أحداث القدس: “تباهي حماس بأسلحتها في غزة قد يعود ليطاردها” – الغارديان
قبل 7 ساعة
لا تزال الصحف البريطانية مهتمة بتحليل جولة القتال الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين وكيف طوّرت حركة حماس قدراتها العسكرية وما يعنيه ذلك على مستقبل الصراع بين الطرفين.
ونبدأ من صحيفة التلغراف التي نشرت موضوعا تحت عنوان “كيف اخترقت حماس درع القبة الحديدية الشهير لإسرائيل” كتبه مراسلها في الشرق الاوسط كامبل ماكديارميد ومراسلها جيمس روثويل من تل أبيب.
ونقلت الصحيفة تساؤلات واجهها الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء حول ما إذا كان نظام دفاعه الصاروخي المعروف بالقبة الحديدية بحاجة إلى تحديث، بعد مقتل خمسة مدنيين إسرائيليين في ضربات صاروخية.
وأشارت الى ان النظام، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إن معدل اعتراضه يبلغ 90 في المئة، تجنب بالفعل خسائر فادحة في الأرواح.
لكنّ محللين إسرائيليين قالوا يوم الأربعاء إن “مصادر استخباراتية كانت بدأت بالتحذير منذ بعض الوقت” من أن حماس حسنت بشكل كبير أسلحتها لدرجة أنها قد “تخترق درع القبة الحديدية”، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن محلل الشؤون الاستخباراتية في جيروزاليم بوست، يونا جيريمي بوب، قوله في مقال يوم الأربعاء إن “القبة الحديدية كانت تعاني دائماً من نقاط ضعف”، في إشارة إلى معدل نجاح النظام. لكنه أكد أن ذلك لا يعني أن القبة الحديدية لم تعد فعالة.
وأضاف: “إذا كان لدى حماس المزيد من تلك الصواريخ طويلة المدى، فقد يؤثر ذلك على خطط إسرائيل لهذه الجولة من العنف وخاصة مسألة المدة التي تريدها أن تستمر فيها”.
وقال العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي إن القبة الحديدية تعمل على النحو المنشود: “تم تصميم النظام لأحداث أكبر بكثير”. وأضاف: “يمكن للقبة الحديدية التعامل مع حجم هائل من الصواريخ”.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس “عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين كان من الممكن أن يكون أكبر بكثير لولا نظام القبة الحديدية الإسرائيلي”.
وقال ستيفن واغنر، وهو محاضر في الأمن الدولي في جامعة برونيل لندن، للصحيفة: “إن دفاع القبة الحديدية الإسرائيلي الصاروخي، على الرغم من كونه فاتناً، يجب أن يكون أيضًا تذكيرًا صارخًا بعدم تناسق هذا الصراع”. وأضاف: “ذخيرة حماس بسيطة ورخيصة ويمكن أن تخترق من حين لآخر نظاما دفاعيا أنفق عليه بملايين الدولارات بتمويل من الولايات المتحدة”.
وتشير الصحيفة الى أن العدد الهائل من الصواريخ التي في أيدي المقاتلين، والتي تم إنتاجها بتكلفة بضع مئات من الدولارات لكل منها، يمكن أن تشكل تهديدًا على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض ما يقدر بنحو 50 ألف دولار، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، تقول إسرائيل إنّ “نظامها الدفاعي المكلف يستحق كل بنس” بحسب الصحيفة.
“تباهي حماس بأسلحتها في غزة قد يعود ليطاردها”
ومن صحيفة الغارديان نتابع مقالا لبيتر بومونت قال فيه “جولات القتال والعنف بين حماس وإسرائيل في غزة في السنوات الاثنتي عشرة الماضية، أظهرت أنّ جهود حماس والجهاد الاسلامي في استهداف إسرائيل من داخل قطاع غزة كانت غير فعالة تماماً، إذ كانت جهودهما بدائية”.
لكنّ مراسل الصحيفة يقول إنّ “شيئاً ما تغير هذه المرة. ففي الساعات الأولى من القتال الحالي، بدت الجماعات المسلحة في غزة أكثر فاعلية وتصميماً”.
