أعلن 12 نادياً كبيراً في أوروبا إطلاق دوري السوبر الانفصالي لكرة القدم بقيادة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، رغم وجود معارضة على نطاق واسع من عناصر داخل اللعبة وخارجها.
ويهدف هذا التحرك، الذي واجه انتقادات حادة من سلطات كرة القدم ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى منافسة دوري أبطال أوروبا.
إطلاق دوري السوبر الأوروبي
وقالت المنظمة التي تدعى دوري السوبر في بيان إن من بين الأندية المؤسسة ستة من الدوري الإنجليزي الممتاز – مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وأرسنال وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير – بالإضافة إلى قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة وإنتر ميلان ويوفنتوس وميلان الإيطاليين.
وأضاف البيان أن الدوري يستهدف بدء منافساته “بأقصى سرعة ممكنة” وستحصل الأندية المؤسسة على 3.5 مليار يورو (4.19 مليار دولار) “لدعم خطط الاستثمار في البنية التحتية ومواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا”.
وقال بيريز رئيس دوري السوبر: “سنساعد كرة القدم على كل المستويات وسنصل بها إلى مكانتها الصحيحة في العالم. كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تضم أكثر من أربعة مليارات مشجع ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغباتهم”.
ويخطط دوري السوبر إلى إضافة ثلاثة فرق أخرى كأندية مؤسسة للمسابقة ثم اللعب بمشاركة 20 نادياً على أن تتأهل خمسة فرق سنوياً “بناء على إنجازاتها في المواسم السابقة”.
وأضاف البيان أن هناك نية لإقامة دوري سوبر للسيدات أيضاً بعد بدء وإقامة منافسات الرجال.
وسينص نظام المسابقة الجديدة على اللعب بنظام المجموعتين وتضم كل مجموعة عشرة فرق وستلعب كل الفرق بنظام الذهاب والإياب على أن تتأهل أول ثلاثة فرصة من كل مجموعة إلى دور الثمانية. وستقام مواجهات فاصلة بين فرق المركزين الرابع والخامس في المجموعتين لاستكمال فرق دور الثمانية.
وقال أندريه أنييلي رئيس يوفنتوس، ونائب رئيس دوري السوبر الجديد، إن هذا التحرك سيضمن مستقبل اللعبة على المدى البعيد.
وأضاف: “تملك الأندية المؤسسة البالغ عددها 12 نادياً مليارات المشجعين حول العالم و99 لقباً أوروبياً. لقد اتحدنا معاً في هذه اللحظة الحاسمة، حتى نسمح بتحول في المنافسة الأوروبية ونضع اللعبة التي نحبها على طريق مستقر من أجل مستقبل طويل الأجل، وبالتالي سيزيد التضامن وسنمنح المشجعين واللاعبين الهواة عدداً منتظما من المباريات القوية التي تشبع ولعهم باللعبة مع تقديم نماذج تحتذى بالنسبة لهم”.
ويأتي هذا الإعلان قبل يوم واحد من عقد اجتماع في اليويفا لمناقشة تغيير شكل منافسات دوري الأبطال.
ردود فعل غاضبة
من جانبه، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) أنه يرفض إقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي.
وقال الفيفا في بيان “وفقاً لهذه الخلفية، فإن الفيفا لا يمكنه إلا التعبير عن رفضه لإقامة دوري أوروبي انفصالي مغلق خارج إطار كرة القدم الدولية.
بدوره قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” في بيان مشترك مع اتحادات وروابط الدوري في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا: “نود التأكيد على أننا، يويفا والاتحاد الإنجليزي والاتحاد الإسباني والاتحاد الإيطالي ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة الدوري الإسباني ورابطة الدوري الإيطالي فضلاً عن فيفا أيضاً، وكل الاتحادات الأعضاء، متحدون في جهود إيقاف هذا المشروع المعيب، وهو مشروع أساسه المصلحة الشخصية لعدد قليل من الأندية في وقت يحتاج المجتمع إلى التضامن أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف البيان: “سننظر في جميع التدابير المتاحة لنا على جميع الأصعدة، سواء القضائية أو الرياضية، من أجل منع حدوث ذلك”.
وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: “من المؤكد أن هذا يضر بكرة القدم الإنجليزية والأوروبية على كافة الأصعدة ويهاجم مبادئ المنافسة المفتوحة والجدارة الرياضية التي تعتبر أساسية للرياضة التنافسية”.
فيما قال الرئيس التنفيذي للاتحاد الألماني لكرة القدم: “الاتحاد الألماني يعارض أي فكرة لإقامة دوري سوبر أوروبي، المصالح الاقتصادية لعدد قليل من أندية القمة في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، لا يجب أن تؤدي لإلغاء الهياكل القائمة في كرة القدم الأوروبية نتيجة لذلك”.
ودخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الخط، وقال في بيان: “يرحب رئيس الجمهورية بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية”.
كل ما تريد معرفته عن دوري السوبر الاوروبي
ظهرت الى العلن المبادرة التي قام بها 12 نادياً اوروبياً من الدوريات الكبرى، باطلاق مسابقة دوري “السوبر الاوروبي” European Super League التي كانت مجرد فكرة قبل سنوات قليلة. وقد خصص موقع “سكاي سبورتس” مقالاً تضمن كل المعلومات المتوافرة حتى الآن عن هذا الموضوع، وفق اسئلة واجوبة ترجمتها صحيفة “السبورت الالكترونية”..
ما هي الفكرة، وما هو سر توقيتها؟
توافق 12 نادياً اوروبياً عريقاً على انشاء منافسة تقام في بحر الاسبوع وتدعى “دوري السوبر الاوروبي”، وتديرها “الاندية المؤسسة”، لمنافسة دوري الابطال.
اما بالنسبة الى التوقيت، فتشيرالاندية الى ان وباء كورونا سرّع في عدم استقرار النظام الاقتصادي للكرة الاوروبية، كما ان الاندية المعنية كانت ترغب منذ سنوات، في تحسين نوعية المنافسات الاوروبية الحالية في كل موسم، وانشاء هيكلية للاندية الكبرى ولاعبيها للتنافس بشكل منتظم.
من هي الاندية المعنية؟
من انكلترا: مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، ليفربول، ارسنال، تشيلسي وتوتنهام.
من ايطاليا: ميلان، انتر ميلانو، يوفنتوس.
من اسبانيا: ريال مدريد، برشلونة، اتلتيكو مدريد.
وهذه الاندية كلها باتت “الاندية المؤسسة” التي ستدير المسابقة، ومن المتوقع ان تنضم اليها ثلاثة اندية جديدة قبل بداية الموسم الذي سيكون “في اقرب وقت ممكن عملياً”. ووفق ترجمة صحيفة “السبورت الالكترونية”، لم ينضم بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان الى هذه المسابقة. مع الاشارة الى ان المنافسة ستشمل 20 نادياً بما فيها الاندية الـ15 المؤسسة، و5 اندية تتأهل سنوياً، تنقسم الى مجموعتين من 10 اندية لكل منهما تخوض مباريات وفق نظام الذهاب والاياب كل سنة.
كيف ستخاض المباريات؟
بعد انتهاء مباريات كل مجموعة التي تبدأ في شهر آب/ اغسطس، تتأهل 8 فرق للدورالتالي ( الثلاثة الاول تتأهل تلقاياً الى الدور ربع النهائي، اما الرابع والخامس من كل مجموعة فسيتنافسون مع بعض ذهاباً واياباً ليتأهل فريقان) الذي يشهد خروج الخاسر بنظام الذهاب والاياب ايضاً للوصول الى مباراة نهائية واحدة في شهر ايار/ مايو ، وستلعب المباريات في بحر الاسبوع مع بقاء اندية كلها ضمن منافسات الدوريات الاوروبية المحلية.
من سيموّل المسابقة؟
تعهد مصرف “جاي بي مورغان” الاميركي بدفع مبلغ يصل الى 5 مليارات دولار لتمويل المشروع، ولفتت الاندية الـ12 الى ان “الاندية المؤسسة” ستتلقى 3.5 مليار يورو تخصص لدعم خطط البنية التحتية الاستثمارية ولمواجهة تداعيات وباء كورونا.
ما هي ردود الافعال؟
لم يلق المشروع ترحيباً من الاتحادات المحلية الاوروبية، ولو ان الاندية كانت اشارت الى رغبتها في التحدث مع “الفيفا” و”اليويفا” للعمل معاً من اجل تفعيل هذه المسابقة وكرة القدم بشكل عام.
الاتحاد الاوروبي اصدر بياناً مشتركاً مع الاتحاد الانكليزي والدوري الانكليزي والاتحاد الاسباني والدوري الاسباني والاتحاد الايطالي والدوري الايطالي هدد فيه بمنع الفرق المشاركة في المنافسة الجديدة من اللعب في الدوريات المحلية والعالمية وبمنع اللاعبين من تمثيل بلادهم، وتم التهديد برفع دعاوى قضائية وتدابير رياضية قاسية لان المسابقة ستدمر حدود المنافسة المفتوحة، لان مشجعي الفرق كافة يأملون في ان ينافس فريقهم فرقاً كبيرة وعريقة، فيما الـ”سوبر ليغ” يدمر هذا الامل.
