دببة

حازم صاغية:لا تكفي إرادة البعض لطرد أميركا من المنطقة

لم تكن جريدة صينيّة ولا جريدة إيرانيّة مَن كشف الخبر الصيني – الإيرانيّ. الخبر كشفته «نيويورك تايمز» الأميركيّة يوم 11/7. مفاد الخبر أنّ بيجين وطهران توصّلتا إلى اتفاق ضخم للتعاون الاقتصادي والدفاعيّ. مصادر إعلاميّة غربيّة أخرى استكملت المعلومات: بحسب الاتفاق (25 عاماً، و400 مليار دولار)، تشتري الصين نفطاً إيرانيّاً بأسعار مخفّضة (حسم يزيد على 30 في المائة) وتبني مشاريع بنية تحتيّة في إيران، كما يتشارك الطرفان في مناورات عسكريّة وتطوير

سمير عطا الله:ابنة الفرات

تعيد قناة «المستقبل» بث برامجها القديمة كانت منها مقابلة أجراها الزميل ريكاردو كرم مع الراحلة العظيمة زهى حديد عام 1997. ذكّرتنا الحلقة بأشياء كثيرة، منها أن عالم الهندسة المعمارية لم يعرف حتى الآن عبقرياً خلاقاً ورائداً مجدداً مثل ابنة العراق التي كانت أحد أهم الرؤية المعمارية في القرن العشرين. عاشت زهى في بيروت، ودرست في الجامعة الأميركية، ولما عادت إليها لإلقاء محاضرة تجمع المعجبون في القاعات وعلى النوافذ كما استقبلوا

غسان شربل:الكاظمي... القرار والاستقرار

والاستثمار الاثنين – 29 ذو القعدة 1441 هـ – 20 يوليو 2020 مـ لا يستطيع مصطفى الكاظمي أنْ يكونَ مجردَ تكرار لأسلافه. النتائج لا تشجّع على التكرار وهو لا ينتمي إلى المدرسة نفسها. لا يحمل على كتفيه أثقالاً حزبية أو قراءات قديمة لطريقة إدارة الدولة أو موقعها في الإقليم. السنوات التي أمضاها يقلب المعلومات ويقرأ ما بين سطورها أقنعته أنَّ الوضعَ العراقي لم يعد يتحمل مزيداً من التخبط والهدر والضياع

حازم صاغيةإردوغان الذي لا يحبّ المتاحف... سمير عطا الله:ابتسم أنت في لبنان

ليس من سبب للخوف على لبنان اوالاسلام في تركيا..مقالان مختلفان ومثيران لكاتبين من لبنان حازم ليس من سبب للخوف على الإسلام في تركيا: في البلد 82693 مسجداً، منها 3113 مسجداً في إسطنبول. قد يكون هناك خوف آخر عليها مصدره نقص المتاحف. حسب أرقام 2017، هناك 438 متحفاً فقط، بينها 91 متحفاً في إسطنبول (مع أنّ 35 منها ملكيتها خاصة). ذاك أن نقص المتاحف يشير إلى قلة الاكتراث بالتاريخ، وإلى معرفته

سمير عطا الله:وحدة المسار

مجرد مثال يتكرر في الأزمنة والأمكنة. رجل في محيط متواضع يجيد تسلق طريق الصعود. وما إن يبلغ رأس السلم في الداخل حتى يقفز طالباً العالم أجمع. الصعود إلى رأس السلم إنجاز مبهر، والقفز عن رأس السلم انتحار. لم تخطئ هذه القاعدة مرة واحدة. نابليون بدأ ضابطاً برتبة ملازم. وحكم فرنسا. ثم طلب أوروبا. ثم طلب العالم. ثم تكسر من وقع السقوط. النمساوي أدولف هتلر بدأ دهاناً، ثم عريفاً، ثم أصبح

سمير عطا الله :ماذا وجد «كورونا»؟

عندما وصل «كورونا»، وجد العراق غير قادر على تشكيل حكومة، وسوريا غير قادرة على إنهاء الحرب، وأنجح نظام مصرفي عربي على شفير الإفلاس، وتركيا تقاتل في ليبيا بمرتزقة عرب، وإيران تتمشى –رغم الحظر– من المحيط إلى الخليج، وإسطنبول مقر الثورة العربية، والدوحة ملهمة التغيير. وجد «كورونا» أنظمة عربية لم تحقق شيئاً، وشعوباً فقيرة فوق أغنى الأراضي، وتفككاً سياسياً مريعاً يشلّ البلاد ويهدد المستقبل والوجود، نموذجه لبنان. لماذا إذن منطقة الخليج

سمير عطا الله:«الست» الأخرى

أزال «كورونا»، فيما أزال، آداب الوداع. أهمية الوداع أنه المشاركة الأخيرة في مسيرة من تحب. نوع من التعبير عن وفاء لتقدير، أو محبة، أو إعجاب، أو امتنان. وتخرج الناس في الجنازات الكبرى مسلّمة بالقدر، مستهولة الفقد. فالفقيد قد يكون جزءاً من حياة الناس من دون أن يدرك، سواء كان سياسياً أو شاعراً أو فناناً. أربعة ملايين إنسان خرجوا في وداع فاطمة بنت سي الشيخ إبراهيم التي، اختصاراً لما فرضته فلاحة

سمير عطا الله:مفكرة القرية: أفلام دي كابريو

في الحالات العادية وأزمان السكون لا يتحدث اللبنانيون إلا عن «الحكومة» وغيابها وتقصيرها وأخطائها. وفي الآونة الأخيرة، استبدلت «الدولة» في معرض الشكوى بـ«الحكومة»، وصار ذكر «الحكومة» في غياب المسؤوليات من باب التفكه المر، فالخوف الوطني أكبر بكثير من شكلياتها وإنشائياتها وغرقها في مستنقع الأزمة الحياتية. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، اعتاد اللبناني الهرب إلى الهجرة كلما اشتد عليه الخناق الداخلي، خصوصاً الاقتصادي. أو خناق الحروب. أو خناق الخوف منها ومن