إذ وجهوا “إنذاراً لإسرائيل ثم أطلقوا وابلاً ضخماً من الصواريخ في محاولة للتغلب على نظام القبة الحديدية الدفاعي المضاد للصواريخ – الذي يعترض عادةً ما بين 85٪ و 95٪ من الصواريخ – مما تسبب في وقوع إصابات ووفيات”.
وتقول الصحيفة ان ذلك دفع البعض للتساؤل عما إذا كانت حماس قد فهمت حدود القبة الحديدية.
وأشارت الى انه خلال العام الماضي “وفي خطوة غير عادية، شاركت حماس تفاصيل مشترياتها من الأسلحة مع برنامج على قناة الجزيرة وبدا أن هدفه الرئيسي هو إظهار كيف أن الجهود التي تبذلها إسرائيل ومصر، على الحدود الجنوبية لغزة، لم تمنعها من إعادة بناء ترساناتها”. وتقول ان ذلك يفترض انه تم بمساعدة من سوريا وإيران/ بحسب الصحيفة.
وتعتبر الغارديان انه وبالرغم من ذلك، فإنّ هذا التفاخر قد يعود ليطارد حماس والجهاد الإسلامي لاحقاً.
واعتبرت أن المهم هذه المرة هو إمدادات صواريخ كورنيت عالية الدقة المضادة للدبابات التي حصلت عليها حماس واستخدمت واحدة منها يوم الأحد لاستهداف سيارة إسرائيلية بالقرب من حدود غزة. وأطلقت ثانية في وقت مبكر من يوم الأربعاء على سيارة دفع رباعي، مما أسفر عن مقتل أحد الركاب وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. واعتبرت أنّها بذلك “أعطت رسالة واضحة حول ما قد تواجهه القوات الإسرائيلية التي تدخل غزة”.
وتقول الصحيفة انّ “كل ذلك يساهم في ديناميكية خطيرة للغاية، حتى لو أرادت حماس التفاوض على إنهاء العنف كما يقترح البعض، بمن فيهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، فإن الضغط السياسي في إسرائيل يمكن أن يعمل ضدها”.
“أي بناء جديد هنا قد يدمر في الجولة المقبلة من القتال”
وفي صحيفة التايمز، كتب مراسل الصحيفة في غزة، نزار صداوي، عن تجربته خلال الأيام الماضية من القتال واستهداف إسرائيل لثلاث بنايات”لا أحد يعرف لماذا استهدفت” في قطاع غزة بحسب قوله.
وقال إنه خلال الليلة الماضية، بدأ المبنى الذي يقيم فيه يهتز بعد أن تمّ استهداف برج السوسي، على بعد حوالي 500 متر من مكان إقامته.
وأضاف: “لا أحد يعرف ماذا أو من كان في المبنى لجعله هدفاً. إنه سكني بشكل أساسي – فيه 120 شقة – ولكن فيه أيضاً شركات، بما في ذلك مدارس لتعليم اللغات”.
وتحدث أيضاً عن استهداف برج الجوهرة المكون من تسعة طوابق وسط مدينة غزة. وقال إن هذا المبنى “لا يوجد فيه سوى السكان وبعض المكاتب الإعلامية، وكانت الطوابق العليا مليئة بالصحفيين الذين اضطروا لإخلائه”.
أما المبنى الثالث فكان برج هنادي، وهو أعلى مبنى في غزة والذي استهدف يوم أمس. ويقول إن “إسرائيل تقول إنّ المسلحين كانوا يعيشون فيه، لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فمن الواضح أنهم لا يهتمون بالسكان الآخرين”.
وقال مراسل التايمز: “ذكّرت المشاهد اليوم الناس بحرب عام 2008. بدأت بنفس الطريقة – استهدفوا جميع المباني الرسمية، وهو ما فعلوه هذه المرة”.
وأضاف: “لكن بعد ذلك استهدفوا كل مكان. شهد الجميع في غزة غارات جوية وصواريخ، سواء في الأراضي الزراعية أو المباني المدنية أو مواقع المسلحين أو مواقع البناء أو المكاتب”.
