توصل فريق من الباحثين من جامعة نورث ويسترن في الولايات المتحدة إلى أنّ فهم سلوكيات ذبابة الفاكهة وآليات اتخاذ القرار لديها أثناء الطيران، فضلاً عن قدرتها على التعلم واكتساب الخبرات المختلفة لتفادي العقبات والعراقيل، قد يساعد في تطوير تقنيات توجيه السيارات ذاتية القيادة.
وفي إطار دراسة بحثية نشرتها الدورية العلمية «نيتشر كوميونيكيشنز» المتخصصة في مجال أبحاث الطبيعة، أخضع فريق من الباحثين ذبابة الفاكهة، واسمها العلمي «دروسوفيلا» لسلسلة من التجارب والاختبارات لفهم استراتيجيتها من أجل تفادي عقبات معينة أثناء التحليق مثل قدرتها على الابتعاد عن الحرارة على سبيل المثال.
ونقل الموقع الإلكتروني «فيز دوت أورغ» المتخصص في التكنولوجيا عن ماركو غاليو رئيس فريق الدراسة قوله إنّ «اكتشاف مرونة اتخاذ القرار وآليات التعلم والذاكرة التي تستخدمها هذه الحشرات في الطيران وتوجيه حركتها في الهواء هو مسألة جديدة ومدهشة، وتدفعنا إلى إعادة النظر في برامج توجيه السيارات ذاتية القيادة بحيث تصبح أكثر مرونة وأماناً».
ومن أجل دراسة قدرة ذبابة الفاكهة على تفادي المخاطر أثناء الطيران، صنع الفريق البحثي غرفة بلاستيكية مقسمة إلى أربعة مستويات، بحيث يمكن التحكم في درجة الحرارة في كل مستوى، ووُضع ذباب الفاكهة داخل هذه الغرفة وملاحظة سلوكياتها في تفادي درجات الحرارة المرتفعة أثناء الطيران، والتحرك تلقائياً نحو المستويات التي تنخفض فيها درجات الحرارة، كما لو كانت تتفادى جداراً غير مرئي.
ويقول فريق الدراسة إنّه عندما يواجه ذباب الفاكهة موجة حارة مفاجئة، فإنه يتخذ قراراً سريعاً لتغيير اتجاهه لتفادي الخطر الداهم، وأضاف الفريق أنّ ملاحظة هذه السلوكيات ودراستها تساعد الباحثين في تحسين آليات توجيه المنظومات الروبوتية.
وصنع فريق جامعة نورث ويسترن سيارة روبوتية تعمل باستخدام منظومة حوسبية لمحاكاة سلوكيات ذبابة الفاكهة أثناء الحركة.
وأُشركت هذه السيارة في نماذج افتراضية لسباقات السيارات لقياس قدراتها المختلفة، وتبين من خلال الدراسة أنّ السيارات الروبوتية تستطيع التحرك ذاتياً وفق أنماط تتشابه مع أنماط طيران ذباب الفاكهة، ولكن في حين أنّ ذباب الفاكهة استطاع تحسين أدائه بمرور الوقت وتكرار التجارب بحيث تتعلم انتهاج استراتيجيات توجيه أكثر كفاءة، فإنّ السيارات ذاتية القيادة ظلت تفتقر إلى المرونة والقدرة إلى اتخاذ قرارات سريعة أثناء الحركة.
حواسيب قد تساعد المصابين بالشلل على التحكم في الهواتف عن بُعد
أصدرت شركة نيورالينك، المملوكة للملياردير التقني إيلون موسك والمعنية بإنتاج حواسيب التفاعل الدماغي المباشر، مقطعاً للفيديو تزعم فيه أنه يُظهر قرداً يلعب بلعبة فيديو «بونغ» باستخدام عقله! تُرسل إشارات دماغ القرد لاسلكياً إلى الحاسوب المقابل عبر جهاز مزروع في القرد.
وتأمل الشركة المطورة للتقنية الجديدة أن تسمح نفس الواجهة في المستقبل للأشخاص العاديين الذين يعانون من حالات عصبية بالتحكم في الهواتف أو الحواسيب عن بُعد، حسب «بي بي سي». وأفاد أحد الخبراء أن عدم الاستعانة بالأسلاك في تجربة القرد يشكل تقدماً كبيراً، لكن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لمواصلة العمل.
ولقد جرى تلقين قرد يُدعى «باجر» من فصيلة المكاك كيفية ممارسة لعبة الفيديو عن طريق عصا التحكم، وكوفئ القرد على الاستجابة بحصوله على عصير الفاكهة. وخلال نفس العملية، سجل جهاز نيورالينك المعلومات ذات الصلة بالخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في الحركات التي يقوم بها القرد. ثم فُصلت عصا التحكم عن الجهاز، واستمر القرد باجر في التحكم في اللعبة بعقله فحسب.
