وطنُنا في أمان.. ورئيسُ البلادِ يَسهَرُ على مستقبلِ اللبنانيين وتُضنيه التحضيراتُ لذكرى الرابعِ من آب.. ذاك التفجيرِ المُدمّرِ الذي تجاهلَ نتراتِه قبلَ عامٍ واحد ولأنّ رئيسَ الجُمهورية “باله ليس معنا” ولا في حكومةِ البلد.. فقدِ اعتَمد تفريغَ وقتِه لهذهِ الذكرى وللمؤتمرِ الدَّوليِّ المُنعقدِ على نيةِ جَلدِ السياسيينَ اللبنانيين وللأسبابِ الموجِبةِ أعلاه قرّرَ الرئيس ميشال عون “خلعَ” الرئيسِ المُكلّفِ نجيب ميقاتي من بعبدا سريعًا بعدَ لقاٍء لم يَستمرَّ أكثرَ مِن نِصفِ ساعة.. ودفَعَه عن إدراجِ الاجتماع.. وطيرّه بنتيراتٍ متفجّرةٍ سياسيًا الى ما بعدَ الرابعِ مِن آب ويُحكى أنَّ هذا اللقاءَ الرابعَ اليومَ جاء مؤسِّساً للتصفياتِ النهائيةِ لأنّ الرئيسَ المكلّفَ لم يتجاوبْ في موضوعَينِ أساسيين: وزارةِ الداخلية.. والمداورة وفي ذكرى اسبوعٍ على التكليف.. كان ميقاتي يُحيي ذكرى أسبوعٍ على وفاةِ حكومتِه وهي جنين.. ويعلنُ مِن القصر بلا هَوادةٍ أنّ “مُهلة تشكيل الحكومةبالنسبة إليه ليست مفتوحة واللي بيفهم بيفهم” وقال: كنتُ أتمنّى وتيرةً أسرعَ حيثُ إنّ هناك قليلاً مِن البُطء معتبرًا أنّ المواطنَ اللبنانيَّ مَلّ الكلامَ عن المحاصصات وكأنّنا نتحدّثُ عن شِققٍ مفروشة فإما أن نتعالى كلُّنا أمامَ هذهِ المواضيع وإما سنَبقى في مكانِنا ولكي أتفادى أن نحرّكَ وَكرَ الدبابير، ونبدأَ بالاختلافات، انطلقتُ في مُهمتي من مبدأِ الحفاظِ على التوزيعِ المذهبيِّ والطوائفيِّ نفسِه الذي كان معتمداً في الحكومةِ السابقة، ولم أنطلق، لا مِن مبدأٍ طائفيٍّ ولا مذهبيّ ويقودُ كلامُ ميقاتي هذا الى أنّ النقاشَ معَ الرئيس عون لم يكن قد دخلَ في عمقِ النتيراتِ السياسية ِمِن وزيرَينِ مسيحيين وثلثٍ معطّل ولا يزالُ في مراحلِ التلحيمِ الأولى ومن المقرّرِ يومَ الخميسِ المقبل أن تندلعَ شرارةُ التفجيرِ لتقضيَ على العنبرِ الحكوميّ رقْم 2 بعدَ عنبر سعد الحريري ونحنُ هنا امامَ إهمالٍ وقَتلٍ قصديٍّ للشعبِ اللبنانيّ.. حيث لم يسمعْ رئيسُ الجمهوريةِ بدماءِ خلدة ولا باحتقانِها.. ولم يبلّغْه المستشارون الدستوريونَ والامنيون أننا مرَرنا بنفقٍ خطِر.. وليس أمامَ الرئيسِ ومعاونيهِ أيُّ تقاريرَ في المقابلِ عن تيارٍ كهرَبائيٍّ مقطوعِ الأسلاك.. وأنّ المياهَ مهدّدةٌ بعد أيامٍ بإقفالِ “الحنفيات”.. والأخطرُ أنّ مَرضى السرطان تبلّغوا اليومَ وقفَ العلاجِ الكيميائيِّ في عددٍ مِن المستشفيات اضافةً الى بلاغاتٍ أكثرَ خطراً عن غيابِ المستلزماتِ الطِّبيةِ وفِقدانِ الأدويةِ مِن الصيدليات .. بحيثُ أصبحَ المريضُ يَعتمدُ على الدعاءِ والاتكالِ على اللهِ وحدَه الشافي ومن بينِ كلِّ هذه الآلام.. يَشُقُّ الرابعُ مِن آبَ طريقَه الى ذكراهُ الاولى وسَطَ إضطرابٍ سياسيٍّ حجَبَ المسؤولينَ عن المحاكمة وزاد من حصاناتِهم فيما فجّر رئيسُ التيار الوطني الحر جبران باسيل أسئلةً على طريقِ آبَ وسأل: الانَ وبعدَ عامٍ على التفجير عن إدخالِ موادِّ نتيراتِ الامنيوم وإبقائِها وحفظِها والسهرِ عليها سبعَ سنوات ثمّ القيام بتهريبِها ولم يتطوّعْ باسيل لاعلانِ مسؤوليةٍ واحدةٍ عن هذهِ الجرائمِ المتمادية.. من مسؤولياتٍ يضطلعُ بها المديرُ العامُّ للجمارك المحصّنُ مِن التيارِ الى ابلاغِ رئيسِ الجُمهوريةِ في شهرِ تموز وإحالةِ الأمرِ الى المجلسِ الأعلى للدفاعِ مِن دونِ أن يَبُتَّ أحدٌ بانتزاع الفتيلِ المتفجر وربطًا بتحقيقات المرفأ يكشِفُ اليومَ عن تقرير كانت خَلَصَت إليه شُعبةُ المعلومات ويخلُصُ الى غيابِ أيّ آثارٍ من الموادِّ المتفجرةِ العسكرية، وإنما تَحتوي فقط على موادِّ نيتراتِ الامونيوم والكِبريت، وهي منَ الموادِّ القابلةِ للانفجارِ غيرِ العسكرية، إضافةً الى البارود من جرّاءِ المفرقعاتِ النارية، وغيرِها مِن الموادِّ والعناصرِ الكيميائية.