وقال: “كانت بعض المناطق التي قصفت اليوم أفضل حالاً وأكثرها من الطبقة المتوسطة وبعض المباني كانت جديدة، وهو أمر محزن لمن قاموا ببنائها”.
وختم مقاله قائلاً: “لكن هذه هي المشكلة – إذا قمت ببناء شيء جديد هنا، فليس هناك ما يضمن عدم تعرضه للقصف في الجولة التالية من القتال”.
هل تقف المنطقة على حافة حرب إقليمية؟ – صحف عربية
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
12 مايو/ أيار 2021
علّقت صحف عربية على المواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على خلفية أحداث العنف التي تجري في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وقيام الفصائل الفلسطينية في غزة بقصف بلدات إسرائيلية بالصواريخ وقصف إسرائيل أهدافا في غزة بالطائرات.
وحذر عدد من الكُتاب من أن المنطقة تقف على حافة حرب إقليمية في ظل تبادل القصف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
واعتبر عدد آخر أن “الانتفاضة” الحالية كشفت للدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل أنها “واهمة” وأن الأحداث الأخيرة عرّضت اتفاقات السلام مع إسرائيل إلى “الموت الحتمي”.
وفي المقابل، دافع كُتاب إماراتيون عن “الخطوة التاريخية” التي اتخذتها الإمارات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل وأن بلادهم لم تتخلْ يوما عن القضية الفلسطينية وأنها أرادت “إرساء سلام حقيقي في المنطقة يعود ثماره على الجميع”.
“المقاومة الشعبية”
يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، إن “فصائل المقاومة… باتت تتبنى خطة قتالية عملياتية جديدة عنوانها الرئيسي استخدام صواريخ ‘السجيل’ المزودة برؤوس متفجرة، ذات قدرة تدميرية عالية جدا، وبكثافة ضخمة، ومزودة بأجهزة تضليل متطوّرة، قادرة على تجاوز القبب الحديديّة والوصول إلى أهدافها بدقّةٍ مُتناهية”.
ويرى أن “المشهد الجديد ما زال في بداياته، والمُواجهة الكُبرى ربما باتت وشيكة، فنحن على أبواب انتفاضة مسلحة قد تستمر أشهرا، انتفاضة على غِرار الانتفاضة المسلحة الثانية، مع فارق أساسي أنها مدعومة بالصواريخ وليس بالحجارة والأسلحة الفردية فقط، وقد تفتح الأبواب أمام انتقالها، أي الصواريخ، من قطاع غزة إلى الضفة الغربيّة، وهُنا مقتل الدولة العبريّة الحقيقيّ وبَدء العدّ التنازليّ لنهايتها”.
وتقول جريدة “القدس” الفلسطينية: “المقدسيون الذين يواجهون شرطة قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الفضيل، إنما يعيدون بذلك الاعتبار للمقاومة الشعبية التي تتغنى بها كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، دون أن يتم تجسيد ذلك على أرض الواقع، فجاء المقدسيون ليقولوا كلمتهم بعد أن ملوا الانتظار من قياداتهم الذين لم يحركوا ساكنا ويتغنون بالأقوال وبيانات الشجب والاستنكار التي لا تنفع مع احتلال احلالي استيطاني غاشم”.
وتضيف الجريدة في افتتاحيتها: “المطلوب حاليا بعد ما قدمه ويقدمه المقدسيون الذين توحدوا في ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال تستفيد كافة القوى والفصائل وكذلك السلطة الفلسطينية من هذه التجربة عميقة الدلالات والعبر وتجاوز مرحلة إلغاء الانتخابات، والعمل على وضع استراتيجية عمل موحدة عمادها المقاومة الشعبية التي هي السبيل المتاح حاليا لمواجهة غطرسة دولة الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومنازلنا”.
ويرى عمر حلمي الغول في “الحياة الجديدة” الفلسطينية أن “هبة القدس العظيمة… حملت دلالات وأبعادا سياسية وقانونية وكفاحية عدة، أهمها: أولا أكدت للقاصي والداني في العالم كله، أن القدس لأبنائها الفلسطينيين العرب، وهي عاصمة دولتهم الأبدية، وأن المساس بها وبهويتها وتاريخها ومستقبلها يهدد بعواقب غير محمودة، ولا يمكن إلا أن تكون للشعب الفلسطيني”.