كتب الباحثون يقولون: «تدور مهمتنا حول بناء نظام إكلينيكي آمن وفعال للتفاعل الدماغي الحاسوبي، ذلك الذي يعمل بطريقة لاسلكية وقابل للزرع تماماً»، وأضافوا: «الهدف الأول يكمن في منح الحرية الرقمية للأشخاص المصابين بالشلل، حتى يمكنهم التواصل بسهولة كبيرة عبر التراسل النصي، ومتابعة اهتماماتهم على الإنترنت، والتعبير عن إبداعاتهم من خلال التصوير الفوتوغرافي والفنون، وربما المقدرة على الاستمتاع بألعاب الفيديو كذلك».
وقال فريق الباحثين بعد ذلك: «يمكن استخدام النظام الجديد في استعادة الحركة الجسدية للمصابين بالشلل، وذلك عن طريق استخدام الرابط بين الدماغ والحاسوب في قراءة الإشارات الدماغية والتي يمكن الاستعانة بها في تحفيز الأعصاب والعضلات في الجسم». غير أن العملية تحتاج إلى المزيد من المراجعة والتحسين.
وأفاد فريق الباحثين أيضاً: «نعمل من خلال تجربة القرد على قياس وحدة فك التشفير عن طريق تخطيط أنماط النشاط العصبي لحركات عصا التحكم الفعلية. وبرغم ذلك، لن نستطيع استخدام مثل هذا الأسلوب مع الأشخاص المصابين بالشلل حتى الآن».
جاء رد فعل إيلون موسك على تلك التجربة جريئاً كالمعتاد، إذ غرد قائلاً: «أول منتجات شركة نيورالينك سوف يمكن الشخص المصاب بالشلل من استخدام هاتفه الذكي بعقله فقط وبصورة أسرع من أي شخص آخر يستخدم نفس الهاتف بأصابعه»، وتابع يقول: «المرحلة التالية أن نرى على سبيل المثال مصاباً بالشلل النصفي يتمكن من القيام والمشي مرة أخرى».
الساعات السويسرية الفاخرة تخوض تحدي التحوّل الرقمي
اختار منظمو معرض جنيف للساعات الفاخرة حلاً راديكالياً يتمثل في إقامة المعرض بنسخة افتراضية بالكامل لهذا العام في موعده، بعد إلغائه السنة الماضية بسبب الجائحة. ويمكن لمحبي الساعات الجميلة التسمر أمام شاشاتهم لمتابعة منصة «ووتشز أند ووندرز»، من أجل اكتشاف أحدث الابتكارات المقدمة من 38 ماركة عالمية مشاركة في الحدث الذي يستمر حتى 13 أبريل (نيسان).
ويزخر الحدث هذا العام بمنتجات لافتة، بينها ساعات «شانيل» بألوان زاهية مستوحاة من عالم الموسيقى الإلكترونية في التسعينات، وساعة «رولكس» مع قرص مصنوع من حطام نيزك، وسوار مصنوع من مادة جديدة مؤلفة بنسبة 40 في المائة من مواد نباتية متأتية من بقايا التفاح المستخدم في الصناعات الغذائية في أحد الطرازات الكلاسيكية لدى «كارتييه» التي تخوض غمار اقتصاد التدوير.
ويقول إدوار ميلان رئيس شركة «إتش موسر» السويسرية المصنعة للساعات، لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه النسخة الافتراضية من المعرض تشكل «مناسبة جيدة للتعلم». وهو يتوقع أن يتعمم تنظيم الأحداث الافتراضية على نطاق واسع في المستقبل، حتى بعد طي صفحة الجائحة. ويقول: «هذا لن يحل أبداً محل المعارض والعقود الموقعة شخصياً. لكنه يتماشى مع متطلبات العصر».
عندما أدرك أن الأزمة الصحية ستطول، قرر هذا الأربعيني التركيز على الأدوات الرقمية، ليُدخل هذه الماركة العريقة التي أسسها سنة 1828 هنريتش موسر مصنع الساعات السويسري الذي حقق ثروة في سان بطرسبرغ بالتحالف مع صائغ القياصرة «فابرجيه».
ويقول: «اشترينا كاميرات وأنواراً وأقمنا استوديو في المصنع، مع ديكورات شبيهة بتلك المستخدمة في مواقع التصوير السينمائي»، مما يتيح إنتاج محتويات عالية الجودة لعرضها على «إنستغرام»، وتنظيم زيارات افتراضية للمصنع وحتى إقامة اجتماعات على «زوم».
وتتوجه هذه الماركة التجارية إلى هواة الجمع، وهي تنتج نحو 1500 ساعة تباع سنوياً بمعدل 35 ألف فرنك سويسري (نحو 38 ألف دولار) للقطعة الواحدة.
غير أن تنظيم الحدث بنسخة افتراضية بالكامل يفقده بعض رونقه، بحسب غيوم دو سين أحد مديري دار «هيرميس».
ويشيد رئيس اتحاد صناعة الساعات السويسرية جان دانيال باش بالقدرة على الاستمرار بالمعرض رغم القيود الصحية، بعد سنة صعبة على قطاع صناعة الساعات. ففي العام الماضي، تراجعت صادرات سويسرا من الساعات بنسبة 21.8 في المائة مقارنة مع 2019. مسجلة 17 مليار فرنك سويسري (18.3 مليار دولار)، وفق إحصائيات الاتحاد السويسري للساعات.