غضب ويأس بالعراق من حريق مستشفى لمرضى كورونا.. حصيلة الضحايا بازدياد ومآسي الحادثة تتكشف أكثر

ساد غضب ويأس، الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، في العراق، غداة الحريق المروع الذي اندلع في مستشفى الحسين بمدينة الناصريّة جنوب البلاد، ويُعالج فيه مرضى بفيروس كورونا، فيما واصلت حصيلة الضحايا ازديادها منذ صباح اليوم.
حتى الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، وصل عدد ضحايا حريق المستشفى إلى 73 شخصاً، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصدر طبي، فيما وصل عدد المصابين إلى 100.
سلطت هذه الحادثة المأساوية مجدداً الضوء على سوء الإدارة الحاصل في قطاع الصحة في البلاد، بعد شهرين ونصف الشهر على مأساة مماثلة وقعت في بغداد.
أثارت الكارثة ردود أفعال غاضبة على الفور، فخرج مئات الليلة الماضية أمام مستشفى الناصرية وهم يهتفون: “السياسيين حرقونا”!.
كذلك تعالت صيحات المحتجين متهمة المسؤولين بالفساد والإهمال وضعف الأمن، وقال ياسر البراك، الأستاذ في جامعة الناصرية، لوكالة الأنباء الفرنسية: “مرة أخرى يثبت السياسيون فشلهم في إدارة البلاد فما أن نستفيق من مأساة يذهب ضحيتها ناس أبرياء حتى نصحو على مأساة جديدة تزيد محنة الإنسان العراقي يوماً بعد آخر”.
تجددت الاحتجاجات في مدينة الناصرية، صباح الثلاثاء، وأغلق خلالها السكان طرقاً مؤدية الى الكثير من المستشفيات وعلقوا لافتات كتب عليها “مغلق بأمر الشعب”، مطالبين بنقل المرضى إلى مستشفى تركي جديد يضم 500 سرير تولت تركيا بناءه بأموال عراقية وافتتحه الكاظمي في حزيران/يونيو، لكنه مازال غير مستخدم حتى الآن.
قال شاب من بين المحتجين للوكالة الفرنسية: “على الدولة اتخاذ التدابير المطلوبة في مثل هكذا الأماكن التي تتعلق بحياة الناس، التصدي للفاسدين لوضع حد لهذه المآسي”.
أيضاً تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق ردود أفعال تُظهر اليأس المنتشر، بينها تغريدة تقول “كل شهر نفس الفظاعة في العراق، يمكنني أنسخ وألصق تغريداتي فقط”!.

آلام كبيرة
وترك الحريق الضخم في المستشفى مشهداً مؤلماً في المكان بعد منتصف ليل الإثنين، مع ملابس وأغطية متناثرة وقد توجه إلى المكان متطوعون من السكان محاولين إنقاذ المرضى وإخلاءهم بين ألسنة اللهب.
تحولت أسقف وجدران تلك الوحدة التي أنشئت قبل أشهر قليلة بجوار المستشفى، إلى ركام تغطيه آثار الدخان. واحتاجت فرق الإطفاء إلى ساعات لإخماد الحريق.
على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت مقاطع فيديو مؤلمة، أحدها لشرطي يذرف الدموع بعدما انهار عند سماعه بوفاة اثنين من أقاربه في الحريق.
وشهدت محافظة ذي قار وعاصمتها مدينة الناصرية، صباح الثلاثاء، مواكب تشييع لضحايا قضوا في الحريق.
تم في أحد هذه المواكب تشييع ست ضحايا من عائلة واحدة، هم امرأتان وثلاثة أشقاء وابن عمهم، في قضاء الدواية شرق الناصرية، بحسب الوكالة الفرنسية.
وعلى الرغم من أنه لم تصدر بعد رواية رسمية عن سبب الحريق في المستشفى، فإن الترجيحات بأن يكون سبب الحريق انفجار أسطوانات أوكسجين.
عقب حادثة أمس الإثنين، أوقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مدير دائرة صحة ذي قار ومدير مستشفى الناصرية، كما أعلن حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام، إلا أن هذه التدابير قد لا تكون كافية للحد من غضب العراقيين الذين يعيشون معاناة أصلاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ونقص الخدمات.
لقي أكثر من 70 شخصا حتفهم، وأصيب 66 آخرون، بعد اندلاع حريق في جناح عزل فيروس كورونا في مستشفى بمدينة الناصرية العراقية.
ويعاني جزء كبير من نظام الرعاية الصحية في العراق من حالة سيئة بعد سنوات من الصراع، وكان أقارب الضحايا الغاضبون يحتجون خارج المنشأة.
ولا يعرف سبب الحريق في مستشفى الحسين بعد، لكن تقارير ذكرت أنه بدأ بعد انفجار خزان أكسجين.
وأمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالقبض على مدير المستشفى.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، في تغريدة على موقع تويتر، إن الحريق “دليل واضح على الإخفاق في حماية أرواح العراقيين، وقد حان الوقت لوضع حد لهذا الفشل الفادح”.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مكان الحادث، واشتعلت النيران في مركبتين للشرطة بسبب ذلك.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤولين طبيين قولهم إن الجناح الجديد يتسع لـ70 سريرا، وإنه بني قبل ثلاثة أشهر فقط. وقال مسؤول صحي إن 63 شخصا على الأقل كانوا بالداخل عندما اندلع الحريق.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أحد حراس المستشفى قوله: “سمعت انفجارا كبيرا داخل عنابر فيروس كورونا، ثم اندلع حريق بسرعة كبيرة”. ولا تزال البحث عن الضحايا مستمرا.
وكان انفجار خزان أكسجين قد أدى في أبريل/نيسان إلى اندلاع حريق قتل فيه 82 شخصا على الأقل، وأصيب 110 آخرون في مستشفى بالعاصمة بغداد.
واستقال وزير الصحة، حسن التميمي، بعد هذا الحريق.
وأدى وباء فيروس كورونا إلى إجهاد الخدمات الصحية في العراق بشدة، وتعاني الهيئات الصحية بالفعل في البلاد منذ سنوات من عواقب الحرب والإهمال والفساد.
وتعرض 1.4 مليون شخص في العراق للإصابة بالفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن عدد من تلقى جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد في العراق بلغ أكثر من مليون شخص من بين عدد السكان البالغ 40 مليون نسمة.
-
-
عشرات القتلى والمصابين بعد اندلاع حريق بمستشفى ابن الخطيب لمرضى كوفيد-19 في العراق
25 أبريل/ نيسان 2021
-
-
حريق مستشفى ابن الخطيب: إيقاف وزير الصحة العراقي عن العمل إثر مقتل وإصابة العشرات
25 أبريل/ نيسان 2021