“مشاريع التطبيع”
وانتقد محمد سليم قلالة في “الشروق” الجزائرية الدول العربية التي طبّعت علاقتها مع إسرائيل، قائلا إن أحداث القدس الأخيرة “كشفت للمُطَبِّعين المتحالفين مع مغتصب الأرض والعرض أنهم واهمون في مسعاهم، صغار في مواقفهم، غير قادرين على أن يصدحوا بكلمة حق لنصرة أقدس مقدسات شعوبهم”.
ويضيف: “إنه زمنُ بداية انتصار الشعب الفلسطيني على عدوه الغاشم وليس أبدا زمن الهزيمة والانكسار. لقد انتصرت قوة الموقف هذه المرة على موقف القوة في القدس الشريف، والأهم من ذلك كشفت محدودية ووهم مشروع المُطبِّعين”.
ويقول رشيد حسن في “الدستور” الأردنية: “إن روعة أهلنا الثائرين في القدس والأقصى… تتجلى في رفض الخطاب العربي- الإسلامي الرسمي القائم على التنديد والاستنكار فقط، ودعوتهم الصريحة للأشقاء بوقف التطبيع وقطع العلاقات مع العدو”.
ويرى أن “انتفاضة القدس المجيدة وضعت الدول العربية أمام مأزق خطير، ووضعت الأمة كلها أمام حقيقة الحقائق هي: إما الوقوف مع القدس والأقصى والحفاظ على هويتهما العربية- الإسلامية وإنقاذهما من التهويد، وإما الاستمرار في التطبيع وتصديق الرواية الصهيونية القائمة على الإفك والكذب والتزوير”.
ويضيف: “طريقان لا ثالث لهما، فإما أن نكون أو لا نكون”.
وفي الجريدة نفسها، يقول فارس الحباشنة: “المواجهات الأخيرة عرضت كل اتفاقيات السلام إلى الموت الحتمي وإعلان دفنها، وأسقطت وعرت كل محاولات ومشاريع التطبيع مع إسرائيل”.
“حروب الشتائم”
وفي “البيان” الإماراتية، دافعت رئيسة التحرير منى بوسمرة عن موقف بلادها في توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
وقالت: “ما تسعى إليه الإمارات من خلال معاهدة السلام مع إسرائيل، جاء في مسار واضح وجلي للجميع، يتطلع إلى إرساء سلام حقيقي في المنطقة تعود ثماره على الجميع، دولا وشعوبا، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أوقفت المعاهدة، ضمن أولى نتائجها الإيجابية، مشروع ضم إٍسرائيل لأراضيه”.
وأضافت: “كانت الإمارات في خطوتها التاريخية هذه، تضع في أولويات رؤيتها ضمان فتح الطرق أمام استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة غير منقوصة وفق ما نصت عليه الشرائع الدولية، وبما يحقق حل الدولتين، وينهي حالة الصراع الطويلة التي أنهكت المنطقة وشعوبها، وأخرت تنميتها وازدهارها”.
وقالت الكاتبة: “تدرك الإمارات أن العمل الجاد والمخلص وحده القادر على نصرة الحقوق العادلة، وأن استنفاد الطاقات في غير ذلك من الصراعات الجانبية وحروب الشتائم، لا تثمر إلا أسباب القطيعة والتفرقة، عربيا، وضياع الجهود، واستغلال معاناة الشعوب لحسابات ضيقة وأجندات مشبوهة”.
وأضافت أن هذا “هو ما تبتعد عنه الإمارات في نهج إيجابي يصبو إلى مواقف موحدة وواقعية لتحقيق الأهداف المنشودة في ترسيخ دعائم قوية لاستقرار المنطقة، تعود بنتائج وتأثيرات إيجابية لصالح الجميع في سلام دائم يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة الصراع الطويلة التي دفعت المنطقة كلفتها باهظا”.